محتويات
تخثر الدم
يحدث تخثر الدم نتيجة تكتله وتحوله من الحالة السائلة إلى حالة تشبه الهلام أو المادة الصلبة، كما تعتبر عملية تجلط الدم أو تخثره من العمليات المهمة في الجسم والضرورية لمنع النزيف في حالات التعرض للإصابة أو الجروح، كما أن الجلطات الدموية لا تميل إلى الذوبان من تلقاء نفسها مما يزيد من خطر قلة التروية للأعضاء وتهديد الحياة، وتعتبر الجلطات الدموية غير المتحركة أقل خطورة إذا ما تم مقارنتها مع الجلطات المتحركة والتي يمكن أن تنتقل في مجرى الدم إلى القلب أو الرئة مما يشكل خطرًا على حياة الشخص، ويستعرض المقال أبرز أسباب تخثر الدم والأعراض المرافقة له بالإضافة إلى كيفية تشكل الجلطات الدموية في الجسم.[١]
فسيولوجية تخثر الدم
تتعدد أسباب تخثر الدم وتختلف العوامل والأمراض المؤدية له، مع ذلك فإن طريقة تكوّن الخثرة الدموية أو ما يسمى بفسيولوجية تخثر الدم تتشابه في جميع الحالات، وتمر الخلايا الدموية بسلسلة من العمليات والتغيرات المنتظمة أثناء عملية التخثر، وفيما يأتي طريقة تكون الخثرة الدموية:[٢]
- تشكيل السدادة من الصفائح الدموية: عند تلف الوعاء الدموي فإن منطقة الإصابة تقوم بإفراز مواد تعمل على تفعيل الصفائح الدموية التي تتمسك بجدران الوعاء الدموي المصاب بالإضافة إلى ارتباطها مع بعضها البعض للمساعدة في تشكيل سد يعمل على غلق الجزء المتضرر من الوعاء الدموي لمنع تسرب الدم، كما أنه عند تنشيط الصفائح الدموية فإنها تقوم بإطلاق مواد كيميائية لجذب الصفائح الدموية والخلايا الأخرى.
- نمو الخثرة الدموية: تعمل البروتينات الموجودة في الدم والتي تُسمى بعوامل التخثر على إفراز بعض المواد التي تؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل السريعة، مما يؤدي إلى تحول المادة المذابة في الدم إلى خيوط طويلة تسمى الليفين، والتي تعمل على التشابك مع الصفائح الدموية لإنشاء شبكة تحتوي على عدد أكبر من خلايا الدم، وفي هذه المرحلة يلاحظ زيادة حجم الخثرة الدموية وصلابتها.
- توقف حافز النمو: تقوم بعض البروتينات الأخرى بتعويض عوامل التخثر للحد من نمو الخثرة الدموية.
- تدمير الجسم للخثرة الدموية ببطء: نتيجة التئام الأنسجة التالفة فإن الجسم لن يحتاج إلى الخثرة لمنع النزيف بعد الآن، لذلك يقوم الجسم بإذابة خيوط الليفين القوية مما يؤدي إلى تحرير الصفائح الدموية والخلايا الأخرى إلى الدم.
فحوصات تخثر الدم
تتعدد أسباب تخثر الدم لذلك يلجأ الأطباء إلى مجموعة من الفحوصات المختلفة للمساعدة في تشخيص السبب وراء التخثر، بالإضافة إلى ذلك فإن الأطباء يقومون بإجراء فحوصات أكثر دقة للتأكد من وجود الخثرة الدموية أو عدم وجودها في الأشخاص الذين تبدو عليهم علامات الجلطة، ومن أبرز فحوصات تخثر الدم ما يأتي:[٣]
- فحص مضاد الثرومبين.
- اختبار عامل التخثر.
- فحص الدي دايمر.
- فحص العامل الخامس لايدن.
- اختبار حجم الصفائح الدموية الرئيس.
- اختبار زمن التخثر الجزئي.
- اختبار نسبة بروتين C وبروتين S في الدم.
- اختبار التخثر ودرجة ميوعة الدم.
- اختبار زمن الثرومبين.
أسباب تخثر الدم
تتعدد أسباب تخثر الدم وتختلف من شخص إلى آخر لذلك يقوم الأطباء بالعديد من الفحوصات للتوصل إلى هذه الاسباب، وتشمل أسباب تخثر الدم العوامل الطبيعية كرد فعل الجسم الناجم عن الإصابة والنزيف بالإضافة إلى العوامل المرضية المؤدية إلى زيادة عملية تخثر الدم، كما يمكن أن تتفاقم الأعراض عند انفصال الخثرة الدموية من مكانها الرئيس وانتقالها عبر الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومن أبرز أسباب تخثر الدم ما يأتي:[٤]
- الإصابة بمتلازمة أضداد الشحوم الفسفورية.
