أسباب انشراح الصدر
تتعدد الأسباب الداعية إلى انشراح صدر المسلم، بيان بعض منها ما يأتي:
- الهداية؛ فالله -عز وجل- إذا هدى عبداً شرحَ صدره للإيمان والتقوى.[١]
- نور الإيمان؛ الذي يجعله الله -عز وجل- في قلب المسلم، فمتى ما وقع في قلبه دخله الفرح والسرور والانشراح.[٢]
- العلم؛ وهو العلم الشرعي والعلم النافع الموروث من الأنبياء.[٣]
- الطاعة؛ إنَّ طاعة الله -عز وجل- تعد من أبرز الأسباب لانشراح الصدر وسعة القلب.[٤]
- المحبة؛ وهي أن يحب المسلم الحق والخير.[١]
- التوحيد؛ إذ يجد المحققون لتوحيد الألوهية والربوبية وتوحيد الأسماء والصفات سعة في قلوبهم وخفة في صدورهم.[٥]
- الإكثار من ذكر الله -عز وجل-؛ إنَّ الإكثار من الذكر بالتسبيح والتهليل والاستغفار يورث القلب سعة وسعادة، وهو من أسباب انشراح الصدر وانكشاف الغم.[٦]
- الإحسان إلى الناس؛ إنَّ الإحسان للناس بنفعهم ومساعدتهم يورث أصحابه الكِرام صدوراً منشرحة راضية سعيدة.[٦]
- الشجاعة؛ إنَّ الشجاعة من أنبل الصفات التي قد يتحلى بها المسلم، وعادة ما يكون صاحبها سعيداً منشرح الصدر.[٦]
- علاج أمراض القلوب؛ إنَّ أمراض القلوب؛ كالحسد والغل والكره والعداوة، تُضيق على الإنسان صدره، فعلى المسلم أن يبادر للتخلص من أمراض القلوب هذه حتى يصفى باله وينشرح صدره.[٦]
- ترك الإكثار من الانغماس في ملهيات الدنيا؛ ككثرة النوم أو كثرة الأكل أو شدة الفضول والمخالطة.[٦]
- التركيز على العيش في الحاضر؛ إنَّ التركيز على العيش في الحاضر خيرٌ للإنسان من الندم على الماضي أو القلق على المستقبل.[٦]
- التوكل على الله وإحسان الظن به؛ إنَّ تسليم الأمر لله -عز وجل- يورث في القلب طمأنينة وسكينة وانشراحاً في الصدر.[٦]
- ترك المقارنة وحساب الاحتمالات فيما لو حصل كذا أو لم يحصل؛ لأنَّ الحسرة على ما فات تدخل الضيق على صدر المسلم وتورثه عدم قبوله لواقعه.
آيات السكينة وانشراح الصدر
تحدث القرآن الكريم في مواضع كثيرة عن انشراح الصدر ونزول السكينة والطمأنينة على المؤمنين، ومن هذه المواضع ما يأتي:
- قال -تعالى-: (أفمن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ).[٧]
- قال -تعالى-: (فمن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ).[٨]
- قال -تعالى-: (مَّا يَفْتَحِ اللَّـهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).[٩]
- قال -تعالى-: (ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها).[١٠]
- قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ).[١١]
- قال -تعالى-: (قالَ رَبِّ اشرَح لي صَدري* وَيَسِّر لي أَمري* وَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني* يَفقَهوا قَولي).[١٢]
- قال -تعالى-: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ* وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ* فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).[١٣]
- قال -تعالى-: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا).[١٤]
أحاديث عن انشراح الصدر
ثبت في السنة النبوية عدد من الأحاديث التي تدلُّ وتؤدي إلى انشراح الصدر، منها ما يأتي:
- (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).[١٥]
- (مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ والذي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ).[١٦]
- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا، وفي لِسَانِي نُورًا، وَاجْعَلْ في سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ في بَصَرِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِن خَلْفِي نُورًا، وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِن فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتي نُورًا، اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا).[١٧]
المراجع
- ^ أ ب سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 63. بتصرّف.
- ↑ الفيروزابادي، سفر السعادة للفيروزابادي، صفحة 123. بتصرّف.
- ↑ الفيروزابادي، سفر السعادة للفيروزابادي، صفحة 124. بتصرّف.
- ↑ راشد العبد الكريم، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية، صفحة 346. بتصرّف.
- ↑ سعد البريك، دروس الشيخ سعد البريك، صفحة 4. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ سعيد القحطاني، العلاج بالرقى من الكتاب والسنة، صفحة 46-50. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية:22
- ↑ سورة الأنعام، آية:125
- ↑ سورة فاطر، آية:2
- ↑ سورة التوبة، آية:26
- ↑ سورة الفتح، آية:4
- ↑ سورة طه، آية:25-28
- ↑ سورة الشرح، آية:1-5
- ↑ سورة الفتح، آية:18
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن صهيب بن سنان الرومي، الصفحة أو الرقم:2999، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري ، الصفحة أو الرقم:6407، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:763، صحيح.