محتويات
- ١ قصيدة: فراق ومن فارقت غير مدمم
- ٢ قصيدة: عواذل ذات الخال في حواسد
- ٣ قصيدة: أرق على أرق ومثلي يأرق
- ٤ قصيدة: الحب ما منع الكلام الألسنا
- ٥ قصيدة: حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا
- ٦ قصيدة: في الخد أن عزم الخليط رحيلا
- ٧ قصيدة: أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل
- ٨ قصيدة: أتظعن يا قلب مع من ظعن
- ٩ قصيدة: بقائي شاء ليس هم ارتحالا
- ١٠ قصيدة: أما الفراق فإني ما أعهد
- ١١ قصيدة: أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني
- ١٢ قصيدة: لا تنكرن رحيلي عنك في عجل
- ١٣ قصيدة: ماذا الوداع وداع الوامق الكمد
- ١٤ قصيدة: بأبي من وددته فافترقنا
قصيدة: فراق ومن فارقت غير مدمم
فِراقٌ وَمَن فارَقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ
- وَأَمٌّ وَمَن يَمَّمتُ خَيرُ مُيَمَّمِ
وَما مَنزِلُ اللَذّاتِ عِندي بِمَنزِلٍ
- إِذا لَم أُبَجَّل عِندَهُ وَأُكَرَّمِ
سَجِيَّةُ نَفسٍ ما تَزالُ مُليحَةً
- مِنَ الضَيمِ مَرمِيّاً بِها كُلُّ مَخرَمِ
رَحَلتُ فَكَم باكٍ بِأَجفانِ شادِنٍ
- عَلَيَّ وَكَم باكٍ بِأَجفانِ ضَيغَمِ
وَما رَبَّةُ القُرطِ المَليحِ مَكانُهُ
- بِأَجزَعَ مِن رَبِّ الحُسامِ المُصَمِّم
فَلَو كانَ ما بي مِن حَبيبٍ مُقَنَّعٍ
- عَذَرتُ وَلَكِن مِن حَبيبٍ مُعَمَّمِ
رَمى وَاِتَّقى رَميِي وَمِن دونِ ما اِتَّقى
- هَوىً كاسِرٌ كَفّي وَقَوسي وَأَسهُمي
إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ
- وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ
وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ
- وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ
أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ
- وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ
وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّهُ
- مَتى أَجزِهِ حِلمًا عَلى الجَهلِ يَندَمِ
وَإِن بَذَلَ الإِنسانُ لي جودَ عابِسٍ
- جَزَيتُ بِجودِ التارِكِ المُتَبَسِّمِ
وَأَهوى مِنَ الفِتيانِ كُلَّ سَمَيذَعٍ
- نَجيبٍ كَصَدرِ السَمهَرِيِّ المُقَوَّمِ
خَطَت تَحتَهُ العيسُ الفَلاةَ وَخالَطَت
- بِهِ الخَيلُ كَبّاتِ الخَميسِ العَرَمرَمِ[١]
قصيدة: عواذل ذات الخال في حواسد
عَواذِلُ ذاتِ الخالِ فيَّ حَواسِدُ
- وَإِنَّ ضَجيعَ الخَودِ مِنّي لَماجِدُ
يَرُدُّ يَدًا عَن ثَوبِها وَهوَ قادِرٌ
- وَيَعصي الهَوى في طَيفِها وَهوَ راقِدُ
مَتى يَشتَفي مِن لاعِجِ الشَّوق في الحَشى
- مُحِبٌّ لَها في قُربِهِ مُتَباعِدُ
إِذا كُنتَ تَخشى العارَ في كُلِّ خَلوَةٍ
- فَلِم تَتَصَبّاكَ الحِسانُ الخَرائِدُ
أَلَحَّ عَلَيَّ السُقمُ حَتّى أَلِفتُهُ
- وَمَلَّ طَبيبي جانِبي وَالعَوائِدُ
مَرَرتُ عَلى دارِ الحَبيبِ فَحَمحَمَت
- جَوادي وَهَل تَشجو الجِيادَ المَعاهِدُ
