عذاب النار
أعدّ الله تعالى لجميع عباده الجزاء العادل الذي سيلاقونه عمّا عملوا في الدنيا، ففي يوم الحساب يذهب الناس إما للجنة وإما للنار، والنار هي دار العقاب الذي لا يدخله إلا الخاسرون، ووقودها الناس والحجارة، ولا تنطفئ نار جهنم أبدًا، بل تظلّ مشتعلة تشوي جلود الكفار والعاصين الذين استكبروا عن عبادة الله تعالى، ويرى الكفار في النار أصنافًا كثيرة من العذاب، ويأكلون طعامهم من شجرة الزقوم، ويُجرّون بمقامع من حديد، وتتبدل جلودهم ولحومهم باستمرار، لكنّ جزاء الله العادل لم يجعل عذاب أهل النار بنفس الدرجة، إذ إنّ العذاب يتفاوت بحسب درجة الكفر والمعصية، وفي هذا المقال سيتم التعريف بمن أخف أهل النار عذابًا يوم القيامة.[١]
أخف أهل النار عذابًا يوم القيامة
أخف أهل النار عذابًا يوم القيامة من الكفار هو أبو طالب، عم النبي -عليه الصلاة والسلام-، ففي الحديث الشريف: عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أهْوَنُ أهلِ النَّار عَذاباً أبُو طالِب، وهوَ مُنْتَعِلٌ بنَعْلَيْنِ مِنْ نارٍ يَغْلِي مِنْهُما دِماغُهُ"،[٢]وهذا جوابٌ مخصوص يشمل الكفار فقط، أما الجواب العام على من أخف أهل النار عذابًا يوم القيامة من جميع من يدخلونها فهو مختلف، لأنّ هناك أهل التوحيد الذين يدخلون النار ثم يخرجون منها إلى الجنة بعد انقضاء عذابهم، أما الكفار فعذابهم دائمٌ في النار ولا انقطاع له.[٣]
أخف اهل النار عذابًا يوم القيامة بشكلٍ عام هم من وصفهم النبي -عليه السلام- في الحديث الشريف: "إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته "وفي رواية" إلى عنقه"[٤]، وقد جاءت آيات القرآن الكريم مصدقة لتفاوت أهل النار بالعذاب يوم القيامة، إذ إنّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}،[٥]وآل فرعون لهم أشدّ العذاب، إذ يقول تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ الساعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}،[٥]لهذا فإنّ عذاب من كفر كفرًا فقط يختلف عن عذاب من كفر وطغى وتجبّر، فأبو طالب أحسن للنبي -عليه السلام- ولهذا فإنّ عذابه يختلف عن غيره.[٦]
وصف النار
النار هي دار العذاب، ولها أسماءٌ عدة منها: جهنم والجحيم وسقر والحطمة والهاوية والسعير ولظى ودار البوار، وتقع النار تحت الأرض السفلى، ولها سبعة أبواب وكل باب أسفل من الباب الآخر، وهي أبواب مغلقة على أهلها، وللنار دركاتٍ بعضها أسفل من بعض، وأهل النار يكونون في ظلٍ شديد الحرارة وفي سمومٍ وحميم، وحرّها شديدٌ حتى أنها تكاد تأكل بعضها بعضًا، وخازن النار هو مالك، وعدد خزنتها تسعة عشر، إذ يقول تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ* لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ* عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ * وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}[٧]، ووجوه أهل النار تكون سوداء مظلمة.[٨]
المراجع
- ↑ "النار دار الكفار"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن العباس، الصفحة أو الرقم: 212، صحيح.
- ↑ "أبو طالب هو أهون أهل النار من الكفار عذابا"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم: 2845، صحيح.
- ^ أ ب سورة النساء، آية: 145.
- ↑ "صور من عذابهم"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة المدثر، آية: 26 - 30.
- ↑ " موسوعة الفقه الإسلامي"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-08-2019. بتصرّف.