أبرز أخطاء المصلين في الصلاة

كتابة:
أبرز أخطاء المصلين في الصلاة

تعريف الصلاة وحكمها

تُعرّف الصلاة لغًة بالدعاء، وأما اصطلاحًا فتُعرّف على أنها عبادة الله تعالى بأقوال، وأفعال مخصوصة مُفتَتِحة بالتكبير، ومُختتمة بالتسليم، وقد فرض الله تعالى على كل مسلم عاقل بالغ خمس صلوات في اليوم والليلة، ومما يدل على أهمية الصلاة أن الله تعالى فرضها على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- في السماء السابعة يوم الإسراء والمعراج، وجعلها ركنًا من أركان الإسلام، وقد أجمع أهل العلم على وجوب الصلاة، واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: {قُل لِعِبادِيَ الَّذينَ آمَنوا يُقيمُوا الصَّلاةَ}،[١]وحكم الصلاة معلوم من الدين بالضرورة، فمن جحد وجوبها فقد كفر وخرج من ملة الإسلام، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على أبرز أخطاء المصلين في الصلاة.[٢]

أبرز أخطاء المصلين في الصلاة

إن الناظر لأحوال المصلين في هذا الزمن يجدهم يرتكبون العديد من الأخطاء في الصلاة، وقد يتكرر الوقوع فيها مرات ومرات دون أن يجدوا من يأخذ بيدهم إلى الصواب، ويلفت نظرهم إلى هذه الأخطاء، وفيما يأتي بيان أبرز أخطاء المصلين في الصلاة:[٣]

  • أداء صلاة الفريضة جلوسًا مع القدرة على القيام: من الأخطاء الشائعة التهاون في القيام في صلاة الفريضة مع القدرة عليه، ومن الجدير بالذكر أن القيام فرض من فرائض الصلاة، ولا تصح الصلاة إلا بهن لقول الله تعالى في سورة البقرة: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ}،[٤] ولا يجوز الجلوس في الصلاة إلا لعذر، مصداقًا لما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ".[٥]
  • الجهر بالنية: النية فرض من فروض الصلاة، ومحل النية القلب، ومن الأخطاء الشائعة التلفظ بها، كأن يقول المُصلي: "نويت أن أصلى صلاة الظهر أو العصر".
  • اللحن في قراءة الفاتحة: من أبرز أخطاء المصلين في الصلاة اللحن في قراءة الفاتحة، كتسكين بعض الحروف المتحركة مثلًا، ويجدر الاهتمام بقراءتها بشكل صحيح، لأن الفاتحة فرض من فروض الصلاة.
  • ترك تكبيرة الإحرام: يقع بعض المصلين بخطأ فادحٍ، وذلك عندما يحاول اللحاق بالإمام وهو في الركوع، فيكبر تكبيرة الركوع فقط ويترك تكبيرة الإحرام، فتكون صلاته بهذه الحالة باطلة لأنه ترك فرض من فروض الصلاة.
  • ترك الطمأنينة في الركوع والسجود: الطمأنينة أي الخشوع هي سكون أعضاء المصلي ومفاصله واسترخائها، ويقع بعض الناس في خطا سرعة الانتقال بين الأركان، فيترك بذلك الطمأنينة مع أنها فريضة من فرائض الصلاة، وقد يكون الإسراع في الركوع، أو في السجود فتُنقر السجدة نقرًا من غير تفكر ولا تسبيح ولا تدبر.
  • عدم الاعتدال بعد الرفع من الركوع: من الأخطاء التي تحدث بسبب الاستعجال وعدم الطمأنينة في الصلاة ترك الاعتدال بعد الركوع، وذلك برفع الرأس قليلًا ثم الإسراع إلى السجود، والواجب سكون الأعضاء مع استقامة الظهر واستواء البدن بعد الرفع منه.

ومن أبرز أخطاء المصلين الأخرى في الصلاة تتثمل في رفع أطراف القدمين في السجود مع أنه من الواجب أن تكون القدمين على الأرض، ورفع الأنف وبسط الذراعين في السجود، وترك التسبيح فيه، وعدم الطمأنينة في الجلسة بين السجدتين، وكثرة الالتفات في الصلاة.[٣]