وَما تُنكِرُ الدَهماءَ مِن رَسمِ مَنزِلٍ
- سَقَتها ضَريبَ الشَولِ فيها الوَلائِدُ
أَهُمُّ بِشَيءٍ وَاللَيالي كَأَنَّها
- تُطارِدُني عَن كَونِهِ وَأُطارِدُ
وَحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ
- إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ
وَتُسعِدُني في غَمرَةٍ بَعدَ غَمرَةٍ
- سَبوحٌ لَها مِنها عَليها شَواهِدُ
تَثَنّى عَلى قَدرِ الطِعانِ كَأَنَّما
- مَفاصِلُها تَحتَ الرِماحِ مَراوِدُ
مُحَرَّمَةٌ أَكفالُ خَيلي عَلى القَنا
- مُحَلَّلَةٌ لَبّاتُها وَالقَلائِدُ
وَأَورِدُ نَفسي وَالمُهَنَّدُ في يَدي
- مَوارِدَ لا يُصدِرنَ مَن لا يُجالِدُ
وَلَكِن إِذا لَم يَحمِلِ القَلبُ كَفَّهُ
- عَلى حالَةٍ لَم يَحمِلِ الكَفَّ ساعِدُ
خَليلَيَّ إِنّي لا أَرى غَيرَ شاعِرٍ
- فَلِم مِنهُمُ الدَعوى وَمِنّي القَصائِدُ
فَلا تَعجَبا إِنَّ السُيوفَ كَثيرَةٌ
- وَلَكِنَّ سَيفَ الدَولَةِ اليَومَ واحِدٌ[٢]
قصيدة: أرق على أرق ومثلي يأرق
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
- وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
- عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِر
- إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ
جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
- نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
- فعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
- عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
- أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
- جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
- كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
- حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
- أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
- وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
- وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ
وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
- مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ
حَذَرًا عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
- حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ
أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا
- فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ[٣]
قصيدة: الحب ما منع الكلام الألسنا
الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا
- وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا
لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى
- مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا
بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما
- أَلوانُنا مِمّا اِمتُقِعنَ تَلَوُّنا
وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد
- أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا
أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها
- نَظَرًا فُرادى بَينَ زَفراتٍ ثُنا
أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً
- ثُمَّ اِعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا
وَقَطَعتُ في الدُنيا الفَلا وَرَكائِبي
- فيها وَوَقتَيَّ الضُحى وَالمَوهِنا
وَوَقَفتُ مِنها حَيثُ أَوقَفَني النَدى
- وَبَلَغتُ مِن بَدرِ اِبنِ عَمّارِ المُنا
لِأَبي الحُسَينِ جَدىً يَضيقُ وِعائُهُ
- عَنهُ وَلَو كانَ الوِعاءُ الأَزمُنا
وَشَجاعَةٌ أَغناهُ عَنها ذِكرُها
- وَنَهى الجَبانَ حَديثُها أَن يَجبُنا
نيطَت حَمائِلُهُ بِعاتِقِ مِحرَبٍ
- ما كَرَّ قَطُّ وَهَل يَكُرُّ وَما اِنثَنى
فَكَأَنَّهُ وَالطَعنُ مِن قُدّامِهِ
- مُتَخَوِّفٌ مِن خَلفِهِ أَن يُطعَنا
نَفَتِ التَوَهُّمَ عَنهُ حِدَّةُ ذِهنِهِ
- فَقَضى عَلى غَيبِ الأُمورُ تَيَقُّنا
يَتَفَزَّعُ الجَبّارُ مِن بَغَتاتِهِ
- فَيَظَلُّ في خَلَواتِهِ مُتَكَفِّنا
أَمضى إِرادَتَهُ فَسَوفَ لَهُ قَدٌ
- وَاِستَقرَبَ الأَقصى فَثَمَّ لَهُ هُنا
يَجِدُ الحَديدَ عَلى بَضاضَةِ جِلدِهِ
- ثَوبًا أَخَفَّ مِنَ الحَريرِ وَأَليَنا[٤]
قصيدة: حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا
حُشاشَةُ نَفسٍ وَدَّعَت يَومَ وَدَّعوا
- فَلَم أَدرِ أَيَّ الظاعِنَينِ أُشَيِّعُ
أَشاروا بِتَسليمٍ فَجُدنا بِأَنفُسٍ
- تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسِمِ أَدمُعُ
حَشايَ عَلى جَمرٍ ذَكِيٍّ مِنَ الهَوى
- وَعَينايَ في رَوضٍ مِنَ الحُسنِ تَرتَعُ
وَلَو حُمِّلَت صُمُّ الجِبالِ الَّذي بِنا
- غَداةَ اِفتَرَقنا أَو شَكَت تَتَصَدَّعُ
بِما بَينَ جَنبَيَّ الَّتي خاضَ طَيفُها
- إِلَيَّ الدَياجي وَالخَلِيّونَ هُجَّعُ
أَتَت زائِرًا ما خامَرَ الطيبُ ثَوبَها
- وَكَالمُسكِ مِن أَردانِها يَتَضَوَّعُ
فَما جَلَسَت حَتّى اِنثَنَت توسِعُ الخُطا
- كَفاطِمَةٍ عَن دَرِّها قَبلَ تُرضِعُ
فَشَرَّدَ إِعظامي لَها ما أَتى بِها
- مِنَ النَومِ وَاِلتاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ
فَيا لَيلَةً ما كانَ أَطوَلَ بِتُّها
- وَسُمُّ الأَفاعي عَذبُ ما أَتَجَرَّعُ
تَذَلَّل لَها وَاِخضَع عَلى القُربِ وَالنَوى
- فَما عاشِقٌ مَن لا يَذِلُّ وَيَخضَعُ
وَلا ثَوبُ مَجدٍ غَيرَ ثَوبِ اِبنِ أَحمَد
- عَلى أَحَدٍ إِلّا بِلُؤمٍ مُرَقَّعُ
وَإِنَّ الَّذي حابى جَديلَةَ طَيِّئٍ
- بِهِ اللَهُ يُعطي مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ
بِذي كَرَمٍ ما مَرَّ يَومٌ وَشَمسُهُ
- عَلى رَأسِ أَوفى ذِمَّةً مِنهُ تَطلُعُ
فَأَرحامُ شِعرٍ يَتَصِلنَ لَدُنَّهُ
- وَأَرحامُ مالٍ لا تَني تَتَقَطَّعُ
فَتىً أَلفُ جُزءٍ رَأيُهُ في زَمانِهِ