- الإصابة بتصلب الشرايين.
- تناول بعض الأدوية كحبوب منع الحمل والعقاقير المستخدمة في العلاج الهرموني.
- الإصابة بتجلط الأوردة العميقة .
- خلل في العامل الخامس.
- وجود تاريخ عائلي مرتبط بالجلطات الدموية.
- الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب.
- الإصابة بالنوبة القلبية.
- حدوث فشل في القلب.
- زيادة الوزن والبدانة.
- الإصابة بأمراض الشرايين المحيطية.
- الإصابة بمرض كثرة الحمر الحقيقية.
- الحمل يعتبر من أسباب تخثر الدم.
- الجلوس لفترات طويلة دون حراك.
- الإصابة بالانسداد الرئوي.
- التدخين.
- الإصابة بالسكتة الدماغية.
- القيام بإجراء عملية جراحية.
أعراض مصاحبة لتخثر الدم
تتعدد أعراض تخثر الدم وتختلف بين المصابين اعتمادًا على مكان الخثرة الدموية في الأوعية والأعضاء التي تم قطع التروية الدموية عنها، ومن أبرز الأعراض المصاحبة لتخثر الدم ما يأتي:[٥]
- الخثرة الدموية في اليد أو القدم: يؤدي تكون الخثرة الدموية في هذا الأجزاء إلى الشعور بالألم المترافق بدفء المنطقة المصابة أو تورمها، كما يمكن أن يتغير لون الجلد في المنطقة المصابة إلى اللون الأحمر أو الأزرق.
- الخثرة الدموية في الرئة: تتسبب الجلطة الدموية في الرئة في الإصابة بضيق التنفس المترافق مع السعال المصحوب بالدم والألم الصدري الذي يتفاقم مع الوقت بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة والتعرق والشعور بالدوخة وتسارع دقات القلب غير المنتظمة.
- الخثرة الدموية في الدماغ: يؤدي تكون الخثرة الدموية في الشرايين المغذية للدماغ إلى الإصابة بالخدر أو الضعف في الوجه أو الذراعين أو الساقين بالإضافة إلى صعوبة التحدث وفهم الكلام، كما تؤدي هذه الجلطة إلى فقدان البصر، صعوبة المشي، فقدان التوازن، الصداع والدوخة.
- الخثرة الدموية في القلب: تظهر الأعراض في هذه الحالة على شكل ألم أو ثقل في الصدر المترافق مع ضيق في التنفس، التعرق، الغثيان والشعور بالدوار.
- الخثرة الدموية في البطن: تظهر الأعراض في هذه الحالة على شكل ألم حاد في البطن يترافق مع الإسهال والقيء.
- الخثرة الدموية في الكلى: يندر ظهور الأعراض في هذه الحالة ولكن من الممكن أن تظهر على شكل ألم في الجزء العلوي من البطن والظهر والجانبين بالإضافة إلى ظهور الدم في البول وانخفاض انتاجه، كما يمكن أن يصاب الشخص بالحمى والغثيان والقيء.
تشخيص تخثر الدم
يقوم الأطباء بسلسلة من الفحوصات المختلفة لتشخيص الجلطة وأسباب تخثر الدم، وعلى الرغم من تعدد أسباب تخثر الدم إلى أن الأطباء يهتمون في البداية بالفحوصات التي تساعد في اكتشاف موقع الجلطة وعلاجها بأسرع وقت ممكن قبل البدء في تحديد أسباب تخثر الدم عند المريض، ومن أبرز طرق تشخيص الجلطات الدموية ما يأتي:[٦]
الجلطات الوريدية
تتعدد الفحوصات التي يقوم بها الأطباء لتشخيص الجلطات الوريدية، كما تختلف أسباب تخثر الدم المؤدية للإصابة بهذا النوع من الجلطات، وفيما يأتي أبرز الفحوصات المستخدمة في تشخيص الحالة:
- فحص الموجات فوق الصوتية: يساعد في كشف جلطات الدم الوريدية ويعتبر من أبرز الفحوصات في هذه الحالات، ويعتمد مقدار الدقة فيه على حجم المريض.
- تصوير الأوردة: يقوم الطبيب بحقن مادة ملونة في الوريد للمساعدة في تحديد مكان وحجم الخثرة الدموية أثناء عملية تصوير الأوردة.
