الانفجار الديموغرافي
الانفجار السكاني أو الديموغرافي هو الزيادة الهائلة في عدد السكان بالنسبة للموارد المتوفرة، فعلى سبيل المثال إذا كانت قطعة ما من الأرض يعيش عليها عشرة أشخاص، وكانت كميات الماء والغذاء المتوفرة في هذه الأرض والتي تسمى "السعة الحاملة للأرض" تكفي مثلًا فقط لخمسة أشخاص، فإنّ هذه المنطقة تعدّ بأنّ فيها مشكلة زيادة الكثافة السكانية، وكان الباحث توماس مالتوس هو مكتشف تلك الظاهرة السكانية في القرن الثامن عشر، وفي الوقت الحاضر على سبيل المثال، هذه الظاهرة منتشرة في أفريقيا وكثير من دول آسيا والدول النامية في العالم الثالث، حيث إنّ معدل المواليد مرتفع بدرجة أكبر من القدرة الإستيعابية لإمكانات التنمية في الدولة، وكذلك سرعة النمو الاقتصادي، وفي هذا المقال معلومات عن أسباب الانفجار الديموغرافي.[١]
أسباب الانفجار الديموغرافي
في العصر الحديث ظهرت الزيادة بأعداد المواليد، والنقص بأعداد الوفيات بسبب تطور الخدمات الطبية، كما أنّ الزيادة بأعداد المهاجرين تجاه بلد معين ستؤدي لزيادة في الكثافة السكانية فيها، بسبب نقص نسبة الموارد لعدد السكان، حيث تُتخد الآن العديد من الإجراءات لمحاولة الحدّ من هذه الظاهرة، وتقليل خطورة الإنفجار الديموغرافي، ففي المستوى الدولي وبداية من سنة 1974، وفي كلّ عقد من السنوات، تقيم الأمم المتحدة المؤتمر العالمي للكثافة السكانية في العالم، حيث تناقش فيه بعض أسباب المشكلة ونتائجها وحلولها، أما على المستوى المحلي والإقليمي، فقد سنّت بعض الدول قوانين تحديد النسل، أو فرضت بعض الضرائب في محاولة لتقليل الزيادة في أعداد السكان،[٢] حيث تعود أهم أسباب الانفجار الديموغرافي إلى ما يأتي:
- الزواج المبكر، ما يؤدي لزيادة الخصوبة وعدد المواليد.[٢]
- كثرة الولادات وقلة الوفيات، بسبب تحسن المستوى الاقتصادي والصحي.[٢]
- عدم تنظيم الحمل وارتفاع عدد الولادات.[٢]
- الاستقرار والأمان السياسي والعسكري.[٢]
- القضاء على الأمراض القاتلة والمعدية وارتفاع الوعي الصحي.[٣]
- بعض المعتقدات الدينية التي تقدّس الزواج وتحث على الإنجاب وتربية الأطفال، وتحرّم الإجهاض.[٣]
- أسباب اقتصادية أخرى تدعو لكثرة الأيدي العاملة لزيادة الإنتاج، بالإضافة لتحسن الوضع المعيشي.[٣]
نتائج الانفجار الديموغرافي
يسبب الإنفجار السكّاني في إفريقيا على سبيل المثال بجعلها عُرضة لضعف الاقتصاد واتساع رقعة مناطق المجاعات، ووفقًا للمنظمة العالمية للزراعة، فإنّ الانتاج في الاقتصاد الزراعي تقلّص بنسبة 10% بين عامي 1970م و 1980م، كما ارتفع عدد الفقراء من 27 مليون في 1970م إلى 127 مليون في سنة 2000م، حيث يقل دخل الفرد في بعض الدول عن 500 دولار سنويًا، وانتشرت ظاهرة النزوح الريفي في عمر الشباب بشكل متزايد، بالإضافة إلى زيادة الهجرة إلى دول أوروبا بحثًا عن لقمة العيش، وهذه النتائج لا تشمل الدول التي فيها زيادة في عدد السكان ولكنها غنية بالموارد، إذ إنّ هذه الزيادة ضرورية لاستغلال الموارد، ومن نتائج الانفجار الديموغرافي أيضًا: [٢]
- عجز في تأمين الموارد الغذائية الكافية والخدمات الصحية.
- عجز في عدد فرص العمل، وارتفاع نسبة البطالة.
- عجز في الدخل الفردي السنوي، والميزانية الحكومية.
- عجز في تقديم الخدمات العامة، مثل وسائل المواصلات، والصرف الصحي، والتعليم الحكومي وغيرها.
- ارتفاع عبء الإعانة للأسر والمجتمعات الفقيرة.
- زيادة الضغط على استغلال الأراضي الزراعية.
- الهجرة الداخلية من الأرياف وتضخّم المدن وانتشار الأحياء العشوائية.