محتويات
استئصال القولون
يُعرَف استئصال القولون بأنّه عملية جراحية تتم من خلالها إزالة جزء من القولون أو إزالته بالكامل، والقولون هو جزء من الجهاز الهضمي يُساعد على امتصاص المواد الغذائية من الأطعمة، بما في ذلك الفيتامينات، والمعادن، والكربوهيدرات، والدهون، والبروتينات، والمياه، ويساعد على إخراج الفضلات من الجسم، إذ يشكِّل القولون أول 1.82 متر من الأمعاء الغليظة، في حين يشكِّل الجزء الأخير -حوالي 15 سينتيمترًا- المستقي والقناة الشرجية.
وتجدر الإشارة إلى أنّه يوجد نوعان لعملية استئصال القولون؛ الجراحة المفتوحة، والجراحة بالمنظار،[١] لكن الدراسات أثبتت أنّ استئصال القولون الجزئي بالمنظار أظهر نتائج أفضل من تلك التي تظهر في استئصال القولون الجزئي المفتوح عند الأشخاص كبار السن.[٢]
ما هي أسباب استئصال القولون؟
تُجرى جراحة القولون لعلاج الأمراض أو الحالات المرضية التي تؤثر في القولون، أو للوقاية من الإصابة ببعض الاضطرابات الصحية أحيانًا، وعومًا تتضمن أسباب إجراء هذه العملية ما يأتي:[٣]
- النزيف غير المُسيطر عليه: هو النزيف الشديد الذي لا يمكن السيطرة عليه، إذ تُجرى جراحة استئصال القولون لإزالة الجزء المصاب منه.
- انسداد الأمعاء: هو من الحالات الخطرة التي قد تتطلب استئصال القولون الكلي أو الجزئي بصورة طارئة.
- سرطان القولون: يُجرى استئصال القولون لعلاج السرطان فيه اعتمادًا على المرحلة التي وصل إليها، ففي المرحلة المبكرة يُزال جزء صغير فقط من القولون أثناء الجراحة، أما في المرحلة المتأخرة تُزال أجزاء أكبر منه.
- مرض كرون: تُجرى جراحة استئصال القولون في حال عدم استجابة داء كرون للعلاج بالأدوية، إذ يُزال الجزء المصاب من القولون بهدف التخفيف من الأعراض مؤقتًا، وقد يكون استئصال القولون أيضًا خيارًا إذا تم العثور على تغيُّرات سرطانية أثناء فحص تنظير القولون.
- التهاب القولون التقرحي: يتم استئصال القولون بالكامل إذا كانت الأدوية لا تساعد على التخفيف من شدّة أعراض التهاب القولون التقرحي، وقد يكون الاستئصال أيضًا خيارًا إذا تم العثور على تغيّرات سرطانية أثناء تنظير القولون.
- التهاب الرتج: تُجرى جراحة استئصال القولون لإزالة الجزء المصاب منه في حالة تكرار التهاب الرتج أو في حال الإصابة بمضاعفات ناتجة عنه.
- الجراحة الوقائية: في حال وجود خطر كبير عند الشخص للإصابة بسرطان القولون يتم الخضوع لاستئصال القولون بالكامل لمنع الإصابة بالسرطان في المستقبل، كما هو الحال عند الأشخاص الذين يعانون من متلازمات وراثية تزيد من خطر الإصابة بهذا النوّع من السرطان، ومن هذه المتلازمات داء السَّلائل الورمي الغُدِّي العائلي أو متلازمة لينش، أو في حال اكتشاف عدة سلائل -كتل- قد تتطور إلى كتل سرطانية لاحقًا أثناء فحص القولون.
ما هي خطوات التحضير لاستئصال القولون؟
قبل عملية استئصال القولون يُجرر فحص بدني كامل، بالإضافة إلى إجراء التصوير بالأشعة السينية وتحاليل الدّم ومخطط كهربية القلب، وقد يُجرى تنظير القولون لفحص القولون والمستقيم، ومن أهم الأمور الواجب اتباعها قبل العملية الجراحية ما يأتي:[٤]
- اتباع تعليمات الطبيب، وعدم تناول الطعام والشراب قبل 12 ساعةً من إجراء العملية.
- قبل يوم إلى يومين من العملية قد تستخدم ملينات وزيوت شرجية لتنظيف الأمعاء.
- اتباع تعليمات الطبيب في ما يتعلّق بالتغذية قبل العملية، إذ قد يوصي الطبيب بشرب السوائل فقط في اليوم الذي يسبق العملية.
- التوقف عن تناول بعض الأدوية، لذا من الضروري إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي يتناولها المريض، بما في ذلك التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، والمكملات الغذائية، بالإضافة إلى الأدوية الأخرى.
