محتويات
الغسل
شرع الله -عزَّ وجلَّ- في الإسلام ما يُسمَّى بالغسل، والغسل في معناه اللغويّ هو: "إفاضة الماء على الشيء"، أمَّا في معناه الشرعيَّ هو: "تعميم الماء على البدن مع النيَّة المعتبرة"،[١] وللغسل عدَّة موجبات مثل: الجنابة سواء أكانت بخروج المني يقظةً،[٢] أم بالاحتلام،[٣] وكذلك من موجبات الغسل ما يسمَّى بالجماع،[٤] بالإضافة إلى انقطاع دمِّ الحيض والنَّفاس بالنسبة للنِّساء،[٥] كما أنَّ للغسل عدَّة أحكام شرعية بيَّنها الله -عزَّ وجلَّ- لعباده، يجب على المرء تعلُّمها ليتمَّ تطبيقها؛[٦] لذلك سيتمُّ تناول الحديث في هذا المقال عن أحكام الغسل في شهر رمضان المبارك بالإضافة إلى الحديث عن موجبات الغسل التي سيتمَّ ذكرها بشيءٍ من التفصيل.
أحكام الغسل في شهر رمضان المبارك
إنَّ الغسل في شهر رمضان المبارك كالغسل في سائر الأيَّام من حيث الكيفية،[٧] حيث إنَّ طريقة الغسل المفروضة تكون بإيصال الماء إلى جميع البدن مع النيَّة، ولا بدَّ من التنويه إلى أنَّ للغسل سننٌ -ليس هذا موضع بيانها- حبَّذا لو تعلمها المسلم اقتداءً بالنبيّْ وطمعًا بمزيدٍ من الأجر، كما أنَّ الغسل من الجماع كالغسل من الحيض والنَّفاس إلَّا أنَّه من مستحبات الغسل من الحيض والنَّفاس أن تتطيب المرأة موضع الدمّ وأن يتمَّ دلك الشعر بطريقة أشد من دلكه في غسل الجنابة،[٨] أمَّا عن أحكام الغسل في شهر رمضان المبارك، فهي تتعلق في صحة الصوم من عدمه عند تأخير الغسل الواجب إلى ما بعد الفجر، وفيما يلي تفصيل ذلك:[٩]
- قال عددٌ من أهل العلم بأنَّ المرأة التي تؤخر الغسل إلى الصباح بعد انقطاع حيضها من الليل عليها القضاء، وقال آخرون أنَّ صيامها صحيح إن نوت ذلك؛ وحجَّتهم في ذلك أنَّ المرأة التي طهرت من الحيض ليست بحائض بل عليها حدثٌ موجبٌ للغسل وهذا الحدث لا يمنع صحة الصوم، وهذا هو الصحيح والراجح والله أعلم.
- إنَّ الجنب الذي يُؤخر الغسل إلى الصباح صيامه صحيح.
موجبات الغسل
ذُكر في مقدمة المقال موجبات الغسل، وموجباته ستة ثلاثة منها يشترك فيها الرجال والنّساء وثلاثة تختصُّ بها النِّساء، وسيتم الحديث في هذه الفقرة عن موجبات الغسل -باستثناء غسل الموت- بشيءٍ من التفصيل.[١٠]
ما يشترك فيه الرجال والنساء
يشترك الرجال والنساء في الغسل عند التقاء الختانين وإنزال المني، أمَّا التقاء الختانين فهو ما يُعرف بالجماع ويكون ذلك بتغييب حشفة الذكر في فرج المرأة، سواء أنزل أم لم يُنزل،[١١] ودليل ذلك قول عائشة -رضي الله عنها-: "إذا التقَى الختانانِ ، فقد وجب الغُسلُ"،[١٢] أمَّا المناوشة والمباشرة من غير ولوج فلا يُوجب الغسل،[١١] وأمَّا خروج المني فإن كان بشهوة فيعدُّ من موجبات الغسل سواء أكان ذلك في اليقظة،[٢] أم في الحلم.[٣]
ما تختص به النساء
أمَّا ما تختص به النساء فهي ثلاثة الحيض والنفاس والولادة، وتختلف الولادة عن النفاس أنَّ الولادة لا يعقبها خروج الدم،[١٣] وأمَّا ما يدلٌّ على وجوب الغسل عند انقطاع دم الحيض هو قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ }.[١٤]
المراجع
- ↑ "تعريفُ الغُسل"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "خروج المنيِّ يقظةً"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-2-2020.
- ^ أ ب "الاحتلام"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "إتيانُ المرأة في قُبُلها"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "انقطاعُ دم الحيض أو النِّفاس"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2020. بتصرّف.
- ↑ عطية سالم، شرح بلوغ المرام، صفحة 1، جزء 33. بتصرّف.
- ↑ "الاغتسال في نهار رمضان كالاغتسال في سائر الأيام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "أحكام الغسل في الفقه الإسلامي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2020. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن المقدسي، الشرح الكبير على المقنع، صفحة 442، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ محمد حسن عبد الغفار، شرح متن أبي شجاع، صفحة 2، جزء 19. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد حسن عبد الغفار، شرح متن أبي شجاع، صفحة 5، جزء 19. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسة الصحيحة، عن عائشة وعمرو بن العاص وأبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1261، حديث صحيح عن عائشة.
- ↑ محمد حسن عبد الغفار، شرح متن أبي شجاع، صفحة 4، جزء 19. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 222.