أدوية الحمل

كتابة:
أدوية الحمل

الحمل والدواء

تطرأ على جسم المرأة خلال فترة الحمل العديد من التغييرات التي يجب أن تتعامل معها، كالتغييرات البيولوجية التي تسبب الشعور بالغثيان والتقيؤ وغيرها، لذا قد تستدعي بعض الحالات استخدام الأدوية للتغلب على تلك المشاكل، وعادةً لا يفضّل استخدام الأدوية خلال الحمل؛ إذ إنَّ 2-3% من المشاكل التي قد يعاني منها حديثو الولادة مثل التشوهات الخلقيه سببها الأدوية، لذا على الحامل أخذ هذا الأمر بجديّة؛ لضمان سلامتها وسلامة جنينها.[١]


الأدوية الآمنة خلال الحمل

على الحامل التأكد من عدم تأثير الدواء عليها أو على جنينها في حال اضطرت للعلاج باستخدامه، وعدم استخدام أي دواء بوصفة طبية أو دون وصفة إلا بعد استشارة الطبيب المُختص، وفي ما يأتي بعض الأدوية التي صُنّفت أنها آمنة خلال فترة الحمل:[٢]

  • مسكنات الألم والصُّداع: يُعَدّ الأسيتوماينوفين أفضل دواء للحامل لتسكين الآلام والصداع ولخفض الحرارة أيضًا، ويجب تجنب أي دواء آخر لتسكين الألم، كمضادّات الالتهاب غير الستيرويدية؛ لما لها من تأثيرات جانبية سيئة على الحامل، وأشهرها الأيبوبروفين والنابروكسين.
  • أدوية الرّشح: لا توجد دراسات كافية على مدى سلامة أدوية الرشح، وعادةً ينصح الأطباء بتناول تلك الأدوية بعد الأسبوع الثاني عشر من الحمل؛ تجنبًا لأي مخاطر محتملة، ومن الخيارات الآمنة تناول مثبطات السعال في الليل، أو مقشعات السعال خلال النهار. أما بالنسبة لشراب السُّعال الذي يحتوي على ديكستروميثورفان فيُنصَح بإستشارة الطبيب قبل استخدامه كونه من تصنيف C؛ أي لا يستخدم إلا إذا كانت فائدته أكبر من ضرره. وفي ما يتعلق بتركيبة سودوفدرين الموجودة في أغلب أدوية الرشح يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها؛ لأنَّها قد ترفع ضغط الدم للحامل أو تؤثر في تدفق الدم من الرحم إلى الجنين، مما يؤثر في صحتهما سلبًا، كما أنَّه لم يُصنف بأنه آمن للحامل بعد من قِبَل إدارة الغذاء والدواء، لذلك لا يُعرف مدى ضرره أو فائدته للحامل.
  • أدوية الحرقة وحموضة المعدة: تُعَدُّ أغلب مضادات الحموضة آمنةً خلال الحمل، ومنها ما يأتي:
    • تركيبة ألمنيوم ومغنيسيوم هيدروكسايد.
    • كربونات الكالسيوم.
    • فاموتيدين.
    • رانيتيدين أو سيميتيدين للحرقة الشديدة.
  • أدوية الحساسية المضادة للهستامين: تستخدم في الحالات الخفيفة وتُصرف دون الحاجة إلى وصفة طبية، وتتضمّن ما يأتي:
    • لوراتيدين.
    • سيتريزين.
    • كلوفينيرامين.
    • ديفينهيدرامين.
  • أدوية الحساسية الشديدة: إذا كانت الحساسية حادةً جدًا قد يقترح الطبيب استخدام دواء من الكورتزونات بجرعة قليلة مع دواد من مضادات الهستامين، يُذكر منها:
    • موميتازون.
    • فلوتيكازون.
    • بوديسونايد.
  • أدوية التقيؤ والغثيان: يُعدّ الغثيان أمرًا شائعًا جدًا في الثلث الأول من الحمل، وعادةً لا يستدعي العلاج الدوائي، إذ يمكن استخدام العلاجات المنزلية، كزيادة عدد الوجبات اليومية مع تقليل حجم كل وجبة حتى لا تمتلئ المعدة، وإذا كان لا بدّ من العلاج بالأدوية فيُمكنُ استخدام أحد الأدوية الآتية بعد وصفها من الطبيب:
    • فيتامين B6.
    • دوكسيلامين سكسينات.
    • دايمينهيدرينات.
    • اوندانسيترون، في حالات التقيؤ الشديد، ويحتاج إلى وصفة طبية.
  • أدوية العدوى الفطرية: تُعدّ العدوى الفطرية شائعةً أثناء الحمل، ويجب مراجعة الطبيب من أجل التأكد من تشخيص الإصابة بها وأنها ليست مرضًا جلديًا آخر قبل تناول الدواء، ومن هذه الأدوية الآمنة ما يأتي:
    • مايكونازول.
    • كلوتريمازول.
    • بيوتوكونازول.
  • أدوية الطفح الجلدي والجروح السطحية: يمكن معالجة الطفح الجلدي والحكة بكريم هيدروكورتيزون، لكن يفضل مراجعة الطبيب للتأكد من أن الطفح الجلدي ليس عرضًا لمرض آخر، مثل لويحات الحمل الحطاطية الحكية الشروية، أمّا بالنسبة للجروح فيمكن تنظيفها منزليًا واستخدام مرهم مضاد حيوي كحماية إضافية.
  • أدوية الأرق: يُعدّ دواء مضاد الهستامين دايفينهيدرامين من الأدوية التي تساعد على النوم بالإضافة إلى دواء دوكسيلامين، وإذا لم تُعطِ تلك الأدوية مفعولها قد يصرف الطبيب أحد أدوية مجموعة مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات المسببة للنعاس، مثل: أميتريبتيلاين، أو دواء من مجموعة بينزوديازبين، مع العلم أن هذه الأدوية خطيرة جدًا ولا تُصرف إلا إذا كان نفعها أكبر من ضررها.
  • المكملات الغذائية: تُعدّ أغلب المكملات الغذائيةً آمنة خلال الحمل، وعادةً يوصى باستخدامها نظرًا لفائدتها مثل حمض الفوليك، لكن توجد بعض المكملات التي قد تسبب خطرًا على الجنين؛ نظرًا لعدم تصنيفها من قِبَل دائرة الغذاء والدواء، لذلك يفضّل استخدامها بحذر مع استشارة الطبيب.


