محتويات
لماذا نشعر بالوحدة؟
يمكن تعريف الوحدة حسب علم النفس على أنها حالة من الضيق والانزعاج النابع من إدراك الفرد بحجم الفجوة الكبير بين رغبته في التواصل الاجتماعي وبين ما يقوم به فعليًا، ولهذا فإن الفرق بين الوحدة والعزلة كبير؛ لأن الأشخاص المحاطين بالكثير من الناس وحتى المتزوجين يمكن أن يعانون من الشعور بكم هائل من الوحدة، وهذا ما يمكن أن تسميته الشعور بالوحدة العاطفية.[١]
والوحدة عاطفة إنسانية شديدة التعقيد وفريدة من نوعها؛ إذ لا يوجد سبب واحد لها عند كل الأشخاص، فالطفل الذي يعاني من عدم القدرة على تكوين صداقات يشعر بالوحدة ويكون له احتياجات تختلف عن الشخص الكبير الذي توفيت زوجته مؤخرًا، لذا يمكننا الوقوف على أهم أسباب الوحدة المختلفة[٢]، وهي:
الانتقال إلى مكان جديد
الشعور بالوحدة لا يعني أن تكون وحيد وغير محاط بالناس، حيث يمكن للشخص أن يشعر بالوحدة إذا انتقل لمكان جديد رغم إحاطته فيه بالكثير من الأشخاص، مثل الطالب الجامعي الجديد الذي يشعر بالوحدة رغم وجوده وسط أقرانه وزملاء السكن، أو الجندي الذي يمكن أن يشعر بالوحدة حينما يذهب في مهمة لدولة أجنبية، على الرغم من أنه يكون محاط بالجنود الآخرين.[٢]
كما أن تغيير الطفل لمدرسته أو الرجل لعمله والانتقال إلى مدينة جديدة يمكن أن يكون سبب كبير يدفعهم للشعور بالوحدة، لذا عندما يتكيف الشخص مع الوضع الجديد يمكن أن تختفي مشاعر الوحدة، إلا أنها يمكن أن تستمر في بعض الأحيان، لاسيما إذا كان الشخص يواجه صعوبة التواصل مع من حوله.[٣]
فقد شخص عزيز
يمكن أن تؤدي حالة الوفاة لشخص عزيز في شعور من حوله بالوحدة[٢]، كما أن الانفصال عن حبيب أو الطلاق من زوج يمكن أن يؤدي لشعور مؤلم بالوحدة[٤]، علاوة على ذلك فإن البعد عن الأصدقاء كخصامهم أو العودة للمنزل فترة الإجازة من المدارس والبعد عنهم يمكن أن يجعل الشباب يشعرون بالوحدة.[٥]
طفولة مهملة
يمكن للأطفال الذين عانوا أثناء طفولتهم من الإهمال والتنمر والمعاملة السيئة، أن يعانوا لاحقا من قلق اجتماعي وخوف من التعرض للسخرية والإذلال، الأمر الذي يجعل الأشخاص يعانون من شعور كبير بالوحدة والعزلة.[٦]
وفي ظل تطور الدراسات في علم النفس فإن التعرض لصدمة في الماضي لاسيما في مرحلة المراهقة أو الطفولة يزيد من احتمالية الشعور بالوحدة العاطفية، لأن صدمة الطفولة تؤثر على الطفل خلال أكثر فترات نموه وتطوره ضعفًا، وهي لا تؤثر على شعور الفرد بالأمان فقط، بل تؤثر نظرة الشخص للعلاقات ومدى تصديقه للآخرين، ومقدار حبه لذاته وشعوره بالاستحقاق، بالتالي عند التعرض لصدمات متكررة يكون من الصعب تصديق الناس والاقتراب منهم فيما بعد.[٧]
وجود اضطراب نفسي
يمكن للاضطرابات النفسية أن تصيب الفرد بما يسمى بالوحدة الداخلية، والأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الوحدة يعانون من مشاكل نفسية مثل تدني أو قلة احترام الذات والشعور بعدم القيمة، الضيق والاكتئاب، الشعور بالذنب، عجز في القدرة على التكيف مع المواقف وغيرها.[٨]
كما أن الاضطرابات العقلية قد تؤدي لزيادة الشعور بالوحدة، بسبب عجز الشخص عن شرح ما يشعر به للآخرين، ولأن النشاطات الاجتماعية تتطلب كم كبير من الطاقة الجسدية والعاطفية على حد السواء، والتي يعجز الشخص عن توفيرها فينغلق على نفسه ويشعر بالوحدة.[٣]
وجود إعاقة جسدية ما
كل شخص يكون لديه رغبة فطرية في تحقيق توازن بين جانبين: الحاجة إلى تكوين علاقات بالآخرين والتي تنمي الشعور بالإنسانية، والحاجة إلى بعض العزلة لتطوير الذات، وإذا فشل شخص ما في تحقيق هذا التوازن فإنه يفقد معنى حياته، وهذا يقوده للشعور بالوحدة والفراغ، وهذا النوع من الوحدة يطلق عليه الوحدة التنموية، والتي يكون أحد أهم أسبابها معاناة الفرد من إعاقة جسدية أو قصور في الشخصية أو الفقر وغيرهم.[٨]
