أسباب جفاف العين

كتابة:
أسباب جفاف العين

جفاف العين وأعراضه

تمتلئ العيون بطبقة رقيقةٍ من الدموع بشكلٍ دائمٍ، وتُفرَز من الغدد الدمعية؛ لتوفر حمايةً لسطح العين المفتوح وتزيلَ أيَّ شوائبَ عالقة،[١] ولكن العين قد تتعرض للجفاف، والذي يُعرَف بانخفاضِ كمية الدمع في إحدى العينين أو كلتاهما، بحيث لا تكفي لترطيب العيون وحمايتها؛ مما يؤثر على وظائف العين ويسبب شعور مزعجًا للمريض، كما يؤدي لظهور عدة أعراضٍ، وهي؛ احمرار العين وزيادة حساسيتها للضوء والريح، الشعور بحكةٍ ووخزٍ في العين، عدم وضوح الرؤية خصوصًا في نهاية اليوم، الشعور بوجود رملٍ في العين، عدم القدرة على إبقاء العينين مفتوحتان لفترةٍ طويلة، والشعور بتعبٍ في العيون بعد القراءة، وتظهر هذه الأعراض نتيجة وجود أسباب جفاف العين، التي سيوضحها المقال تاليًا.[٢]

أسباب جفاف العين

يصيب جفاف العين الناس من مختلف الأعمار والأعراق، وذلك نتيجةً لتعرض العين لعدة ظروفٍ تؤدي لجفافها وانخفاض ترطيبها، مما يؤثر على وضوح الرؤيةِ وصحة العين وحمايتها، حيث تتلخص أسباب جفاف العين في مشكلتين أساسيتين[٢]، هما:

  • خلل في نوعية الخليط الدمعي: يتكون الدمع من ثلاث مكوناتٍ رئيسةٍ، هي؛ الماء والزيوت الدهنية والمخاط، كما يحوي بعض الأجسام المضادة والبروتينات التي تحمي العين من العدوى، وفي حال حدوث أي خللٍ في نوعية أحد هذه المكونات الثلاث، تتأثر نوعية الدموع الناتجة بحيث تتبخر بسرعة، فلا تستطيع تنظيف العين جيدًا، ولا تشكل الطبقة المتماسكة على سطح العين.
  • نقصٌ في إنتاج كميات الدمع بسبب خللٍ في الغدد الدمعية: تُنتِج الغدد الدمعية الموجودة فوق كل عين الدموع بالكميات اللازمة والنوعية المطلوبة، لكن إنتاج الدمع يبدأ بالانخفاض بعد سن الأربعين، مما يجعل العين أكثر عرضةً للتأثر بأسباب الجفاف البيئية، كما أن النساء معرضاتٌ لجفاف العين بشكلٍ أكبر بعد انقطاع الطمث، بسبب تغيراتٍ هرمونية.
  • الأمراضِ والظروفِ العلاجيةٌِ: يوجد العديد من الأمراض والظروف العلاجية التي يمكن أن تسبب جفاف العين:
    • أمراض المناعة الذاتية؛ مثل متلازمة شوغرن، و التهاب المفاصل، والذئبة، والسكري.
    • عمليات تصحيح النظر التي تزيد فرصة الإصابة بجفاف العين، كعمليتي الليزر والليزك، اللتان تستخدمان لتصحيح طول النظر أو قُصُرِه.
    • العلاج الإشعاعي.
    • نقص فيتامين أ.
  • أسباب أخرى: بالإضافة إلى ذلك هناك عواملُ وظروفٌ بيئيةٌ وأدويةٌ مختلفة تعد من أسباب جفاف العين، أهمها:
    • التعرض المباشر للريح ولأشعة الشمس لفتراتٍ طويلةٍ دون استعمال نظاراتٍ واقية.
    • استعمال مكيف الهواء والمدفأة، والاستخدام المفرط لمجفف الشعر.
    • الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل بعض مضادات الهستامين، وبعض مضادات الاحتقان وبعض مدرات البول، وأدوية حب الشباب خصوصًا الأيزوتيريتنوين، والمسكنات الأفينونية كالمورفين.

