أسباب الحروب الصليبية

كتابة:
أسباب الحروب الصليبية

الأسباب الدينيّة للحروب الصليبيّة

ارتبطت الحروب الصليبيّة بدوافع دينيّة قويّة؛ فقد كانت الفتوحات الإسلاميّة تثير الحقد في قلوب النصارى، وكانوا يتطلَّعون لاستعادة ما فتحه المسلمون من أراضيهم، والأخذ بثأرهم، ومن أبرز الدوافع الدينيّة للحروب الصليبيّة:[١]

  • خُطبة البابا أوربان الثاني: حيث ألقى البابا أوربان الثاني خُطبته في جنوب فرنسا سنة 1095م، ودعا فيها الحشود المُجتمعة من الكهنة، والفرسان، وعامّة الناس إلى إطلاق حملة صليبيّة نحو البلاد الإسلاميّة؛ لنجدة المسيحيّين هناك، وتخليصِ بيت المقدس من سيطرة المسلمين عليه، والتقليل من معاناةِ المسيحيّين الذينَ يقصدونَ فلسطينَ؛ لأداءِ الحجّ.[٢]
  • تهديد القسطنطينيّة: كان النصارى يعتبرونَ القسطنطينيّة خطّ دفاع لهم ضِدّ امتداد الفتوحات الإسلاميّة، فعندما هدّدَ السلاجقة باحتلال المدينة، استنجدَ الإمبراطور بالبابا، والشعوب النصرانيّة؛ لحمايتها.
  • التوتُّر بينَ النصارى والمسلمين: حيث تعرّضَ أهل الذمّة في الدُّول الإسلاميّة لبعض المُضايقات من المسلمين، والتي كانَ يُقضى عليها بفضل الخلفاء العبّاسيين كالخليفة المُتوكّل على الله، إلّا أنّ النصارى كانوا يبالغونَ في اتِّهامِ المسلمينَ بمُضايقتهم، والاعتداء على مُقدَّساتهم، والتي تسبَّبت بدورها في إثارة مشاعرِ المسيحيّين؛ لنجدة النصارى في بلاد المسلمين.


الأسباب الاقتصاديّة للحروب الصليبيّة

كانت أوروبّا تعاني من الفقر، والمجاعات، وخاصّةً في مناطق أوروبّا الغربيّة؛ وذلك بسبب نَقص الإنتاج المَحلّي المُعتمِد على الزراعة، وزيادة الطلب على المحاصيل؛ بسبب الزيادة السكّانية الكبيرة، وخضوع الأراضي الزراعيّة للنظام الإقطاعيّ الظالم، والذي بدوره يحرم الفلّاحين من التمتُّع بحقوق الملكيّة، وقد كانَت المجاعات تستمرُّ سنوات عديدة، وتؤدّي إلى انتشار الموت، والأمراض بينَ الناس، فأصابت الفقراء، والفلّاحين معاناة، ويأس من الحياة التي يعيشونها، ومع اندلاع الحروب الصليبيّة، تشجّعَت هذه الفئة من الشعب للانضمام إلى الحملات الصليبيّة؛ بُغيةَ الهروب من حياة الفقر، وعلى أمل إيجاد مكان يُوفّر لهم الطعام، والشراب، والتخلُّص من حياة العبوديّة.[٢]


الأسباب السياسيّة للحروب الصليبيّة

تُعَدُّ الحروب الصليبيّة حدثاً تاريخيّاً مُهمّاً ارتبطَ بعدّة أسباب، ودوافع، وكانَ الجانب السياسيّ أحد الأسباب المُؤدِّية إلى اندلاعها، وهو يتمثّل بما يلي:[٣]

  • نُموّ الفكر العسكريّ: حيث كانت أوروبّا خاضعة للنظام الإقطاعيّ في أوروبّا، وقد وَلَّدَ هذا النظام فِكراً عسكريّاً لدى الرجل الأرستقراطيّ، وجعلَ منه فارساً، ومُحارباً مُدرَّباً لخوضِ المعارك.
  • الرغبة في التوسُّع: مع ازدياد عدد السكّان، وارتفاع مُعدَّل النموّ السكّاني في أوروبّا، ظهرت فكرة التوسُّع، والنموّ خارج أوروبّا.


المراجع

  1. محمد العروسي المطوي (1982)، الحروب الصليبية في المشرق والمغرب، تونس : دار الغرب الإسلامي، صفحة 29-33. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أ.د محمد سهيل طقوش (2011)، تاريخ الحروب الصليبية: حروب الفرنجة في المشرق (الطبعة الأولى)، لبنان: دار النفائس، صفحة 13،38،40. بتصرّف.
  3. قاسم عبده قاسم (1999)، الخلفية الأيديولوجية للحروب الصليبية، مصر: عين للدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية، صفحة 74،83،84. بتصرّف.
5614 مشاهدة
للأعلى للسفل
×