شكر النعم
يجب على المسلم المداومة على شكر الله تعالى على نعمه التي أنعم الله بها عليه، ويكون محل الشكر في القلب، وذلك بالخضوع والاستكانة، بالإضافة إلى اللسان اللاهج بالشكر، قال ابن القيّم -رحمه الله- أن الله سبحانه أمر عباده بالشكر وأثنى على الشاكرين له، ووعدهم بالجزاء الحسن والمزيد من النعم، قال تعالى: (وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)،[١] فالشكر مبني على خمسة أساسات يجب توافرها، وهي: خضوع العبد شاكر لله تعالى المشكور، وحبه له، واعترافه بنعمه التي أنعمها عليه، وثناؤه عليه بتلك النعم، وأن لا يستعمل العبد النعم التي أنعمها الله عليه فيما يكرهه الله تعالى.[٢]
أدعية شكر لله
وردت الكثير من الأدعية التي يُمكن للعبد أن يلهج بها شكراً لله على نعمه، ومنها الآتي:
- (اللهمّ إنّا نحمدك ونستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك، ونثني عليك الخير كلّه، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يهجرك، اللهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد، وإليك نسعى ونحمد، نرجوا رحمتك ونخشى عذابك، إنّ عذابك الجدّ بالكفار ملحق، اللهمّ لك الحمد كلّه، ولك الشكر كلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه علانيّته وسرّه، فأهل أنت أن تحمد، وأهل أنت أن تعبد، وأنت على كلّ شيءٍ قدير ،اللهمّ لك الحمد حتّى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرّضى لك الحمد كاللذين قالوا خيراً ممّا نقول، ولك الحمد كالّذي تقول، ولك الحمد على كلّ حال، اللهمّ لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض، وأنت بكلّ شيءٍ عليم).
- (الحمد لله رب العالمين الذي سبحت له الشمس والنجوم الشهاب، وناجاه الشجر والوحش والدواب والطير في أوكارها كلُ ُ له أواب فسبحانك يا من إليه المرجع والمآب).
- (ربي تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبّت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري).
- (الحمد لله الّذي بعزّته وجلاله تتمّ الصالحات، يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، اللهمّ اغفر لنا وارحمنا وارض عنّا، وتقبّل منّا وأدخلنا الجنّة ونجّنا من النّار، وأصلح لنا شأننا كلّه، اللهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها، وأجرنا من خزي الدّنيا وعذاب الآخرة، اللهمّ يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لا يؤاخذ بالجريرة ولا يهتك الستر، يا عظيم العفو وحسن التجاوز).
- (الحمد لله ربّ العالمين، الّذي سبّحت له الشمس والنجوم الشهاب، وناجاه الشّجر والوحش والدّواب، والطّير في أوكارها كلُ ُ له أواب، فسبحانك يا من إليه المرجع والمآب).
- (الحمد لله ربّ العالمين، يُحب من دعاه خفياً، ويُجيب من ناداه نجيّاً، ويزيدُ من كان منه حيِيّاً، ويكرم من كان له وفيّاً، ويهدي من كان صادق الوعد رضيّاً).
- (الحمد لله ربّ العالمين، الّذي أحصى كلّ شيء عدداً، وجعل لكلّ شيء أمداً، ولا يُشرك في حُكمهِ أحداً، وخلق الجِن وجعلهم طرائِق قِددا).
كيفية شكر الله
أعظم ما يُعين ويساعد المسلم على أداء الشكر لله تعالى عدة أمور، بيانها الآتي:[٣]
- الدعاء؛ ويظهر بذلك وصية النبيّ -عليه السلام- لمعاذ حينما قال له: (يا مُعاذُ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّكَ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّك، فقالَ: أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعنَّ في دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ)،[٤]
- استشعار قدرة الله ورحمته وحلمه وفضله على عباده، لقوله تعالى: (وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).[٥]
- التفكر في عدم استطاعة المؤمن أن يعبد الله حق عبادته، وعدم مقدرته على إحصاء النعم التي وهبها الله له.
- التأمل في عظم جزاء الشاكر في الآخرة وثوابه في الدنيا، ويُقارن ذلك مع عذاب الجاحد للنعم في الدنيا والآخرة.
- الوقوف على حال المساكين والفقراء وإدراك عِظَم النعم التي وهبها الله له.
- التفكر في الوقوف بين يدي الله تعالى للشكر على النعم التي وُهِبت للعبد.
المراجع
- ↑ سورة النحل، آية: 114.
- ↑ "شكر النعم كيفيته وقواعده"، www.fatwa.islamweb.net، 24-4-2006، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2019. بتصرّف.
- ↑ خالد بن سعود البليهد، "شكرُ الله تعالى"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 1522، صحيح.
- ↑ سورة لقمان، آية: 12.