محتويات
- ١ قصيدة: بكيتُ ولكن بالدموع السخينة
- ٢ قصيدة: بكيتُ فما أجدى
- ٣ قصيدة: هاج حزن القلب منها طائف
- ٤ قصيدة: مزجت دموع العين
- ٥ قصيدة: حزن القلوب على الغريب غريب
- ٦ قصيدة: أودى بي الحزنُ واغتال الجوى جلدي
- ٧ قصيدة: أثر الحزن بقلبي أثرا
- ٨ قصيدة: ومملوء من الحزن
- ٩ قصيدة: هم ألم به مع الظلماء
- ١٠ قصيدة: دموع أجابت داعي الحزن همع
- ١١ قصيدة: أبى الحزن أن أنسى مصائب أوجعت
- ١٢ قصيدة: خامرت قلبه هموم تلظت
- ١٣ قصيدة: بكاء وكأس كيف يتفقان
- ١٤ قصيدة: كتاب حياة البائسين فصول
- ١٥ قصيدة: لندبك أحزان وسابق عبرة
- ١٦ قصيدة: وكذبت أحزاني
- ١٧ قصيدة: أليس عجيبا بأن الفتى
- ١٨ قصيدة: شيعت أحلامي بقلب باكٍ
قصيدة: بكيتُ ولكن بالدموع السخينة
قال الشاعر إيليا أبو ماضي:[١]
بَكيت وَلَكِن بِالدُموعِ السَخينَةِ
- وَما نَفَذَت حَتّى بَكَيتُ بِمُهجَتي
عَلى الكامِلِ الأَخلاق وَالنَدبِ مُصطَفى
- فَقَد كانَ زَينَ العَقلِ الفُتُوَّةِ
نَعاهُ لَنا الناعي فَكادَت بِنا الدُنى
- تَميدُ لِهَولِ الخَطبِ خَطبِ المُروءةِ
وَذابَت قُلوبُ العالَمينَ تَلَهُّفًا
- وَسالَت دُموعُ الحُزنِ مِن كُلِّ مُقلَةِ
أَجَل قَد قَضى في مِصرَ أَعظَمُ كاتِبٍ
- فَخَلَّفَ في الأَكبادِ أَعظَمَ حَسرَةِ
فَتى وَأَبي لَوَ اَنَّ في الناسِ مِثلَهُ
- لَهانَ عَلَينا وَقعُ هَذي الرَزيأَةِ
وَلَو كانَ يُفدى بِالنُفوسِ مِنَ الرَدى
- جَعَلنا فَداهُ كُلَّ نَفسٍ أَبِيَّةِ
فَتىً ماتَ غَضَّ العُمرِ لَم يَعرِفِ الخَنا
- وَلَم يَنطَوي في نَفسِهِ حُبُّ رَيبَةِ
وَقَد كانَ مِقدامًا جَريئًا وَلَم يَكُن
- لِيَبغي الرَدى غَيرَ النُفوسِ الجَريأَةِ
وَكانَ جَوادًا لا يَضُنُّ بِحاجَةٍ
- لِذَلِكَ أَعطى روحَهُ لِلمَنِيَّةِ
سَلامٌ عَلى مِصرَ الأَسيفَةَ بَعدَهُ
- فَقَد أَودَعَت آمالَهُ جَوفَ حُفرَةِ
خَطيبُ بِلادِ النيلِ مالَك ساكِنًا
- وَقَد كُنتَ تُلقي خُطبَةً إِثرَ خُطبَةِ
تَطاوَلَتِ الأَعناقُ حَتّى اِشرَأَبَّتِ
- فَهَل أَنتَ مُسديها وَلَو بَعضَ لَفظَةِ
نَعَم كُنتَ لَولا المَوتِ فارِجَ كَربِها
- فَيا لِلرَدى مِن غاشِمٍ مُتَعَنِّتِ
تَفَطَّرَتِ الأَكبادُ حُزنًا كَأَنَّما
- مَماتَكَ سَهمٌ حَلَّ في كُلِّ مُهجَةِ
وَما حَزِنَت أُمٌّ لِفَقدِ وَحيدِها
- بِأَعظَمَ مِن حُزني عَلَيك وَلَوعَتي
