أساليب تدريس علوم القرآن المختلفة

كتابة:
أساليب تدريس علوم القرآن المختلفة

أساليب تدريس علوم القرآن المختلفة

هل لعلوم القرآن أساليب تساعد في تعلّمه بطريقة مُثلى؟

من هذه العلوم علم تجويد القرآن والنّاسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه، وحكمه فرض كفاية، فإن قام به علماء المسلمين وقرّاؤهم سقط عن العامّة،[١] وسيتمّ الوقوف على أساليب تدريس كلّ من هذه العلوم، كالآتي:


أسلوب تدريس علم التّجويد

علم التّجويد وهو علم خاصّ بالقرآن الكريم، ويهتمّ بكيفيّة إخراج كلّ حرف من مخرجه من الفم والحلق، وإعطاؤه حقّه ومستحقّه من الصفات والأحكام، ولتدريسه أهمّيّة جليلة وعظيمة، وهي تلاوة آيات القرآن بالشّكل الصّحيح والسّليم، وكما تلاها النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، وكذلك لتدريس التّجويد أهداف عدّة: كإجادة المتعلّم لتلاوة كتاب الله، صون اللّسان وتقويمه من الخطأ أثناء التّلاوة، تعظيم كتاب الله، ونحو ذلك، وأمّا من طرق تدريس التّجويد وغيره من علوم القرآن، فهي:[٢]

  • الطّريقة القياسيّة: والأسلوب المتّبع فيها ذكر الحكم أوّلًا، ثمّ ذكر الأمثلة المناسبة.
  • الطّريقة الاستقرائيّة: وهي عكس الطّريقة القياسيّة، يؤتى بالأمثلة، ثمّ يستنبط الحكم منها.
  • طريقة النّص أو الطّريقة التّوليفيّة: وهي دمج الطّريقتين لتتكاملا مع بعضهما، كأن يتمّ تدريس الأحكام من خلال النّصوص القرآنيّة، ثمّ تطبيق الطّريقة الاستقرائيّة لاستخراج الأحكام.

خطوات تدريس التّجويد نظريًّا وعمليًّا:

يرى بعض العلماء والمختصّين أنّ خطوات تدريس التّجويد عمليًّا ونظريًّا يمكن أن تتمّ وفق الآتي:

  • التّهيئة: وهذه الخطوة لا بدّ من تطبيقها في أيّ درس من الدّروس، لشدّ انتباه المتعلّمين للدّرس.
  • مرحلة التّعريف بالمفاهيم النّظرية: وفيها يتمّ شرح وتوضيح جميع المفاهيم المقرّرة في الدّرس.
  • مرحلة البيان العملي، والمران اللّفظيّ: وفيها يتمّ بيان كيفيّة أداء الحكم عمليًّا.
  • مرحلة التّقويم، وتصويب الأخطاء: الاستماع للتلاوة مع التّصويب.
  • مرحلة التّلاوة: تلاوة المعلّم مع تطبيق الحكم، ثمّ تلاوة المتعلّمين بأداء صحيح.


أسلوب تدريس النّاسخ والمنسوخ

وفي هذه الفقرة سيتم التّعرّف على أسلوب تدريس علم آخر من علوم القرآن الكريم؛ وهو النّاسخ والمنسوخ، ولتدريس بحث النّاسخ والمنسوخ أهداف منها: بيان أهميّة النَّسخ في الدّين الإسلاميّ، وتأكيد وجود النَّسخ خلافًا لمن لم يقرّ به، التّعريف بأنواع النَّسخ، وتوضيح الحكمة من وجود النَّسخ بكلّ أنواعه، وأمّا أسلوب تدريس النّاسخ والمنسوخ فهو كالآتي:[٣]

  • التّمهيد للدّرس: لشدّ انتباه الدّارسين.
  • التّعريف بالمفاهيم النّظرية: شرح وتوضيح جميع المفاهيم المقرّرة في الدّرس.
  • تعريف النّسخ لغة:نَسَخَه: أزاله، وغَيَّره، ونقله، وأبْطَلَه، وأقامَ شيئاً مُقَامَه، فالنّسخ: الإبطال والإزالة، والنّقل.[٤]
  • تعريف النّسخ اصطلاحًا: هو إزالة الحكم الشّرعيّ الأوّل بنصٍّ شرعيّ متأخّر مع تراخيه عنه.
  • تعريف النّاسخ: النّاسخ اسم فاعل من الفعل نسخ ينسخ، والنّاسخ هو الله سبحانه، فإنّه ينسخ ما شاء وبما شاء، وقد يطلق النّاسخ على النّص الشّرعيّ الذي رفع به الحُكم السّابق، سواء كان آية أو حديثًا قوليًّا أو فعليًّا أو تقريريًّا من الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم.
  • تعريف المنسوخ: المنسوخ: اسم مفعول من الفعل نُسِخَ يُنْسَخُ فهو منسوخ، وهو نسخ الحُكم الشّرعيّ الذي أُزيل بدليل شرعيّ آخر متراخٍ عنه؛ مثل: مصابرة الواحد للعشرة، فهذا حكم منسوخ بمصابرته لاثنين، كما في سورة الأنفال.
  • بيان شروط النّسخ المتّفق عليها، والمختلف فيها: تعداد الشّروط مع توضيحها كاملة .
  • بيان طرق معرفة النّسخ المتّفق عليها، والمختلف فيها: ذكر الطّرق مع توضيح كلّ طريقة.
  • بيان الأدلّة العقليّة والنّقلية والإجماع على النّسخ: ذكر الأدلّة المناسبة وتحفيظها للدّارس.
  • بيان أنواع النّسخ والحكمة من وجوده: ومن أنواع النّسخ: نسخ القرآن بالقرآن، ونسخ القرآن بـالسّنّة، ونسخ السّنّة بالقرآن، ونسخ السّنّة بالسّنّة.
  • مرحلة التّقويم النّهائي: استرجاع ما سبق ذكره خلال الدّرس.


