محتويات
تشمع الكبد
تشمع الكبد هو مرض خطير مترقٍّ يحدث عندما تتضرر خلايا الكبد بشكل كبير وتُستبدل بنسيج تندّبي، وهذا الأمر عادة ما يكون بسبب الاستهلاك المفرط للكحول على فترة زمنية طويلة أو بسبب التهاب الكبد المزمن، وبينما تزول الخلايا الكبدية لتحلّ محلّها العقيدات التجددية، فإن التأذي الكبير للنسيج الكبدي يقود إلى الفشل الكبدي مع ما يرافقه من مشاكل خطيرة وأعراض شديدة يمكن أن تصل بالمريض للموت، ويحمل تشمع الكبد أخطارًا أخرى ربما لا تنتج عن قصور وظيفته فقط، فالتشمع يقود لصعوبة مرور الدم عبر الكبد، وبالتالي فإن الدم العائد إلى الكبد سيعاني من صعوبة عبوره عبر الأوردة، وبالتالي تتضخم هذه الأوردة وتشكّل ما يُدعى بدوالي المريء والمعدة، والتي يمكن أن تؤدّي إلى نزف مهدّد للحياة. [١]
أعراض تشمع الكبد
تأتي معظم أعراض تشمع الكبد من عدم قدرته على تصفية الدم، وعلى تخليص الجسم من السموم الناتجة عن تناول الأطعمة والأدوية، وعن عدم قدرته على إنتاج عوامل التخثر التي تساعد في الإرقاء الدموي عند حدوث النزوف، وعادة ما يبقى المرض لا عرضيًا حتّى يصل إلى مرحلة متطورة من الإصابة، ومن أعراض تشمع الكبد ما يأتي: [٢]
- انخفاض الشهية.
- الرّعاف.
- اليرقان.
- الأوردة العنكبوتية.
- فقدان الوزن.
- الحكّة.
- الضعف البدني العام.
أمّا فيما يتعلق بالأعراض الخطيرة لتشمع الكبد، والتي يمكن أن تصل إلى مرحلة الغيبوبة والوفاة، فهي كالآتي:
- التخليط الذهني وصعوبة التفكير.
- الحبن، أي تورّم البطن وكبر حجمه نتيجة لتجمّع السوائل ونقص البروتين -خصوصًا الألبومين-.
- تورّم القدمين -أو الوذمة-.
- الضعف الجنسي.
- التثدّي.
أسباب تشمع الكبد
يحدث تشمع الكبد نتيجة للأذية طويلة الأمد للكبد، ومن الأسباب التي يمكن أن تُحدث تشمع الكبد تتضمن الفيروسات والأسباب الوراثية والانسداد المديد للسبيل الصفراوي والتعرّض المديد للأدوية التي تُستقلب في الكبد والسموم الأخرى التي تؤذيه، إلّا أن معظم حالات تشمع الكبد تحدث بسبب الاستهلاك المفرط للكحول.
ويمكن القول أن الرابط بين تشمع الكبد واستهلاك الكحول موثّق تمامًا، وبعبارة بسيطة، كلّما زاد تناول الكحول -أي عدد المشروبات الكحولية التي يتناولها الإنسان وتكرار الشرب لديه-، كلّما ازدادت فرصة حصول تشمّع الكبد، وباعتبار أن جسم المرأة يختلف عن جسم الرجل قليلًا في كيفية تعامله مع الكحول والتخلص من سمومه، فإنّ النساء عرضة أكثر من الرجال للتعرّض لتشمع الكبد الناتج عن الكحول عند تساوي كميات الاستهلاك بينهما.
- التهاب الكبد المزمن B أو C أو D.
- داء تشحم الكبد اللاكحولي.
- الهيموكروماتوز، أو تراكم الحديد في الدم، أو داء الصباغ الدموي الوراثي.
- التليف الكيسي.
- داء ويلسون، أو تراكم النحاس في الكبد والأعضاء الأخرى.
- رتق أو تشوه الطرق الصفرواية.
- عوز ألفا 1 أنتيتريبسين.
- أمراض خزن الغليكوجين.
- التهاب الكبد المناعي الذاتي.
- تليف الكبد الصفراوي الأولي.
- التهاب الطرق الصفراوية المصلّب البدئي.
- بعض الإنتانات، مثل: السفلس والبروسيلا.
- بعض الأدوية التي تُستقلب في الكبد مثل: الميثوتريكسات والإيزونيازيد.
عوامل الخطر المؤدي لتشمع الكبد
هناك بعض عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من فرصة حدوث تشمع الكبد، وبالتالي على كل من يملك مثل هذه العوامل أن يكون على دراية بتشمع الكبد وأعراضه وطرق الوقاية منه بشكل جيد، من هذه العوامل ما يأتي: [٣]
- الإسراف في شرب الكحول.
