أبيات شعر عن السعادة

كتابة:
أبيات شعر عن السعادة

قصيدة: ابتسم

قال الشاعر إيليا أبو ماضي:[١]

قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما

قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما

قالَ الصِبا وَلّى فَقُلتُ لَهُ اِبتَسِم

لَن يُرجِعَ الأَسَفُ الصِبا المُتَصَرِّما

قالَ الَّتي كانَت سَمائِيَ في الهَوى

صارَت لِنَفسِيَ في الغَرامِ جَهَنَّما

خانَت عُهودي بَعدَما مَلَّكتُها

قَلبي فَكَيفَ أُطيقُ أَن أَتَبَسَّما

قُلتُ اِبتَسِم وَاِطرَب فَلَو قارَنتَها

قَضَّيتَ عُمرَكَ كُلَّهُ مُتَأَلِّما

قالَ التِجارَةُ في صِراعٍ هائِلٍ

مِثلُ المُسافِرِ كادَ يَقتُلَهُ الظَما

أَو غادَةٍ مَسلولَةٍ مُحتاجَةٍ

لِدَمٍ وَتَنفُثُ كُلَما لَهَثَت دَما

قُلتُ اِبتَسِم ما أَنتَ جالِبَ دائِها

وَشِفائِها فَإِذا اِبتَسَمتَ فَرُبَّما

أَيَكونُ غَيرُكَ مُجرِمًا وَتَبيتُ في

وَجَلٍ كَأَنَّكَ أَنتَ صِرتَ المُجرِما

قالَ العِدى حَولي عَلَت صَيحاتُهُم

أَأُسَرُّ وَالأَعداءُ حَولِيَ الحِمى

قُلتُ اِبتَسِم لَم يَطلُبوكَ بِذَمِّهِم

لَو لَم تَكُن مِنهُم أَجَلَّ وَأَعظَما

قالَ المَواسِمُ قَد بَدَت أَعلامُها

وَتَعَرَّضَت لي في المَلابِسِ وَالدُمى

وَعَلَيَّ لِلأَحبابِ فَرضٌ لازِمٌ

لَكِنَّ كَفّي لَيسَ تَملُكُ دِرهَما

قُلتُ اِبتَسِم يَكفيكَ أَنَّكَ لَم تَزَل

حَيًّا وَلَستَ مِنَ الأَحِبَّةِ مُعدَما

قالَ اللَيالي جَرَّعَتني عَلقَمًا

قُلتُ اِبتَسِم وَلَئِن جَرَعتَ العَلقَما

فَلَعَلَّ غَيرَكَ إِن رَآكَ مُرَنَّمًا

طَرَحَ الكَآبَةَ جانِباً وَتَرَنَّما

أَتُراكَ تَغنَمُ بِالتَبَرُّمِ دِرهَمًا

أَم أَنتَ تَخسَرُ بِالبَشاشَةِ مَغنَما

يا صاحِ لا خَطَرٌ عَلى شَفَتَيكَ أَن

تَتَلَثَّما وَالوَجهِ أَن يَتَحَطَّما

فَاِضحَك فَإِنَّ الشُهبَ تَضحَكُ وَالدُجى

مُتَلاطِمٌ وَلِذا نُحِبُّ الأَنجُما

قالَ البَشاشَةُ لَيسَ تُسعِدُ كائِنًا

يَأتي إِلى الدُنيا وَيَذهَبُ مُرغَما

قُلتُ اِبتَسِم ما دامَ بَينَكَ وَالرَدى

شِبرٌ فَإِنَّكَ بَعدُ لَن تَتَبَسَّما

قصيدة: ترجو السعادة يا قلبي

قال الشاعر أبو القاسم الشابي:[٢]