من جانب آخر فإن الأمراض والمشاكل الصحية تزيد من الشعور بالوحدة، لأنها تسبب الكثير من المخاوف في عقل الشخص، فتجعله يشعر بالانعزال والوحدة والعجز.[٣]
الانعزال الجنسي
يمكن أن يكون خوف الشخص من الجنس الآخر وتوتره من العلاقة الحميمة سبب من أسباب الشعور بالوحدة، لأنه يمنعه من السماح للآخرين بالاقتراب منه، ولا يستطيع الدخول في علاقات عاطفية حقيقية.[٩]
قام مجموعة من الباحثين من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بدراسة نشرت في عام 2020 في مجلة The Lancet Psychiatry، قالوا فيها أن الشعور بالوحدة يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب لاسيما بين كبار السن، وخلصت نتائج الدراسة إلى أن سبب الوحدة لن يختفي بمجرد التواجد مع أشخاص آخرين، ولكنه سيختفي مع الرفقة الهادفة، وقالوا إن الشعور بالوحدة قد يكون سببه الشعور بالإهمال أو العزلة والافتقار إلى الرفقة الحقيقية.[١٠]
للوحدة أسباب كثيرة، قد تبدو شعورًا من المشاعر الإنسانية المكررة التي قد يتعرض لها أي شخص، إلا أن تفاقم الأمر قد يؤدي لأضرار غير متوقعة، لمزيد من المعلومات حول أضرار هذا الشعور يمكنك قراءة المقال الآتي: أضرار الوحدة النفسية.
10 أعراض تعني أنك تشعر بالوحدة
الشعور بالوحدة هو إحساس بالفراغ أو أن هناك أشياء مهمة تكون ناقصة وغير موجودة عند قضاء الوقت وحيدًا، ويمكن أن تشمل أعراض الوحدة المزمنة ما يأتي:[٣]
- قلة الطاقة وانعدام الرغبة في القيام بشيء.
- التشتت وعدم القدرة على التركيز.
- الأرق أو القلق أثناء النوم وغيرها من الاضطرابات الأخرى للنوم.
- فقدان الشهية.
- الشعور باليأس.
- تدني احترام الذات وانعدام القيمة.
- آلام الجسم المستمرة.
- رغبة مفرطة في التسوق.
- الميل إلى تعاطي المخدرات.
- الإفراط في مشاهدة الأفلام.
وعلى هذا فإن الشعور بالوحدة يمكن أن يستهلك طاقة الفرد ويجعله يشعر أن هذا الإحساس سيستمر إلى الأبد، لكن الوحدة يمكن أن تنتهي إذا حاول الشخص التخلص منها بجد، وقام بفعل بعض الأشياء الجديدة كالتعرف على أناس جدد والتواصل مع الآخرين[١١].
كلنا دون استثناء نمر أحيانًا بلحظات نشعر فيها بالوحدة والفراغ وكأن العالم من حولنا لا يوجد به سوانا، وإذا استسلمنا لهذا الشعور فلن نستطيع التخلص منه أبدًا، لذا لا بد من سعي الفرد في التخلص من هذا الشعور، يمكن التعرف على طرق التخلص من هذا الشعور من خلال المقال الآتي:طرق التخلص من الوحدة.
المراجع
- ↑ "Loneliness", psychology today, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "The Health Consequences of Loneliness", verywellmind, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Is Chronic Loneliness Real?", healthline, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ↑ "WHAT ARE SOME CAUSES OF LONELINESS?", webofloneliness, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ↑ "What causes loneliness in young people?", healthily, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ↑ "Unexpected Causes Of Loneliness + What To Do About Them", mindbodygreen, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ↑ "7 Reasons You Might Feel Lonely Even Though You’re Not Alone", mind clear, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Loneliness: A disease?", ncbi, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ↑ "7 Surprising Reasons Why You’re Still Feeling Lonely", harleytherapy, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ↑ "Loneliness a leading cause of depression in older adults", UCL, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ↑ "FEELING LONELY? WE’VE GOT 7 THINGS YOU CAN DO TO HELP DEAL WITH IT", ditchthelabel, Retrieved 24/1/2021. Edited.