أسباب تكلس المشيمة

كتابة:
أسباب تكلس المشيمة

المشيمة

المشيمة Placenta هي عضو داخليّ يتطور في رحم المرأة أثناء الحمل، ويوفّر الأكسجين والمواد الغذائية للجنين ويزيل الفضلات من دمه، وتتصل المشيمة بجدار الرحم وبالجنين من خلال الحبل السريّ، وترتبط عادةً بالجزء العلوي أو الجانبي أو الأمامي أو الخلفي للرحم، وفي حالات نادرة قد تلتصق بمنطقة الرحم السفلية في حالة تُسمَّى المشيمة المُنزاحة، وسيتم في هذا المقال الحديث عن صحة المشيمة وتكلس المشيمة وأسباب ذلك ومدى تأثيره على صحة الحامل والجنين بالإضافة لطُرق تشخيص اضطراب تكلس المشيمة.

عوامل تؤثّر على صحة المشيمة

يمكن أن تؤثر العديد من العوامل المختلفة على صحة المشيمة أثناء الحمل، ابتداءً من عمر الأم وضغط الدم وحالات التوأم وغيرها من العوامل العديدة، وسيتم الحديث عنها بشكل مُفصَّل على النحو الآتي: [١]

  • عمر الأم: حيث أنّ بعض اضطرابات المشيمة تكون أكثر شيوعًا عند النساء الأكبر سنًا خاصّةً بعد سن الأربعين.
  • حالة الكيس الأمينوسي: حيث إنّ هناك حالات يتم فيها تمزّق هذا الكيس بشكل سابق لأوانه مما يؤدي لتسرّب السائل الأمينوسي مما يُشكِّل خطرًا على الجنين والأم على حدٍّ سواء.
  • ارتفاع ضغط الدم: ووهذا يؤثّر سلبًا على الحالة الصحية للمشيمة وبالتالي على المرأة الحامل.
  • التوأم أو حالات الحمل متعددة الأجنّة: حيث أنّه في هذه الحالات تصبح الحامل أكثر عُرضة لخطر حدوث اضطرابات في المشيمة.
  • اضطرابات تخثّر الدم: والتي تؤدّي إلى احتمالية تكوّن جلطات في المشيمة مما يؤثّر سلبًا على تغذية الجنين وتخليصه من الفضلات.
  • جراحات الرحم السابقة: وهي الجراحات القيصرية في ولادات سابقة، أو الإجراءات الجراحية لإزالة الأورام الليفية، أو أيّة جراحات أخرى يمكن أن تُؤثّر سلبًا على الحالة الصحية للمشيمة.
  • اضطرابات سابقة في المشيمة.
  • إساءة استعمال الأدوية:خصوصًا المسكّنات والأدوية المخدّرة أو حالات إدمان الكوكايين وغيرها من المخدرات.
  • التعرّض لحوادث سقوط أو إصابات مباشرة لمنطقة البطن:إذ يُمكن أن تؤثّر الحوادث سلبًا على الحالة الصحية للمشيمة، وفي حالات نادرة يمكن أن تُؤدّي هذه الحوادث إلى انفصال المشيمة المبكّر.

تكلس المشيمة

تكلس المشيمة هو تراكم تدريجي للكالسيوم داخل المشيمة مما يُكسبها لونًا بنيًا لحد ما، ويمكن أن يحدث هذا التراكم أو الترسّب أثناء الحمل أو يمكن أن يكون موجودًا قبل الحمل، ويُعتبَر تكلس المشيمة اضطرابًا شائعًا وله أهمية سريرية، كما أن وجوده في وقت مبكر قبل الحمل -لمدة 36 أسبوعًا- قد يُشير إلى تغيّر مرضيّ قد يؤثّر على قدرة المرأة على الإنجاب، وتتراوح نسبة تكلس المشيمة قبل الحمل من 3.8٪ إلى 23.7٪، وذلك على عكس التكلس أثناء الحمل، وقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن التكلس في المشيمة قبل الأوان يرتبط بحدوث نزيف ما بعد الولادة وانفصال المشيمة المبكر ويُشكِّل خطورة على صحة الأم مما قد يستدعي نقلها إلى وحدة العناية الحثيثة، ويمكن أن يؤثر أيضًا على وزن الجنين وحالته الصحية، وقد تصل الخطورة في بعض الحالات إلى موت الجنين، وتُشير الأبحاث إلى وجود علاقة بين تكلس المشيمة وحالات ارتفاع ضغط الدم والسكري وفقر الدم عند الحامل، وهذا ما يستدعي مراقبة الحامل والجنين مراقبة شديدة.[٢]

