محتويات
توزيع السكان
يتأثّر توزيع السكان بعدة عوامل سواءً كانت طبيعيّةً أم بشريةً؛ فالإنسان دائماً عندما يريد أن يستقر في منطقةٍ ما يبحث عن كل ما يقدِّم له الراحة، لذلك نرى بعض المناطق في الدولة الواحدة نفسها ذات كثافةٍ سكانيةٍ كبيرةٍ بينما مناطق أخرى قد ينعدم وجود السكان فيها، ومن الأمثلة على هذه العوامل: المناخ، والتضاريس، والتربة، والمياه، وتوفر المواصلات، والتطوّر العمراني، وغيرها، ولكن سنقتصر بالحديث عن أثر المناخ في السكان.
المناخ هو عبارة عن حالة الطقس لفتراتٍ زمنيةٍ طويلةٍ، فيقال بأنّ المناخ في الأردن هو معتدل، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة بمعدلها العام لأننا نتحدّث عن فتراتٍ زمنيةٍ طويلةٍ.
أثر المناخ في السكان
مما لاشك فيه أن السكان يتمركزون في المناطق التي تسقط فيها الأمطار وتكون أرضها خصبةً وذات درجاتٍ حرارةٍ معتدلةٍ، فلو نظرنا إلى المناطِق الصَّحراوية الفَقيرة لكميات الأمطار نلاحظ انخفاض الكثافة السكانية فيها، بينما المناطِق المَطيرة يتمركز السكان فيها بشكلٍ كبيرٍ، عندما تسقط الأمطار فإنّ التربة في تلك المنطقة تصبح أكثر خصوبةٍ مما يوفِّر للسكان إمكانية زراعة ما يحتاجونه من محاصيلَ زراعيةٍ والمُتاجرة بها، كما أنّ توفر الماء من شأنه توفير مياه الشرب للسكان وللحيوانات التي قد يرّبونها.
قد يتركّز السكان في مناطق توافر الأنهار والينابيع والبحيرات والبحار حتى لو كانت قليلة الأمطار، ولكنها تتغذّى من الأمطار التي تسقط في مناطِق الأخرى؛ حيث إنّ هذه الأمطار عندما تسقط على الأرض تسير حتى تغذّي المياه الجوفية والأنهار والبحار والمحيطات، فتوفِّر هذه المياه السطحية الغذاء والفوائد المتعددة للإنسان من خلال الثروة المائية التي تتواجد فيها وهذا يزيد من رغبة الإنسان في الاستقرار في تلك المنطقة.
يبتعد السكان عن الاستقرار في المناطق الحارة جداً أو الباردة جداً، فمثلاً قطبا الأرض الشمالي والجنوبي يفتقدان إلى السكان إلّا فئةً قليلةً جداً تكيّفت مع الظروف الموجودة بطريقةٍ مختلفةٍ عن بقية السكان على الكرة الأرضية، فهذه الأقطاب لا تشرِق فيها الشمس لفتراتٍ طويلةٍ مما يؤدي إلى عدم قدرة النباتات على العيش فيها، كما أنّ انخفاض الحرارة بشكلٍ كبيرٍ أدى إلى عدم قدرة الحيوانات العيش فيها إلّا أعداداً قليلةً جداً ونادرةً.
بينما مثلاً جنوب السودان تمتاز بارتفاع درجة الحرارة فيها بشكلٍ كبيرٍ ممّا جعل عدد السكان في تلك المناطق قليل جداً؛ فارتفاع الحرارة يؤدي إلى تكاثر الزواحف والحشرات المُؤذية وكثرة إصابة النباتات والحيوانات بالأمراض ونقلها إلى الإنسان، على الرغم من أنّ الإنسان يستطيع تحمّل درجات الحرارة المرتفعة بشكلٍ أكثر من قدرته على تحمّل الانخفاض الشديد فيها.