أحكام التجويد في القرآن

كتابة:
أحكام التجويد في القرآن

أحكام النون الساكنة

إنّ للنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام، وهي:[١]


إظهار 

  • تعريفه: هو البيان والنطق بالحرف من مخرجه بوضوح من غير غُنَّة ظاهرة، ويمكن أن يقع الإظهار في كلمةٍ واحدةٍ أو كلمتين.
  • حروفه: وهي ستة أحرف: (ء، هـ، ع، ح، غ، خ).
  • كيفيّة النّطق به: خروج النون من طرف اللسان، وأحرف الإظهار تخرج من الحلق، ويُسمَّى إظهاراً حلقياً ومثاله، قال -تعالى-: (مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).[٢]


إخفاء

  • تعريفه: هو السّتر لحرف الإخفاء مع بقاء الغنّة في الحرف المخفيّ.
  • حروفه: وهي خمسة عشر حرفاً: (ص، ذ، ث، ك، ج، ش، ق، س، د، ط، ز، ف، ت، ض، ظ).
  • كيفيّة النّطق: النّطق بالحرف المخفيّ العاري عن التّشديد بين صفة الإظهار والإدغام مع بقاء الغنّة. نحو: كنْتم، انْطلقوا، عنْدكم.


إدغام 

  • تعريفه: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدَّداً كالثاني، وينقسم الإدغام إلى قسمين؛ إدغام بغنّة وإدغام بغير غنّة.
  • حروفه: هي ستة أحرف، وهي: (ي، ر، م، ل، و، ن) تُجمع في كلمة (يرملون).
  • الإدغام بغنّة: إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين أحد الأحرف الأربعة التالية: (ي، ن، م، و) تُجمع في كلمة (ينمو) نحو، قول الله -تعالى-: (وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).[٣]
  • الإدغام بغير غنّة: إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين أحد الحرفين (ل، ر)، نحو قوله -تعالى-: (أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ).[٤]
  • كيفيّة النّطق: النّطق بالحرفين حرفاً واحداً مشدَّداً كالثاني.


إقلاب 

  • تعريفه: تحويل حرفٍ مكان حرف مع مراعاة الغنّة والإخفاء في الحرف المقلوب؛ أي قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً.
  • حروفه: حرف واحد وهو: الباء (ب).
  • كيفيّة النّطق: قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً مع إخفاء الميم عند الباء، نحو قوله -تعالى-: (خَبيرًا بَصيرًا).[٥]


أحكام الميم الساكنة 

إنّ للميم الساكنة ثلاثة أحكام وهي:[٦]


إظهار شفوي

  • تعريفه: إخراج الميم الساكنة من مخرجها بلا إدغام أو إخفاء إذا وقع بعدها أحد حروف الإظهار الشفوي.
  • حروفه: جميع أحرف الهجاء عدا الباء والميم.
  • كيفيّة النّطق: إخراج الحرف كما هو مخرجها من غير غنة ظاهرة معها، نحو قوله -تعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).[٧]


إخفاء شفوي

  • تعريفه: النّطق بالميم بصفةٍ بين الإظهار والإدغام، من غير تشديد، مع بقاء الغنّة.
  • حروفه: حرف الباء (ب).
  • كيفيّة النّطق: النّطق بالميم السّاكنة بحالة متوسّطة بين الإظهار والإدغام بدون تشديد، مع بقاء الغنّة بمقدار حركتين. نحو قوله تعالى: (يَعْتَصِم بِاللَّـهِ).[٨]


إدغام شفوي

  • تعريفه: أن يقع بعد الميم السّاكنة ميم متحرّكة، فيُنطق بها ميماً مشدّدة بغنّة.
  • حروفه: حرف الميم (م).
  • كيفيّة النّطق: النّطق بالحرفين ميماً مشدّدة بغنّة، نحو قوله -تعالى- : (كَم مِّن فِئَةٍ).[٩]


الميم والنون المشدّدتين 

  • تعريفه: ما كان أصله حرفين، وهو الحرف الذي يجب تشديده وغنّه بمقدار حركتين، ويسمّى كل منهما حرف غنّة مشدّد. والغنة هي الصوت الذي يخرج من الخيشوم.
  • حروفه: الميم والنون المشدّدة.
  • كيفيّة النّطق: أن يُنطق بالحرفين سواءً الميم المشدّدة أو النون المشدّدة حرفاً واحداً مشدَّداً مع الغنّة بمقدار حركتين، نحو: (مِنَ الْجِنَّةِ)، و (مِمَّ خُلق).[١٠]


المدود

المد هو الزيادة على المدّ الطبيعي، ويكون إمّا بسبب السّكون أو الهمز، وسيأتي في هذا الموضوع ما كان بسبب الهمز، فالمدّ الفرعي بسبب الهمز نوعان، هما: [١١]


