محتويات
مفهوم الهجرة
الهجرة هي الانتقال من البلد الأمّ إلى بلدٍ آخر، ويكون هذا الانتقال بقصد الإقامة الدائمة في البلد الآخر، وتحدث الهجرة لأسبابٍ كثيرة، منها سياسيّة ومنها دينيّة ومنها اقتصاديّة ومنها تعليميّة، قد تكون هجرة قسريّة، ومهما اختلفت هذه الأسباب فإنّ الهجرة في كثير من الأحيان تكون أفضل من البقاء في الوطن، خصوصًا إن تعرّض الشخص في وطنه إلى الاضطهاد أو التضييق، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن الهجرة النبوية، كما سيتمّ ذكر أسباب الهجرة النبوية.
الهجرة النبوية
الهجرة النبوية هي انتقال الرسول -عليه الصلاة والسلام- ومن معه من المسلمين من مكة إلى يثرب التي أصبحت تُعرف بعد وصول الرسول -عليه السلام- إليها بالمدينة المنورة، وتُعدّ الهجرة النبوية حدثًا تاريخيًا فاصلًا في تاريخ الأمة الإسلامية، وهي حدث عظيم أسفر عن الكثير من النتائج المهمة التي غيرت التاريخ الإسلامي، وبهذا تكون مراحل الدعوة الإسلامية قدمرّت بمرحلتين أساسيتين وهما: المرحلة المكية والمرحلة المدنية، كما تُعدّ الهجرة النبوية بمثابة نصر من الله تعالى لرسوله -عليه الصلاة والسلام-، خصوصًا أن الطريق إلى المدينة كان محفوفً بالمخاطر، حيث رافق أبوبكرٍ الصديق -رضي الله عنه- الرسول، ويقول تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. [١][٢]
أسباب الهجرة النبوية
حدثت الهجرة النبوية نتيجة أسباب عدّة واجهت الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ولم تكن هذه الهجرة مجرّد رغبة في الانتقال من مكة إلى المدينة، بل كان لا بدّ منها، وأهم أسباب الهجرة النبوية ما يأتي: [٣]
- رفض أهل مكة لدعوة الإسلام، وتضييقهم على الرسول -عليه السلام- وأصحابه: حرص الرسول -عليه السلام- على إيصال دعوته إلى قومه، وتركهم عبادة الأصنام وتوحيد الله تعالى، لكن معظمهم لم يهتدِ، وواجه المسلمون رفضًا كبيرًا منهم خصوصًا من كبار قريش.
- استعداد يثرب وأهلها لقبول دعوته -صلَّى الله عليه وسلَّم- : في موسم الحج التقى الرسول -عليه السلام- بنفرٍ من الأنصار في منطقة العقبة، وكانوا جميعهم من الخزرج، وكان جيرانهم من اليهود الذين يذكرون الله ويهددون الخزرج به، فعرفوا أن رسالة الرسول -عليه السلام- حق، فآمنوا به، وعادوا إلى المدينة مؤمنين.
- تعرُّض الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومن آمن به للأذى في مكة: تعرض الرسول -عليه السلام- إلى مختلف أصناف الأذى من كفار قريش، وحاولوا إطفاء نور الدعوة الإسلامية بشتى الطرق، وتنوع إيذاؤهم ما بين الأفعال والأقوال، فكان لا بدّمن الهجرة النبوية للتخلص من هذا الأذى الذي لحق به وبأصحابه.
- إقامة الدَّولة الإسلاميَّة: كانت الهجرة النبوية ضرورة ملحة لأجل إقامة دولة إسلامية، وهذا لم يكن ليتحقق في مكة، بسبب بطش قريش، خصوصًا أن الدعوة الإسلامية لم تكن تقتصر على مكة والقبائل المجاورة، بل هي دعوة للناس كافة، والهجرة ساهمت في نشر الدعوة الإسلامية خارج مكة.
- إحياءً لسُنَنِ الأنبياء: هجرة الأنبياء من السنن التي أمرهم الله تعالى بها، فقد هاجر الكثير من الأنبياء لنشر الدعوة الإسلامية، ولم يقتصر الأمر على النبيّ محمد -عليه السلام- لأنّ الهجرة من ضروروات نشر الدعوة.