- أَقَلُّ جُزَيءٍ بَعضُهُ الرَأيُ أَجمَعُ
غَمامٌ عَلَينا مُمطِرٌ لَيسَ يُقشِع
- وَلا البَرقُ فيهِ خُلَّبًا حينَ يَلمَعُ[٥]
قصيدة: في الخد أن عزم الخليط رحيلا
في الخَدِّ أَن عَزَمَ الخَليطُ رَحيلاً
- مَطَرٌ تَزيدُ بِهِ الخُدُودُ مُحولا
يا نَظرَةً نَفَتِ الرُقادَ وَغادَرَت
- في حَدِّ قَلبي ما حَيِيتُ فُلولا
كانَت مِنَ الكَحلاءِ سُؤلي إِنَّما
- أَجَلي تَمَثَّلَ في فُؤادي سولا
أَجِدُ الجَفاءَ عَلى سِواكِ مُروءَةً
- وَالصَبرَ إِلّا في نَواكِ جَميل
وَأَرى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّبًا
- وَأَرى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَملولا
تَشكو رَوادِفَكِ المَطِيَّةَ فَوقَها
- شَكوى الَّتي وَجَدَت هَواكَ دَخيلا
وَيُعيرُني جَذبُ الزِمامِ لِقَلبِها
- فَمَها إِلَيكِ كَطالِبٍ تَقبيلا
حَدَقُ الحِسانِ مِنَ الغَواني هِجنَ لي
- يَومَ الفِراقِ صَبابَةً وَغَليلا
حَدَقٌ يُذِمُّ مِنَ القَواتِلِ غَيرَها
- بَدرُ بنُ عَمّارِ بنِ إِسماعيلا
الفارِجُ الكُرَبَ العِظامَ بِمِثلِها
- وَالتارِكُ المَلِكَ العَزيزَ ذَليلا
مَحِكٌ إِذا مَطَلَ الغَريمُ بِدَينِهِ
- جَعَلَ الحُسامَ بِما أَرادَ كَفيلا
نَطِقٌ إِذا حَطَّ الكَلامُ لِثامَهُ
- أَعطى بِمَنطِقِهِ القُلوبَ عُقولا
أَعدى الزَمانَ سَخاؤُهُ فَسَخا بِهِ
- وَلَقَد يَكونُ بِهِ الزَمانُ بَخيلا
وَكَأَنَّ بَرقًا في مُتونِ غَمامَةٍ
- هِندِيُّهُ في كَفِّهِ مَسلولا
وَمَحَلُّ قائِمِهِ يَسيلُ مَواهِبًا
- لَو كُنَّ سَيلاً ما وَجَدنَ مَسيلا[٦]
قصيدة: أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل
أَجابَ دَمعي وَما الداعي سِوى طَلَلِ
- دَعا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَكبِ وَالإِبِلِ
ظَلِلتُ بَينَ أُصَيحابي أُكَفكِفُهُ
- وَظَلَّ يَسفَحُ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ
أَشكو النَوى وَلَهُم مِن عَبرَتي عَجَبٌ
- كَذاكَ كُنتُ وَما أَشكو سِوى الكَلَلِ
وَما صَبابَةُ مُشتاقٍ عَلى أَمَلٍ
- مِنَ اللِقاءِ كَمُشتاقٍ بِلا أَمَلِ
مَتى تَزُر قَومَ مَن تَهوى زِيارَتَها
- لا يُتحِفوكَ بِغَيرِ البيضِ وَالأَسَلِ
وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ
- أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ
ما بالُ كُلِّ فُؤادٍ في عَشيرَتِها
- بِهِ الَّذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ
مُطاعَةُ اللَحظِ في الأَلحاظِ مالِكَةٌ
- لِمُقلَتَيها عَظيمُ المُلكِ في المُقَلِ
تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِساتُ بِها
- في مَشيِها فَيَنَلنَ الحُسنَ بِالحِيَلِ
قَد ذُقتُ شِدَّةَ أَيّامي وَلَذَّتَها
- فَما حَصَلتُ عَلى صابٍ وَلا عَسَلِ
وَقَد أَراني الشَبابُ الروحَ في بَدَني
- وَقَد أَراني المَشيبُ الروحَ في بَدَلي
وَقَد طَرَقتُ فَتاةَ الحَيِّ مُرتَدِيًا