- الوزن الزائد، والذي يمكن أن يقود إلى تشحّم الكبد اللاكحولي.
- الإصابة بالتهاب الكبد المزمن، ولا يعني هذا الأمر أن كل مصاب بالتهاب الكبد سيطور تشمّعًا كبديًا، إلّا أن امتلاك الإصابة بالتهاب الكبد يزيد من فرصة التعرّض عند ترافقها مع عوامل الخطر الأخرى.
تشخيص تشمع الكبد
عادة ما يبدأ تشخيص تشمع الكبد بالفحص السريري الكامل وأخذ القصة السريرية، ويجب أن تتضمن القصة كمية الكحول التي يتناولها الشخص دوريًا، والأدوية التي يتناولها بشكل دائم، بالإضافة إلى كونه قد تعرّض سابقًا لالتهاب الكبد، أو عند كونه مصابًا بالأمراض المناعية الذاتية، حيث يمكن للفحص السريري أن يُظهر اليرقان واصفرار العينين والتثدّي، وتضخّم الكبد أو الطحال، بالإضافة إلى الرعاش في اليدين وقلة التركيز والانتباه، ومن الاختبارات التي يقوم الطبيب بطلبها عادة لتحرّي وجود تشمع الكبد عند المريض، بالإضافة إلى تحديد شدّته ما يأتي: [٢]
- تعداد الدم الكامل لكشف فقر الدم.
- دراسة عوامل تخثّر الدم والقيام بفحوصات عوامل التخثر المختلفة.
- قياس نسبة الألبومين في الدم.
- اختبارات وظائف الكبد.
- قياس الألفافيتوبروتين aFP، وهو واسم سرطاني لسرطان الكبد.
ويمكن أن تُضاف للاختبارات السابقة الفحوصات الشعاعية الآتية:
- التنظير الهضمي العلوي، لكشف وجود دوالي المري أو المعدة.
- تصوير الكبد بالأمواج فوق الصوتية -أو الإيكو-.
- تصوير البطن بالرنين المغناطيسي MRI.
- الطبقي المحوري للبطن.
كما يمكن إجراء خزعة الكبد للكشف عن شدّة التشمع الكبدي الحاصل، والخزعة فحص مؤكّد لتشمع الكبد ولبعض آفات الكبد الأخرى في حال كان التشخيص مشكوكًا فيه.
علاج تشمع الكبد
يعتمد علاج تشمع الكبد على السبب الذي أدّى إلى حدوثه، وكذلك على مدى تأذي الكبد والفترة التي استمر فيها المرض أو المُسبب قبل ظهور الأعراض، وبما أن تشمع الكبد هو المرحلة النهائية من الأذية الكبدية، فقد يرتكز العلاج على العلاجات العرضية والعلاجات التي يمكن أن تمنع من ازدياد الأذية واستمرار حصولها، والتي يمكن أن تشمل ما يأتي: [٢]
- حاصرات بيتا أو النترات لعلاج ارتفاع توتّر وريد الباب.
- الإقلاع عن شرب الكحول بالمطلق.
- ربط الدوالي المريئية أو المعدية إن وُجدت.
- الصادات الحيوية الوريدية لعلاج حالات التهاب البيرتوان التي يمكن أن تحصل بالترافق مع الحبن.
- التحال الدموي في حال ترافق التشمع مع أذية كلوية.
- اللاكتولوز والحمية قليلة البروتين لعلاج الاعتلال الدماغي الكبدي.
وتُعد عملية زراعة الكبد الحل الأخير لتشمع الكبد، حيث تُجرى عند فشل جميع العلاجات الأخرى، وعلى كل المرضى إيقاف شرب الكحول، وعدم تناول الأدوية -حتّى تلك التي تُباع بدون وصفة طبية- بدون استشارة الطبيب.
الوقاية من تشمع الكبد
يمكن القول أن حجر الأساس في الوقاية من تشمع الكبد هو عدم شرب الكحول والإقلاع عنه تمامًا، خصوصًا عند وجود تاريخ سابق لتناول الكحول، ويمكن للشخص أن يتّبع بعض الخطوات لتخفيف فرصة حدوث تشمع الكبد، من هذه الخطوات ما يأتي: [٣]
- الالتزام بالحمية الصحية المعتمدة على كثير من الخضروات والنباتات، والتقليل من الأطعمة الحاوية على كميات كبيرة من الدهون والأطعمة المقلية.
- الحفاظ على وزن صحّي، لأن الوزن الزائد يمكن أن يقود إلى تشّحم الكبد اللاكحولي.
- التقليل من خطر حدوث التهاب الكبد، وذلك عن طريق تجنّب مشاركة الإبر أو القيام بالممارسات الجنسية غير المحمية.