أبو زكريا يحيى بن زياد (الفراء)

كتابة:
أبو زكريا يحيى بن زياد (الفراء)

من هو أبو زكريا الفراء؟

هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسلمي، المعروف بالفراء، إمام الكوفيين، وعالماً بالنحو واللغة والأدب، ويعود سبب تسميته بالفَرّاء لأنّه كان يفري الكلام؛ أي يصلحه، ويخطئ كثير من الناس في ظنهم أنه كان يمتهن العمل بالفراء.[١]

ولادة أبو زكريا الفراء ونشأته

ولد الفَرّاء سنة 144 للهجرة في الكوفة، ثم انتقل إلى بغداد عاصمة الخلافة آنذاك، وعرف بورعه وحسن خلقه وبره بوالديه وأهله وقومه، عُرف الفراء بحرصه على طلب الرزق فكان لا يستريح ولا يمل يمضي وقته كله في العمل وفي آخر كل سنة يعود أهله وقبيلته، يجلس بينهم أربعين يوماً يفرق ما جمعه وادخره إكراماً لأهله، توفي الفراء في الطريق وهو ذاهب إلى مكة عن عمر ناهز 63 سنة، وكان ذلك سنة 207 للهجرة، تاركاً خلفه إرثاً من العلوم والفنون، التي أبقت ذكره يذاع إلى يومنا هذا.[١]

شيوخ أبو زكريا الفراء وطلبه للعلم

لقد طلب الفراء العلم منذ صغره، فسار إلى عدد من الشيوخ الذين نهل من علمهم وأخذ من فهمهم ومشى على طريقتهم، ومن أبرز هؤلاء الشيوخ والذي كان له الأثر الكبير في علم الفراء أبو الحسن الكسائي والذي استفاد منه غاية الفائدة، وكان شديد الثناء على الكسائي، حتى أنه قد حفظ عن الكسائي ما لم يحفظه غيره، فقد كان يحفظ علمه وأدبه وحتى نوادره التي قل حفّاظها.[٢]

من شيوخ أبو زكريا الفراء أيضاً يونس بن حبيب، وقيس بن الربيع، ومندل بن علي، وذكر أنّه أخذ عن أبي الكلاب، وأبي جعفر الرؤاسي، والفضيل بن عياض، وعبد الله بن المبارك، وعرف عن الفراء علمه باللغة وخصوصاً جانب النحو منها، فقد برع فيه وأحكم أبوابه وضبط أحكامه، وقد كان له اهتمام كبير في الجانب الأدبي وتوسع في الاطلاع عليه.

وممن أثنى على فضل الفراء أبو العباس ثعلب، فقد ورد عنه أنّه قال: "لولا الفراء لما كانت عربية، لأنه خلصها وضبطها، ولولا الفراء لسقطت العربية لأنها كانت تتنازع ويدعيها كل من أراد، ويتكلم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائحهم فتذهب"، وقال سلمة بن عاصم:" أملى الفراء كتبه كلها حفظاً، لم يأخذ بيده نسخة إلا في كتابين: كتاب "ملازم"، وكتاب" يافع ويفعة"، قال أبو بكر الأنباري: ومقدار الكتابين خمسون ورقة، ومقدار كتب الفراء ثلاثة آلاف ورقة".  

مذهب أبو زكريا الفراء ومعتقداته

نشأ الفراء في بغداد في عصر كان الصراع فيه قائماً بين أهل الكلام من المعتزلة وأهل السنة والجماعة، واختُلف فيما كان يعتقد الفراء، غير أن كثيراً ممن ترجم له وصفه بالميل لأهل الاعتزال غير أنّه لم يكن متبحراً في مذهبهم، وذُكر أنّه كان على النقيض من هذا وأنّه كان من أهل السنة والجماعة وقد نص على هذا ابن خلكان حيث قال: كان الفراء لا يميل إلى الاعتزال، وقال أبو العباس ثعلب: كان الفراء يجلس الناس في مسجده إلى جانب منزله، وكان يتفلسف في تصانيفه حتى يسلك في ألفاظه كلام الفلاسفة.

مؤلفات أبو زكريا الفراء وكتبه

ذُكر أنّ الخليفة المأمون أمر الفراء أن يؤلف ما يجمع به أصول النحو والعربية، وجعل له مكاناً ينزل فيه، وجعل له من الخدم والجواري من يقوم على خدمته، ثم أرسل الكتاب يكتبون عنه العلم، فكان يملي والكتاب يكتبون ما يقول حتى فرغ من كتاب "الحدود"، ثم جلس إلى الناس وابتدأ في إملاء كتاب "معاني القرآن" وبلغ كتابه هذا نحو ألف ورقة.، فيما يلي أهم مؤلفات الفراء:

  • كتاب المذكر والمؤنث.
  • كتاب الأيام والليالي والشهور.
  • كتاب المقصور والمدود.
  • كتاب لغات القرآن.
  • كتاب مجاز القرآن.
  • كتاب المصادر في القرآن.
  • كتاب الجمع واللغات
  • كتاب والجمع والتثنية في القرآن.
  • كتاب ما تلحن فيه العامة.
  • كتاب البهي، أو البهاء.
  • كتاب مشكلة اللغة الصغيرة، أو اللغة الكبير.
  • كتاب التحويل.
  • كتاب التصريف.
  • الكتاب الكبير، كتاب في النحو.
  • كتاب الوقف والابتداء.
  • كتاب اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف
  • كتاب آلة الكتاب.
  • كتاب النوادر.
  • كتاب الفاخر في الأمثال.

المراجع

  1. ^ أ ب ابو زكريا يحيى بن زياد، سير أعلام النبلاء، صفحة 119. بتصرّف.
  2. "الفراء"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2022. بتصرّف.
6245 مشاهدة
للأعلى للسفل
×