أثر اللاشعور على الإدراك

كتابة:
أثر اللاشعور على الإدراك
يعرف علماء النفس اللاشعور بأنه مزيج من العوامل والدوافع إضافة للعمليات التي تقوم بالتأثير على سلوك الفرد، وتؤثر على طريقة تفكيره، وكيفية إحساسه تجاه الأشياء والمواقف، وذلك بعدم إحساسه بتأثيرها وطريقة حصولها وتأثيرها فيه، فيدعم هذا التفسير أن كلاً من الشعور واللاشعور ليسا بمعزلٍ عن بعضهما داخل النفس الإنسانية.[١][٢]


أثر اللاشعور على الإدراك

أثارت النظرية المتعلقة باللاشعور تطورًا كبيرًا وحقيقيًا داخل حيز الدراسات النفسية، فأصبح اللاشعور من المكونات الرئيسية للحياة النفسية، إضافة لأثره الواضح في عالم الإنسان الداخلي، وفي السلوكيات الإنسانية، ومنها العمليات العقلية، فيتبين أن مفهوم الإدراك لم يحمل في معناه أنه عملية عقلية عليا تمتاز بالوعي، لكنه يتأثر بنشاط اللاشعور الكامن داخل الإنسان.[٣]


الآثار الإيجابية للاشعور في الإدراك

للاشعور عدة آثار إيجابية، وهي:[٣]

  • يقوم اللاشعور المبني على أساس غريزي بإعطاء الإنسان قدرة هائلة تمنحه الشجاعة للقيام بسلوك معين، مثل: الشجاعة في المعارك والحروب، أو تسلق الجبال، بالمهام والأفعال الشُجاعة الأخرى، فيقوم اللاشعور على تحفيزها داخل الإنسان.
  • يعطي اللاشعور فائدة كبيرة في مجال العمليات الإبداعية بشكل كبير، فيساهم في ازدهار العديد من الفنون، والعديد من النظريات، وذلك من وجهة نظر "النظريات السيكولوجية الفنية، فيتسبب اللاشعور في زيادة الإبداع لدى الفنان الذي يتميز بجمال لوحاته الفنية، وذلك لرؤية أن الفن قادر على تعزيز جانب الإشباع الجمالي.
  • يُساعد اللاشعور عند التعامل معه كنظرية على الكشف عن العديد من الأمراض، مثل: مرض الفوبيا، ومرض الرهاب الاجتماعي، مرض الخوف، مرض الوسواس القهري، والنتيجة هي الإسهام في مساعدة الإنسان على التخلص من هذه الأمراض، حتى ينتقل بإدراكه إلى العالم السوي.
  • يقوم اللاشعور على استخدام أساليب دفاعية وتفعيل الحيل اللاشعورية والابتعاد بالنفس عن الأحاسيس المؤلمة والضارة، وذلك ليساعد في المحافظة على الذات، والتأقلم والاندماج مع المجتمع، ومن الأمثلة على الوسائل الدفاعية نذكر: النكوص، الإسقاط والتعويض.


الآثار السلبية للاشعور في الإدراك

للاشعور عدة آثار سلبية، وهي:[٣]

  • الكبت: يعد الكبت السبب الرئيسي والوحيد للاشعور، وعندما يكبت الإنسان حاجاته ورغباته، فسيدخل في ما يسمى بالصراع الداخلي مع ذاته، فتنتج عن هذا الصراع عدة أمراض نفسية، تقوم على تعطيل سير الإنسان في تكيفه مع حياته الخارجية في المجتمع، مما يؤدي إلى نشوء اضطرابات في الجانب الإدراكي، أو حدوث خلل معين في ذاكرة الإنسان، أو في انتباهه، ومن الممكن أن يؤدي إلى حدوث أمراض عصبية كبيرة مثل: العُصاب، الذهان، جراء سيطرة الضغوطات النفسية على الإنسان.
  • الأمراض النفسية: يقوم العالم النفسي فرويد بتفسير العديد من الأمراض النفسية على أنها نتيجة لحدوث نشاطات لاشعورية حادة، تقوم على تبيان الآثار السلبية للاشعور، ومن وجهة نظره يرى أن كلاً من القلق والاضطراب هما نتاجٌ للكبت الجنسي المتواصل، والذي ينتج تأثيرًا سلبيًا يمارسه على إدارك الإنسان.

المراجع

  1. دنيا الوطن (3/1/2014)، "الشعور واللاشعور بقلم علي عطية عذاب العتابي"، دنيا الوطن ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
  2. "unconscious", britannica, Retrieved 31/3/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت الدراسة والتعليم ، "أثر اللاشعور على الإدراك "، الدراسة والتعليم ، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2022. بتصرّف.
7009 مشاهدة
للأعلى للسفل
×