محتويات
أدلة وجوب الصوم من القرآن الكريم
هل وردت آيات قرآنية تُبيّن أنّ الصوم فرض؟
وردت بعض الآيات القرآنية التي تُبيّن أنّ الصوم مفروض على المسلمين ومن الواجب عليهم صيام شهر رمضان، ومن هذه الآيات ما يأتي:[١]
- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}،[٢] ويظهر من هذه الآية أنّ الصوم مشروع في الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية السابقة لها.
- قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}،[٣] يتضح من هذه الآية أنّ الصيام المفروض هو صيام شهر رمضان فقط.
أدلة وجوب الصوم من السنة النبوية
ما هي الأحاديث التي دلّت على وجوب الصيام؟
ثبتت مشروعية الصوم وأنّه أحد أركان الإسلام بأحاديث نبوية متفق عليها، وفيما يأتي بيانها:[٤]
- روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ".[٥][٤]
- روي عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: "أنَّ أعْرَابِيًّا جَاءَ إلى رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ إلَّا أنْ تَطَوَّعَ شيئًا فَقالَ: أخْبِرْنِي بما فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ قالَ: شَهْرَ رَمَضَانَ إلَّا أنْ تَطَوَّعَ شيئًا".[٦][٤]
- روي في حديث عن جبريل أنّه سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قائلًا: "يا رَسولَ اللَّهِ ما الإسْلَامُ؟ قالَ: الإسْلَامُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ ولَا تُشْرِكَ به شيئًا، وتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومَ رَمَضَانَ".[٧][٨]
أدلة وجوب الصوم من الإجماع
هل نُقِل إجماع المسلمين على وجوب الصوم؟
أجمعت الأمة الإسلامية على أن صيام شهر رمضان واجب، وأنّ الصوم هو أحد أركان الإسلام الخمسة المعلومة من الدين بالضرورة، كما أجمعوا على أنّ منكر وجوب الصوم كافر مرتد عن الإسلام،[١] ولا يسقط عن الصوم عن المكلّف إلّا بوجود عذر من الأعذار الشرعية المعتبرة في هذا الباب،[٨] وقد نقل هذا الإجماع غير واحد من أهل العلم، منها:[٩]
- قال الكاساني في بدائع الصنائع: "إنّ الأمة أجمعت على فرضية شهر رمضان، لا يجحدها إلا كافر".[١٠]
- قال الرملي في نهاية المحتاج: "يجب صوم رمضان إجماعًا".[١١]
- قال ابن قدامة في المغني: "أجمع المسلمون على وجوب صيام شهر رمضان".[١٢]
أدلة وجوب الصوم من المعقول
كيف يدلّ المعقول على وجوب الصيام؟
يدلّ المعقول على وجوب الصوم من وجوه متعددة، وفيما يأتي بيانها:[٩]
- الصيام سبب في شكر النعم: وذلك لأنّ الصائم يترك طعامه وشرابه، فيجوع ويعطش ويشعر بقيمة النعم فيحمد الله عليها ويُكثر من شكره والاعتراف له بالفضل والمنّة.
- الصيام وسيلة إلى التقوى: لأنّ النفس إذا اعتادت الامتناع عن المباحات -الطعام والشراب والجماع- كانت أقوى وأشد في الامتناع عن المحرمات ولزوم جانب التقوى.
- الصيام وسيلة لكسر الشهوة: الجوع وترك الطعام يقهر الشهوة ويخفف من وطأتها لأنّ العقل ينشغل بطلب الطعام، ولذلك فقد أرشد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من يرغب بالزواج ولم يتمكّن منه أن يُكثر من الصيام لأنّ فيه صون للنفس من الفواحش.
هل شُرّع الصيام دفعة واحدة؟ أم كان على مراحل؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: مراحل تشريع الصوم
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 150. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:183
- ↑ سورة البقرة ، آية:185
- ^ أ ب ت وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 1629. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم:6956، حديث صحيح.
- ↑ رواه صحيح البخاري، في البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:4777، حديث صحيح.
- ^ أ ب كمال ابن السيد سالم، كتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 89. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد الله الطيار، كتاب الفقه الميسر، صفحة 14-15. بتصرّف.
- ↑ الكاساني، كتاب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، صفحة 75. بتصرّف.
- ↑ الرملي، شمس الدين، كتاب نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، صفحة 149. بتصرّف.
- ↑ موفق الدين ابن قدامة، كتاب المغني لابن قدامة، صفحة 104. بتصرّف.