تُناديكَ مِصرُ الآنَ يا خَيرَ راحِلٍ
- وَيا خَيرَ مَن يُرجى لِدَفعِ المُلِمَّةِ
عَهَدتُكَ تَأبى دَعوَةً غَيرَ دَعوَتي
- فَمالَكَ تَأبى مُصطَفى كُلَّ دَعَوَةِ
فَقَد تَكُ رَيّانًا فَيا طولَ لَهفَتي
- لَقَد كُنتَ سَيفي في الخُطوب وَجَنَّتي
أَجَل طالَما دافَعتَ عَن مِصرَ مِثلَما
- يُدافِعُ عَن مَأواهُ نَحلُ الخَلِيَّةِ
فَأَيقَظَتها مِن رَقدَةٍ بَعدَ رَقدَةٍ
- وَأَنهَضَتها مِن كَبوَةٍ تِلوَ كَبوَةِ
وَقَوَّيتَ في أَبنائِها الحُبَّ نَحوَها
- وَكُنتَ لَهُم في ذاكَ أَفضَلَ قُدوَةِ
رَفَعتَ لِواءَ الحَقِّ فَوقَ رُبوعِها
- فَضَمَّ إِلَيهِ كُلَّ ذي وَطَنِيَّةِ
لَئِن تَكُ أَترَعتَ القُلوبَ مَحبَّةً
- فَإِنَّكَ لَم تُخلَق لِغَيرِ المَحَبَّةِ
فَنَم آمِنًا وَفَيتَ قَومَكَ قِسطَهُم
- فَيا طالَما ناموا وَأَنتَ بِيَقظَةِ
سَيُبقي لَكَ التاريخُ ذِكرًا مُخَلَّدًا
- فَقَد كُنتَ خَيرَ الناسِ في خَيرِ أُمَّةِ
عَلَيكَ مِنَ الرَحَمَنِ أَلفُ تَحِيَّةٍ
- وَمِن أَرضِ مِصرَ أَلفُ أَلفِ تَحِيَّةِ
قصيدة: بكيتُ فما أجدى
قال الشاعر ابن سناء الملك:[٢]
بكيْتُ فما أَجْدى حَزِنْتُ فما أَغْنَى
- ولا بدَّ لي أَنْ أُجْهِدَ الدَّمع والحُزنَا
قَبِيحٌ قبِيحٌ أَنْ أَرَى الدَّمْع لاَ يَفي
- وأَقبحُ مِنْهُ أَنْ أَرَى القَلْبَ لاَ يَفْنىَ
مضى الجَوْهَرُ الأَعْلَى وأَيُّ مُروءَة
- إِذا ما ادَّخرْنا بعدَه العَرَضَ الأَدْنَى
ثكِلتْ خليلًا صِرْتُ من بَعْدِ ثُكْله
- فُرَادَى وجاءَ الهمُّ من بَعدِه مَثْنَى
وقد كَانَ مَثْوىَ القَلبِ مَغْنى سرورِه
- فقد خَرِبَ المثْوى وقد أَقْفَر المَغْنَى
قصيدة: هاج حزن القلب منها طائف
قال الشاعر عمر بن أبي ربيعة:
هاجَ حُزنَ القَلبِ مِنها طائِفٌ
- وَهُمومٌ حاضِراتٌ وَذِكَر
وَمَقالُ الخَودِ لَمّا واجَهَت
- جِهَةَ الرَكبِ وَعَيناها دِرَر
يا أَبا الخَطّابِ ما جَشَّمتَنا
- حِجَّةً فيها عَناءٌ وَسَهَر
بَعدَ بِرِّ الله إِلّا نَظرَةً
- مِنكُمُ لَيسَ لَها عِندي خَطَر
قُلتُ ما جَشَّمتِنا مِن حُبِّكُم
- يا اِبنَةَ الخَيرَينِ أَدهى وَأَمَر
وَلَقَد زادَ فُؤادي حَزَنًا
- قَولُها لي إِرعَ سِرّي يا عُمَر
قُلتُ أَنتِ الشَيءُ يُرعى سِرُّهُ
- وَيُؤاتى في هَواهُ وَيُسَرق
قصيدة: مزجت دموع العين
قال الشاعر محمود بن شاهك:
