أحكام صلاة الوتر عند الشافعية

كتابة:
أحكام صلاة الوتر عند الشافعية
تعد صلاة الوتر، من النوافل التي تؤدى في الليل بعد صلاة العشاء، وقد أكد الفقهاء وأجمعوا على مشروعية صلاة والوتر وفضلها، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أَهلَ القرآنِ أوتِروا فإنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوِترَ)،[١] وهذا يدل على عظمة صلاة الوتر، والأجر المترتب على فعلها.[٢]


حكم صلاة الوتر عند الشافعية

تعد صلاة الوتر عند الشافعية وجميع الفقهاء ما عدا الحنفية، سنة مؤكدة، وهي من حيث الفضل في المرتبة الرابعة من صلوات النوافل، بعد صلاة العيدين، والكسوف والخسوف، والاستسقاء، عند الشافعية، ويعد الوتر من العبادات التي اختص بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد أوجبت عليه فقط، ولم توجَب على أمته.[٣]

عدد ركعات صلاة الوتر عند الشافعية

تؤدى صلاة الوتر بعدد ركعات فردية، ولذا سمّيت بصلاة الوتر، فأقل عدد لصلاة الوتر عند الشافعية ركعة واحدة، وأعلى حد إحدى عشرة ركعة، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً).[٤][٥]

وقيل أن أكثر حد ثلاث عشرة ركعة، فعن أم سلمة -رضي الله عنها- أنها قالت: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يوتِرُ بثلاثَ عشرةَ ركعة، فلمَّا كبِرَ وضعفَ أوترَ بسبعٍ)،[٦] وأدنى الكمال تطبيق سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث ركعات، وأكمل منها خمس فسبع فتسع ركعات.[٥]

ولا يضر تخلل صلاة الوتر أي شيء، أي لا يجب أن تؤدى متتابعة وراء بعضها، ويسن دعاء القنوت في قيام آخر ركعة من صلاة الوتر، ويستحب عند الشافعية لمن أوتر بثلاث ركعات، أن يقرأ في الأولى الأعلى، وفي الثانية سورة الكافرون، وفي الثالثة سورة الإخلاص، ثم المعوذتين.[٧]

وقت صلاة الوتر عند الشافعية

يبدأ وقت صلاة الوتر من بعد أداء صلاة العشاء، فمن صلى الوتر قبل أداء صلاة العشاء، لم تصح صلاة الوتر، لعدم دخول وقتها، وينتهي وقتها بطلوع الفجر الصادق أو الثاني، أي قبل أذان الفجر، والأفضل تأخير أداء صلاة الوتر إلى آخر الليل، أي في الثلث الأخير من الليل، يؤديها بعد صلاة التهجد.[٨][٩]

هذا إن وثق أنه يستقيظ آخر الليل يستحب له التأخير، وإلا فالأفضل أن يؤديها قبل النوم، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ. وقالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وفي روايةٍ: مَحْضُورَةٌ).[١٠][٨][٩]

ويُفضل أيضاً تأخير الوتر عند الشافعية بعد صلوات الليل، مثل التراويح، وقيام الليل، وقضاء صلاة نافلة، وأي صلاة تؤدى في الليل، أي يؤدي الصلوات ثم يصلي الوتر، وهذا الأفضل، ففي رمضان مثلاً الأفضل أن يصلي التراويح ثم يصلي الوتر، أما من صلاها بعد صلاة العشاء مباشرة فلا حرج عليه.[٨][٩]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:7860 ، صحيح.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 1009-1010. بتصرّف.
  3. سعيد باعشن، شرح المقدمة الحضرمية، صفحة 312. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1147، صحيح.
  5. ^ أ ب سعيد باعشن، شرح المقدمة الحضرمية، صفحة 312. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم:457، صحيح.
  7. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1012-1013. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت سعيد باعشن، شرح المقدمة الحضرمية المسمى بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم، صفحة 313. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 292. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:755 ، صحيح.
4968 مشاهدة
للأعلى للسفل
×