- بِصاحِبٍ غَيرِ عِزهاةٍ وَلا غَزِلٍ
فَباتَ بَينَ تَراقينا نُدَفِّعُهُ
- وَلَيسَ يَعلَمُ بِالشَكوى وَلا القُبَلِ
ثُمَّ اِغتَدى وَبِهِ مِن رَدعِها أَثَرٌ
- عَلى ذُؤابَتِهِ وَالجَفنِ وَالخِلَلِ
لا أَكسِبُ الذِكرَ إِلّا مِن مَضارِبِهِ
- أَو مِن سِنانٍ أَصَمِّ الكَعبِ مُعتَدِلِ
جادَ الأَميرُ بِهِ لي في مَواهِبِهِ
- فَزانَها وَكَساني الدِرعَ في الحُلَلِ[٧]
قصيدة: أتظعن يا قلب مع من ظعن
أتظعَنُ يا قلبُ مع من ظعَنْ
- حَبيبَينِ أندُبُ نفسي إذَنْ
ولم لا أصابُ وحربُ البسو
- سِ بينَ جفوني وبينَ الوسَن
وهل أنا بعدَكُم عائشٌ
- وقد بنتَ عنّي وبانَ السكَن
فدى ذلكَ الوجه بدرُ الدجى
- وذاك التثنّي تثنّي الغُصُن
فما للفراق وما للجميع
- وما للرياح وما للدِمَن
كأنْ لم يكن بعد أن كان لي
- كما كان لي بعد أن لم يكُن
ولم يسقني الراح ممزوجَةً
- بماءِ اللِّثَى لا بماءِ المُزَن
لها لونُ خدّيهِ في كفِّهِ
- وريحُكَ يا أحمدَ بنَ الحسَن
ألَم يُلفِكَ الشرفُ اليعرُبيّ
- وأنتَ غريبَةُ أهل الزَمَن
كأنَّ المحاسنَ غارَت عليكَ
- فسَلَّت لدَيكَ سُيوفَ الفِتَن
لَذِكرُكَ أطيبُ من نشرِها
- ومدحُكَ أحلى سماعِ الأُذُن
فَلَم يَرَكَ الناسُ إلا غنوا
- برُؤياكَ عن قولِ هذا ابنُ مَن
ولو قُصِدَ الطفلُ من طَيّئٍ
- لشاركَ قاصِدُهُ في اللبَن
فما البَحرُ في البرِّ إلا نداكَ
- وما الناسُ في الباسِ إلا اليمَن[٨]
قصيدة: بقائي شاء ليس هم ارتحالا
بَقائي شاءَ لَيسَ هُمُ اِرتِحالا
- وَحُسنَ الصَبرِ زَمّوا لا الجِمالا
تَوَلَّوا بَغتَةً فَكَأَنَّ بَينًا
- تَهَيَّبَني فَفاجَأَني اِغتِيالا
فَكانَ مَسيرُ عيسِهِمِ ذَميلًا
- وَسَيرُ الدَمعِ إِثرَهُمُ اِنهِمالا
كَأَنَّ العيسَ كانَت فَوقَ جَفني
- مُناخاةٍ فَلَمّا ثُرنَ سالا
وَحَجَّبَتِ النَوى الظَبياتِ عَنّي
- فَساعَدَتِ البَراقِعَ وَالحِجالا
لَبِسنَ الوَشيَ لا مُتَجَمِّلاتٍ
- وَلَكِن كَي يَصُنَّ بِهِ الجَمالا
وَضَفَّرنَ الغَدائِرَ لا لِحُسنٍ
- وَلَكِن خِفنَ في الشَعَرِ الضَلالا
بِجِسمي مَن بَرَتهُ فَلَو أَصارَت
- وِشاحي ثَقبَ لُؤلُؤَةٍ لَجالا
وَلَولا أَنَّني في غَيرِ نَومٍ
- لَكُنتُ أَظُنُّني مِنّي خَيالا
بَدَت قَمَرًا وَمالَت خوطَ بانٍ
- وَفاحَت عَنبَرًا وَرَنَت غَزالا
وَجارَت في الحُكومَةِ ثُمَّ أَبدَت
- لَنا مِن حُسنِ قامَتِها اِعتِدالا
كَأَنَّ الحُزنَ مَشغوفٌ بِقَلبي
- فَساعَةَ هَجرِها يَجِدُ الوِصالا
كَذا الدُنيا عَلى مَن كانَ قَبلي
- صُروفٌ لَم يُدِمنَ عَلَيهِ حالا
أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ
- تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا
أَلِفتُ تَرَحُّلي وَجَعَلتُ أَرضي
- قُتودي وَالغُرَيرِيَّ الجُلالا
فَما حاوَلتُ في أَرضٍ مُقاماً
- وَلا أَزمَعتُ عَن أَرضٍ زَوالا[٩]
قصيدة: أما الفراق فإني ما أعهد
أَمّا الفِراقُ فَإِنَّهُ ما أَعهَدُ