مُزِجت دموعُ العَيْن مِنّ
- ي يَوْم بَانُوا بالدِّماءِ
فَكَأنّما مُزِجتْ لِخَدْ
- دِي مُقلَتي خَمْرًا بِمَاءِ
ذَهَبَ البُكاءُ بعَبْرَتِي
- حتّى بَكَيتُ عَلى البُكاءِ
قصيدة: حزن القلوب على الغريب غريب
قال الشاعر ناصيف اليازجيّ:
حَزَنُ القلوبِ على الغريبِ غريبُ
- حتى تكادَ لهُ القلوبُ تذوبُ
والموتُ في نفسِ الحقيقةِ واحدٌ
- لكن يُفرِّقُ بينهُ الأُسلوبُ
كلٌّ نراهُ على الطَّريقِ مسافرًا
- أبدًا وما أحدٌ نراهُ يأُوبُ
يا سَفرةً بَعُدتْ مَسافةُ دارِها
- عنَّا وأمَّا يومُها فقريبُ
عَجَبًا لِمن يُمسي ويُصبحُ خائفًا
- من مَوتهِ ولهُ الحياةُ تَطيبُ
طَفَحَت على بَصَرِ القلوبِ غِشاوةٌ
- حتى تَساوى أحمقٌ ولبيبُ
قصيدة: أودى بي الحزنُ واغتال الجوى جلدي
قال الأديب المنفلوطي:
أودى بي الحزنُ واغتال الجوى جلدي
- وفرقَ الشجوُ بينَ الروحِ والجَسَدِ
واستهدَفَتني صُروفُ الدهر راميةً
- تُصوبُ النبلَ نحوَ القلبِ والكبدِ
ما لِلَّيالي إذا سلت صوارِمَها
- بين الخلائِق لا تبقى على أحدِ
أبيتَ يا دهرُ سيرًا للرشادِ وأَن
- تجرى أموركَ في الدنيا على سَدَدِ
أليسَ يُرضِيكَ أن الناسَ راضيةٌ
- بِما رضيتَ لهم من عيشك النكِد
مُستَسلِمونَ لما لو حَلَّ من أُحُدٍ
- في شُعبتَيه لَهُدَّت شُعبتا أُحُدِ
رُحماكَ يا دَهرُ بعضَ الارتفاق بنا
- أَسرفت في ظُلمنا رُحمَاكَ فاقتصِد
يا فاتِكاتِ المنايا هل لكم تِرةٌ
- لديَّ أم لا فهل للفتك من قودِ؟
روعتِ مني جريئًا غيرَ ذي فَرَقٍ
- واقتدتِ مني عزيزًا غيرَ مُضطهد
ما كان عهدُكَ يا قلبي الضعيفَ إذا
- نَبا بكَ الخطبُ أن تبقى على كَمدِ
أكلَّما تبتغي عزمًا ترى شَططًا
- وكيفما رُمتَ صَبرًا لم تكد تَجِد
لطالما كنت قِرنًا للنوائِبِ تل
- قاها اعتسافًا كلقيا الأسدِ للنقدِ
ما فل غربك إلا حادِثٌ جَللٌ
- ثَنى جماحك قَسرًا غيرَ مُتئِدِ
هل مر ناعٍ لإبراهيمَ فاشتعلَت
- نيرانُ حُزنٍ على أحشاك مُتقدِ
فقدتُ لُبى لما أن نأى ودنا
- فيا لكَ الله من ناءٍ ومُبتَعِدِ
فالحُزنُ مُضطرِمٌ في قَلبِ مضطربٍ
- والقلبُ مُرتَعِبٌ في جسمِ مُرتَعِدِ
قصيدة: أثر الحزن بقلبي أثرا
قال الشاعر ابن الورديّ:
أثَّرَ الحزنُ بقلبي أثرًا
- يومَ غيبتُ الثريَّا في الثرى
إنْ تألَّمْتُ فقلبي موجعٌ
- أَوْ تصبَّرْتُ فمثلي صَبَرا
دُرَّةٌ يا طالما حجَّبْتُها