أدوية يجب تجنبها أثناء الحمل

يُنصح بعدم استخدام أي دواء إلّا بوصفة طبية وتحت إشراف الطبيب المختص؛ وذلك لتقييم مدى خطورة الدّواء أو فائدته، ومن الأدوية التي يجب تجنّبها أثناء الحمل ما يأتي:[٣]

  • الكلورامفينيكول: إذ يؤثر في الجنين مُسببًا متلازمة الطفل الرمادي.
  • مجموعة فلوروكوينولون: مثل سيبروفلوكساسين وليفوفلوكساسين، إذ تؤثر في الحامل مُسبّبةً حدوث تلف في الأعصاب، وتؤثر في الجنين مُسبّبةً مشاكل في الهيكل العظمي والعضلات والمفاصل، بالإضافة إلى زيادة فرصة حدوث الإجهاض.
  • البريماكوين: يُستخدم هذا الدواء في علاج الملاريا، ولا توجد دراسات كافية عن تأثيراته في الجنين البشري، لكن الدراسات على أجنة الحيوانات أثبتت أنه يُتلِف خلايا الدم، لذلك صُنّف تحت المجموعة C، فيؤخذ إذا كان نفعه أكبر من ضرره.
  • السِلفوناميدز: يسبب اليرقان عند حديثي الولادة ويزيد من فرصة حدوث الإجهاض.
  • الترايمثوبريم: إذ يسبب تشوُّهات خَلقيَّةً، مثل عيب الأنبوب العصبي.
  • الكودايين: يُعدّ مسكن ألم قويًّا يؤخذ بوصفة طبية دائمًا، لكن أحيانًا قد يُباع لعلاج السعال الجاف، مثل تركيبة ديكستروميثورفان، ويؤدي الاستمرار بتناول هذا الدواء إلى أعراض إدمان انسحابية عند حديثي الولادة.
  • الوارفارين: يُستخدم للعلاج والوقاية من خثرات الدم، وقد يسبب مضاعفات للجنين، لذا يُستخدم فقط إذا كان نفعه أكبر من ضرره.
  • مجموعة بينزوديازبين: مثل كلونازيبام ولورازيبام التي تُستخدم كمنوّمات وعلاج لنوبات الصرع، ويؤدي استعمال هذه الأدوية خلال الحمل إلى أعراض انسحابية لدى حديثي الولادة.
  • مسكنات الألم غير الستيرويدية: مثل النابروكسين والأيبوبروفين، وقد تسبب حدوث مشاكل في القلب لدى الجنين، وتقلل السائل الأمينوسي، وهو السائل الذي يحيط بالجنين داخل الرحم ليوفر الحماية والغذاء له، كما تزيد من فرصة حدوث الإجهاض.[٤]