ما هي إجراءات استئصال القولون؟
أثناء العملية يتم تخدير المريض تخديرًا كاملًا، ثمّ يجري تحديد ما إن كان الشخص يحتاج إلى الجراحة بالمنظار أو الجراحة المفتوحة، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:[٥]
- إجراءات جراحة المنظار: يمكن توضيح هذه الإجراءات على النحو الآتي:
- عمل 3-5 جروح صغيرة في البطن، ثم إدخال جهاز طبي يسمى منظار البطن من خلال أحد الجروح، وهذا المنظار هو أنبوب رفيع ومضاء مزوّد بكاميرا في النهاية، تتيح للجراح الرؤية داخل البطن، ثم يتم إدخال أدوات طبية أخرى من خلال الجروح الأخرى.
- عمل قطع حوالي 5-7.6 سينتمتر في بعض الحالات، فقد يحتاج الجراح إلى وضع يده داخل البطن لإزالة الأمعاء المريضة.
- ملء البطن بالغاز غير الضار لتوسيع مساحته، الأمر الذي يُسهِّل إجراء الجراحة داخله.
- فحص الأعضاء الموجودة في البطن للكشف عن وجود أي مشكلات أُخرى.
- إزالة الجزء المصاب من الأمعاء الغليظة، ويمكن أيضًا إزالة بعض العقد الليمفاوية.
- إجراءات الجراحة المفتوحة: تتضمن هذه الإجراءات الآتي:
- عمل جرح بطول 15.2-20.3 سينتمترًا في منطقة البطن السفلي.
- فحص أعضاء البطن للكشف عن وجود أي مشكلات أُخرى.
- إزالة الجزء المصاب من الأمعاء الغليظة، ويمكن أيضًا إزالة بعض العقد الليمفاوية.
- الإجراءات المشتركة في العمليتين: يمكن توضيحها على النحو الآتي:
- خياطة أطراف الأمعاء الغليظة المتبقية أو تدبيسها معًا عند وجود ما يكفي من الأمعاء الغليظة السليمة.
- عند عدم وجود ما يكفي من الأمعاء الغليظة السليمة لإعادة الاتصال يتم عمل فتحة عبر جلد البطن، وهي فتحة تتصل بالقولون المتبقي في الجدار الخارجي للبطن، فيخرج البراز من الثغرة إلى كيس تصريف خارج الجسم، وهذا يسمى فغر القولون، وقد يكون قصير الأمد أو دائمًا.
مخاطر استئصال القولون
قد تنطوي عمليات استئصال القولون على حدوث مضاعفات خطيرة تعتمد على الصحة العامة ونوع العملية، ومن أهمها ما يأتي:[١]
- النزيف.
- تجلط الأوردة العميقة، خاصّةً تجلُّط الدّم في الساقين.
- الانصمام الرئوي، وهو الجلطات الدموية التي تتشكّل في الأوعية الدموية في الرئتين.
- انسداد الأمعاء، الذي قد ينتج عن تندُّب الأنسجة في موقع العملية.
- العدوى.
- إصابة المثانة أو الأمعاء الدقيقة أو الأعضاء المجاورة الأخرى أثناء الجراحة.
- تمزُّق الغرز التي تم استخدامها لإعادة ربط أجزاء الأمعاء الغليظة.
التعافي بعد استئصال القولون
بعد إجراء هذه العملية الجراحية يبقى المريض مدّة 3-7 أيام أو أكثر داخل الستشفى اعتمادًا على الحالة، إذ تتم التغذية من خلال الوريد، وقد تستخدم السوائل الفموية بعد يوم أو يومين من الجراحة، وبعد وقت قصير تُدخَل المواد الصلبة تدريجيًّا، وقبل الخروج من المستشفى يتم التأكد من حركة الأمعاء ووظائفها وشفائها، وقد يحتاج المريض إلى اتباع نظام غذائي منخفض الألياف لعدة أسابيع بعد إجراء جراحة القولون، وفي الحقيقة يتعافى معظم الأشخاص بنسبة 80% في غضون 8 أسابيع، لكن الشفاء الكامل يستغرق 6-12 شهرًا.[٦]
المراجع
- ^ أ ب "Colectomy", colorectalsurgery, Retrieved 26-5-2020. Edited.
- ↑ "Laparoscopic vs open partial colectomy in elderly patients: Insights from the American College of Surgeons - National Surgical Quality Improvement Program database", ncbi.nlm.nih, Retrieved 26-5-2020. Edited.
- ↑ "Colectomy", mayoclinic, Retrieved 26-5-2020. Edited.
- ↑ "Colectomy", hopkinsmedicine, Retrieved 26-5-2020. Edited.
- ↑ "Large bowel resection", medlineplus. Edited.
- ↑ "Colectomy", sclhealth, Retrieved 26-5-2020. Edited.