- وبرغمي نبذوها بالعَرا
رحَلَتْ راضيةً مَرْضِيَّةً
- عن أبيها نِعْمَ ذخرٌ ذخرا
عنَّفَ العاذلُ في حزني ومِنْ
- حقِّه تمهيد عذري لو درى
قال هذي عورةٌ قد سُترتْ
- قلت لا بل ذاكَ بعضي قُبِرا
فلذة الكبْدِ التي لَما نأتْ
- نثْرتُ منظومَ دمعي دررا
كنتُ أبكي من تشكِّيها فمذْ
- بَعُدَتْ صارَ بكائي أكثرا
فجرى مِنْ دمعِ عيني ما كفى
- وكفى منْ رَوْعِ بيني ما جرى
أبلغَ الله تعالى روحَها
- من سلامي نشْرَ مسْكٍ أذفرا
وجزاها الله عنْ آلامها
- مِنْ قرى جنتِهِ خيرَ قرى
قصيدة: ومملوء من الحزن
قال الشاعر عبد السلام الكلبي:
وَمَمْلُوءٍ مِنَ الحَزَنِ
- يعالجُ سَوْرَةَ الأَرَقِ
تكادُ غُروبُ مُقْلَتِهِ
- تَعُمُّ الأَرْضَ بالغَرَقِ
ويَسْتَوْلي تَزَفُّرُهُ
- على الجُلاَّسِ بالحُرَقِ
كأنَّ فُؤَادَهُ قَلِقًا
- لِسَانُ الحَيّةِ الفَرِقِ
وَأَضْلُعَه لِقَضْقَضةٍ
- صَيَارِفُ حاسِبُو وَرِقِ
قصيدة: هم ألم به مع الظلماء
قال الشاعر إيليا أبو ماضي:
هَمٌّ أَلَمَّ بِهِ مَعَ الظَلماءِ
- فَنَأى بِمُقلَتِهِ عَنِ الإِغفاءِ
نَفسٌ أَقامَ الحُزنُ بَينَ ضُلوعِهِ
- وَالحُزنُ نارٌ غَيرَ ذاتِ ضِياءِ
يَرعى نُجومَ اللَيلِ لَيسَ بِهِ هَوى
- وَيَخالُهُ كَلِفًا بِهِنَّ الرائي
في قَلبِهِ نارُ الخَليلِ وَإِنَّما
- في وَجنَتَيهِ أَدمُعُ الخَنساءِ
قَد عَضَّهُ اليَأسُ الشَديدُ بِنابِهِ
- في نَفسِهِ وَالجوعُ في الأَحشاءِ
يَبكي بُكاءَ الطِفلِ فارَقَ أُمِّهِ
- ما حيلَةُ المَحزونِ غَيرُ بُكاءِ
فَأَقامَ حِلسَ الدارِ وَهوَ كَأَنَّهُ
- لِخُلُوِّ تِلكَ الدارِ في بَيداءِ
حَيرانُ لا يَدري أَيَقتُلُ نَفسَهُ
- عَمدًا فَيَخلُصَ مِن أَذى الدُنياءِ
أَم يَستَمِرَّ عَلى الغَضاضَةِ وَالقَذى
- وَالعَيشُ لا يَحلو مَعَ الضَرّاءِ
طَرَدَ الكَرى وَأَقامَ يَشكو لَيلَهُ
- يا لَيلُ طُلتَ وَطالَ فيكَ عَنائي
يا لَيلُ قَد أَغرَيتَ جِسمي بِالضَنا
- حَتّى لَيُؤلِمَ فَقدُهُ أَعضائي
وَرَمَيتَني يا لَيلُ بِالهَمِّ الَّذي
- يَفري الحَشا وَالهَمُّ أَعسَرُ داءِ
يا لَيلُ ما لَكَ لا تَرِقُّ لِحالَتي
- أَتُراكَ وَالأَيّامُ مِن أَعدائي
يا لَيلُ حَسبِيَ ما لَقيتُ مِنَ الشَقا
- رُحماكَ لَستُ بِصَخرَةٍ صَمّاءِ
بِن يا ظَلامُ عَنِ العُيونِ فَرُبَّما
- طَلَعَ الصَباحُ وَكانَ فيهِ عَزائي
وارَحمَتا لِلبائِسينَ فَإِنَّهُم
