أثر الثقافات الأجنبية في الأدب في العصر العباسي الأول

كتابة:
أثر الثقافات الأجنبية في الأدب في العصر العباسي الأول


نبذة عن أثر الثقافات الأجنبية في الأدب في العصر العباسي الأول

يصعب على الباحثين البحث في العصر العباسي من جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ وذلك بسبب امتداد العصر العباسي من (132_656هـ)، وهو من أطول العصور السياسية والتاريخية للعرب، وقد شهد تقلبات كثيرة ما جعل الإمام به صعبًا جدًا، وخاصة عند ضياع بعض المعلومات بعد الهجوم المغولي على الدولة العباسية.[١]

إن الثورة التي أنشأت الدولة العباسية كانت نتيجة تطور عقلي عباسي بحت، وأثرت هذه الثورة العقلية على تنمية الحياة العباسية من الناحية العقلية والعلمية والأدبية، ويعود سبب ذلك إلى اتساع الجو وامتزاج الثقافات الذي أدى إلى تأثر كبير ومباشر على حركة العلم والفكر والأدب في هذا العصر، ناهيك عن تشجيع الخلفاء لحركة الترجمة والنقل.[١]

انتشرت في العصر العباسي الأول ثقافات متعددة مثل : الثقافة اليونانية، والثقافة الهندية، ولثقافة الإيرانية، وكان سبب هذا الانتشار الواسع هو المدارس والترجمات، يقول جرجي زيدان :"يمتاز العصر العباسي الأوّل بأن من تولّى فيه عرش بغداد كان من الخلفاء العلماء، فرغبوا في العلم وإجلاس العلماء والأدباء وسهّلوا نزوحهم إليهم وأجروا الأرزاق عليهم.[٢]


وفيما يأتي توضيح لأثر بعض الثقافات على الأدب في العصر العباسي الأول:


الثقافة الإيرانية

لعبت الثقافة الإيرانية دورًا كبيرا في الدولة العباسية، فقد كانت هذه الدولة على أكتاف الإيرانيين من الناحية السياسية والثقافية، فقد كان منهم الوزراء، و الولاة، و الكتّاب وقد كانت حاجة المسلمين كبيرة للانفتاح على تراث الأمم المتطورة.[٢]

اهتم الخلفاء العباسيون بترجمة الجوانب المهمة مثل الجوانب السياسية والاجتماعية والطب والفلك والنجوم والرياضيات والفلسفة والمعارف الأخرى.[٢]

ولم تمضِ فترة طويلة حتى استطاع المسلمون ترجمة الكثير من العلوم والمعارف، والكثير من تراث الأمم المختلفة، مما كان لها أثرًا كبيرًا في نشأة اليقظة الفكرية في هذا العصر، فلم يكن الازدهار مقصورًا على العلوم المنقولة، و إنما تجاوزت ذلك لتصل إلى فروع الثقافة والمدنية التي شاعت في ذلك الزمان.


الثقافة الفارسية

تأثر الأدباء والكتاب في ذلك العصر ببعض الأفكار الفارسية التي استمدوها من الكتب المترجمة والمنقولة للغة العربية، فكان ذلك مؤشرًا خطرًا على الخُلق الإسلامي الذي يدعو إلى المحافظة الشخصية في حين أن الأفكار الفارسية كانت تدعو إلى شرب الخمر والغناء والركض وراء الملذات الشخصية، واستمر ذلك حتى دخول الثقافة الهندية وبعدها الثقافة اليونانية.[٣]

تميز هذا العصر بإطلاق الفكر من التقليد، ولذلك تعددت البدع في هذا العصر، فقد كانت الأفكار من حيث الجين مطلقة الحرية وقد شهد العصر العباسي الأول تنمية للفكر العربي.[٣]

أصبحت حاجة المسلمين الانفتاح على تراث الأمم المتطورة كبيرة، وقد كان هذا الاهتمام عامًا وشاملًا ولا يقتصر على تشجيع الخلفاء فقط، وكان ذلك بسبب انفتاح الحياة العقلية والاطلاع الواسع على مناهج البحث وأساليبه عند الأمم المختلفة.[٣]



أسباب ازدهار الحياة الفكرية في العصر العباسي

من أسباب ازدهار الحياة الفكرية في العصر العباسي ما يأتي:[٢]

  1. ازدهار الحياة الاقتصادية في العصر العباسي.
  2. العوامل الدينية.
  3. ازدهار الترجمة في العصر العباسي.
  4. امتزاج الثقافات في العصر العباسي.
  5. اهتمام الخلفاء العباسيين بالعلم.

المراجع

  1. ^ أ ب شوقي ضيف، العصر العباسي الأول، صفحة 5-7. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث شوقي ضيف، العصر العباسي الأول، صفحة 89-98. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت إبراهيم أحمد خالد، أثر الثقافة الفارسية في ثقافة العصر العباسي الأول: ابن المقفع نموذجًا، صفحة 5-12. بتصرّف.
6512 مشاهدة
للأعلى للسفل
×