أسباب الدوخة وطرق علاجها

كتابة:
أسباب الدوخة وطرق علاجها

من المهم معرفة أسباب الدوخة ومصدرها من أجل تحديد العلاج الأنسب لها.

الجدير بالذكر أن الدوخة (Dizziness) ليست مرضًا، وإنما تعد عرضًا لمرض يستوجب فحص مصدره، وهنا سنذكر أهم أسباب الدوخة وكيفية علاجها.

أسباب الدوخة

تعود أسباب الدوخة لخلل في منظومة التوازن في الجسم، ضمن هذه المنظومة، يتواجد الدماغ، الذي يستقبل المعلومات اللازمة لتوازن الجسم من عدة مصادر، أهمّها:

  • أعضاء منظومة التوازن الموجودة في الأذن الباطنة، والتي توصل المعلومات عن مكان وجود الرأس في الحيّز وتحرُّكاته.
  • والعينان اللتان تريان وضع الرأس في الحيّز، وخط الأفق.
  • ومجموعة المستقبلات الموجودة على طول العمود الفقري، والتي تنقل الأحاسيس من الأطراف.

يمكن لأي ضرر قد يلحق بأحد هذه الأجهزة أن يؤدي إلى الشعور بالدوار وعدم التوازن، علمًا أن 40-60 % من الحالات تعود إلى منظومة التوازن في الأذن، يمكن لمسببات أخرى أن تسبب الدوار مثل:

  • الجلطة الدماغية، والشقيقة (Migrane)، وتصلُّب الأنسجة العصبيّة وغيرها.
  • كما يمكن للمصدر أن يكون طبيًا مثل اضطراب مستوى السكر في الدم، أو اضطراب نظم القلب، إلى جانب الأسباب النفسية والاجتماعية للإصابة بالدوخة.

أنواع الدوخة والدوار

يمكننا تقسيم أنواع الدوار الذي يعود مصدره إلى عضو التوازن في الأذن الباطنة إلى عدة أقسام، أهمها:

1- الدوار الناتج عن ضرر أساسي في عضو التوازن

والذي يخلّ بدوره، بالتزامن بينه وبين عضو التوازن في الأذن الأخرى، مثال على ذلك، مرض شائع يدعى فيرتيجو (Vertigo أو باللغة الطبية vestibular neuritis).

ينتج هذا المرض عن عدوى فيروسية تصيب عضو أو عصب التوازن، ويؤدي إلى حالة دوار قد تستمر عدة أيام، من بعدها يبدأ الشعور بالتحسن حتى يتبقى في النهاية شعور بعدم التوازن أو بدوار بسيط.

يعتبر هذا المرض شائعًا لدى الصغار والكبار على حدٍ سواء، ففي بعض الأحيان لا يختفي المرض بشكل تام، وفي مرات أخرى يختفي ثم يعاود الظهور مجدّدًا.

2- الدوار الناتج عن إطلاق جسيمات صغيرة في منظومة التوازن

تؤدي هذه الجسيمات إلى دوار شديد، غالبًا عند تغيير الوضعية، مثلاً دوار الوضعية الانتيابي الحميد (BPPV).

3- الدوار الناتج عن أمراض أخرى

كداء منيير (Ménière) الدوار سمعيّ المنشأ، والذي يمتاز بنوبات دوار دائرية تستغرق ما بين نصف ساعة وعدة ساعات، ويُرافقها تراجع حاسة السمع في الأذن المصابة، وضجيج، وأحيانًا شعور بالضيق.

تشخيص الإصابة بالدوخة

إن تشخيص أسباب الدوخة ليس أمرًا سهلاً، ويتطلّب معرفة منظومة التوازن وتنوُّع الشكاوى والتشخيصات المختلفة فيها، ففي بداية عملية التشخيص، يستوضح الطبيب من خلال المريض كل ما يتعلق بالشكوى الأساسية بالتفصيل، مثل:

  1. سمات الدوخة.
  2. المدة الزمنية التي تستغرقها.
  3. متى تتفاقم.
  4. ما الذي يخفف من وقعها.
  5. مدى تكرارها.
  6. كيفية ابتدائها وسلوكها.

يشكّل هذا الاستجواب والاستيضاح جزءًا كبيرًا وحاسمًا في عملية التشخيص.

بالإضافة لذلك، يتم إجراء فحص جسدي للجهاز العصبي، أحيانًا تقتضي الحاجة استخدام فحوص مُساعدة مثل تخطيط كهربية الرأرأة (ENG - electronistagmografía)، وفحوص لمنظومة التوازن، وفحص سمع، وفحص دم والتصوير.

مع ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن هذه الفحوص الموضوعية تفحص جزءًا من منظومة التوازن فقط، بينما تتم غالبية مراحل التشخيص خلال المقابلة الأولى بين المريض والطبيب.

في بعض الأحيان، تكون نتائج هذه الفحوص طبيعية وسليمة، ولكن وفقًا للتشخيص المُكتَسَب من خلال السجلّ الطبي والفحص الجسدي للمريض، يمكن البدء بعملية العلاج.

علاج الدوخة والدوار بأشكاله المختلفة

يختلف علاج الدوار بين مجموعات الأمراض المختلفة وفقاً لما يلي:

  • لعلاج الدوار الناتج عن انطلاق الجسيمات في عضو التوازن، يمكن ممارسة نشاط علاجي حركي بسيط، تفوق نسبة نجاح هذا الإجراء الـ 85%، وذلك بعد جلسة علاج وحيدة تستغرق 10 دقائق.
  • لعلاج الدوار الناتج عن الاختلال في التزامن بين أعضاء التوازن في الأذن الباطنة، بالإمكان ممارسة نوع آخر من العلاج الطبيعي، يهدف إلى حثّ الدماغ على التعلُّم والتصحيح، عندها يقوم الدماغ بعملية تصحيح ذاتية.

مع ذلك، في بعض الأحيان لا يتم إصلاح الوضع بالشكل المطلوب، ويعود ذلك إلى أسباب عديدة منها: التعب، والقلق والجهد، ففي مثل هذه الحالات، تقتضي الحاجة اللجوء إلى العلاج النفسي،

في بعض الحالات يقوم المعالجون بالدمج بين العلاج الحركي، والتغذية، والأدوية ووسائل أخرى.

الخلاصة

إن أسباب الدوخة لا تكون واضحة دائمًا بالنسبة للمريض الذي يعاني منه، ولا حتى للطبيب المعالج أحيانًا، فعدم توفُّر وسائل تشخيصية موضوعية يزيد من صعوبة عملية تحديد مصدر المعاناة، ويزيد من أهمية التشخيص الأوّلي الذي يقوم به الطبيب.

من الممكن أن يؤدي عدم التوصل إلى تشخيص صحيح، وبالتالي استمرار حدوث الدوار إلى حالات من القلق وإلى تفاقم العامل النفسي، والاجتماعي للمشكلة.

قد يكون التوجه لطلب الاستشارة الطبية من الأطباء المختصين بمشاكل الدوار أمرا ناجعًا في تشخيص الحالة بشكل صحيح ودقيق والقدرة على معالجتها.

5225 مشاهدة
للأعلى للسفل
×