تَرجو السَّعادَةَ يا قلبي ولو وُجِدَتْ

في الكونِ لم يشتعلْ حُزْنٌ ولا أَلَمُ

ولا استحالتْ حياةُ النَّاسِ أجمعُها

وزُلزلتْ هاتِهِ الأَكوانُ والنُّظمُ

فما السَّعادة في الدُّنيا سِوَى حُلُمٍ

ناءٍ تُضَحِّي له أَيَّامَها الأُمَمُ

ناجتْ به النَّاسَ أَوهامٌ مُعَرْبِدةً

لمَّا تَغَشَّتْهُمُ الأَحلامُ والظُّلَمُ

فَهَبَّ كلٌّ يُناديهِ ويَنْشُدُهُ

كأَنَّما النَّاسُ مَا ناموا ولا حلمُوا

خُذِ الحَيَاةَ كما جاءتْكَ مبتسمًا

في كفِّها الغارُ أَو في كفِّها العَدَمُ

وارقصْ على الوردِ والأَشواكِ متَّئِدًا

غنَّتْ لكَ الطَّيرُ أَو غنَّتْ لكَ الرُّجُمُ

واعملْ كما تأمُرُ الدُّنيا بلا مَضَضٍ

والجمْ شُعوركَ فيها إنَّها صَنَمُ

فمنْ تأَلَّمَ لمْ تُرْحَمْ مَضَاضَتَهُ

ومنْ تجلَّدَ لم تهزأ بهِ القِمَمُ

هذي سعادَةُ دُنيانا فكنْ رجلًا

إنْ شئْتَها أَبَدَ الآباد يَبْتَسِمُ

وإنْ أَردتَ قضاءَ العيشِ في دَعَةٍ

شعريَّةٍ لا يُغَشِّي صَفْوَها نَدَمُ

فاتركْ إلى النَّاسِ دُنياهُمْ وضَجَّتَهُمْ

وما بنوا لنِظامِ العيشِ أَو رَسَموا

واجعلْ حياتَكَ دوحًا مُزْهرًا نَضِرًا

في عُزْلَةِ الغابِ ينمو ثمَّ ينعدمُ

واجعلْ لياليكَ أَحلامًا مُغَرِّدَةً

إنَّ الحَيَاةَ وما تدوي به حُلُمُ

قصيدة: عطس

قال الشاعر محمود درويش:[٣]

الإحباطُ هوَ ما يلي الإحساسَ الزائفَ
بالسعادةِ التي تشبهُ العطسَ بسببِ
رائحةِ البنزينِ .. أسعدني أنّي عطستُ
لكن ذلك لا يصلح لاختراعِ ذكرى
أستعيدُها وحينَ أسألُ ما هيَ السعَادة؟
أتفلسفُ بلا فلسفةٍ ولا أحاولُ أنْ
أتصوّفُ بحثًا عنها في الماوراءِ قدْ
أجدُها مصادفةً، وقد لا أجدُها لكنِّي
لا أبحثُ عنها بقدرِ ما أبحثُ عن جوابٍ
يعزّيني ويسلّيني، وكلّما تساءلتُ هلْ
أنا الليلةَ سعيدٌ؟ خجلتُ من سذاجتي،
وفتحتُ النافذةَ لأرى أحوالَ السماءِ، لأنّ
البردَ أيضًا يَجعلُني أعطسُ، ولأنّ النجومَ
كَلِمَاتٌ في طَرِيقِها إلَيّ، هَكَذا تَأتي
هُنيهَة السَّعَادة من خارجي؛ فالفَرَحُ
لَيسَ أكثَرُ من وَرقَةِ يا نَصيبٍ رَابحةٍ
لا تَلزمنَا بِغَير تَقدِيم الشُّكر للمُصَادَفَةِ .
هَل حَياتي هِيَ تغاضي العدمِ
عني الآن؟ حينِ كتبتُ هذا السؤال،
انقطعَ التيارُ الكهربائيُّ، وشعرتُ بالبردِ
دونَ أنْ أعطسُ!

قصيدة: البحث عن السعادة

قالت الشاعرة نازك الملائكة:[٤]

