أجمل ما كتبت رضوى عاشور

كتابة:
أجمل ما كتبت رضوى عاشور

رضوى عاشور

الأديبة والكاتبة المصرية رضوى عاشور، ولدت عام 1946م، وكانت أستاذة في كلية الآداب في عين شمس، والدتها الكاتبة لطيفة الزيات، وزوجها الكاتب مريد البرغوثي، وابنها الشاعر تميم البرغوثي، أمّا عن مؤهلاتها العلمية فهي حاصلة على ليسانس الآداب من قسم اللغة الإنكليزية من كلية الآداب في جامعة القاهرة وذلك في عام 1967م،[١] وحصلت على ماجستير في الأدب المقارن من كلية الآداب في جامعة القاهرة أيضًا في عام 1972م، ثم حصلت على الدكتوراه في الأدب الإفريقي في عام 1975م من جامعة ماساتشوستس بأمهرست في الولايات المتحدة الأمريكية، قيّمت الكاتبة عشرات رسائل الدكتوراه والماجستير في حياتها، توفيت في عام 2014م، وسيأتي هذا المقال على أجمل ما كتبت رضوى عاشور.[٢]

مؤلفات رضوى عاشور

عُرفت رضوى عاشور بكتاباتها الجريئة والاستثنائية، وكانت أعمالها تتقاطع دائمًا مع تاريخ مصر، بلدها الذي شُغفت به، وظهر هذا الشغف في مؤلفاتها ورواياتها ودراساتها الأدبية، وقد ظهرت فيها أيضًا روح التمرُّد، وفيما يأتي أهم مؤلفات رضوى عاشور:[١]

  • الرحلة، أيام طالبة مصرية في أمريكا، نُشر عام 1983م.
  • رواية حَجَر دافئ التي نُشرت في عام 1985م.
  • رواية خديجة وسوسن التي نُشرت في عام 1987م.
  • مجموعة قصصية بعنوان رأيت النخل نُشرت في عام 1987م.
  • رواية سراج التي نُشرت في عام 1992م.
  • رواية غرناطة، وهي الجزء الأول لثلاثية روائية ونُشرت عام 1994م.
  • رواية مريمة والرحيل وهما الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية، ونشرت عام 1995م.
  • رواية أطياف التي نُشرت في عام 1999م.
  • نصوص قصصية تحمل عنوان تقارير السيدة راء ونُشرت في عام 2001م.
  • رواية قطعة من أوروبا ونُشرت في عام 2003م.

أجمل ما كتبت رضوى عاشور

رضوى عاشور الناقدة الأدبية والأستاذة الجامعية والروائية الجريئة والقاصّة التي لا يُستهان بها، كانت صاحبة مشروعٍ أدبي إبداعي يتمحور حول التحرر الوطني والإنساني، كما كان لها اهتمامها التاريخي، وقد تُرجمت بعض أعمالها للغات أخرى كالإنكليزية،[٣] وفيما يأتي اقتباسات من أجمل ما كتبت رضوى عاشور: [٤]

