أسباب الصداع المتكرر

كتابة:
أسباب الصداع المتكرر

تعريف الصداع المتكرر

يعد الإصابة بالصداع أمرًا متعارفًا عليه، فلا بد من إصابة الشخص به ولو لمرةٍ واحدة في حياته على أقل تقدير، وقد يلجأ البعض لاستخدام المسكنّات الدوائية أو المنبّهات الغذائية كالقهوة، وفي حال كانت أعراض الصداع طفيفة، لكن حين تمتد الإصابة به لمدة 15 يومًا أو أكثر في الشهر الواحد، ولفترة تزيد عن 3 شهور، فإنه يصنّف في هذه الحالة صداعًا متكرر الحدوث، ويصاب الأطفال والكبار بهذا النوع من الصداع، ويحتاج إلى إجراءات طبيّة إلزامية، ومراقبة دورية على المدى الطويل، وذلك بسبب ارتباط أسبابه بظروف صحية قد تكون خطيرة، وتبعًا لذلك يجب معرفة أسباب الصداع المتكرر وأنواعه وكيفية التعامل معه، وهذا ما يتحدث عنه المقال.[١]

أنواع الصداع المتكرر

قبل الحديث عن أسباب الصداع المتكرر، يتوجب التطرق أولًا إلى أنواعه، بحيث إن الأنواع تصنف وفقًا للأعراض التي يتم تشخيصها، وتدل الطبيب المختص على المسبب الرئيس، وهذه الأنواع هي:

  • صداع التوتر: وتكون حدة الألم في هذه الحالة معتدلة إلى متوسطة، كما أن الإصابة به، تُشبَه بوضع رباط ضيّق حول الرأس، مما يُحدث ضغطًا مؤلمًا عليه.[١]
  • الصداع النصفي: ويوصف عادة بوجود نبضات في الرأس تزداد عندها شدّة الألم، وقد يحدث في جهة واحدة من الرأس أو في كلتا الجهتين، وتعد النساء معرضات للإصابة به أكثر بثلاث مرّات من الرجال، ويترافق بالغثيان والتقيأ وازدياد الحساسية للضوء، ويمتد من أربعٍ إلى اثنتين وأربعين ساعة في حال عدم استخدام الأدوية المعالجة.[٢]
  • الصداع العنقودي: ويعاني المصاب به من ألم شديد في جهة واحدة من الرأس، يخفت ألمه ومن ثمّ يعود، ويمتد لعدة أسابيع أو حتّى عدة شهور، وتحدثُ أعراضه في جهة الألم ذاتها، كمثل: احتقان الأنف، السيلان الأنفي وإدماع العين.[٢]
  • الشقيقة المستمرة: وتحدث في جهة واحدة من الرأس، ويكون الألم فيها مستمرًا دون انقطاع، إلا أن هذا النوع يستجيب لمركبات الإندوميثاسين، والتي تعد مسكنةً للآلام ومتوفرةً في الصيدليات، ويترافق أعراضه مع جهة الرأس المصابة بالألم ومنها: سيلان الدمعِ، احمرار العين، تضيق البؤبؤ، تدلي الأجفان، الاحتقان الأنفي، والشعور بالأرق.[٣]

أسباب الصداع المتكرر

لم يتوصل العلم بعد لفهم مفصّل عن أسباب الصداع المتكرر، بحيث إن الأسباب تعزى إلى الأوعية الدموية الموجودة في العنق والرأس، بالإضافة إلى الأعصاب المتمركزة في الدماغ والأنسجةِ المحيطة به، ويطرح البحث الطبي المكثف قائمة من المسببات وهي:[٤]

  • حدوث الشد في عضلات العنق، مما يحدث ضغطًا وتوترًا على مناطق الرأس، ويسبب الشعور بالألم.[١]
  • تحفيز العصب ثلاثي التوائم، وهو عصب موجود في الوجه، ويسبب تحفيزه ألمًا خلف العينين واحمرارًا فيهما، بالإضافة لانسداد الأنف.[١]
  • التغيرات الهرمونية، كمثل تغير نسب هرموني السيروتونين والإستروجين داخل الجسم، فعندما تصبح نسب هذه الهرمونات غير منتظمة، قد يدفع ذلك لحدوث صداع متكرر.[١]
  • الوراثة.[١]
  • الالتهابات أو المشاكل الحاصلة في الأوعية الدموية حول الدماغ، كمثل السكتات الدماغية، وتعد أحد أسباب الصداع المتكرر التي تستدعي التدخل الطبي الفوري.[٣]
  • التعرض لعدوى تسبب التهابًا في منطقة الرأس، كمثل التهاب السحايا.[٣]
  • الإصابة السابقة أو الحالية بالأورام الدماغية.[٣]
  • إصابة الدماغ الرضّية.[٣]