قَد بَحَثنا عن السعَادةِ لكن
ما عثرْنا بكوخِها المَسحورِ
أبدًا نسألُ الليالي عَنها
وهي سرّ الدنيا ولغز الدّهورِ
طالما حدّثوا فؤادي عَنها
في ليالي طفولتي وصبايا
طالما صوّروا لِعينيّ لُقيا
ها وألقوا أنباءها في رؤايا
فهي أنا ليست سوى العطر والألْ
وانِ والأغنيات والأضواءِ
ليس تحيا إلّا على باب قصرٍ
شيّدته أيدي الغِنى والرخاءِ
وهي أنا في الصومِ عن متع الدُن
يا وعند الزّهادِ والرهبانِ
ليس تحيا إلا على صخرِ المع
بدِ بين الدعاء والإيمانِ
وهي حينًا في الإثمِ والمتعِ الدن
يا وفي الشرّ والأذى والخصامِ
ليس تصفو إلّا لقلب دنيءٍ
لآئذ بالشرور والآثامِ
وهي في شرعِ بعضهم عند راع
يصرف العمر في سفوحِ الجبالِ
يتغنى مع القطيع إذا شا
ء تحت الشّذَى والظّلالِ
وهي في شرع آخرين ابنة العُز
لة والفنّ والجمالِ الرفيعِ
ليس تحيا إلّا على فم غرّي
د يغنّي أو شاعرٍ مطبوعٍ
وهي حينًا في الحبِّ يلهمها سهـ
ـم كيوبيد قلب كلّ محبٍّ
ليس تحيا إلا على شفة العا
شق يشدو حياته لحنَ حبٍّ
حدّثوني عنها كثيرًا ولكنْ
لم أجدها وقد بحثتُ طويلًا
لم أزل أصرفُ الليالي بحثًا
وأغّني بها الوجودَ الجميلا
مرّ عمري سُدًى وما زلتُ أمشي
فوق هذي الشواطىء المحزونة
لم أجد في الرّمالِ إلا بقايا ال
شوكِ! يا للأمنية المغبونةِ
أين أصدافكِ اللوامع يا شطّ
إذن أين كنزك المَوْعود؟
هاته رحمة بنا, هات كنزًا
هو ما يرتجيه هذا الوجودِ
هاته حسب رملك البارد القا
سي خداعًا لنا وحَسْبُكَ هزءًا
يا لحلم نُريدُ منهُ اقترابًا
وهو ما زال أيُّها الشطّ ينأى
لم تعد قصّة السعادة تغر
يني فدعْني على شاطىءِ الآهاتِ
عبثًا أرتجي العُثور على الكنـ
ـزِ فلا شيءَ غير صمتَ الحياةِ
أين من هذهِ الحياةِ ابتِساما
ت الأماني وَنَشوةَ الأفراحِ؟
كيفَ يحيا فيها السَّعِيدُ
وليستْ غيرَ بحرٍ تحتَ الدُّجى والرّياحِ
طال بحثي يا ربّ أين ترى ذا
ك السعيدُ الجذلانُ أين تراه؟
ليس حولي إلا دياجيرَ كونٍ
ليس يفنى بكاؤُه وأساهُ
كلّ يومٍ ميّت يسير به الأح
ياء باكين نحو دنيا الظلامِ
يا لأسطورةِ الخلودِ فما الخا
لد غير القبورِ والآلامِ
يا دويّ النّواحِ في الأرضِ أيّا
ن يكفّ الباكون والصارخونا؟
ومتى ينتهي الشقاء متى ير
تاح كون ذاق العذابَ قرونًا
عالم كلّ من على وجههِ يش
قى ويقضي الأيامَ حزنًا ويأسًا
جرَّعته السنينَ حنظلها المرّ
فعافَ الحياةِ عينًا ونفسًا
إيه أسطورة السعادة هاتي
حدّثيني عن سرّكِ المنشود
أين ألقاك؟ أين مسكنك المر
موق؟ في الأفقِ أم وراء الوجودِ؟
سرت وحدي تحت النجومِ طويلًا
أسأل الليل والدياجير عنك
أسفًا لم أجدك في الشاطىء الصخ
ريّ حيث المياه تفتأ تبكي
حيث تبقى الأشواكَ والورد يذوي
تحت عين الأيّام والأقدارِ
حيث يفنى الصفاء والليل يأتي
بجنون الأنواء والأعصارِ
حيث تقضي الأغنام أيّامها غر
ثى ولا عشب في جديب المراعي
أبدًا تتبع السراب وتشكو
بخل دهر مزّيفٍ خدّاعِ
حيث يحيا الغرابُ, والبلبلُ المو
هوبُ يهوي في عشّه المضفورِ
ويغّني البومُ البغيضُ على الدو
حِ ويثوي القمريّ بين الصخورِ
حيث تبقى الغيومُ في الجوِّ رمزًا
لحياة سَوادها ليس يفنى
حيث تبقى الرّياح تصفر لحنًا
هو سخرّية المَقادرِ منّا
حيث صوتُ الحَيَاةِ يهتفُ بالأحـ
ـياء ماذا تحتَ الدُّجَى تبتغونا؟
انْظُرُوا كُلّ ما عَلَى الأرضِ يَبكي
فأفِيقُوا يا مَعْشَرَ الحالمينا

قصيدة: قلت السعادة في المنى

قال الشاعر إيليا أبو ماضي:[٥]