تصنيف الأدوية أثناء الحمل

غيرت مأساة ثاليدومايد نظرة الطب حول تناول الأدوية أثناء الحمل؛ ففي الستينيات من القرن الماضي أنتجت شركة ألمانية دواءً يسمى ثاليدومايد، وهو دواء يُساعد على النوم، وانتشر في تلك الفترة بسبب التوتر السائد الذي كان يسبق الحرب، وكان يُعالِج غثيان الحمل أيضًا، لكن النتيجة كانت مأساةً غيرت مجرى الطب؛ إذ وُلد الأطفال بأطراف قصيرة أو دون أطراف على الإطلاق،[٥] وبعد عدة عقود من الأبحاث ظهر تصنيف الأدوية حسب الأمان للحوامل، وهو كالآتي:[٦]

  • التصنيف A: دراسات كافية ومتقنة فشلت تمامًا في إيجاد أي خطر على الجنين في الثلث الأول من الحمل، ولا يوجد دليل على الخطر في الثلثين الأخيرين، وتُعَدّ الأدوية ضمنه آمنةً تمامًا، ومن الأمثلة على تصنيف A الليفوثايروكسين وحمض الفوليك.
  • التصنيف B: الدراسات على أجنة الحيوانات أثبتت عدم وجود خطر على الجنين، لكن لا توجد دراسات كافية على البشر، ومن الأمثلة على تصنيف B الأموكسيسيللين والميتفورمين.
  • التصنيف C: الدراسات على أجنة الحيوانات أثبتت وجود خطر على الجنين، لكن لا توجد دراسات كافية على البشر، وإذا كان نفع الدواء للمرأة الحامل أكبر من ضرره فيمكن استخدامه بإشراف الطبيب، ومن الأمثلة على تصنيف C الأملوديبين والقابابنتين.
  • التصنيف D: الدراسات والأبحاث وتجارب الاستخدام أثبتت وجود خطر على الجنين البشري، وإذا كان نفع الدواء للمرأة الحامل أكبر من ضرره فيمكن استخدامه بإشراف الطبيب، ومن الأمثلة على تصنيف D اللوزارتان.
  • التصنيف X: الدراسات والأبحاث وتجارب الاستخدام أثبتت وجود خطر على الجنين البشري بالإضافة إلى حدوث تشوهات خَلقية لديه، فلا يمكن استخدام الدواء تحت أي ظرفٍ كان؛ لأن الضرر الحاصل أكبر من الفائدة المتوقعة من الدواء، ومن الأمثلة على تصنيف X الميثوتريكسيت والأتروفاستاتين.


المراجع

  1. Ravindu Gunatilake , MD، Avinash S. Patil ، "Drug Use During Pregnancy"، msdmanuals، Retrieved 31-10-2019. Edited.
  2. Ashley Marcin (14-9-2018), "What Medicines Can I Take While Pregnant?"، healthline, Retrieved 31-10-2019. Edited.
  3. Chaunie Brusie (08-10-2018), "Medications You Should Avoid During Pregnancy"، healthline, Retrieved 29-10-2019. Edited.
  4. "Can I take ibuprofen when I'm pregnant?", nhs,31-10-2018، Retrieved 29-10-2019. Edited.
  5. Neil Vargesson (04-6-2015), "Thalidomide‐induced teratogenesis: History and mechanisms"، ncbi, Retrieved 27-10-2019. Edited.
  6. "FDA Pregnancy Categories", drugs, Retrieved 27-10-2019. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×