عجائب الصحراء
الصحراء هي تلك المساحات الشاسعة التي تخلو من النبات، ويُقال إنها الأرض المستوية اللينة في قوامها جرداء خالية النبات والثمار، وهذه الصحراء تمتد على مساحات واسعة ومناطق عدة حول العالم، وإن الخوض في تفاصيلها ومعالمها يُدهش القارئ ويجعله يتعجب لكثرة الغرائب والعجائب التي تتواجد في الصحراء وبين رمالها، ومن هذه العجائب ظاهرة السراب والتي تعود إلى انكسار ضوء أشعة الشمس أو انحنائه عند عبوره لطبقات الجو الحارة القريبة من سطح الأرض ويشكل مع انعكاس ضوء السماء ظاهرة السراب، وعند ذكر الصحراء تُذكر ظاهرة الصفير وهي ذلك الصوت الذي يصدر من الرمال عند تحركها أو المشي عليها، وفي ما سبق من الزمان كانوا يظنون أنها عزيف الجن في الصحراء، ومن الغرائب التي شغلت ذهن الناس ولا سيما عشاق السفر والترحال في الصحارى هي رسم دائرة حول النائم في الصحراء ووضع عصا إلى جانبه، وقد كثرت عنها الأقاويل والاقتراحات والأفكار.
أساس فكرة رسم دائرة حول النائم في الصحراء
إن أهل البادية وأصحاب الخبرة والدراية حول السفر في الصحراء لديهم عادات يتبعونها، وإجراءات سلامة يتخذونها في رحلهم، وذلك لأنهم قريبون من الصحراء قادرون على معرفة خفاياها وأسرارها وما تُخبئه لهم من عجائب ومفاجآت مدهشة، ولذلك عادة عندما يسافر أحدهم في الصحراء لمدة طويلة، ويريد أن يأخذ قسطًا من الراحة يقوم برسم دائرة حول المكان الذي ينام فيه، وينام هو داخل الدائرة، وبعدها يضع العصا إلى جانبه باتجاه معين.[١]
ومما يجدر ذكره أن الرجل وهو يرسم هذه الدائرة يقوم بقراءة بعض الأذكار الدينية من آية الكرسي والمعوذات وذلك طلبًا للحماية الإلهية، وعن هذه العادة أو التقليد وردت عدة أقاويل منها أن هذه الدائرة التي يخطها الرجل تبعد عنه حشرات الصحراء من النمل وغيره وهو نائم، فهذا الخط يجعل النمل يغير وجهته ويبتعد عن الرجل النائم، وإن قراءة هذه الأذكار هي سنة نبوية يلتزم بها المسافر لتمنع عنه أذى في الليل.[١]
ومما ورد عن هذه العادة أن الرجل يرسم الدائرة بشكل يشبه شكل الأرض ومن ثم يوجه العصا نحو الاتجاه الذي سيتابع فيه طريقه بعد أن يستيقظ من نومه، وبذلك لا يتيه عن وجهته ويعرف إلى أين سيكمل طريقه، والبعض يرى أن الهدف من العصا هو أن يعرف الرجل إذا كان قد تحرك وهو نائم أم لا، ولعل هذا الحل الأخير هو بعيد نوعًا ما عن المنطق، لأن النائم لن يكون مهتمًا إن كان قد تحرك أو لم يتحرك.[١]
ولكن الحل الأقرب للعقل والمنطق والذي يعد مقنعًا لكثير من المهتمين بهذه الظاهرة هو أن الهدف من الدائرة هي أن تبعد الزواحف والأفاعي وتُخيفها من الاقتراب؛ إذ إن شكل الدائرة سيوحي للزواحف والحشرات أنها دخلت فخًا أو مكانًا مخصصًا لاصطيادها، ولذلك تبتعد عن الدائرة ويبقى النائم في مأمن من أذى الحشرات والزواحف الضارة والسامة.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Lines in Sand", www.nationalgeographic.org, Retrieved 2020-06-03. Edited.