أحداث فتح مكة
مكة المكرمة هي بلد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيها بدأت دعوته، ولكنه لم يستطع أن يؤسس دولته فيها، مما اضطره إلى البحث عن مكان مناسب لقيام الدولة التي ستحمل الدين إلى الناس، حتى وجد المدينة المنورة، فأسس الدولة الإسلامية، ولكن عداء أهل مكة للإسلام لم ينقطع بخروج النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة، بل تحول إلى صراع عسكري.
أخذ هذا الصراع يتحول إلى صالح المؤمنين، حتى وصلت قريش إلى قناعة من عدم قدرتها على اجتثاث المسلمين، فتصالح الطرفان، وكان من بنود الصلح، أن من أراد الدخول من القبائل العربية ضمن إلى حلف أي من الطرفين فله ذلك، فدخل بنو خزاعة في حلف المسلمين، ودخل بنو بكر في حلف قريش.[١]
وخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجيش في رمضان من السنة الثامنة للهجرة، حتى وصلوا مشارف مكة فخرج إليهم بعض رجال مكة ليسلموا وكان من ضمنهم العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، وجاء بعده أبو سفيان زعيم مكة فأسلم -رضي الله عنه- وانبهر بالجيش المسلم، وعاد إلى مكة محاولا أن يثنيهم عن مقاومة الجيش الإسلامي الضخم، وأنهم لا قِبَل لهم به.[٢]
فلما سمعت ذلك زوجته هند أخذت تدعو لقتله، فقال للناس: "ويلكم! لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن"، فقالت قريش له: "قاتلك الله! وما تغني عنا دارك"، فرد عليهم: "ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن"، وهذه الكلمات قد قالها له النبي -صلى الله عليه وسلم- حقنا للدماء، وخصه بالذكر لحبه للفخر كما أشار العباس.[٣]
وسار النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجيش، وقسمه إلى أقسام ليدخل كل منهم من جهة، وأمرهم ألا يقاتلوا إلا من يقاتلهم، ودخل جيش المسلمين، ولم يحدث قتال إلا في فرقة خالد بن الوليد، حيث اشتبك معهم مجموعة من فرسان قريش يتقدمهم عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو -رضي الله عنهما-، ولم يكونا قد أسلما بعد.[٢]
أسباب فتح مكة
كانت تلك المقدمات تشير إلى قرب سيطرة المسلمين على مكة، ولكن السبب المباشر لفتح مكة، كان أن قبيلة بني بكر قد أغارت على قبيلة خزاعة وقتلوا مجموعة منهم، وكان فيهم مسلمون يصلون، وكانت قريش تقوم بمساعدتهم، وهذا يعني أن قريشا نقضت عهد صلح الحديبية، فلما وصل الخبر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، جهز جيشا كبيرا قوامه عشرة آلاف مجاهد لغزو مكة، ولم يبين للناس وجهته، حتى يحقق عنصر المباغتة.[٢]
نتائج فتح مكة
سأذكر نتائج فتح مكة فيما يأتي:
- إسلام أهل مكة.[١]
- دخول مكة المكرمة تحت سيطرة المسلمين.
- تحطيم الأوثان والصور حول الكعبة وداخلها.[١]
- إذعان معظم الجزيرة العربية لقوة المسلمين، ودخول معظمهم في الدين بعد رؤية قريش ومكة تخضع لسلطان الإسلام.
المراجع
- ^ أ ب ت المباركفوري، الرحيق المختوم (الطبعة 1)، بيروت:دار الهلال ، صفحة 362. بتصرّف.
- ^ أ ب ت الغزالي (1427)، فقه السيرة النبوية (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم ، صفحة 374-377. بتصرّف.
- ↑ محمود شيت خطاب (1422)، الرسول القائد (الطبعة 6)، بيروت:دار الفكر ، صفحة 338. بتصرّف.