قُلتُ السَعادَةُ في المُنى فَرَدَدتَني

وَزَعِمتَ أَنَّ المَرءَ آفَتُهُ المُنى

وَرَأَيتُ في ظِلِّ الغِنى تِمثالَها

وَرَأَيتَ أَنتَ البُؤسَ في ظِلِّ الغِنى

ما لي أَقولُ بِأَنَّها قَد تُقتَنى

فَتَقولُ أَنتَ بِأَنَّها لا تُفتَنى

وَأَقولُ إِن خُلِقَت فَقَد خُلِقَت لَنا

فَتَقولُ إِن خُلِقَت فَلِم تُخلَق لَنا

وَأَقولُ إِنّي مُؤمِنٌ بِوُجودِها

فَتَقولُ ما أَحراكَ أَن لا تُؤمِنا

وَأَقولُ سِرٌّ سَوفَ يُعلَنُ في غَدٍ

فَتَقولُ لا سِرُّ هُناكَ وَلا هُنا

يا صاحِبي هَذا حِوارٌ باطِلٌ

لا أَنتَ أَدرَكتَ الصَوابَ وَلا أَنا

قصيدة: يا دارُ حلّت فيكِ كلّ سعادة

قال الشاعر ظافر الحداد:[٦]

يا دارُ حَلَّت فيك كلُّ سعادةٍ

طولَ الزمانِ على نظامٍ واحدِ

وَحَويْتِ كل مَسَرَّةٍ وكُفيتِ ك

لَّ مَضَرَّةٍ وعَلَوْتِ كلَّ مُعانِد

وغَدتْ ببابك للنجاح بَشائر

من صادِرٍ يَلْقَى عزيمةَ وارد

وتَنافستْ في مدِح ساكِنك الوَرى

من بينِ مُثْنٍ لا يَمَلُّ وحامد

فلقد سَما فوقَ النجومِ بمثِلها

مِن زُهْرِ أفعالٍ وجَدٍّ صاعد

فإذا ابتغيْنا الفضلَ كان مَقرُّه

بيدَيْ أبى عبد الإله القائد

لم يُعْلِ شاهِنْشاهُ رتبةَ قَدْرِه

في العز إلا وهْو أَخْبَرُ ناقد

الله يرفعُ في المعالي قَدْرَه

أَبدا على رغم العدو الحاسد

قصيدة: قدوم سعادة وقفول حزن

قال الشاعر ابن الرومي:[٧]

قُدومُ سعادةٍ وقُفولُ يُمْنٍ

هي السَّرَّاءُ تَنْسَخُ كُلَّ حُزْنِ

بدا قمر البهاءِ يُزَفُّ زَفًّا

ورُكْنُ المُلْكِ معضودًا بِرُكنِ

وهبَّ نسيمه وذَكا نثاه

فيالِلَّهِ من طِيبٍ وحُسْنِ

أظَلَّتْهُ السلامةُ ما تَغَنَّتْ

مطوَّقةٌ تَرنَّم فوق غصن

قصيدة: ولست أرى السعادة جمع مال

قال الحطيئة:[٨]

وَلَستُ أَرى السَعادَةَ جَمعَ مالٍ

وَلَكِنَّ التَقيَّ هُوَ السَعيدُ

وَتَقوى اللَهِ خَيرُ الزادِ ذُخرًا

وَعِندَ الله للأَتقى مَزيدُ

وَما لا بُدَّ أَن يَأَتي قَريبٌ

وَلَكِنَّ الَّذي يَمضي بَعيدُ

قصيدة: إن السعادة قد أظل زمانها

قال الشاعر عمارة اليمني:[٩]

