محتويات
ما سبب حدوث المزاجية عن النساء؟
تتعرّض معظم النساء في مرحلة ما من حياتهن لتقلبات مزاجيّة، لكن قد تستمر هذه التقلبات لدى البعض لفترة أطول، ممّا يستدعي إدراك أسبابها للحد من تأثيراتها السلبية، فالاضطرابات المزاجيّة تعود للعديد من الأسباب، ومن أبرزها ما يأتي:[١]
التغيرات الهرمونية
يُمكن للتغيرات الهرمونية أنْ تؤثر سلبًا على الحالة المزاجيّة، لذلك من الطبيعي أنْ تعاني المرأة التي تمر بتغيرات هرمونية من العديد من التقلبات المزاجية، إذ إنّ هرمونات المرأة متغيّرة من حين لآخر، بسبب مرورها بعدد من المراحل الهرمونيّة، كالحمل، ومرحلة الطمث، وغيرها.[١]
التعرض للضغط والتوتر
يؤدي التعرض للضغط والتوتر في بعض الأحيان إلى حدوث تقلبات مزاجية لدى السيدات، مثل: المشاحنات، والمشاكل الأسرية، وضغط العمل، وهذا من شأنه أنْ يُدخل المرأة في تغيرات مزاجية مختلفة، ويجعلها أكثر حساسية تجاه المواقف اليومية.[١]
وجود مشكلة نفسية
يؤدي وجود بعض المشاكل النفسيّة إلى الإصابة بالتقلبات المزاجيّة، ومن أبرز هذه المشاكل ما يأتي:[١]
الاكتئاب
يأتي مرض الاكتئاب نتيجة حدوث خلل في التوازن الكيميائي في الدماغ، ولا يُمكن التوصل لتشخيص الاكتئاب، بمجرّد مرور المرأة بحالة حزن عابرة، أو بيوم غير جيّد، فالاكتئاب مرض يشخّص عند استمرار معاناة الفرد لأكثر من أسبوعين على الأقل من عدّة مشاعر سلبيّة.[١]
ومن الأعراض التي تُرافق الإصابة بالاكتئاب: الحزن، والقلق، والحساسية، ونوبات البكاء المتكررة، والآلام غير المبررة، واليأس، وعدم القدرة على التركيز، وأفكار متكررة عن الموت.[١]
اضطراب ثنائي القطب
اضطراب ثنائي القطب هو مرض ينتج من حدوث خلل في الدماغ، ويترتّب عليه تقلبات مزاجية غير عادية، تتناوب ما بين التغيرات المزاجيّة الشديدة التي تصل إلى درجة الهوس، والتغيرات المزاجية الأقل حدّة، وقد تستمر هذه التقلبات لساعات، أو أيام، أو أسابيع، أو حتى أشهر.[١]
إلى جانب التقلبات التي تحدث على الحالة المزاجية، ويؤثر اضطراب القطب الثنائي على مستويات النشاط، والقدرة على أداء المهام الروتينية اليوميّة، لا سيما عند دخول الشخص في حالة مزاجية سيئة.[١]
اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADHD
يؤثر اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط على نمو الدماغ ونشاطه، ممّا ينعكس سلبًا على القدرة على التركيز عند القيام بالمهام، وتدني الانتباه، والقدرة على ضبط النفس، والقدرة على الجلوس دون حراك.[١]
وتشمل علامات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؛ فرط النشاط، والاندفاع، ويُعاني المصاب بهذا المرض من تقلبات مزاجيّة شديدة، وردود فعل عاطفيّة مُبالغ فيها، كما أنه يكون شديد التحمّس لأي موقف أو حدث عادي.[١]
اضطراب الشخصية الحدية
اضطراب الشخصية الحدية هو مرض نفسي، يتميّز بحدوث تقلبات مستمرة على الحالة المزاجية والسلوكية والفكرية للمريض، فالشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية سيُعاني من نوبات شديدة من القلق، والغضب، والاكتئاب، التي قد تتواصل من عدّة ساعات إلى عدّة أيام.[١]
يُعاني الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية أيضًا من تدني احترام الذات، والشعور بالفشل، والتفكير السلبي في الأشياء، كما يُمكن لهذا الشخص تغيير رأيه بسرعة عن الأشخاص، فصديق اليوم يُمكن ببساطة أنْ يتحوّل لعدو في اليوم التالي.[١]
وصول مرحلة البلوغ
يُمكن أنْ يُرافق وصول الفتيات المراهقات إلى مرحلة البلوغ تقلبات مزاجية غير عادية، نتيجة حدوث تغيرات كبيرة في مستويات الهرمونات، وفي هذه المرحلة، تتنقّل الفتاة المراهقة بين التحولات العاطفية المفاجئة وغير المبرّرة.[٢]
وتبدأ مرحلة البلوغ عند الفتيات عادةً بين سن 13-8 سنوات، ويبدأ الجسم في هذه المرحلة بالنضوج والتطور، ونتيجةً لذلك تمر المراهقة بالعديد من التغيرات العاطفية والجسدية، والتي قد تشعر في خلالها بالتوتر والإرهاق، لذلك من الطبيعي حدوث خلل في حالتها المزاجيّة.[٣]
المتلازمة السابقة للحيض PMS
تُعاني أكثر من 90% من الإناث من متلازمة ما قبل الحيض PMS، وهي حالة تُرافق موعد اقتراب الدورة الشهرية، ويعود سببها إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه الفترة، وتُعد التقلبات المزاجيّة أحد أعراضها الواضحة، ومن أعراضها الأخرى ما يأتي:[٢]
- الانتفاخ.
- الصداع.
- زيادة الشهية.