أسلوب تدريس المحكم والمتشابه

أنزل الله تعالى القرآن الكريم ليكون للعالمين بشيرًا ونذيرًا، وقد أحكم الله تعالى في آياته البيّنات الواضحة المعالم للنّاس أصول الدّين لتسلم عقائدهم ويتعرّفوا الصّراط المستقيم، وذلك من فضل الله عليهم، وتلك الآيات هي أمّ الكتاب التي لا يقع الاختلاف في فهمها؛ سلامة لوحدة الأمة الإسلاميّة وصيانة لكيانها، حيث قال تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}،[٥] وفي هذه الفقرة أسلوب تدريس المحكم والمتشابه، وهو كالآتي:[٦]

  • التّمهيد للدّرس: بما يتناسب مع شدّ انتباه الدّارسين.
  • التّعريف بالمفاهيم النّظرية: شرح وتوضيح جميع المفاهيم المقرّرة في الدّرس.
  • تعريف المحكم: المُحْكَمُ: المتْقَنُ والممنوع، و المُحْكَمُ من القرآن: الظَّاهر الذي لا شُبهةَ فيه ولا يحتاج إلى تأويل، حيث قال تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}.[٧]فكتاب الله كلّه محكم وممتنع عن النّقص والخلل، بمعنى: أنّه كلام متقن فصيح يميّز بين الحقّ والباطل والصّالح والطّالح..، وهذا هو الإحكام العام.
  • تعريف المتشابه: مُتَشابه: اسم فاعل من تشابهَ، وهو أن يشبه أحد الشّيئين الآخر؛ والشّبهة: هي ألّا يتميّز أحد المتشابهين من الآخر، وذلك لما بينهما من التّشابه، عينًا كان أو معنى، قوله تعالى: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا}،[٨] وفي النّصّ القرآنيّ يحتمل عدّة معانٍ، عكسه مُحْكَم، وقال البعض: المتشابه ما لا يستقلّ بنفسه، وإنّما يحتاج إلى بيان وتوضيح، لحصول الاختلاف في تأويله، حيث قال تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}.
  • بيان أنواع التّشابه: للتّشابه في القرآن ثلاثة أنواع: الأوّل لا سبيل إلى الوقوف عليه، كعلامات السّاعة الكبرى، ونوع لا بد من الوقوف عليه، كالأحكام الغلقة والألفاظ الغريبة، ونوع ثالث، متردّد بين الاثنين، يختصّ بأهل العلم دون غيرهم.
  • تعريف المبهم: هو المشتبه، وهو ما لا سبيل إلى فهمه إلا بتوضيحه عبارة أو إشارة.
  • بيان الفرق بين المتشابه والمبهم: المتشابه يحتمل أوجهًا عديدة ولا سبيل لمعرفة حقيقته يقينًا، بينما المبهم يمكن فهم حقيقته يقينًا، ولكن لا يمكن الوصولُ إلى فهمه إلّا بتوضيح منه عبارة أو إشارة.
  • بيان الآيات المتشابهة، والحكمة منها: ذكر أمثلة مناسبة عليها.
  • بيان نماذج من الآيات المتشابهة: ذكر أمثلة مناسبة عليها.
  • التّقويم النّهائي للدّرس: استرجاع ما سبق ذكره.

المراجع

  1. "حكم تعليم التجويد"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-25. بتصرّف.
  2. د. محمد عبد هللا احلاوري د.محمد سرحان علي قاسم (1435)، طرق تدريس القرآن الكريم والتربية الإسلامية (الطبعة 1)، اليمن-صنعاء:دار الكتب، صفحة 89-92. بتصرّف.
  3. "تعريف الناسخ والمنسوخ"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-25. بتصرّف.
  4. "تعريف و معنى النسخ في قاموس المعجم الوسيط"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-25. بتصرّف.
  5. سورة فصلت، آية:3
  6. "المحكم والمتشابه والمبهم:"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-25. بتصرّف.
  7. سورة آل عمران، آية:7
  8. سورة البقرة، آية:70
4073 مشاهدة
للأعلى للسفل
×