مبطلات الصلاة

بعد بيان أبرز أخطاء المصلين في الصلاة، تجدر الإشارة إلى مكروهات الصلاة ومبطلاتها، حيث تبطل الصلاة بترك واجب، أو بفعل ما يحرم فيها، وقد أجمع أهل العلم على أن الأكل والشرب عمدًا من مبطلات الصلاة، كما قال ابن المنذر -رحمه الله-: "أجمع أهل العلم على أن من أكل أو شرب في صلاة الفرض عامدًا أن عليه الإعادة"، وأما في حال الجهل أو الخطأ أو النسيان فلا تبطل الصلاة، ومن مبطلات الصلاة الكلام عمدًا في غير مصلحة الصلاة، وكثرة العمل في الصلاة كما قال النووي -رحمه الله-: "إن الفعل الذي ليس من جنس الصلاة إن كان كثيرًا أبطلها بلا خلاف، وإن كان قليلًا لم يبطلها بلا خلاف"، وقد أجمع أهل العلم على بطلان الصلاة بالضحك، وقد حكى الإجماع ابن المنذر -رحمه الله-، وقد تبطل الصلاة بترك ركن من أركانها، أو واجب من واجباتها.[٦]

شروط صحة الصلاة

تُعد شروط صحة الصلاة من المواضيع التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بأبرز أخطاء المصلين في الصلاة، حيث إن الصلاة لا تصح في حال ترك شرط واحد من شروطها، وقد عرف الأصوليون الشرط على أنه ما لا يلزم من وجوده الوجود، ولكن يلزم من عدمه العدم، وفيما يأتي بيان شروط الصلاة:[٧]

  • دخول الوقت: ينبغي أداء الصلاة في الوقت المحدد شرعًا، وإلا فلا تصح الصلاة، لقول الله تعالى في سورة النساء: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،[٨] وقد ورد ذكر أوقات الصلاة في القرآن الكريم بشكل مجمل وهي الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء.
  • ستر العورة: أجمع أهل العلم على عدم صحة الصلاة في حال كشف المصلي عورته مع قدرته على سترها، وقد نقل الإجماع ابن عبد البر -رحمه الله-، وتجدر الإشارة إلى أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة، وعورة المرأة البالغة الحرة جميع الجسد إلا الوجه والكفين، وعورة الطفل من سبع إلى عشر سنوات الفرجين فقط وهما القبل والدبر.
  • الطهارة: لا تصح الصلاة إلا بالطهارة، وتنقسم إلى نوعين: الطهارة من الحدث، والطهارة من النجس، وتكون الطهارة من الحدث الأصغر بالوضوء، والطهارة من الحدث الأكبر بالغسل، وأما الطهارة من النجس فيجب أن تكون في البدن والثياب والمكان.
  • استقبال القبلة: ذهب الفقهاء إلى عدم صحة الصلاة في حال التوجه إلى غير القبلة مع القدرة على استقبالها، واستدلوا بقول الله تعالى في سورة البقرة: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}،[٩] وأما في حال عدم القدرة كالمرض المزمن أو الخوف، أو عدم التمكن من تحديد اتجاه القبلة فتصح الصلاة من غير استقبال القبلة.
  • النية: لا تصح الصلاة إلا بالنية، وتجدر الإشارة إلى أن النية محلها القلب، ومن أبرز أخطاء المصلين في الصلاة التلفظ بها في اللسان.

فضل الصلاة

إن الصلاة من أعظم الأعمال عند الله تعالى، فهي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين، والصلاة نور لصاحبها في الدنيا والآخرة، مصداقًا لما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من حافظَ علَيها كانت لَهُ نورًا وبرهانًا ونَجاةً يومَ القيامةِ، ومن لم يحافِظ عليها لم يَكُن لَهُ نورٌ، ولا برهانٌ، ولا نجاةٌ، وَكانَ يومَ القيامةِ معَ قارونَ، وفرعونَ، وَهامانَ، وأبيِّ بنِ خلفٍ"،[١٠] ومما يدل على عظم فضل الصلاة، أنها سبب لمغفرة الذنوب، ودخول الجنة، مصداقًا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ، أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللَّهُ له في الجَنَّةِ نُزُلًا، كُلَّما غَدَا، أَوْ رَاحَ".[١١][١٢]

المراجع

  1. سورة إبراهيم، آية: 31.
  2. " الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-10-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "أخطاء المصلين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-10-2019. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 238.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 1117 ، صحيح.
  6. "مبطلات الصلاة ، وهل الشك مما يبطلها ؟"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-10-2019. بتصرّف.
  7. "ما هي شروط الصلاة؟ وما الذي يترتب عليها؟"، WWW.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-10-2019. بتصرّف.
  8. سورة النساء، آية: 103.
  9. سورة البقرة، آية: 144.
  10. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 10/83، إسناده صحيح .
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 669، صحيح.
  12. "فضل الصلاة في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-10-2019. بتصرّف.
4199 مشاهدة
للأعلى للسفل
×