أسباب تكلس المشيمة

فيما يتعلق بمسببات تكلس المشيمة، فإن الآليات المُقترحة من قبل العلماء تنص على أنّ حالات التكلس قد ترتبط بنقصان مستويات الأكسجين في الدم Ischemia، أو قد ترتبط مع تكلس الأنسجة نتيجة ضمور العظام وانسحاب المعادن والكالسيوم منها، وكنتيجة لفحص نسبة وزن الكالسيوم إلى الفوسفات وعناصر أخرى في الجسم، فقد خَلُصت الدراسات إلى أنّ الترسبات الكلسية في المشيمة تتركّز في الغشاء القاعدي منها والذي يُعتقَد أنه موقع مضخة الكالسيوم المشيمية المسؤولة عن نقل الكالسيوم إلى الجنين، والذي يحتاجه لبناء عظامه، ولكن زيادة انتقال الكالسيوم نتيجةً للترسبات يتحوّل إلى حالة مرضية ولا يبقى كما كان سابقًا حالة فيزيولوجية طبيعية، ومن الجدير بالذكر أنّ حالات التكلس هذه قد تترافق أيضًا مع تكوين حصوات الكلى والمرارة وحالات من سرطانات المبيض وتكلس الشريان التاجي.[٢]

تأثير تكلس المشيمة على الحامل والجنين

شارك في دراسة هامّة صادرة عن National Center for Biotechnology Information كانت تهدف إلى ذكر النتائج السلبية لتكلس المشيمة على الحمل وتحديد عوامل الخطر المرتبطة بها 293 امرأة حامل، تقدمنّ إلى 3 مراكز طبية أكاديمية بين عامي 2011 و 2013، حيث خضعن للتصوير بالموجات فوق الصوتية أثناء أسابيعهن 28 إلى 36، واستطاعت الدراسة أن تُحدّد أن التدخين السلبي هو المؤشّر الوحيد لحالات التكلس المشيمي، وترافق ذلك فيما بعد مع انخفاض أوزان المواليد والاضطرار للولادة القيصرية عوضًا عن الطبيعية، وفي نفس الوقت نفت الدراسة وجود علاقة بين تكلس المشيمة وارتفاع ضغط الأم الحامل أو أمراض مثل السكري على عكس دراسات أخرى أكّدت وجود علاقة بينهما، وأضافت الدراسة أيضًا أن التكلس المشيمي هو ظاهرة فيزيولوجية تحدث في كثير من الأحيان على عكس ما تمّ ذكره آنفًا بأنّها اضطراب مرضيّ، ولكن مع ذلك خَلُصت الدراسة في النهاية إلى وجود نتائج سلبية للتكلس المشيمي على الحمل والجنين والحامل أيضًا. [٣]

تشخيص التكلس المشيميّ

هنالك حاجة إلى أدوات تشخيصية جديدة لتقييم هذا النوع من التكلّس، ويقترح الأطباء إلى ضرورة توفّر آليات تشخيصية موحّدة قادرة على فحص خلايا المشيمة وقياس مستويات الترسبات الكلسية في المشيمة، بالإضافة إلى ضرورة دمج اضطراب التكلس المشيمي في مضمار الدراسات التي تبحث في تفاعل صحة المشيمة مع كل من صحة الأم والجنين، ومن الجدير بالذكر أن سُبل التشخيص المتوفرة حاليًا تتمثّل في الاعتماد على حالة القلب لدى الحامل، بما في ذلك ضغط الدورة الدموية ومستويات هرمونات النمو ونسبة الأكسجين في الدم والمواد المغذية الأساسية. [٤]، كما أنّ التكلسات التي تحدث في جسم الإنسان بشكلٍ عام وجسم الحامل على نحوٍ خاص عادةً ما يتم الكشف عنها باستخدام الأشعة السينية والإشعاع الكهرومغناطيسي الذي يقوم بالتقاط صورة للأعضاء الداخلية ورؤية إن كان هناك تكلّسات أم لا، وقد يطلب الطبيب أيضًا إجراء اختبارات الدم وذلك في حالات الكشف عن التكلسات في الكلى فيما يُطلَق عليها حصى الكلى، وفي بعض الأحيان قد توجد رواسب الكالسيوم في مناطق التي يُحتمَل وجود ورم خبيث أو حميد فيها، ويستخدم الأطباء أيضًا الخزعات من خلال إبرة تجمع عينة من نسيج ما لتحديد مستويات الكلس في ذلك النسيج.[٥]

المراجع

  1. "Placenta: How it works, what's normal", www.mayoclinic.org,22-05-2019، Retrieved 22-05-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Placental calcification: Its processes and impact on pregnancy", www.researchgate.net,22-05-2019، Retrieved 22-05-2019. Edited.
  3. "Is preterm placental calcification related to adverse maternal and foetal outcome?", www.ncbi.nlm.nih.gov,22-05-2019، Retrieved 22-05-2019. Edited.
  4. "Placental Vascular Calcification and Cardiovascular Health: It Is Time to Determine How Much of Maternal and Offspring Health Is Written in Stone", www.ncbi.nlm.nih.gov,22-05-2019، Retrieved 22-05-2019. Edited.
  5. "Calcification", www.healthline.com,22-05-2019، Retrieved 22-05-2019. Edited.
5852 مشاهدة
للأعلى للسفل
×