أحاديث الشيخ الشعراوي

كتابة:
أحاديث الشيخ الشعراوي

أحاديث الشيخ الشعراوي

تغيير المنكر بالقلب

يقول الشيخ الشعراوي -رحمه الله- في هذا الأمر: "ليكُنْ تغيير المنكر بالقلب، فإنْ رأيتَ منكراً لا تملك إلا أنَّ تقول: اللهم إنَّ هذا منكر لا يرضيك، لكن أيُعَدُّ عمل القلب تغييراً للمنكر، وأنت مطالب بأنْ تُغيِّره بيدك يعني: إلى ضده؟ وهل هذه الكلمة تغير من الواقع شيئاً؟".[١]

"قالوا: لا يحدث التغيير بالقلب إلا إذا كان القالب تابعاً للقلب، فالقلب يشهد أنَّ هذا منكر لا يُرضي الله، والقالب يساند حتى لا تكون منافقاً، فأنت أنكرتَ عليه الفعل، ولا استطاعة لك على أنْ تمنعه، ولا أن تنصحه، فلا أقلَّ من أنْ تعزله عن حياتك وتقاطعه، وإلاَّ فكيف تُغيِّر بقلبك إنْ أنكرتَ عليه فعله وأبقيتَ على وُدِّه ومعاملته؟".[١]

"إذن: لا يكون التغيير بالقلب إلا إذا أحسَّ صاحب المنكر أنه في عزلة، فلا تهنئه في فرح، ولا تعزيه في حزن، وإنْ كنتَ صاحب تجارة، فلا تَبِعْ له ولا تشتر منه. وما استشرى الباطل وتَبجح أهل الفساد وأهل المنكر إلا لأن الناس يحترمونهم، ويعاملونهم على هذه الحال، بل ربما زاد احترام الناس لهم خوفاً من باطلهم ومن ظلمهم".[١]

"والتغيير بالقلب ليس كلمة تقال إنما فعل وموقف، وقد علَّمنا ربنا -تبارك وتعالى- هذه القضية في قوله -سبحانه-: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكتاب أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ الله يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حتى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ الله جَامِعُ المنافقين والكافرين فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)".[٢][١]

جمع القرآن بين الصلاة والزكاة

يعلق الشيخ الشعراوي على قوله -سبحانه- على لسان لقمان لولده: (يا بني أَقِمِ الصلاة وَأْمُرْ بالمعروف)،[٣] فيقول: "لم يقل: وآتِ الزكاة، فلماذا؟، ينبغي أن نشير إلى أن القرآن جمع بين الصلاة والزكاة؛ لأن الصلاة فيها تضحية بالوقت، والوقت زمن العمل، والعمل وسيلة الكسب والمال".[٤]

"إذن؛ ساعة تصلي فقد ضحيْتَ بالوقت الذي هو أصل المال، فكأن في الصلاة تصدقت بمائة في المائة من المال المكتسب في هذا الوقت، أمّا في الزكاة فأنت تتصدَّق بالعُشْر، أو نصف العشر، أو رُبْع العشر، ويبقى لك معظم كسبك، فالواقع أن الزكاة في الصلاة أكبر وأبلغ من الزكاة نفسها".[٤]

أركان الإسلام وأركان المسلم

يفرق الشيخ الشعراوي بين المصطلحين فيقول: "إن هناك فرقاً بين أركان الإسلام وأركان المسلم، أركان الإسلام هي الخمس المعروفة، أمَّا أركان المسلم فهي الملازمة له التي لا تسقط عنه بحال، وهي الشهادتان والصلاة، وإنْ كان على المسلم أنْ يؤمن بها جميعاً، لكن في العمل قد تسقط عنه عدا الصلاة والشهادتين".[٥]

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يقول -رحمه الله-: "وأنت حين تأمر بالمعروف، وحين تنهي عن المنكر لا تظن أنك تتصدَّق على الآخرين، إنما تؤدي عملاً يعود نفعه عليك، فبه تجد سعة الراحة في الإيمان، وتجد الطمأنينة والراحة الذاتية؛ لأنك أديْتَ التكاليف في حين قصرَّ غيرك وتخاذل، ولا شك أن في التزام غيرك وفي سيره على منهج الله راحة لك أنت أيضاً، وإلا فالمجتمع كله يَشْقى بهذه الفئة القليلة الخارجة عن منهج الله".[٥]