- مَوتى وَتَحسَبُهُم مِنَ الأَحياءِ
قصيدة: دموع أجابت داعي الحزن همع
قال الشاعر أبو تمّام:
دُموعٌ أَجابَت داعِيَ الحُزنِ هُمَّعُ
- تَوَصَّلُ مِنّا عَن قُلوبٍ تَقَطَّعُ
عَفاءٌ عَلى الدُنيا طَويلٌ فَإِنَّها
- تُفَرِّقُ مِن حَيثُ اِبتَدَت تَتَجَمَّعُ
تَبَدَّلَتِ الأَشياءُ حَتّى لَخِلتُها
- سَتَثني غُروبَ الشَمسِ مِن حَيثُ تَطلَعُ
لَها صَيحَةٌ في كُلِّ روحٍ وَمُهجَةٍ
- وَلَيسَت بِشَيءٍ ما خَلا القَلبَ تُسمِعُ
أَإِدريسُ ضاعَ المَجدُ بَعدَكَ كُلُّهُ
- وَرَأيُ الَّذي يَرجوهُ بَعدَكَ أَضيَعُ
وَغودِرَ وَجهُ العُرفِ أَسوَدَ بَعدَما
- يُرى وَكَأَنَّهُ كَعابٌ تَصَنَّعُ
وَأَصبَحَتِ الأَحزانُ لا لِمَبَرَّةٍ
- تُسَلِّمُ شَزرًا وَالمَعالي تُوَدِّعُ
وَضَلَّ بِكَ المُرتادُ مِن حَيثُ يَهتَدي
- وَضَرَّت بِكَ الأَيّامُ مِن حَيثُ تَنفَعُ
وَأَضحَت قَريحاتُ القُلوبِ مِنَ الجَوى
- تُقاظُ وَلَكِنَّ المَدامِعَ تُربَعُ
عُيونٌ حَفِظنَ اللَيلَ فيكَ مُجَرَّمًا
- وَأَعطَينَهُ الدَمعَ الَّذي كانَ يُمنَعُ
وَقَد كانَ يُدعى لابِسُ الصَبرِ حازِمًا
- فَقَد صارَ يُدعى حازِمًا حينَ يَجزَعُ
وَقالَت عَزاءً لَيسَ لِلمَوتِ مَدفَعٌ
- فَقُلتُ وَلا لِلحُزنِ لِلمَوتِ مَدفَعُ
لِإِدريسَ يَومٌ ما تَزالُ لِذِكرِهِ
- دُموعٌ وَإِن سَكَّنتَها تَتَفَرَّعُ
وَلَمّا نَضا ثَوبَ الحَياةِ وَأَوقَعَت
- بِهِ نائِباتُ الدَهرِ ما يُتَوَقَّعُ
غَدا لَيسَ يَدري كَيفَ يَصنَعُ مُعدِمٌ
- دَرى دَمعُهُ في خَدِّهِ كَيفَ يَصنَعُ
وَماتَت نُفوسُ الغالِبِيّينَ كُلِّهِم
- وَإِلّا فَصَبرُ الغالِبِيّينَ أَجمَعُ
غَدَوا في زَوايا نَعشِهِ وَكَأَنَّما
- قُرَيشٌ قُرَيشٌ يَومَ ماتَ المُجَمِّعُ
وَلَم أَنسَ سَعيَ الجودِ خَلفَ سَريرِهِ
- بِأَكسَفِ بالٍ يَستَقيمُ وَيَظلَعُ
وَتَكبيرُهُ خَمسًا عَلَيهِ مُعالِنًا
- وَإِن كانَ تَكبيرَ المُصَلّينَ أَربَعُ
وَما كُنتُ أَدري يَعلَمُ الله قَبلَها
- بِأَنَّ النَدى في أَهلِهِ يَتَشَيَّعُ
وَقُمنا فَقُلنا بَعدَ أَن أُفرِدَ الثَرى
- بِهِ ما يُقالُ في السَحابَةِ تُقلِعُ
أَلَم تَكُ تَرعانا مِنَ الدَهرِ إِن سَطا
- وَتَحفَظُ مِن آمالِنا ما يُضَيَّعُ
وَتَلبَسُ أَخلاقًا كِرامًا كَأَنَّها
- عَلى العِرضِ مِن فَرطِ الحَصانَةِ أَدرُعُ