- هُوَ تَوأَمي لَو أَنَّ بَينًا يولَدُ
وَلَقَد عَلِمنا أَنَّنا سَنُطيعُهُ
- لَمّا عَلِمنا أَنَّنا لا نَخلِدُ
وَإِذا الجِيادُ أَبا البَهِيِّ نَقَلنَنا
- عَنكُم فَأَردَأُ ما رَكِبتُ الأَجوَدُ
مَن خَصَّ بِالذَمِّ الفِراقَ فَإِنَّني
- مَن لا يَرى في الدَهرِ شَيئًا يُحمَدُ[١٠]
قصيدة: أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني
أَبلى الهَوى أَسَفًا يَومَ النَوى بَدَني
- وَفَرَّقَ الهَجرُ بَينَ الجَفنِ وَالوَسَنِ
روحٌ تَرَدَّدُ في مِثلِ الخِلالِ إِذا
- أَطارَتِ الريحُ عَنهُ الثَوبَ لَم يَبِنِ
كَفى بِجِسمي نُحولًا أَنَّني رَجُلٌ
- لَولا مُخاطَبَتي إِيّاكَ لَم تَرَني[١١]
قصيدة: لا تنكرن رحيلي عنك في عجل
لا تُنكِرَنَّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ
- فَإِنَّني لِرَحيلي غَيرُ مُختارِ
وَرُبَّما فارَقَ الإِنسانُ مُهجَتَهُ
- يَومَ الوَغى غَيرَ قالٍ خَشيَةَ العارِ
وَقَد مُنيتُ بِحُسّادٍ أُحارِبُهُم
- فَاِجعَل نَداكَ عَلَيهِم بَعضَ أَنصاري[١٢]
قصيدة: ماذا الوداع وداع الوامق الكمد
ماذا الوَداعُ وَداعُ الوامِقِ الكَمِدِ
- هَذا الوَداعُ وَداعَ الروحِ لِلجَسَدِ
إِذا السَحابُ زَفَتهُ الريحُ مُرتَفِعًا
- فَلا عَدا الرَملَةَ البَيضاءَ مِن بَلَدِ
وَيا فِراقَ الأَميرِ الرَحبِ مَنزِلُهُ
- إِن أَنتَ فارَقتَنا يَومًا فَلا تَعُدِ[١٣]
قصيدة: بأبي من وددته فافترقنا
بِأَبي مَن وَدِدتُهُ فَاِفتَرَقنا
- وَقَضى اللَهُ بَعدَ ذاكَ اِجتِماعا
فَاِفتَرَقنا حَولًا فَلَمّا اِلتَقَينا
- كانَ تَسليمُهُ عَلَيَّ وَداعا[١٤]
لقراءة المزيد من الموضوعات ذات الصّلة، اخترنا لك هذا المقال: المتنبي والحب.
المراجع
- ↑ "فراق ومن فارقت غير مدمم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ "عواذل ذات الخال في حواسد"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ المتنبي، ديوان المتنبي، صفحة 28.
- ↑ "الحب ما منع الكلام الألسنا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ "حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ "في الخد أن عزم الخليط رحيلا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ "أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ "أتظعن يا قلب مع من ظعن"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ "بقائي شاء ليس هم ارتحالا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ "أما الفراق فإني ما أعهد"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ "أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ "لا تنكرن رحيلي عنك في عجل"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ "ماذا الوداع وداع الوامق الكمد"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ "بأبي من وددته فافترقنا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.