أركان الإحسان للاطفال

كتابة:
أركان الإحسان للاطفال

الإحسان

الإحسان هو أعلى مرتبة في الدين، وهو قمة الإيمان وأعلاه، فالدين ثلاثة أقسام هي: (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، وكل مرتبة من هذه المراتب لها أركان، وسيتناول المقال الحديث عن الإحسان، تعريفه، وثوابه، ومراتبه، وصوره.

تعريف الإحسان

سنعرّفه كما عرّفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)،[١]وقد ذُكِر الإحسان في عدة آيات، فنراه مقترن بالإيمان مرة، ومرة مع التقوى، ومرة مع الجهاد، ومرة بالإسلام ومرة بالعمل الصالح ومرة مع الإنفاق في سبيل الله.[٢]

ويعبد الإنسان ربه لأنه رقيب ومطّلع على عبادته، فيستوجب ذلك من العبد استحضار الخشية، والخوف، والتعظيم، ويستوجب الإتقان في تأدية العبادة، وبذل الجهد في تحسينها، فيستحضر العبد قرب الله -تعالى- منه وكأنه -تعالى- يراه في سره وعلانيته ويعلم باطنه وظاهره، فلا يخفى عليه شيء.[٢]

والعبد إذا بلغ منزلة الإحسان في تأدية العبادة، يستشعر رقابة الله في كل أعماله، فلا يقوم إلّا بالعمل الذي يرضي ربه، فلا يهمه رأي الناس إذا ما مدحوه أم ذموه.[٢]

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

ولقد اختصّ الله أهل الإحسان برحمته وجعل جزاؤهم من جنس عملهم، وذلك بدليل قوله -تعالى-: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)،[٣] ولأنهم عبدوه مخلصين راجيين رضاه جازاهم بالأحسن.

ويُخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول لهم -تبارك وتعالى- هل أزيدكم شيئاً؟ فيردون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم -عز وجل-.[٤][٥]

قال -تعالى-: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)،[٦]يُقال أنّ وجوههم لا تُرى عليها أي آثار للذل والهوان والخوف من أثر القيام بالأعمال على أتم وجه ابتغاء وجه الله -الأعلى-، ولأنّ الله -تعالى- أكرمهم برؤيته أصبحت وجوههم بهذا الجمال، فهم في نعيم دائم لا يزول ولا ينتهي ولا هم منه بمُخرجين.[٧]

مراتب الإحسان

للإحسان مرتبتان بينها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذلك فيما يأتي:[٨]

  • المرتبة الأولى أن تعبد الله كأنك تراه

أن يعبد الإنسان ربه كأنه يراه عبادة شوق ومحبة ورغبة بالأجر والثواب، فتراه مُخلصاً في العبادة، لا يلتفت لأحد ولا يهمه شيء، وهذا أعلى المرتبتين.

  • المرتبة الثانية إن لم تكن تراه فإنه يراك

إذا لم تعبد الله كما في المرتبة الأولى أي كما تراه فاعبده وكأنه هو يراك، عبادة خوف وهرب من عذابه وعقابه، مُستحضراً الله -عز وجل- القلب، محاولاً أن تكون الأفعال الظاهرة والباطنة هي نفسها.

صور الإحسان

للإحسان صور عديدة تمثلت في كثير من العبادات والمعاملات، سأكتبها على سبيل الذكر لا الحصر:[٩]

  • الإخلاص لله في العبادة وكأنك تراه.
  • قراءة القرآن بخشوع وتدبر وتفكر.
  • التوبة من كل الأعمال التي لا تُرضي الله تعالى.
  • الدعوة إلى الله تعالى باتباع أوامره واجتناب نواهيه.
  • صلة الرحم.
  • المداومة على البذل والعطاء بما تطيقه النفس وترضاه، ودون تكلف.
  • العفو عن الناس.
  • الرحمة في التعامل مع الناس.
  • السعي في قضاء حوائج الناس.
  • الإصلاح بين الناس.

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  2. ^ أ ب ت مجموعة مؤلفين، كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام، صفحة 99. بتصرّف.
  3. سورة الرحمن، آية:60
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صهيب بن سنان الرومي، الصفحة أو الرقم:181، صحيح.
  5. محمد المقدم، كتاب تفسير القرآن الكريم المقدم، صفحة 2. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية:26
  7. أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري، صفحة 72. بتصرّف.
  8. محمد التويجري، كتاب مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 196. بتصرّف.
  9. مصطفى العدوي، كتاب سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 15. بتصرّف.
5745 مشاهدة
للأعلى للسفل
×