محتويات
أحاديث عن الشكر
شكر الله -تعالى- وشكر نِعمه في القلب والقول والجوارح من أعظم العبادات التي يحبّها الله -سبحانه-، ويُجزي عليها بالبركة في حياة العبد ورزقه، وصدق الله -تعالى- إذ يقول: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)،[١] وكذلك شكر النّاس إذا أسدوا لمن حولهم معروفاً، فهو من أجمل الأخلاق التي تنشر المحبّة والتآلف بين النّاس، ومن الأحاديث النبوية عن الشكر ما يأتي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).[٢]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا).[٣]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (من لم يشْكُرِ الناسَ لم يشْكُرِ اللهَ).[٤]
- عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: (قَامَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فقِيلَ له: غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ، قالَ: أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا).[٥]
أدعية شكر الله والثناء عليه في السنة البنوية
ثبت في الأحاديث النبوية الشريفة العديد من أدعية شكر الله -سبحانه- والثناء عليه، ومنها ما يأتي:
- (اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، أنْتَ نُورُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ قَيِّمُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، ولِقاؤُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خاصَمْتُ، وإلَيْكَ حاكَمْتُ، فاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ).[٦]
- (اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّماءِ، ومِلْءُ الأرْضِ، ومِلْءُ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بالثَّلْجِ والْبَرَدِ، والْماءِ البارِدِ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ والْخَطايا، كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الوَسَخِ).[٧]
- (اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ).[٨]
- (الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ).[٩]
أحاديث عمّا يُعين على شكر النّعم
نِعم الله -تعالى- كثيرة، فقد قال: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)،[١٠] ويحتاج العبد إلى ما يُعينه ويُذكّره على شكر نِعم خالقه، وهناك العديد من الوصايا النبوية التي تُعين العباد على استحضار شكر نعم الله -تعالى- وأداء حقّها، وفيما يأتي استعراضٌ لأبرز هذه الوسائل:
أن ينظر المرء إلى مَن هو أقلّ منه نعيماً
أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلم للنظر إلى مَن هو دونه والتأمّل في حاله، حتى يستحضر عِظم نِعم الله -تعالى- عليه، ومن الأحاديث الدالة على ذلك ما يأتي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (انْظُرُوا إلى مَن أسْفَلَ مِنكُمْ، ولا تَنْظُرُوا إلى مَن هو فَوْقَكُمْ، فَهو أجْدَرُ أنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ).[١١]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا نَظَرَ أحَدُكُمْ إلى مَن فُضِّلَ عليه في المالِ والْخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إلى مَن هو أسْفَلَ منه مِمَّنْ فُضِّلَ عليه).[١٢]
استحضار أنه سيُسأل عن هذه النعم يوم القيامة
إنّ استحضار سؤال الله -تعالى- لعباده يوم القيامة عن كلّ شيءٍ، ومنها النِّعم التي أنعم الله -تعالى- بها على عباده وكيفية شكرها وأداء حقّها يُعين العبد على شكر الله واستعمال هذه النّعم على الوجه الذي يُرضيه، ومن الأحاديث الدالة على ذلك ما يأتي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القِيامةِ أنْ يُقالَ له: ألَمْ أُصِحَّ لكَ جِسْمَكَ، وأرْوِكَ مِن الماءِ الباردِ).[١٣]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (... يَلْقَى العَبْدَ، فيَقولُ: أَيْ فُلْ، أَلَمْ أُكْرِمْكَ، وَأُسَوِّدْكَ، وَأُزَوِّجْكَ، وَأُسَخِّرْ لكَ الخَيْلَ وَالإِبِلَ، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟! فيَقولُ: بَلَى، قالَ: فيَقولُ: أَفَظَنَنْتَ أنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فيَقولُ: لَا، فيَقولُ: فإنِّي أَنْسَاكَ كما نَسِيتَنِي...).[١٤]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسألَ عن عمُرهِ فيما أفناهُ، وعن علمِه فيما فعل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيما أنفقَه، وعن جسمِه فيما أبلاهُ).[١٥]
دعاء الله بالإعانة على شكر نعمه
إنّ التوجّه إلى الله -تعالى- بالدعاء من أعظم ما يُعين المسلم على قضاء حوائجه، وقد كان النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- يحثّ أمّته على دعاء الله -تعالى- بأن يُعينهم على شكره والثناء عليه بما هو أهله -سبحانه-، ومن الأحاديث في هذا الباب ما يأتي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا اكتَنَز النَّاسُ الدَّنانيرَ والدَّراهمَ فاكتَنِزوا هؤلاءِ الكلماتِ: اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ الثَّباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ على الرُّشدِ، وأسأَلُكَ شُكرَ نعمتِكَ وحُسنَ عبادتِكَ، وأسأَلُكَ مِن خيرِ ما تعلَمُ، وأستغفِرُكَ لِما تعلَمُ، إنَّكَ أنتَ علَّامُ الغيوبِ).[١٦]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قال حينَ يُصبِحُ: اللَّهمَّ ما أصبَح بي مِن نعمةٍ أو بأحَدٍ مِن خَلْقِكَ، فمنكَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ، فلَكَ الحمدُ ولكَ الشُّكرُ، فقد أدى شُكْرَ ذلكَ اليومِ).[١٧]
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قالَ لهم: أَتُحبُّونَ أيُّها النَّاسُ أنْ تَجتهِدوا في الدُّعاءِ؟ قالوا: نَعَمْ يا رسولَ اللهِ، قالَ: قولوا: اللَّهُمَّ أَعِنَّا على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عِبادتِكَ).[١٨]
المراجع
- ↑ سورة إبراهيم، آية:7
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صهيب بن سنان الرومي، الصفحة أو الرقم:2999، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2734، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1955، حسن صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:4836، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6317، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم:476، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:486، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:600، صحيح.
- ↑ سورة إبراهيم، آية:34
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2963، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2963، صحيح.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحن، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7407، صحيح الإسناد.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2968، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد، الصفحة أو الرقم:2417، حسن صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:935، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه صحيح ابن حبان، في ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:861، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1862، صحيح.