معجزات الهجرة النبوية
كانت طريق الهجرة النبوية محفوفة بالمخاطر الكثيرة، لكن رعاية الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه كانت فوق كلّ هذه المخاطر، وقد حدثت فيها معجزاتٍ عدة، وهذه المعجزات كما يأتي: [٤]
- عمى أعين المتربصين: عندما خرج الرسول -عليه السلام- من بيته دون أن يراه الكفار، اجتمع كفار قريش كي قتلوه بضربة رجل واحد، لكن الرسول -عليه السلام- استطاع أن يختفي عن أنظارهم بعد أن أخذ حفنة من الرماه وذراها في وجوههم، فعميت أبصارهم عنه وعن صاحبه.
- معجزة غار ثور: حدثت في غار ثور المعجزة الثانية، حيث أنبت الله تعالى على وجه الغار شجرة، فسترت الغار، ولم يستطع كفار قريش رؤية الرسول -عليه السلام- وأبي بكر في الغار، كما أرسل عنكبوت لتنسج بيتًا على باب الغار، فنسجت بيتًا متراكمًا، وأمر حمامتين بالوقوف والإباضة على مدخل الغار، وعندما رأى كفار قريش هذا، تأكدوا أنه لا وجود لأحدٍ في الغار.
- شاة أم معبد: هذه من أعظم معجزات الهجرة النبوية، حيث مرّ الرسول -عليه السلام- وصاحبه بأم معبد الخزعية، وطلبوا منها لحمًا وتمرًا ليشتروه، ولم يكن لديها شيء من هذا، وأرادوا أن ينزلوا في ضيافتها، فقالت: ليس لدينا طعامٌ وشراب إلا شاة هزيلة، فسألها الرسول -عليه السلام-: "هل بها من لبن؟” قالت: هي أجهد من ذلك وجف ضرعها. قال:” أتأذنين في أن أحلبها؟”، قالت: نعم إن رأيت بها حلبا فأحلبها.
- قصة سُراقة بن مالك: رصدت قري مئة ناقة لم يقبض على الرسول -عليه اسللام-، فطمع سراقة بنمالك بالمكافئة، فخرج لتتبع أثر النبي -عليه السلام-، فأدركه وأوشك على أن يمسك به، فدعا الرسول -عليه السلام- :"اللهم أكفنيه بما شئت، اللهم اصرعه عنا"، فغاصت فرس سراقة في الصخر، فقال للرسول -عليه السلام-: "إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعوَا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب واضلل الناس عنكم، فعفا عنه النبي ووعده بسواري كسرى مكافئة له عند فتح فارس"
رأس السنة الهجرية وأصل التقويم الهجري
رأس السنة الهجرية الذي يحتفل به المسلمون في كلّ عام، ليس هو التاريخ الفعلي للهجرة النبوية، إذ إن أول من أرخ بالتاريخ الهجري في الإسلام هو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، حيث سأل المسلمين في هذا الشأن، فأشار البعض أن يبدأ التاريخ ببعثة النبي -عليه السلام-، وأشر البعض أن يكوت بتاريخ الهجرة، وأشار البعض أن يكون في رمضان، لكن عمر بن الخطاب -رضي يالله عنه- اختار أن يكون رأس السنة الهجرية في شهر محرم، أي عند بدء الحج، وكان ذلك في عام 622م.[٥]
فيديو عن الهجرة النبوية
في هذا الفيديو، يقدّم د. بلال إبداح، دكتور العقيدة والشريعة الإسلامية توضيحًا حول رأس السنة الهجرية وأصل التقويم الهجري:[٦]
المراجع
- ↑ {التوبة: آية 40}
- ↑ الهجرة النبوية الشريفة, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-12-2018، بتصرّف.
- ↑ أسباب ونتائج الهجرة النبوية, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-12-2018، بتصرّف.
- ↑ معجزات على طريق الهجرة, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-12-2018، بتصرّف.
- ↑ أول من اقترح التقويم الهجري, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-12-2018، بتصرّف.
- ↑ رأس السنة الهجرية وأصل التقويم الهجري، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-12-2018.