الأبوة لمن ربى كذلك

يرى الشيخ الشعراوي -رحمه الله- أن الأبوة يشترك فيها من أوجد، ومن ربى؛ فيقول: "كما أن هناك أبوةً للإيجاد هناك أبوة للتربية، فكثيراً ما نجد الطفل يريبه غير أبيه وغير أمه، ولا بُدَّ أنْ يكون لهؤلاء نصيب من الشكر ومن الولاء والبرِّ ما دام أن الله -تعالى- ذكرهم في العلة (وَقُل رَّبِّ ارحمهما كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)".[٦][٧]

"والعلة تدور مع المعلول وجوداً وعدماً، فإذا لم يكُنْ للأب الحقيقي وجود، فالأبوة لمن ربَّى، وله نفس حقوق الأب من حيث الشكْر والبر والمودة، بل ينبغي أن يكون حقُّه مضاعفاً؛ لأن في الأب الحقيقي عطف البُضع على البُضع، وفي الأب المربِّي عطف الدين على الدين، وهذه مسألة أخرى غير مجرد الأبوة".[٧]

الالتزام بأداء العبادات دون فلسفة أمورها

يقول -رحمه الله-: "ولا يليق بالمؤمن أنْ يُفلسف أمور العبادات ويبحث عن عِلّتها والحكمة أو المصلحة من أدائها، إنما يكفي أن يقول: عِلَّة هذا الأمر أن الله أمر به أنْ يفعل، وعلة هذا الحكم أن الله أمر به ألاَّ يُفعل؛ فالآمر في العبادات هو الحق -سبحانه وتعالى- فلا يليق بالمؤمن بعد أن آمن بالله، وبحكمته، وقدرته أنْ يبحث ليعلم الحكمة من كل أمر يأتيه من ربه -عز وجل-".[٨]

المستكبر في غفلة

يقول -رحمه الله-: "والمستكبر دائماً إنسان في غفلة عن الله؛ لأنه نظر إلى نفسه بالنسبة للناس -وربما كان لديه من المقومات ما يستكبر به على الناس- لكنه غفل عن الله، ولو استحضر جلال ربه وكبرياءه -سبحانه- لاستحى أنْ يتكبَّر؛ فالكبرياء صفة العظمة وصفة الجلال التي لا تنبغي إلا لله -تعالى-، فكبرياؤه -سبحانه- شرف لنا، وحماية تمنعنا أن نكون عبيداً لغيره -سبحانه-".[٩]

التعريف بالشيخ الشعراوي

هو محمد متولي الشعراوي، العالم الفقيه المفسِّر، من أبرز علماء عصره، وأحد دعائم الفكر الإسلامي الحديث بمصر، وركيزة من ركائز الدعوة الإسلامية في النصف الثاني من القرن العشرين.[١٠]

ولد في مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، حصل على الشهادة العالمية من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام (1941م)، عين وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر (1976-1978م) في عهد الرئيس أنور السادات.[١٠]

وقد حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية، واختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، وفي عام (1998م) توفي الشيخ الشعراوي -رحمه الله-.[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث [الشعراوي]، تفسير الشعراوي، صفحة 1662-1663.
  2. سورة النساء ، آية:140
  3. سورة لقمان، آية:17
  4. ^ أ ب [الشعراوي]، تفسير الشعراوي، صفحة 1658.
  5. ^ أ ب [الشعراوي]، تفسير الشعراوي، صفحة 1656.
  6. سورة الإسراء، آية:24
  7. ^ أ ب [الشعراوي]، تفسير الشعراوي، صفحة 1645.
  8. [الشعراوي]، تفسير الشعراوي، صفحة 1626-1627.
  9. [الشعراوي]، تفسير الشعراوي، صفحة 11591.
  10. ^ أ ب "الشعراوي"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 29/5/2022. بتصرّف.
  11. [مجموعة من المؤلفين]، الموسوعة التاريخية الدرر السنية، صفحة 6. بتصرّف.
4589 مشاهدة
للأعلى للسفل
×