- فحص الدي دايمر: يتم استخدام هذا الفحص للكشف عن جلطات الدم، ويتم إفراز هذه المادة نتيجة تكسر الجلطة الدموية مما يساعد في تحديد وجود الجلطة من عدمها، وتجدر الإشارة إلى أن الفحص لا يقوم بتحديد حجم الجلطة ومكانها في الجسم، كما يستخدم في الأشخاص الذين يعانون من مخاطر تجلط الدم المنخفضة، وتشير النتيجة السلبية للاختبار إلى عدم وجود أي جلطات دموية.
- التصوير المقطعي المحوسب: يتم استخدام هذا الفحص للكشف عن الجلطات الموجودة في الأوعية الدموية للرئة، ويتم الفحص عبر إعطاء المادة الملونة للمريض للمساعدة في عملية التصوير، كما قد يحتاج المريض إلى القيام بفحوصات وظائف الكلى.
- فحص نضح التهوية: يقوم هذا الاختبار بالكشف عن جلطات الرئة عبر استخدام مواد كيميائية تعمل على تحديد كمية الهواء المستنشق في الرئتين للمساعدة في مطابقته مع مقدار تدفق الدم في الشرايين، ويدل عدم التطابق على وجود خلل في الدورة الدموية في الرئة.
الجلطات الدموية في الشرايين
يعتبر تجلط الدم الشرياني من الحالات الطارئة التي تؤدي إلى قطع التروية عن العضو المتأثر مما يتسبب في موت الخلايا في ذلك العضو، وغالبًا ما يتم استخدام التصوير الشرياني بعد إعطاء المادة الملونة للمساعدة في عملية التشخيص، كما تختلف أسباب تخثر الدم المؤدية للإصابة بالجلطات الدموية في الشرايين، ويعتمد الأطباء على الأعراض المرافقة لتحديد نوع الاختبار الأنسب للمريض، ومن أبرز هذه الفحوصات ما يأتي:
- حالات النوبة القلبية: يساعد تخطيط القلب في تشخيص النوبات القلبية الناجمة عن انسداد الشرايين المغذية للقلب، كما يمكن اللجوء إلى فحص مستويات إنزيم القلب في هذه الحالات، وتعتبر القسطرة القلبية من الإجراءات التشخيصية والعلاجية في حالة النوبة القلبية الحادة، كما يمكن اللجوء إلى الأدوية التي تمنع التخثر في حال عدم وجود قسطرة قلبية في المستشفى.
- السكتة الدماغية: يعد التصوير المقطعي المحوسب للرأس من أبرز الفحوصات المستخدمة للبحث عن النزيف أو السكتة الدماغية الناجمة عن انسداد الشرايين المغذية للدماغ، كما يمكن استخدام الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية وفحوصات تدفق الدم في الدماغ للمساعدة في تشخيص الحالة، ويمكن اللجوء إلى الموجات فوق الصوتية السباتية لتشخيص انسداد الشرايين في الرقبة، بالإضافة إلى تخطيط صدى القلب للبحث عن الجلطات الدموية في القلب والتي من الممكن أن تنتقل للدماغ.
أدوية تؤثر على تخثر الدم
تتعدد الأدوية التي من شأنها أن تؤثر على عملية التخثر، وعلى الرغم من اختلاف أسباب تخثر الدم، فإن هذه العقاقير الدوائية تمتلك القدرة على تقليل أو إيقاف عملية التخثر مما يساعد في الحد من المضاعفات الناجمة عن التجلط، ومن أبرز هذه الأدوية ما يأتي:[٢]
الأدوية التي تؤثر على الصفائح الدموية
تعمل هذه العقاقير على الحد من الإشارات الكيمائية التي تطلقها الصفائح الدموية مما يساعد في منع التصاق هذه الصفائح مع بعضها البعض، ومن هذه الأدوية ما يأتي:[٢]
- الأسبرين
- الكلوبيدوقرل.
- الديبيريدامول.
- البرازوجريل.
- التيكاجريلور.
- التيكلوبيدين.
الأدوية التي تؤثر على عوامل التجلط
تلعب عوامل التخثر دورًا مهمًا في عملية تجلط الدم، لذلك يتم وصف الأدوية التي تعمل على تثبيط هذه العوامل وبالتالي تثبيط عملية تخثر الدم، ومن هذه الأدوية ما يأتي:[٢]
- أبيكسابان.
- ديبيجاتران.
- إيدوكسابان.
- الهيبارين
- الريفاروكسابان.