وَتَبسُطُ كَفًّا في الحُقوقِ كَأَنَّما
- أَنامِلُها في البَأسِ وَالجودِ أَذرُعُ
قصيدة: أبى الحزن أن أنسى مصائب أوجعت
قال الشاعر الفرزدق:
أَبى الحُزنُ أَن أَنسى مَصائِبَ أَوجَعَت
- صَميمَ فُؤادٍ كانَ غَيرَ مَهينِ
وَما أَنا إِلّا مِثلُ قَومٍ تَتابَعوا
- عَلى قَدَرٍ مِن حادِثاتِ مَنونِ
وَلَو كانَتِ الأَحداثُ يَدفَعُها اِمرُؤٌ
- بِعِزٍّ لَما نالَت يَدي وَعَريني
قصيدة: خامرت قلبه هموم تلظت
قال الشاعر ابن دريد الأزدي:
خامَرَت قَلبَهُ هُمومٌ تَلَظَّت
- نارُها في الحشا فَلَيسَت تَبوخُ
خَفِيَت في الفُؤادِ ثُمَّ أَذاعَت
- لِدُموعٍ تَجيشُ ثُمَّ تَسوخُ
خافَ نَأيَ الحَبيبِ فَاِستَخرَخَ الدَم
- عَ وَماءُ الجُفونِ نعمَ الصَريخُ
خُنتَ مَن لَو دَعَوتَهُ وَهوَ مَيتٌ
- ظَلَّ يُصغي مُسارِعًا وَيُصيخُ
قصيدة: بكاء وكأس كيف يتفقان
قال الشاعر صريع الغواني:
بُكاءٌ وَكَأسٌ كَيفَ يَتَّفِقانِ
- سَبيلُهُما في القَلبِ مُختَلِفانِ
دَعاني وَإِفراطَ البُكاءِ فَإِنَّني
- أَرى اليَومَ فيهِ غَيرَ ما تَرَيانِ
غَدَت وَالثَرى أَولى بِها مِن وَلِيِّها
- إِلى مَنزِلٍ ناءٍ لِعَينِكِ دانِ
فَلا وَجدَ حَتّى تَنزُفَ العَينُ ماءَها
- وَتَعتَرِفَ الأَحشاءُ بِالخَفَقانِ
وَكَيفَ بِدَفعِ اليَأسِ وَالوَجدِ بَعدَها
- وَسَهماهُما في القَلبِ يَعتَلِجانِ
قصيدة: كتاب حياة البائسين فصول
قال الشاعر إلياس فرحات:
كِتابُ حَياةِ البائسينَ فصولُ
- تَلِيها حَواشٍ للأسى وذيولُ
وَمَا العمرُ إِلا دَمْعَةٌ وابْتِسَامةٌ
- وَمَا زَادَ عَن هذي وتِلكَ فضولُ
ولولا يدُ الإِنسانِ ما كَانَ للأسَى
- إِلى شاعرِ الطيرِ البريءِ وُصُولُ
قصيدة: لندبك أحزان وسابق عبرة
قال الشاعر مروان بن أبي حفصة:
لَنَدبِكَ أَحزانٌ وَسابِقُ عَبرَةٍ
- أَثَرنَ دَمًا مِن داخِلِ الجَوفِ مُنقَعا
تَجَرَّعتُها مِن بِعدِ مَعنٍ بِمَوتِهِ
- لَأَعظَم مِنها ما اِحتَسى وَتَجَرَّعا
وَمِن عَجَبٍ أَن بِتَّ بِالرُزءِ ثاوِيًا
- وَبِتُّ بِما خَوَّلتَني متَمَتِّعا
وَلَو أَنَّني أَنصَفتُكَ الوُدَّ لَم أَبِت
- خِلافَكَ حَتّى نَنطَوي في الرَدى مَعا
أَلِمّا بِمَعنٍ ثُمَّ قولا لِقَبرِهِ
- سَقَتكَ الغَوادي مَربَعًا بعدَ مَربَعا
قصيدة: وكذبت أحزاني
قال الشاعر فاروق جويدة:
أَحزَانِي تكْذِبُ يا قَلبِي
- ما عُدْتُ أُصَدّق أَحْزَاني