إنّ السَعادةَ قَدْ أظَلَّ زمانُها

وافترّ عن ثَغرِ الهَناءِ أوانُها

وافاكَ أولّ عامها بمسرّةٍ

لا الفطر أهداها ولا رمضانُها

عامٌ كأنّ شهورهُ من حسنِها

دررٌ تضاحك في السلوكِ جمانُها

فتحت فتوحك بالسعادة بابُها

فأسعد بمملكةٍ عظيمٍ شأنُها

متقسّمٌ يومَ الندى معروفُها

متبسمٌ يومَ الهدى عِرفانُها

مجدًا بني عبد المجيد فإنّكم

مندوحةٌ نبويةٌ أغصانٌها

مذ غابَ ناطِقُها فإنَّكَ سوسُها

والترجمان لما قراهُ لسانُها

كم آيةٍ رويتْ لكمْ أسرارُها

آل الوصي وللورى إعلانُها

درج الزمانِ وعندكم أسرارُها

فيما ترون وعندكم إيمانُها

وهبَ الخلافة شاركوكم في اسمِها

أوليسَ فرقٌ بينكم فرقانُها

فكأنَّما تأويلكم أرواحُها

وكأنّما تفسيركم أبدانُها

كثرت عليها المدّعُون ومالهُم

فيها إمامتكم ولا قربانُها

نطقت بآيةِ نصركم عن شيركو

سير يزيد على السماع عيانُها

أخبرتمونا عنه قبل مجيئهِ

أخبار صدق صح منه بيانُها

فكأنّ علمَ الكائناتِ وديعةٌ

مخزونةٌ وصدوركم خزانُها

تأتي الأمور وقد سطّرتم ذكرها

فيكون بعدَ حديثكم حدثانُها

حتى كأنَّ صروفها عن أمركم

تجري وأعنان السماءِ عنانُها

اللهُ أكبرُ والخلافة فيكُم

من أن تلين لحاسدٍ عيدانُها

أنى وبيعتك الكريمة جنَّة ال

مأوى وشاور الرضى رضوانُها

هو مقلة الدنيا وأسود عينها

والعاضد بن المصطفى إنسانُها

وعد المهيمن أن سيظهر دينكم

عدة على كرمِ الإلهِ ضمانُها

أفتخمد الأعداء جذوة دعوة

قدحت بأنوارِ الهدى نيرانها

إن بات من عدد الملوك فإنه

لا يستوي نار الغضا ودخانُها

راج يقال الصبر يبذل نفسه

حيث المنيةِ ضيق ميدانُها

فعصابة غزية غادرتها

وأجَّل ما ترجوهُ منكَ أمانُها

وعصابة رومية عاشرتها

فتأدبتْ وتهذبتْ أذهانُها

وعصابةٍ مصريةٍ بكَ أصبحتْ

فوقَ البريةِ راجحٌ ميزانُها

خلصت كلّ قبيلةٍ منْ ضدِها

لما التوت وتعقدت عقدانُها

أشبهت نوحًا مدة وهدايةٍ

في أمّةٍ متزايدٌ طغيانُها

وكأنَّما البرجُ المنيفُ سفينةٍ

والنّيل يومَ كسرته طوفانُها

وتداركت بلبيس منك عواطفٍ

يسعُ الزمانُ وأهله غفرانُها

أقسمت لولا حسن رأيكَ لاغتَدى

الناقوسُ في بلبيسِ وهو أذانُها

بلدٌ لو انهدمتْ قواعد سورهِ

بيدِ النصارى لمْ يعدْ بنيانُها

أبقيتها للمسلمينَ وإنَّهُ

ليعزَّ بعدَ خرابِها عمرانُها

شفع النساء إليكَ فيهِ فشفعتْ

في سيئاتِ رجالِها نسوانُها

قصيدة: ومن السعادة أن تموت وقد مضى

قال الشاعر الشريف المرتضى:[١٠]

وَمِنَ السَّعادةِ أَن تَموتَ وَقَد مَضى

مِن قبلكَ الحُسّادُ والأعداءُ

فَبَقاءُ مَن حُرِمَ المرادَ فناؤُه

وفناءُ من بلغ المرادَ بقاءُ

وَالنّاسُ مُختَلِفونَ في أَحوالِهم

وَهُمُ إِذا جاءَ الرّدى أكفاءُ

وَطِلابُ ما تفنى وَتتركُهُ على

مَن لَيسَ يَشكرُ ما صَنعتَ عناءُ


لقراءة المزيد ممّا قيل عن السعادة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أقوال الفلاسفة عن السعادة.

المراجع

  1. " قال السماء كئيبة وتجهما"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
  2. "تَرجو السَّعادَةَ يا قلبي ولو وُجِدَتْ"، ديواني، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
  3. "عطس"، ديواني، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
  4. " البحث عن السعادة"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
  5. "قلت السعادة في المنى فرددتني"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
  6. "يا دار حلت فيك كل سعادة"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
  7. "قدوم سعادة وقفول يمن"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
  8. "ولست أرى السعادة جمع مال"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
  9. "إن السعادة قد أظل زمانها"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
  10. "ومن السعادة أن تموت وقد مضى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
17165 مشاهدة
للأعلى للسفل
×