علاج جفاف العين

يبدأ العلاج بتحديد أسباب جفاف العين والعمل على تصويبها علاجيًا أو سلوكيًا باتباع بعض الإرشادات، كما يتضمن استعادةً لترطيب العين بشكلٍ فوري، حيث تتعدد خيارات الطبيب للعلاج، وأهمها:[٣]

  • وصف القطرات أو المراهم المرطبة للعين، وهو العلاج الأكثر شيوعًا، حيث يمكن صرف بعض هذه القطرات دون وصفةٍ طبية، كما يُنصح باستعمال القطرات المرطبة بشكلٍ دائمٍ لمن يعاني جفافًا مزمنًا في العين للحفاظ على رطوبتها.[٣]
  • استعمال سدادة للقناة الدمعية الأنفية، يضعه الطبيب فوق الفتحة التي تصرف الدموع من العين إلى التجويف الأنفي؛ للإبقاء عليها في العين فترةً أطول، حيث تُصمَّم بعض هذه السدادات لتذوب بعد فترةً من وضعها في العين، وبعضها يحتاج مراجعة الطبيب لإزالتها لاحقًا.[٣]
  • استعمال جهاز ليب فلو؛ وهو جهازٌ مصممٌ لعلاج جفاف العين الناتج عن انسدادٍ في الغدد الدهنية المسؤولة عن صنع الزيوت الدهنية التي تدخل في تكوين الدموع، حيث يُوضَع الجهاز على العين و يولد ضغطًا وحرارةً فتنفتح الغدد المسدودة.[٣]
  • استعمال بعض الأدوية كقطرات العين السيتيرودية لفترةٍ قصيرةٍ بإشراف الطبيب.[٣]
  • يمكن إجراء بعض الحلول البيتية التي تخفف جفاف العيون، كتطبيق كماداتٍ دافئةٍ على العيون لخمس دقائق، أواستخدام صابونٍ لطيفٍ على العيون المغلقة؛ لعمل مساجٍ بسيطٍ لها بتطبيق حركاتٍ دائريةٍ برؤوس الأصابع.[٤]

مضاعفات جفاف العين

قد ينتج عن جفاف العين مضاعفاتٌ عدةٌ تظهر خصوصًا في حال تأخر المريض بطلب العلاج أو تقاعسه عن اتباع إرشادات الوقاية من أسباب جفاف العين، مما قد يلحق أضرارًا جسيمةً بالعين، أهمها:[٤]

  • التقاط عدوى في العين: تُشكِّل الدموع طبقة حمايةٍ لسطح العين ضد دخول المكيروبات التي قد تنقل العدوى، حيث تزداد فرصة التقاط العدوى في حال عدم وجود دموعٍ كافيةٍ نتيجة أسباب جفاف العين التي تم ذكرها.
  • تلف في سطح العين: إذا تُرك جفاف العين دون علاج، قد يؤدي إلى التهاباتٍ، أو حدوث كشطٍ أو جروحٍ في القرنية، وقد تتطور إلى تقرحاتٍ في العين تؤثر على الرؤية.
  • انخفاض نوعية الحياة: حيث يُصعِّب جفاف العين ممارسة بعض النشاطات اليومية، كالقراءة والعمل على الحاسوب.

الوقاية من جفاف العين

يمكن اتباع بعض الممارسات اليومية البسيطة التي تقلل فرص الإصابة بجفاف العين وتبقي الإنسان بعيدًا عن أسباب جفاف العين، حيث يُوصى باتباعها خصوصًا مع تقدم العمر، للحفاظ على العيون رطبةً مشرقة وصحية[٥]، وهي:

  • أخذ استراحةٍ قصيرةٍ خلال العمل على الحاسوب أو الهاتف المحمول، حيث يُوصى بالنظر بعيدًا عن الشاشة لدقيقةٍ كل ساعة، أو لعشرينَ ثانيةٍ كلَّ عشرين دقيقة.
  • استعمال القطرات المرطبة الخالية من المواد الحافظة، لمن يعملون في أجواءٍ تزيد فرص جفاف العين.
  • تناول الأطعمة الغنية بالأوميجا 3، والتي تقلل الالتهابات وتزيد الرطوبة في كل الجسم، ومن ضمنه العيون.
  • إعطاء العيون استراحةً من العدسات اللاصقة وإزالتها عند الوصول للبيت لمن يحتاج ارتداءها.
  • الانتباه للبيئة المحيطة واستخدام جهاز الترطيب المفيد بشكلٍ خاصٍ في الشتاء عند تشغيل أنظمة التدفئة.
  • في حال الحاجة لأخذ أدويةٍ تسبب جفاف العيون يمكن استشارة الطبيب لتغيير هذه الأدوية واستخدام بدائل لا تسبب هذا العرض الجانبي، أو الاستعانة بقطرات الترطيب في فترة العلاج.
  • ارتداء النظارات الشمسية أو الواقية في حال التعرض للرياح أو لأشعة الشمس المباشرة.

المراجع

  1. "Anatomy, Head and Neck, Eye Lacrimal Gland", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "What is dry eye and how can I get rid of it?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "What Causes Dry Eyes?", www.webmd.com, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Dry eyes", www.mayoclinic.org, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  5. "7 Ways To Prevent Dry Eye", www.prevention.com, Retrieved 29-11-2019. Edited.
5342 مشاهدة
للأعلى للسفل
×