قَالَتْ: سَتَسيرُ وتتْرُكني
- وأعُودُ لشِعرِي عُصْفورا
بالحُبّ يُسَافِر وجْدَانِي
- وَالدَّمْعُ الحائِرُ يترُكُني
والزّمَنُ الظَّالِم يَنْسَاني
- والحُبّ يعُودُ يظَلّلُني
يَرْعَى الأَحلَام ويَرْعَانِي
- لكِنّ الحُزْنَ يطَارِدُني
غَيّرتُ كثيرًا عُنوانِي
- وبطَاقَةُ أسفَارِي شَاخَتْ
مَزَّقَها لَيلُ الحِرمَانِ
- يَعرِفُني حُزْنِي يَعرِفُنِي
مَا أثْقَل حُزنِ الإِنْسانِ
- ما أقسَى أنْ يُولَدَ أمَلٌ
ويَموتُ بيأْسِ الأحْزَان
- مَا أصْعَب أنْ نرْضَع حُلُمًا
يَومًا مِنْ ثدي البُركَانِ
- فالنّارُ تُطَارِد أحْلَامِي
مَنْ يَخْنُقُ صَوْت النيرانِ؟
- مَن يَأخُذ مِن حُزني عَهدًا
أنْ يتْرُك يَومًا شَطآنِي؟
- أحزانِي تكذِبُ يا قَلبِي
مَا عُدتُ أُصدّق أَحزَانِي
- فَوُجِد لَديهَا عُنوَانِي
قصيدة: أليس عجيبا بأن الفتى
قال الشاعر محمود الوراق:
أَلَيسَ عَجيبًا بِأَنَّ الفَتى
- يُصابُ بِبَعضِ الَّذي في يَدَيهِ
فَمِن بَينِ باكٍ لَهُ موجعٍ
- وَبَينَ مُعَزٍّ مُغِذٍّ إِلَيهِ
وَيَسلُبُهُ الشَيبُ شَرخَ الشَبابِ
- فَلَيسَ يُعزّيهِ خَلقٌ عَلَيهِ
قصيدة: شيعت أحلامي بقلب باكٍ
قال الشاعر أحمد شوقي:
شَيَّعتُ أَحلامي بِقَلبٍ باكٍ
- وَلَمَحتُ مِن طُرُقِ المِلاحِ شِباكي
وَرَجَعتُ أَدراجَ الشَبابِ وَوَردِهِ
- أَمشي مَكانَهُما عَلى الأَشواكِ
وَبِجانِبي واهٍ كَأنَّ خُفوقَهُ
- لَمّا تَلَفَّتَ جَهشَةُ المُتَباكي
شاكي السِلاحِ إِذا خَلا بِضُلوعِهِ
- فَإِذا أُهيبَ بِهِ فَلَيسَ بِشاكِ
قَد راعَهُ أَنّي طَوَيتُ حَبائِلي
- مِن بَعدِ طولِ تَناوُلٍ وَفِكاكِ
وَيحَ اِبنِ جَنبي كُلُّ غايَةِ لَذَّةٍ
- بَعدَ الشَبابِ عَزيزَةُ الإِدراكِ
لَم تُبقِ مِنّا يا فُؤادُ بَقِيَّةً
- لِفُتُوَّةٍ أَو فَضلَةٌ لِعِراكِ
كُنّا إِذا صَفَّقتَ نَستَبِقُ الهَوى
- وَنَشُدُّ شَدَّ العُصبَةِ الفُتّاكِ
وَاليَومَ تَبعَثُ فِيَّ حينَ تَهَزُّني
- ما يَبعَثُ الناقوسُ في النُسّاكِ
لقراءة المزيد من الأشعار، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: شعر أندلسي عن الحزن.
المراجع
- ↑ "بكيت ولكن بالدموع السخينة"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.
- ↑ "بكيْتُ فما أَجْدى حَزِنْتُ فما أَغْنَى"، ديواني، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2020.