المدّ المتّصل

  • تعريف المدّ الواجب المتّصل: هو مدٌّ يقع الهمز فيه بعد حرف المدّ في كلمةٍ واحدة، وسُمِّي بذلك؛ لاتّصال حرف المدّ بالهمز مباشرة بنفس الكلمة، وحكمه واجب؛ وذلك لوجوب المدّ زيادة على مقدار المد الأصلي.
  • مقدار مده: يُمَدُّ بمقدار أربع أو خمس حركات من طريق الشاطبية في حال كانت الهمزة متطرِّفة، نحو: (وَلَمّا جاء موسى)،[١٢] ولها حالتان، وهما:
    • في حال الوصل: أربع أو خمس حركات.
    • في حال الوقف على المد الواجب المتصل المتطرف: أربع أو خمس أو ستّ حركات.
  • إذا اجتمع أكثر من مد في الآية الواحدة أو في المجلس الواحد: يجب على القارئ التسوية بينهما.


المد المنفصل

  • تعريف المدّ الجائز المنفصل: هو أن يقع حرف المَد في آخر الكلمة والهمزة في أوّل الكلمة التي تليها، وحكمه الجواز، أي يجوز مَدُّه وقصره عند القُرَّاء.
  • مقدار مدّه: يُمدُّ أربع أو خمس حركات من طريق الشاطبية لحفص، والتوسّط أي أربع حركات هو المشهور والمُقدَّم، وفي بعض الحالات يجوز القصر مقدار حركتين، وهذه بعض طرق الطّيبة.
  • عِلّة المدّ: هي أنّ حرف المدّ ضعيف والهمز قويّ، فنُقوّي الضّعيف بالمدّ.
  • أقسام المدّ الجائز المنفصل:
    • منفصل أصلي، نحو: (وَما تَوفيقي إِلّا).[١٣]
    • منفصل حُكمي، نحو: (هَـؤُلَاءِ)،[١٤] وسمّي بذلك؛ لأنَّ الكلمة متّصلة برسم القرآن، منفصلة حكماً، ويلحق بهذا النوع من المدود مدّ الصّلة الكبرى.


همزة الوصل

هي همزة زائدة تقع في أوّل الكلمة، تثبت ابتداءً وتسقط وصلاً، وسُمِّيت بذلك؛ لأنّه يتوصّل بها إلى النّطق بالساكن الواقع أوّل الكلمة في الابتداء، وتقع همزة الوصل في الأسماء على النحو الآتي:[١٥]

  • الأسماء المُعرَّفة بـ (ال)، وعادةً تبدأ بهمزة وصل مفتوحة دائماً، نحو: (الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ).[١٦]
  • الأسماء غير مُعرَّفة بـ (ال)، تبدأ بهمزة وصل مكسورة، سواءً كانت أسماء قياسية أو سماعية:
    • والأسماء القياسيّة نوعان، وهما:
      • مصدر الفعل الماضي الخماسي (افتعال)، نحو قوله -تعالى- : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).[١٧]
      • مصدر الفعل السداسي، نحو قوله -تعالى- : (وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا).[١٨]
    • والأسماء السماعية هي عشرة أسماء: (ابن، ابنت، ابنة، امرؤ، امرأة، اثنين، اثنتا، امرأت، اسم، اثنان، ايم الله)، نحو قوله -تعالى-: (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ).[١٩]


أمّا همزة الوصل التي تقع في الأفعال: فهذه الهمزة تكون في صيغة الماضي أو الأمر الثلاثي والخماسي والسّداسي فقط، ولا تأتي في صيغة الفعل المضارع إلّا همزة قطع، فتُكسر الهمزة إذا كان الفعل مكسورًا كسرًا أصليًّا أو مفتوحًا. نحو قوله -تعالى-: (فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا).[٢٠][١٥]


القلقلة

فيما يأتي ذكر أحكام القلقلة:[٢١]

  • تعريفها: يُقصد بها اضطراب المخرج عند النّطق بالحرف ساكنًا بحيث يُسمع له نبرة قويّة.
  • حروفها: وهي خمسة أحرف مجموعات في جملة: (قطب جد).
  • مراتب القلقلة: للقلقة مرتبتان هما:
    • القلقلة الكبرى: تكون عندما يكون حرف القلقلة موقوفًا عليه، نحو قوله -تعالى-: (يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).[٢٢]
    • القلقلة الصغرى: تكون عندما يكون حرف القلقة في وسط الكلمة، نحو قوله -تعالى-: (وَقَد أَفلَحَ).[٢٣]


التفخيم والترقيق

هو أحد أحكام التجويد المتعلقة بصفات الصوت، وفيما يأتي ذكر أحكامه:[٢٤]