  • "كَأَنَ الأَيَام دهاليز شحيحة الضوءِ كابية يقودُك الواحدُ منّها إلى الآخر فتنقاد، لا تنتظرْ شيئًا، تمضي وحيدًا وببطءٍ يلازمُك ذلك الفأرُ الذي يقرضُ خيوطَ عمرِك، تواصلُ، لا فرح، لا حزن، لا سخط، لا سكينة، لا دهشة أو انتباه، ثم فجأةً على وعلى غير توقُّع تبصر ضوءًا تكذّبه ثم لا تكذب، وقد خرجتَ إلى المدى المفتوح ترى وجهَ ربِّك والشمس والهواء، من حولك الناسُ والأصواتُ متداخلةٌ أليفةٌ تتواصل بالكلام أو بالضحك، ثم تتساءل: هل كان حلمًا أو وهمًا؟ أين ذهب رنين الأصواتِ، والمدى المفتوح على أمل يتقدّ كقرص الشمس في وضحِ النهار؟ تتساءل وأنتَ تمشي في دهليزك من جديدٍ".
  • "تستطيع ُالشياطينُ أنْ تملأَ الارضَ بالأوبئةِ وتثيرُ الزوابعَ وتصيبُ الرّجال باللعنة وتحمّل الجحيم معها أينما حلّت، وتدخلُ أجسام من لا يقاوم إغراءَها، وتدمّر وتخرِّب في حياة البشر، تستطيع ذلك كلّه ولكنّها تعجز عن إنتاج نطفة واحدة تتخلق وتنمو لتصبح إنسانًا من لحم ودم.
  • تلتهم النارُ الكتبَ، تفحم أطرافها، تجففُ أوراقَها، تلتف الورقةُ حولَ نفسها كأنّما تدرأ النار عنها ولا جدوى، فالنُّار تصيبُ الكتبَ وتأكلُ وتلتهم وتأتي عليها سطرًا سطرًا وورقةً ورقةً وكتابًا بعد كتاب".
  • "رَأى الأُفُقَ من وَراءِ القصورِ يَتَلَوَّنُ بِوَرْدِ الصَّباحِ أُرجُواناً صَريحاً، كانت الشّمسُ على شُروق، ثُمَّ أشرَقَت في سُكونٍ مُطبِقٍ يُعَزِّزهُ تَغريدُ عصافيرٍ مُتفَرِّقَة".
  • "كانتْ تفكرُ في الموت الذي يقهرُ ويذلُ، وفي الإنسان أمامَ الموتِ لا حول له ولا قوة، وفي اللهِ وفي السماءِ العالية، هل يشاهد كل شيءٍ في صمتٍ ولا مبالاةٍ؟ أليس هو الذي يقبض الروح؟ فلماذا يقبضها ولماذا يطلقها أصلًا لتحطَ في القلبِ حينًا، ثم يناديها فترحلُ تاركةً عشها الدافيء قبرًا؟ حدقت في صورةِ جدتِها الساكنةِ في الموتِ فسرتْ في بدنِها رجفةً، واختنقت بغصّة في الحلق واحتبست في عينيها الدموع، ميتة جدتها كالظبيةِ والصغيرِ الذي أرضعته، فكيف ولماذا؟".
  • "هل الماضي يمضي حقًا أم يعرّش على أيامنا أم أنّنا نعيش كالبيت فيه؟ هل هذا ماضٍ؟ أم روح الروح في مرآته مصورة؟ هل في الزمن النسيان حقاً كما يقولون؟ ليس صحيحًا؛ الزمنُ يجلو الذاكرةَ كأنّه الماء تغمرُ الذهب فيه يومًا أو ألف عام فتجده في قاع النهر يلتمعُ، لا يفسد الماءَ سوى المعدن الرخيص، يصيبُ سطحَه ساعةً فيعلوه الصدأُ، لا يسقطُ الزمنُ الأصيلُ في حياةِ الإنسانِ، يعلو موجهُ صحيح، يدفعُ إلى القاعِ، يعمر ولكنّك إذ تغوصُ تجدُ شجيراتِ المرجانِ حمراءَ، وحباتَ اللؤلؤِ تتلألأُ في المحارِ، لا يلفظ البحرُ سوى الطحالبِ والحقيرً من القواقعِ، والتفاصيل ُمستقرّة في القاعِ".
