أبعاد الشخصية القصصية

كتابة:
أبعاد الشخصية القصصية

القصة القصيرة

القصة القصيرة من الفنون الأدبية الحديثة التي تتصف بخصائص فنية تميزها عن غيرها من الفنون النثرية الأخرى؛ فهي تعتمد على التعبير عن لحظة معينة، أو حدث ما لتسلط عليه الضوء بطريقة مكثفة وفنية تحدث الإفادة والإمتاع للقارئ؛ فتكتب القصة بطريقة فنية إبداعية مستخدمة الأساليب الأدبية واللغوية والتقنيات الفنية المختلفة، لنقل خبرة الكاتب وتجاربه للقارئ بقراءتها بأسلوب غير مباشر، وهذا جعل القصة القصيرة معبِّرة عن الواقع، وتاليًا حديث حول القصة القصيرة في الأدب العربي الحديث وأبعاد الشخصية القصصية وأهميتها.[١]

القصة القصيرة في الأدب العربي الحديث

منذ بداية القرن التاسع عشر أصبحت فنًّا قائمًا بذاته، بَيْدَ أنّ تطوُّرَها وتعدُّد اتجاهاتها، واهتمام النقد الحديث بها ازداد نشاطًا منذ بداية القرن العشرين، وعدّها بعض النُّقَّاد عملاً فنيًّا حديثًا يختلف عن فنون النثر في العصور السابقة، ورأى آخرون بأن لها جذورًا في الأدب العربي القديم، فمقامات بديع الزمان الهمذاني والحريري وغيرهما من الكتّاب مثَّلت الإرهاصات الأُولى في فنّ القصة القصيرة الحديثة.[٢]

والقارئ للقصة القصيرة يمكن أن يلاحظ أن القصة لها شروط، وأسس وخصائص معينة، أي أن لها قيودًا في البناء والتصميم، بالإضافة إلى أنها يجب أن تشتمل على عناصر متعددة وهي: الشخصية، والراوي،والزمان، والمكان، والأحداث، والعقدة، والحل، واللغة، ومن المهم الإشارة إلى عنصر الشخصية وهو من أهم العناصر القصصية، فلا يوجد قصة بلا شخصية، وتختلف الشخصيات القصصية بأبعادها المختلفة التي يقدمها الأديب، ولذلك يهتم الناقد بدراسة أبعاد الشخصية القصصية.[٣]

أهمية الشخصية في القصة القصيرة

تكمن أهمية الشخصية في القصة القصيرة بأنها عنصر أساسيّ فيها، فالشخصية هي التي تقوم بالفعل، فتصنع الأحداث القصصية، وقد يسمع القارئ صوت الشخصية القصصية، وهي تتحدث مع غيرها من الشخصيات القصصية عن طريق الحوار الذي يكشف عن رؤية الشخصية وتفكيرها، فالأديب يستطيع أن يحمل الشخصية أفكاره، وقد تتحدث بلسانه بطريقة غير مباشرة، وقد تعدد الشخصيات في القصة القصيرة، وقد تكتفي القصة بشخصية واحدة تدور حولها الأحداث القصصية، فالقصة القصيرة مهما كانت متعددة الشخصيات إلا أن شخصياتها تكون محدودة بالنسبة للرواية.[٤]

ويتأثّر كل من بناء وأبعاد الشخصية القصصية بعوامل مختلفة منها: أثر التاريخ، أو أثر البيئة المحيطة بالشخصية، وأثر المكان والزمان فيها، وأثر الشخصيات ببعضها في داخل العمل القصصي، ويجب التعامل مع الشخصية في القصة بوصفها عنصرًا فنيًّا مهمًّا.[٤]

أبعاد الشخصية القصصية في القصة القصيرة

تظهر الشخصية في القصة القصيرة بأبعادها المختلفة حسب البُعد الذي يركز عليه القاص في قصته التي يكتبها، فقد يظهر بعد واحد للشخصية، وقد يظهر بُعْدان أو أكثر في القصة الواحدة، لكن ذلك يكون بصورة مكثفة مراعاة للبناء الفني للقصة القصيرة، وهذه الأبعاد المختلفة في الشخصية القصصية تساعد القاص على رسم الشخصية بطريقة فنية؛ لتعطي دلالة لها أهميتها في القصة القصيرة، ومن أهم أبعاد الشخصية القصصية ما يأتي:

  • الاهتمام بالاسم الشخصية: يهتمّ القاص باختيار اسم الشخصية، بحيث يختار اسمًا دالًا قد يكون له علاقة بالصفات الشكلية للشخصية، أو يتصل بإحدى أفعال الشخصية، وقد لا يطلق القاص اسمًا معينًاعلى الشخصية، وهذا يمثل بعدًا إنسانيّا للشخصية، فيصور الأديب محنة الإنسان وأحلامه بعيدًا عن اسمه، وهذا يعطي بُعدًا عامًا للشخصية والحدث، بحيث يمكن أن يحصل هذا الحدث مع مجموعة من الناس في الواقع.[٥]
  • البعد الاجتماعي: ويظهر من خلال علاقة الشخصية بمحيطها وأثر ذلك في سلوكها، وكذلك الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها الشخصية.[٤]
  • البعد النفسي: يكشف القاص في هذا البعد عن نفسية الشخصية القصصية، والعوامل المؤثرة فيها التي ساعدت في تكوينها، ويظهر هذا البعد عندما يستخدم الأديب المنولوج الداخلي؛ لتعبر الشخصية عن مكنوناتها النفسية والتناقضات التي تشعر بها تجاه الحياة أو تجاه حدث معين، أو شخصية معينة.[٤]
  • البعد الأيديولوجي:يكشف عن الفكر الذي تحمله الشخصية، وتصوراتها تجاه قضايا معينة، وقد يساعد الحوار الخارجي في القصة على بيان هذا البعد وإظهاره.[٤]

المراجع

  1. حنين معالي (2014)، الرؤية والتشكيل الفني في قصص جمال ناجي القصيرة، الأردن: وزارة الثقافة، صفحة 13. بتصرّف.
  2. "فن القصة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
  3. شوقي ضيف (دون تاريخ)، في النقد الأدبي (الطبعة السابعة)، مصر: مكتبة الدراسات الأدبية، صفحة 230-231. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج حكمت النوايسة (2013)، جدل المبنى والمعنى في العمل الروائي: دراسة تطبيقية (الطبعة الأولى)، الأردن: وزارة الثقافة، صفحة 69. بتصرّف.
  5. عمر عتيق (2016)، قضايا نقدية معاصرة في الرواية والقصة القصيرة (الطبعة الأولى)، الأردن: دار دجلة ناشرون وموزعون، صفحة 13، 14. بتصرّف.
3445 مشاهدة
للأعلى للسفل
×