محتويات
أحاديث عن فضل قيام الليل
رغّب الله -تعالى- المؤمنين في قيام اللّيل، وجعلَ له فضلاً كبيراً، قال الله -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحموداً)،[١] وقد وردت في فضل قيام الليل أحاديث كثيرة، منها ما يأتي:
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ).[٢]
- قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، فَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَلَانَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ لِلَّهِ قَائِماً وَالنَّاسُ نِيَامٌ)،[٣] والغُرفة؛ هي العِلِّيَّة، والجمع غُرُفات، وهو البيْت العالي.[٤]
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قامَ بعَشرِ آياتٍ لم يُكتَبْ مِن الغافِلينَ، ومَن قامَ بمئةِ آيةٍ كُتِبَ مِن القانِتينَ، ومَن قامَ بألْفِ آيةٍ كُتِبَ مِن المُقَنطِرينَ)،[٥] ومعنى المُقنطرين؛ أيّ "أعُطي قنطارا من الأجر".[٦]
أحاديث تحث على قيام الليل
وردت أحاديثٌ كثيرةٌ تحثّ على قيام الليل وتُشجّع المؤمن على الالتزام به، منها ما يأتي:
- ورد عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أنّه قال: (جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مَفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ).[٧]
- رُوي عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ حَتَّى أَصْبَحَ، قَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ، أَوْ قَالَ: فِي أُذُنِهِ).[٨]، قال النّووي في معنى بالَ في أذنه الشّيطان: "هو استعارةٌ وإشارة إلى انقيادِه للشّيطان، وتحكّمه فيه، وعقده على قافية رأسه عليك ليل طويل، وإذلاله له، وقيل معناه استخفّ به واحتقره واستعلى عليه".[٩]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ، وَمَنْهَاةٌ عَنْ الإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الجَسَدِ).[١٠].
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَكَانَ بَعْدُ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلاً).[١١]
- جاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: (أَنَّ رَجُلاً، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ، تُوتِرُ لَكَ مَا قَدْ صَلَّيْتَ).[١٢]
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يا أيها الناسُ أفشوا السلامَ، وأَطْعِمُوا الطعامَ، وصِلُوا الأرحامَ، وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نِيَامٌ، تدخلون الجنةَ بسلامٍ).[١٣]
أحاديث عن قيام الليل في رمضان
حثّ رسول الله -صلّى الله عليه على قيام ليالي شهر رمضان خاصّة، وقد وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحاديثٌ عديدة في ذلك، منها ما يأتي:
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).[١٤]
- قالت عائشة -رضي الله عنها-: (مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعاً، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعاً، فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثاً).[١٥]
أحاديث عن قيام النبي للَّيل
وردت أحاديث كثيرة تُبيّن كيفيّة قيام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للّيل، منها ما يأتي:
- عن عائشة -رضي الله عنها-: (أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ).[١٦]، ومعنى التّفطّر؛ هو التّشقّق.[١٧]
- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ).[١٨]
- عن حُذيفة بن اليَمان -رضي الله عنه- قال: (صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِئَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيباً مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيباً مِنْ قِيَامِهِ. قَالَ: وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ، فَقَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ).[١٩]
- عن عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما-: (أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -وَهِيَ خَالَتُهُ- قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ عَلَى عَرْضِ الوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ -أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ- ثُمَّ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَلَسَ، فَمَسَحَ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ آيَاتٍ خَوَاتِيمَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ اليُمْنَى عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي اليُمْنَى يَفْتِلُهَا بِيَدِهِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ المُؤَذِّنُ، فَقَامَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَصَلَّى الصُّبْحَ).[٢٠]
المراجع
- ↑ سورة الإسراء، آية:79
- ↑ رواه مسلم، في الصحيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1163، صحيح.
- ↑ رواه أحمد، في المسند، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:6615 ، حسن.
- ↑ أبو بكر الرازي (1420)، مختار الصحاح (الطبعة 5)، بيروت وصيدا :لمكتبة العصرية والدار النموذجية، صفحة 226، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1398، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
- ↑ ابن الأثير (1399)، النهاية في غريب الحديث والأثر، بيروت:المكتبة العلمية، صفحة 111، جزء 4.
- ↑ رواه المستدرك على الصحيحين، في الحاكم، عن سهل بن سعد، الصفحة أو الرقم:463، صحيح الإسناد.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3270 ، صحيح.
- ↑ النووي (1392)، شرح النووي على مسلم (الطبعة 2)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 64، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في السنن، عن بلال بن رباح، الصفحة أو الرقم:3549، غريب.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1122، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن ابن عمر، الصفحة أو الرقم:473 ، صحيح.
- ↑ رواه ابن الملقن، في البدر المنير، عن عبدالله بن سلام، الصفحة أو الرقم:42، إسناده حسن.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:37 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:1147 ، الصحيح.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:4837 ، صحيح.
- ↑ ابن علان (1425)، دليل الفالحين (الطبعة 4)، بيروت - لبنان:دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 631، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في الصحيح، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:745، مسلم.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:772، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:992، صحيح.