- تورّم أو تحسّس الثديين.
- إسهال أو إمساك.
- اضطرابات النوم.
الاضطراب المزعج السابق للحيض PMDD
ينحصر الاضطراب المزعج السابق للحيض PMDD في النساء اللواتي يُعانين من مشاكل جسديّة أو نفسية أساسية، وتزداد أعراض هذه المشاكل سوءًا قبل الدورة الشهرية، إضافةً إلى أنّ هذه الاضطراب يُمكن أنْ يتسبّب في تقلبات مزاجيّة شديدة لدى المرأة، وتشمل أعراضه الأخرى ما يأتي:[٢]
- الاكتئاب.
- القلق.
- اضطرابات الشهية.
للوهلة الأولى قد يبدو الاضطراب المزعج السابق للحيض PMDD، مشابه للمتلازمة السابقة للحيض PMS، لكن في الحقيقة يكمن الفرق الجوهري بينهما أنّ PMDD تكون أعراض تقلبات المزاج فيه موجودة مسبقًا، بينما أعراض PMS لا تظهر إلّا بالتزامن مع التبويض والطمث فقط.[٢]
الحمل
تُعدّ التقلبات المزاجيّة إحدى علامات الحمل الشائعة، والتي تبدأ خلال الأسابيع الأولى من الحمل، وتتضمّن أعراض حمل مبكرة، منها: انقطاع الدورة الشهرية، وألم الثديين، أو تورمهما، والإرهاق، والغثيان، والقيء، وحموضة المعدة، وتغيرات فسيولوجية في الجسم، وجميعها تغيرات تزيد من مزاجية المرأة.[٢]
ومن الطبيعي جدًا أنْ تعاني المرأة الحامل من تقلبات المزاج، وذلك بسبب التغيرات التي تحدث في حالتها الجسدية، والنفسية، والصحية؛ فهي ستُعاني من الإرهاق البدني، وتغير الهرمونات، إلى جانب قلقها على جنينها، وما يترتّب على ولادته من مسؤوليات ومهام.[١]
انقطاع الطمث
يُقصد بانقطاع الطمث الوقت الذي تتوقف فيه الدورة الشهرية طبيعيًّا، وخلال المرحلة التي تسبق انقطاع الطمث تبدأ الهرمونات التناسلية الأنثوية بالتناقص، وتبدأ فترة انقطاع الطمث غالبًا عند دخول المرأة إلى سن الأربعينيات، لكنّها قد تبدأ في وقت مبكر في بعض الأحيان.[٢]
ويُصاحب الدخول في مرحلة انقطاع الطمث انخفاض مستويات هرموني البروجسترون والإستروجين، ممّا يؤثر على إفراز السيروتونين،[٢] وهو الهرمون المسؤول عن استقرار المشاعر، والإحساس بالسعادة، ونقصه يؤدي إلى الاكتئاب.[٤]
يُساعد العلاج بالهرمونات البديلة على تعويض المستويات المنخفضة من هرموني البروجسترون والإستروجين، كما تساعد استخدام مثبطات السيروتونين على الحد من هبوط مستوياته، وبالتالي تعزيز الحالة المزاجية عند المرأة، والناجمة عن نقص إنتاج هذه الهرمونات.[٢]
ورغم أنّ استخدام الهرمونات البديلة يُساعد على استقرار الحالة المزاجيّة وتحسينها، إلّا أنّ استخدامها قد ينتج عنه بعض الآثار الجانبية، لذلك ينبغي الاستفسار من الطبيب عن هذه الآثار الجانبية قبل تناول هذه الأدوية.[٢]
تناول بعض الأدوية
يُمكن أنْ يؤدي استخدام بعض الأدوية إلى التأثير السلبي على الحالة المزاجية، كأثر جانبي للدواء، وتشمل الأدوية التي يصفها الأطباء لعلاج الاضطرابات المُتعلقة بالمزاج، مثل: مضادات الاكتئاب، وأدوية تحديد النسل الهرمونية، والمنشطات.[٢]
تزول عادةً الآثار الجانبية التي ينتج عنها تقلبات المزاج الناجمة عن استخدام بعض الأدوية بمرور الوقت، ولكن في بعض الحالات تستمر هذه الأعراض المصاحبة لاستخدام الأدوية، طالما لم ينقطع الشخص عن تناول الدواء المسبّب لهذه الآثار الجانبية.[٢]
تعاطي الكحول أو المخدرات
يُمكن أنْ يؤدي شرب الكحول أو تعاطي المخدرات إلى تقلبات كبيرة في الحالة المزاجية، فتناول المواد الكحولية أو المخدرة قد يؤدي إلى الإدمان، ويُشكّل هذا الأمر تهديدًا خطيرًا على الحياة، لذلك يجب الإسراع إلى استشارة معالج مختص للمساعدة في الالتحاق في أحد البرامج المساعدة لعلاج الإدمان.[٢]
وعادةً ما تكون الاضطرابات الناجمة عن تعاطي الكحول، أو المخدرات صعبة على الشخص المدمن، وعلى الأشخاص المحيطين به، لذلك قد يحتاج هذا الشخص إلى مساعدة أحد أفراد أسرته، لتشجيعه على البدء بالخطة العلاجية، وتقديم الدعم المعنوي والنفسي له.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش Stacey Feintuch, Barb DePree (15/3/2018), "Causes of Mood Swings", healthy women, Retrieved 30/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش Emily Cronkleton (23/9/2021), "What causes mood swings in females?", medical news today, Retrieved 30/11/2021. Edited.
- ↑ "Puberty for girls", health direct, Retrieved 30/11/2021. Edited.
- ↑ "What is Serotonin?", hormone, Retrieved 30/11/2021. Edited.