  • "تعلمك الحرب أشياءً كثيرة، أولها أن ترهفَ السمعَ وتنتبه لتقدِّر الجهةَ التي يأتي منها إطلاقُ النيرانِ، كأنّما صارَ جسمُك أذنًا كبيرةً فيها بوصلةٌ تحددُ الجهةَ المعيَّنةَ بين الجهاتِ الأربعِ، أو الخمسِ، لأنّ السماء غدت جهةً يأتيكَ منّها أيضًا الهلاك، ثانيُها أن تسلِّم قليلًا وألّا تخافَ إلا بمقدار، القدرُ الضروري فقط، لو زادَ خوفُك مقدارَ ذرّة، غادرتَ بيتَك دونَ داعٍ لأنَّ القصفَ في الناحية الأُخرى من المدينة، يتحولُ خوفَك إلى مرضٍ خبيثٍ يأكلُ من جسمك كلَّ يومٍ حتّى يأتي عليه، فتوفِّرك القذيفةُ ويقتلُك الخوفُ، ولو قلّ خوفُك مقدارَ ذرّة، ولم تُسارع إلى هبوطِ الدرجِ إلى الملجأِ أو الجلوسِ على السلّمِ بعيدًا عن النوافذِ والشرفاتِ، تقتُلك القذيفةُ هكذا في غمضةِ عين، لأنَّ القصفَ يقصدُ الشارعً الذي تسكنُه، وربّما البنايةَ التي تقيمُ فيها".
  • "هنا تتعثرُ الجملةُ ويرتبكُ الكلامُ لأنّني لا أعرفُ كيفَ يمكن تلخيص ما عشناه في تلك السنوات، لا أعرف طريقةً لنقل المعنى وأتساءلُ ما جدوى الدخولِ في التفاصيلِ، وليست التفاصيل تفاصيل، كلُّ تفصيلة حكاية مئاتِ البشرِ وربّما الآلاف".
  • "ما الخطأُ في أن يتعلقَ الغريقُ بلوحِ خشبِ أو عودِ أو قشةِ؟ ما الجرمُ في أن يصنعَ لنفسِه قنديلًا مزججًا وملونًا لكي يتحملَ عتمةَ أيامهِ، ما الخطيئةُ في أن يتطلعَ إلى يومٍ جديدٍ آملًا ومستبشرًا".
  • "الذاكرةُ لا تقتلُ، تؤلمُ ألمًا لا يُطاقُ، ربَّما، ولكنّنا إذ نطيقُه تتحولُ من دواماتٍ تسحبُنا إلى قاعِ الغرقِ إلى بحرِ نسبحُ فيه، نقطعُ المسافاتِ، نحكمُه ونُملي إرادتنا عليه".
  • "عندَ موتِ من نحبُ نكفِّنه، نلفُه برحمةٍ و نحفرُ في الأرضِ عميقًا، نبكي، نعرفُ أنَّنا ندفنُه لنمضي إلى مواصلةِ الحياةِ،أيُّ عاقلٍ ينبشُ قبورَ أحبابِه؟".
  • "يقررون عليهِ الرحيلَ، يسحبون الأرضَ من تحتِ قدميه، ولم تكنْ الأرضُ بساطًا اشتراه من السوقِ، فاصلَ فى ثمنهِ ثم مدَّ يدَه إلى جيبه ودفعَ المطلوبَ فيه، وعادَ يحملُه إلى دارِه وبسطِه وتربَّع عليه فى اغتباطٍ، لم تكن بساطًا بل أرضًا، ترابًا زرعَ فيه عمره وعروقَ الزيتونِ، فما الذى يتبقى من العمرِ بعد الاقتلاعِ؟ في المسا يغلقُ باب الدارِ عليه وعلى الحنين، تأتيهِ غرناطة، يقولُ يا غربتي، راحت غرناطة، يسحبونَها من تحتِ قدميه، ولم تكنْ بساطًا اشتراهُ من سوق بالنسية الكبير".
  • "في الحربِ لا يتصرفُ الناسُ كما خلقهم ربنُّا، يُجنُّ الخلقُ ويفلتُ الميزان، ساعتها لا يكونُ الشعرُ وحدَه أو الثوب مُشعثًا بل يتشعث القلبُ.
  • أمسى البكاءُ مبتذلًا، ربُّما لأنّ الدموعَ صارتْ تستحي من نفسِها، لا مجال".

المراجع

  1. ^ أ ب "رضوى عاشور"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-02-2020. بتصرّف.
  2. "من هي رضوى عاشور"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-02-2020. بتصرّف
  3. "ثلاثية غرناطة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-02-2020.
  4. "الطنطورية"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-02-2020.
3697 مشاهدة
للأعلى للسفل
×