- الوارفارين.
كما يمكن اللجوء إلى الأدوية التي تعمل على إذابة الخثرة الدموية في حالات السكتة الدماغية والأزمة القلبية كأدوية الستريبتوكيناز.[٢]
مضاعفات تخثر الدم
يؤدي عدم طلب الرعاية الصحية والعلاج إلى تفاقم أعراض الخثرة الدموية ومضاعفاتها، وتؤدي الإصابة بالخثرة الدموية في الوريد العميق في القدم وانتقالها إلى مجرى الدم إلى مضاعفات تهدد الحياة في حال عدم علاجها، ومن أبرز المضاعفات الناجمة عن الجلطات الدموية في الوريد العميق ما يأتي:[٥]
- الإصابة بالانسداد الرئوي: يؤدي انتقال الخثرة الدموية من الوريد العميق في القدم بالتسبب بوقف تدفق الدم إلى الرئة في حال وصولها إلى الدورة الدموية هناك، مما يزيد من معدل ضخ القلب للدم لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين، كما قد يؤدي الإنسداد الرئوي في بعض الحالات إلى فشل القلب.
- انسداد الأوعية الدموية الدماغي والسكتة الدماغية: يؤدي وصول الجلطة إلى الأوعية الدموية الدماغية في التسبب بنقص كمية الدم التي تصل إلى خلايا الدماغ وبالتالي موتها، كما تهدد السكتات الدماغية الحياة في حال عدم علاجها على الفور، ويمكن أن يساعد تلقي العلاج في الساعات الثلاث الأولى من السكتة الدماغية إلى تقليل خطر الإصابة بالإعاقة.
- التخثر في الوريد الكلوي: يؤدي انتقال الجلطة الدموية إلى الوريد الكلوي في التسبب بمشاكل تتراوح في شدتها بين المصابين لتصل إلى الفشل الكلوي الحاد عند البعض، وهي حالة ضعف في الوظائف الكلوية ينجم عنها تراكم المواد السامة في الجسم.
الوقاية من تخثر الدم
تتعدد أسباب تخثر الدم مع ذلك فإنه من الممكن الوقاية منها، ووفقًا للجمعية الأمريكية لأمراض الدم فإن الجلطات الدموية تعتبر من أكثر أمراض الدم التي يمكن الوقاية منها، كما تعتبر الامراض الوراثية من أسباب تخثر الدم التي يجب على المريض إخبار الطبيب عنها، وتعتمد طرق الوقاية بشكل رئيس على تغيير أسلوب الحياة المتبع من الشخص، ومن أبرز طرق الوقاية ما يأتي:[٥]
- ارتداء الملابس الفضفاضة وخاصة في المنطقة السفلية من الجسم.
- ارتداء جوارب الضغط.
- التوقف عن التدخين والذي يعتبر من أبرز أسباب تخثر الدم.
- شرب كمية كبيرة من السوائل.
- تناول الملح بكميات أقل.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الحفاظ على وزن الجسم الصحي.
- الحركة أثناء الرحلات وفترات الجلوس الطويلة.
- عدم زيادة فترة الوقوف أو الجلوس دون حراك عن ساعة.
- تجنب وضع الساق فوق الأخرى أثناء الجلوس.
- الابتعاد عن الأنشطة التي قد تؤذي الساقين.
- رفع مستوى الساقين عن طريق استخدام الوسائد أثناء الاستلقاء والنوم.
حالات تستدعي مراجعة الطبيب
يقوم الأطباء بتحديد أسباب تخثر الدم لدى المريض بعد القيام بتشخيص وعلاج الجلطة الدموية وذلك يعود إلى أهمية العلاج في الساعات الأولى من الإصابة والتي تقلل نسبة المضاعفات والموت، لذلك ينصح الأشخاص الذين يواجهون أعراض الجلطة الدموية بمراجعة الطبيب وطلب الرعية الصحية دون تأخير، ومن أبرز الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب ما يأتي:[١]
- الإصابة بضيق مفاجئ في التنفس.
- الشعور بألم الصدر الذي يشبه الضغط.
- الإصابة بصعوبة في التنفس أو في الرؤية أو التحدث.
المراجع
- ^ أ ب "How to Tell If You Have a Blood Clot", www.healthline.com, Retrieved 23-10-2019.
- ^ أ ب ت ث ج "Blood Clots", www.webmd.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "Blood Clots", medlineplus.gov, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "Blood clots", www.mayoclinic.org, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Treatment and home management for blood clots", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ↑ "Blood Clots (In the Leg)", www.medicinenet.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.