أسئلة وأجوبة عن قصة أصحاب الجنة

كتابة:
أسئلة وأجوبة عن قصة أصحاب الجنة


في أي سورة ذُكرت قصة أصحاب الجنة؟

قصَّةُ أصْحاب الْجنَّة ذُكِرَت في الْقرْآن الكريم، وفيها عبَرٌ ومواعِظ لا غنى لنا عنها، وقد وردت قصَّتُهُم في سورة الْقلم، من قوله -تعالى-: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ)، إلى قوله -تعالى-: (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).[١]

ما هي الجنة ومن أصحابها؟

هي جنَّةٌ من جنان الْأرض، كانت بأَرْضِ الْيمن، وقيل إنّ أصحابها كانوا بالْحَبَشة، وأنّهُم من أهل الْكتاب،[٢] وقد كانَ يملِكُها رجُلٌ تقِي ولهُ أبْناء، وبيّنت الآيات أنَّ الله ابتلى أهل مكَّة بالإنْعامِ عليْهم، فكفروا بأنْعُم الله كما فعَل أبْناءُ هذا الرَّجل التقي؛ وهُم أصحابُ الْجنَّة.[٣]

كيف بدأت القصة؟

بدَأت قِصَّتُهُم عنْدَما تُوُفِّيَ والدُهُم، ووَرِثوا عنْهُ الْبُسْتان الَّذي كانَ يمْلِكُه، حيثُ كانَ الْوالدُ صالِحاً، وكانَ يُقَسِّمُ الْمَحصول ثلاثة أقسام؛ قسْمٌ لِأهله وأبْنائه يعْتاشونَ منه، وقِسمٌ يوَزِّعُهُ على الْفقراء والمُحتاجين، والقسم الثَّالث يشتري به محصول الْعام الَّذي يليه.[٢]

على ماذا أجمعوا بعد موت والدهم؟

بعْدما تُوُفِّيَ الْأَبُ الصَّالح اجْتَمَعَ أبْناؤُه، وتَباحَثوا في أمْرِ والدِهم، وخَلَصوا جميعُهُم ما عدا أخٌ واحدٌ كان أرْجَحَهُم عقلًا، فقد خالفهم الرأي؛ لكنَّ الكثْرة تغْلِبُ الشَّجاعة، فغُلِبَ على أمره، فقالوا إنَّ أباهم كانَ يبَذِّرُ أموالَهُم ويُضيعُ ثمارَهم عندما يُعطي منها للفقراء والْمساكين، وأنَّهم وأبْناؤهُم أحَقُّ بها منهم، ونسَوا أنَّ الله يُبارِكُ الرِّزق أضْعافا مُضاعَفةً عنْدَما يتَصَدَّقُ المُسلم من ماله لذوي الْحاجة، وأنَّ بُسْتانَهُم إنَّما زادَ ونما بِبَرَكَة ما كانَ يفْعَلُهُ هذا الأَبُ الصَّالح.[٤]

ما هي الخطة التي عزموا على تنفيذها؟

اتَّفق الإخْوَةُ على أنْ يقْطِفوا ثِمارَ بُسْتانِهِم قبل طلوع الصُّبح، وأنْ يتَقاسَموا غَلَّتها فيما بيْنَهُم، فلا يُعْطوا منها أحداً من المَساكين، ولا شكَّ من سياقِ الْآياتِ أنَّ الْفُقراء كانوا مُعْتادين على التَّجَمُّعِ وقْت الْحصاد أيامَ حياة الْأب، فيُعْطي كلًا منهم نصيبه، فغيَّروا الْموعد حتى يُنَفِّذوا مُخطَّطهُم، دون أن ينتَبِهَ أحدٌ لأمْرِهِم.[٥]

ماذا كان عقاب الله لهم؟

علِمَ الله -سبحانه وتعالى- بِنِيَّة أصْحاب الْجنَّة، وأرادَ أنْ يُعَلِّمَهُم درسًا لن ينْسَوْهُ طيلةَ حَياتِهم، فلما حانَ موْعد القطف الذي اتَّفقوا عليْه، ووصلوا إلى الْبُستانِ فوجئوا بما رأَتْ أعْيُنُهم، إذ وجدوا كل ما فيه قد أصبح هشيماً أسود لا نَفْعَ فيه، وكأنّه أصابهُ حريق، فقدْ أرْسَل الله على بُسْتانِهِم آفةً أهْلَكَتْ زرْعَهُم، فلم ينْجُ منها شيء.[٦]

هل تعلموا من الدَّرس؟

بيَّنَت الآياتُ الْوارِدَةُ في قصَّتِهِم أنَّهُم ندِموا أشدَّ النَّدم، فأصْبَح كلٌ منْهُم يلومُ الآخر على عدم النصيحة، فقال لهُم الأخ الذي كانَ رافضًا لفِعْلِهِم: ألمْ أُخْبركم بسوءِ صنيعِكم وأنَّكُم لا بُدَّ لكم من شكر النِّعْمَة الَّتي رزقَكُم الله إياها بالتَّصدُّقِ بجزءٍ منها كما دأَبَ أبانا على ذلك![٧]

واعْتَرفوا بذَنْبِهم واستغْفروا ربَّهُم، ودعوه أن يُعَوِّضَهُم خيراً منْها، وأنَّهُم لن يعودوا لما فعلوا أبدا، بل سيعطون منْها ذوي الْحاجة، قال -تعالى-: (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ* قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ* عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ).[٨][٧]

المراجع

  1. سورة القلم، آية:17-33
  2. ^ أ ب جامعة المدينة العالمية، التفسير الموضوعي، صفحة 290. بتصرّف.
  3. إبراهيم الإبياري، الموسوعة القرآنية، صفحة 355. بتصرّف.
  4. جامعة المدينة العالمية، التفسير الموضوعي، صفحة 292.
  5. محمد المكي الناصري، التيسير في أحاديث التفسير، صفحة 286. بتصرّف.
  6. محمد المكي الناصري، التيسير في أحاديث التفسير، صفحة 287. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمد المكي الناصري، التيسير في أحاديث التفسير، صفحة 287.
  8. سورة القلم، آية:30-32
6371 مشاهدة
للأعلى للسفل
×