الوقاية من حدوث الصداع المتكرر

إن تجنب أسباب الصداع المتكرر قد لا يكون إجراءً كافيًا لمنع حدوثه، بل يجب على ذلك أن يترافق مع تغيير نمط الحياة اليومي، بالإضافة إلى اتباع مجموعة من الإرشادات الوقائية ومنها:[٣]

  • تَجنُّب محفزات الصداع، يوصي الأطباء بالاحتفاظ بمذكرة لكتابة الملاحظات المتعلقةِ بمحفزات حدوث الأعراض، تحتوي على التفاصيل الدقيقة لذلك، بما فيها الوقت والفعل الذي كان يمارس عند بدء حدوث الألم، بالإضافة للمدة الزمنية لبقائه وعدد مرات حدوثه.
  • أخذ قسط كاف من النوم، ويقدر معدل النوم الصحي للبالغين بسبع إلى ثماني ساعات يومية، وينصح بالنوم والاستيقاظ في ذات الموعد يوميًا، واستشارة الطبيب في حال حدوث اضطرابات جسديّة تؤثر على صحة النوم، كالشخير مثلًا.
  • تناول الوجبات اليومية كاملة، أي عدم التغافل عن وجبة رئيسية، كما ينصح بتنظيم مواعيد الطعام اليومية، وتجنب المشروبات المحتوية على الكافيين، لكونه محفزًا للصداع، ويوصى طبيًا بفقدان الوزن في حال كان الشخص يعاني من السمنة.
  • القيام بالتمارين الرياضية، إذ إن التمارين تساعد في تقليل الإجهاد الحاصل على الدماغ وتنشيطه، وتحفيز الدورةِ الدموية مما يحسن وظائف الجسم عامة، ويوصى بالبدء بالتحمية والتدرج في زيادة التمارين وفتراتها، وذلك لتجنب الإرهاق المفاجئ للجسد.
  • التقليل من الضعط والتوتر، واللذان يعدان من أكثر أسباب الصداع المتكرر شيوعًا، كما ينصح باللجوء إلى تنظيم مجريات اليوم وتبسيط نمط الحياة اليومي والتفكير بإيجابية، كما إن القيام بممارسة اليوغا والتأمل يحدث أثرًا كبيرًا في التقليل من القلق والتوتر.
  • التقليل من تناول الكافيين، بحيث إن الكافيين يصنّف كمحفز للصداع المتكرر، برغم أن بعض الأدوية المستخدمة لعلاجه قد تحتوي عليه، لكن بنسب مضبوطة ومناسبة للاستخدام الأمن والفعّال.
  • تجنب الاستخدام المفرط للأدوية، فقد بينت الدراسات أن حدة الألم وشدته تزدادن في حال أخذ الأدوية المسكنة لأكثر من مرتين أسبوعيًا، لإن ذلك يقلل من استجابة الجسم لها أو يسبب التسمم بها، ولذلك ينصح بمراجعة الطبيب لأخذ التوصيات اللازمة حول الاستخدام أو استبدال نوع الدواء.

الأحوال التي يتطلب فيها تكرار حدوث الصداع مراجعة الطبيب

قد لا تجدي الإجراءات الأولية المتبعة في تقليل حدّة الألم أو التخلص منه، لذا توجد حالات تستوجب استشارة الطبيب؛ لتحديد أسباب الصداع المتكرر واتخاذ الإجراءات الصحيحة، ومن هذه الحالات:[١]

  • حين يتكرر حدوثه ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع الواحد.
  • عند اللجوء إلى استخدام الأدوية المسكنة في معظم الأيام.
  • إذا احتاجت جرعة الدواء إلى تعديل أو أنّ الدواء المستخدم لم يعد يعطي المفعول المسكن للصداع.
  • عند ملاحظةِ تغير في الأعراض أو شدة الألم أو منطقته.
  • عندما يصبح الألم معيقًا للقيام بالأعمال اليومية.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ " Having Constant Headaches? What You Need to Know", www.healthline.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Headaches: Treatment depends on your diagnosis and symptoms", www.mayoclinic.org, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Chronic daily headaches", www.mayoclinic.org, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  4. "Headache: When to worry, what to do", www.health.harvard.edu, Retrieved 15-11-2019. Edited.
5235 مشاهدة
للأعلى للسفل
×