محتويات
- ١ الاستعانة على مصاعب الحياة بالصبر والصلاة
- ٢ الصلاة ميثاق بين العبد وربه
- ٣ المحافظة على الصلاة واجب في الحروب
- ٤ الصلاة طاهرة لا يقربها إلا الطاهرون
- ٥ الصلاة مكتوبة على المؤمن قبل الجهاد
- ٦ أحوال الجهاد تفرض قوانين أخرى للصلاة
- ٧ إقامة الصلاة تلزمها إقامة الطهارة
- ٨ العاصي لا يملك إلا محاولة الإفساد على الطائعين
- ٩ إقامة الصلاة مجلبة لرحمة الله
- ١٠ التوبة محلها القلب تُصدقها الجوارح
- ١١ صلاة الخوف مشروعة للمؤمنين
- ١٢ طريق الهدى يبدأ بالصلاة
الاستعانة على مصاعب الحياة بالصبر والصلاة
قال الله -تعالى- فيسورة البقرة: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ * أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}،[١] إنّ مصائب الحياة لا يتغلب الإنسان عليها إلا بالطاعات وطللب العون والصبر من الله.[٢]
الصلاة ميثاق بين العبد وربه
قال الله -تعالى- في سورة البقرة: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ}،[٣] الصلاة ليست خاصة بالمسلمين بل قد أخذ الله العهد على بني إسرائيل أن يقيموها، لكنّهم نكثوا في ذلك.[٤]
المحافظة على الصلاة واجب في الحروب
قال الله -تعالى- في سورة البقرة: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}،[٥]فلو جاءت الصلاة وكانت المعركة واحتدم ضرب السيوف لا بدّ من إقامتها بطريقة علمها الله لعباده المؤمنين.[٦]
الصلاة طاهرة لا يقربها إلا الطاهرون
قال الله تعالى في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}،[٧] فلو اعترض المسلم أي عارض أفسد طهارته الجسدية أو القلبية يجب أن يأتي بما يغسل عنه ذلك.[٨]
الصلاة مكتوبة على المؤمن قبل الجهاد
قال الله -تعالى- في سورة النساء: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّـهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}،[٩] لقد استأذن بعض المسلمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة حتى يأذن لهم بجهاد الكافرين، ولكنّه لم يأذن ولمّا كتب القتال عليهم تقاعس بعض منهم، ولكنّ أوائل المكتوب على المسلم هو الصلاة.[١٠]
أحوال الجهاد تفرض قوانين أخرى للصلاة
قال الله -تعالى- في سورة النساء: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا}.[١١]
ويُكمل سبحانه إرشاده للمؤمنين في كيفية صلاة الحرب: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا * فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتً}،[١٢] وبذلك يُعلم الله عباده كيفية الصلاة في الحرب.[١٣]
إقامة الصلاة تلزمها إقامة الطهارة
قال الله -تعالى- في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،[١٤] فعلّم الله -سبحانه- عباده أنّ الصلاة عبادة تلزمها الطهارة فعلمهم الله -عز وجل- كيفية الوضوء الصحيحة التي تصح بها إقامة الصلاة.[١٥]
العاصي لا يملك إلا محاولة الإفساد على الطائعين
قال الله -تعالى- في سورة الحج: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}،[١٦] لولا دفاع الله عمّن آمن به لما ترك المشركون للمؤمنين مساجد يصلون بها أو يعبدون الله فيها، وهذا دأب العصاة والكافرين هدم المساجد والصوامع.[١٧]
إقامة الصلاة مجلبة لرحمة الله
قال الله -تعالى- في سورة النور: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}،[١٨] مَن أراد رحمة ربه فالطريق واضح المعالم والدلالة، فليُقم الصلاة ويًؤت الزكاة ويُطع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يأتي بأوامره من عند الله سبحانه.[١٩]
التوبة محلها القلب تُصدقها الجوارح
قال الله -تعالى- في سورة التوبة: {فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}،[٢٠] التائب إلى ربه من كفره وعصيانه يبدأ بالصلاة والزكاة ويكون أخًا بالدين.[٢١]
صلاة الخوف مشروعة للمؤمنين
قال الله -تعالى- في سورة النساء: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا}،[٢٢] فلو خاف المؤمن على نفسه وهو سائر في الأرض فله أن يقصر في الصلاة كا تمّ بيانه ذلك في السنة النبوية الشريفة.[٢٣]
طريق الهدى يبدأ بالصلاة
قال الله -تعالى- في سورة التوبة: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}،[٢٤] تلك هي صفات المهتدي التي ذكرها الله في كتابه.[٢٥]
المراجع
- ↑ سورة سورة البقرة، آية:43-44-45
- ↑ صديق حسن خان، فتح البيان في مقاصد القرآن، صفحة 154. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:83
- ↑ الأخفش الأوسط، معانى القرآن للأخفش، صفحة 133. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:238-239
- ↑ ابن أبي زمنين، تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين، صفحة 242. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:43
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، طهور المسلم في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 108.
- ↑ سورة النساء، آية:77
- ↑ الماوردي، النكت والعيون، صفحة 507. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:101
- ↑ سورة النساء، آية:102-103
- ↑ الماوردي، النكت والعيون، صفحة 522. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:6
- ↑ الماوردي، النكت والعيون، صفحة 17.
- ↑ سورة الحج، آية:40
- ↑ النسفي، مدارك التنزيل وحقائق التأويل، صفحة 443. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية:56
- ↑ النسفي، مدارك التنزيل وحقائق التأويل، صفحة 517. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:11
- ↑ النسفي، مدارك التنزيل وحقائق التأويل، صفحة 666. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:101
- ↑ الماوردي، النكت والعيون، صفحة 523. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:18
- ↑ الفيروز آبادي، تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، صفحة 155. بتصرّف.