أجمل قصائد الشافعي

كتابة:
أجمل قصائد الشافعي

وعينُ الرضا عن كل عيب كليلة ٌ

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ

وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّابٍ لمنْ لا يَهابُنِي

ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتي

وإن تنأ عني، تلقني عنكَ نائياً

كِلاَنا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَاتَه

وَنَحْنُ إذَا مِتْنَا أشَدُّ تَغَانِيَا


دعِ الأيام تفعل ما تشاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ

وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي

فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ

وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً

وشيمتكَ السماحة والوفاءُ

وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا

وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب

يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ

ولا تر للأعادي قط ذلاً

فإن شماتة الأعدا بلاء

ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ

فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي

وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ

ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا

فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ

وأرضُ الله واسعة ً ولكن

إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ

فما يغني عن الموت الدواءُ


إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكلُّفاً

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً

فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا

فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ

وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا

فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ

وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ً

فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفاً

ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ

ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا

وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ

وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا

سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا

صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَاً


إذا المرء أفشى سرَه بلسانه

إذا المرءُ أفشى سرَّهُ بلسانهِ

وَلاَمَ عَليهِ غَيْرَهُ فهو أَحْمَق.

إذا ضاقَ صدرُ المرءِ عن سرِّ نفسهِ

فصدرُ الذي يستودعُ السرَّ أضيق.


خبت نار نفسي باشتعال مفارقي

خبت نار نفسي باشتعال مفارقي

وأظلم ليلي إذ أضاء شِهابُها

أيا بومةً قد عششتْ فوق هامتي

على الرغم مني حين طار غُرابُها

رأيتِ خراب العُمرِ مني فَزُرْتني

ومأواك من كل الديار خرابها

أأنعمُ عيشاً بعدما حل عارضي

طلائعُ شيبٍ ليس يغني خِضابُها؟

وعِزةُ عمرِ المرء قبل مشيبهِ

وقد فنيت نفسٌ تولى شبابها

إذا اصفرَّ لونُ المرءِ وابيضَّ شعرُهُ

تنغص من أيامه مستَطَبابُها

فدعْ عنك سواءات الأمور فإنها

حرامٌ على نفس التقي ارتكابُها

وأدِ زكاة الجاه واعلم بأنها

كمثل زكاة المال تم نِصابُها

وأحسن إلى الأحرار تملك رقابهم

فخير تجارات الكرام اكتسابها

ولا تمشين في مَنكِب الأرض فاخراً

فعما قليل يحتويك تُرابها

ومن يذق الدنيا فإني طَعمْتُها

وسيق إلينا عَذْبُها وعذابها

فلم أرها إلا غُروراً وباطلاً

كما لاح في ظهر الفلاة سَرابُها

وما هي إلا جِيفةٌ مستحيلةٌ

عليها كلابٌ هَمُّهن اجتِذابها

فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها

وإن تجتذبها نازعتك كلابها

فطوبى لنفسٍ أُودعت قعر دارها

مُغَلَّقَةَ الأبوابِ مُرخىً حجابها


حفظ اللسان

احفظ لسانـك أيها الإنسان

لا يلدغنك .. إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه

كانت تهاب لقاءه الأقران


القناعة

رأيت القناعة رأس الغنى

فصرت بأذيالها متمسك

فلا ذا يراني على بابه

ولا ذا يراني به منهمك

فصرت غنياً بلا درهم

أمر على الناس شبه الملك


مخاطبة السفيه

يخاطبني السفيه بكل قبح

فأكره أن أكون له مجيباً

يزيد سفاهة فأزيد حلماً

كعود زاده الإحراق طيباً

وهذه مقتطفات من أجمل قصائده، فلو أردنا جمع أشعار وأقوال الشافعي سنحتاج لمجلدات كبيرة.

4586 مشاهدة
للأعلى للسفل
×