  • تعريف التّفخيم: ويُقصد به جعل الصَّوت سمينًا في المخرج حتى يملأ الفم.
  • تعريف التّرقيق: ويُقصد به جعل الصوت نحيفًا في المخرج.
  • أقسام الحروف حسب التّفخيم والتّرقيق: ثلاثة وهي:
    • أحرف مفخّمة دائماً: وهي مجموعة في جملة (خص ضغط قظ)، نحو قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ).[٢٥]
    • أحرف تُفخَّم أحياناً وتُرقّق أحياناً أخرى، وهي:
      • الألف، وعادة تتبع ما قبلها، فإذا كان حرفًا مفخَّماً؛ تُفخَّم الألف، وإذا كان ما قبلها حرفًا مُرقَّقاً؛ تُرقَّق.
      • لام لفظ الجلالة، ويكون حسب حركة ما قبلها، فإذا كان ما قبلها مفتوحاً أو مضموماً تُفخَّم، وإذا كان ما قبلها مكسوراً تُرقَّق، نحو قوله -تعالى-: (قَدْ سَمِعَ اللَّـهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا).[٢٦]
  • معنى التّفخيم النّسبيّ: التفخيم النسبي أعلاه قوّة يكون في الطّاء، وأقلها الغين والخاء، وعندما تكون هذه الحروف مكسورة؛ يكون تفخيمها ضعيفًا نسبيًّا.
  • أحرف مرقّقة دائمًا: وهي باقي الحروف: (ب، ت، ث، ج، ح، د، ذ، ز، س، ش، ع، ف، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي)، نحو قوله تعالى: (أَنْعَمْتُ).[٢٧]


تدريبات على أحكام التجويد

المثال
حكم التجويد
قال تعالى : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).[٢٨]
إظهار
قال تعالى : (خَلَقَ الإِنسانَ مِن نُطفَةٍ).[٢٩]
إدغام بغنّة
قال تعالى : (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا).[٣٠]
إدغام بغير غنّة
قال تعالى : (يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرعَ وَالزَّيتونَ).[٣١]
إقلاب
قال تعالى : (إِنَّهُم ساءَ ما كانوا يَعمَلونَ).[٣٢]
مد متصل
قال تعالى : (افتِراءً عَلَى اللَّـهِ).[٣٣]
همزة وصل
قال تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى).[٣٤]
همزة وصل
قال تعالى : (قالَ إِنّي عَبدُ اللَّـهِ آتانِيَ الكِتابَ وَجَعَلَني نَبِيًّا).[٣٥]
تفخيم لفظ الجلالة
قال تعالى : (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).[٣٦]
نون مشدّدة
قال تعالى : (أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّـهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ).[٣٧]
قلقلة كبرى


المراجع

  1. عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد (الطبعة 7)، صفحة 54. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية:62
  3. سورة الزلزلة، آية:8
  4. سورة البقرة، آية:5
  5. سورة الإسراء، آية:17
  6. لجنة التأليف، منهاج الدارسين لترتيل الكتاب المبين، صفحة 70. بتصرّف.
  7. سورة الفاتحة، آية:2
  8. سورة البقرة، آية:101
  9. سورة البقرة، آية:249
  10. عادل نصار، احكام التلاوة، صفحة 9. بتصرّف.
  11. محمد عصام القضاة، الواضح في أحكام التجويد، صفحة 90. بتصرّف.
  12. سورة الأعراف، آية:143
  13. سورة هود، آية:88
  14. سورة البقرة، آية:31
  15. ^ أ ب محمّد بن بدر الدين بن عبد الحق ابن بَلْبَان الحنبلي (1422)، بغية المستفيد في علم التجويد (الطبعة 1)، بيروت:البشائر، صفحة 60، جزء 1. بتصرّف.
  16. سورة الحشر، آية:23
  17. سورة البقرة، آية:207
  18. سورة نوح، آية:7
  19. سورة البقرة، آية:87
  20. سورة البقرة، آية:60
  21. فريال زكريا العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، القاهرة:دار الإيمان، صفحة 79. بتصرّف.
  22. سورة آل عمران، آية:120
  23. سورة طه، آية:64
  24. عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد (الطبعة 7)، صفحة 157. بتصرّف.
  25. سورة البقرة، آية:162
  26. سورة المجادلة، آية:1
  27. سورة البقرة، آية:40
  28. سورة الفاتحة، آية:7
  29. سورة النحل، آية:4
  30. سورة البلد، آية:6
  31. سورة النحل، آية:11
  32. سورة التوبة، آية:9
  33. سورة الأنعام، آية:140
  34. سورة الأعلى، آية:1
  35. سورة مريم، آية:30
  36. سورة الناس، آية:6
  37. سورة البقرة، آية:202
5481 مشاهدة
للأعلى للسفل
×