أسباب سرطان الرحم

كتابة:
أسباب سرطان الرحم

ما هي أسباب الإصابة بسرطان الرحم؟

إنّ السبب الدقيق لحدوث سرطان الرحم غير واضحٍ بعد، ولكنّ يُعتقد أنّه يحدث بشكلٍ عام نتيجة طفرات (تغييرات) لخلايا الرحم، ومن ثمّ تنموّ هذه الخلايا المتغيّرة بشكل غير طبيعي وغير مسيطر عليه، مما يُسبّب تكون الكتلة أو الورم.[١]

ويشمل سرطان الرحم نوعين من الأورام؛ أولها وأكثرها شيوعًا هو سرطان بطانة الرحم، والثاني سرطان الرحم نفسه، وتتضمّن أعراض سرطان الرحم نزفًا غير اعتيادي بين فترات الدورة الشهرية أو حتى بعد انقطاعها والوصول إلى سنّ الأمل.[١]

هل توجد عوامل ترفع من خطر الإصابة بسرطان الرحم؟

توجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم، مع الإشارة إلى أنّ وجودها لا يعني بالضرورة حتمية الإصابة بهذا السرطان،[١] ومن هذه العوامل ما يأتي:

عمر المرأة

وفقًا لإحصائيات الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية (ASCO) فإنّ سرطان الرحم غالبًا ما يحدث لدى النساء اللواتي تجاوزن سنّ الـ 50، وفي المقابل لا يُعدّ حدوثه شائعًا في النساء الأصغر من 45 عامًا، وبشكلٍ عام يبلغ متوسط سنّ النساء عند التشخيص 60 عامًا تقريبًا.[٢]

عدم حمل المرأة مسبقًا 

فغالبًا تُعدّ النساء اللواتي أنجبن على الأقل مرة واحدة أقل عرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم،[٣] وفُسّر ذلك أنّ الحمل يغيّر من التوازن الهرموني في جسم المرأة؛ إذ يزداد تركيز هرمون البروجسترون، وتقلّ مستويات الإستروجين.[٤]

معاناة المرأة من مشكلات الخصوبة

وذلك بسبب اختلال توازن هرموني الإستروجين والبروجسترون الذي يظهر في حالات العقم وعدم انتظام الدورة الشهرية.[٤]

عِرق المرأة 

ترتبط الإصابة بسرطان الرحم لدى النساء ذوات العرق الأبيض بشكلٍ أكبر مقارنة بالنساء ذوات العرق الأسود، ولكن النساء ذوات العرق الأسود أكثر عرضة لتشخيص الإصابة بسرطان الرحم في مراحله المتقدمة، وذلك بسبب عدة عوامل تؤثر في وصول الرعاية الصحية لهذه الفئة من النساء في مختلف البلدان.[٥]

العوامل الجينية

غالبًا ما تؤثر العوامل الجينية المرتبطة بالوراثة في احتمالية الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات؛ إذ ترتبط الإصابة بسرطان الرحم بنسبة 5% بالعوامل الوراثية، ومنها الإصابة بسرطان بطانة الرحم أو ما يسمى بمتلازمة لينش،ومتلازمة لينش هي حالة صحية تحدث عادة بسبب طفرة في الجينات، وترفع فرصة الإصابة بسرطان بطانة الرحم وغيرها من أنواع السرطانات لدى المصابين بها أساسًا.[٤]

علاج المرأة مسبقًا بالإشعاع 

توجد احتمالية أعلى للإصابة لدى النساء اللواتي خضعن للعلاج الإشعاعي لأي نوع من السرطان سابقًا؛ إذ إنّ الإشعاعات قد تُتلف الحمض النووي في الخلايا الطبيعية، ممّا قد يحوّلها إلى خلايا سرطانية مُستقبلًا.[٦]

علاج المرأة بالهرمونات البديلة 

يُستخدم الإستروجين بشكل كبير لعلاج الهبات الساخنة، والتقليل من جفاف المهبل وعلاج هشاشة العظام بعد انقطاع الدورة الشهرية، ويعد العلاج بالهرمونات البديلة أحد الأسباب التي ترفع احتمالية الإصابة بسرطان الرحم، خصوصًا بعد انقطاع الدورة الشهرية نظرًا لاستخدامه وحده دون البروجسترون.[٦]

علاج المرأة بدواء التاموكسفين

يُستخدم دواء التاموكسفين في علاج سرطان الثدي بشكل أساسيّ؛ فهو يعد كمضاد للإستروجين في خلايا الثدي، ولكنّه يعمل كهرمون الإستروجين في الرحم، لذا يؤدي استخدام دواء التاموكسفين لعلاج سرطان الثدي إلى زيادة فرصة الإصابة بسرطان بطانة الرحم، فهو يحفز نموها لدى البعض بعد انقطاع الدورة الشهرية، لذا يجب إخبار الطبيب بأي حالة صحية قبل استخدامه؛ لموازنة مخاطر وفوائد استخدامه.[٦]

إصابة المرأة ببعض الأمراض 

توجد العديد من الأمراض المرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بسرطان الرحم نذكر منها ما يأتي:

الإصابة بنقص نشاط الغدة الدرقية 

ارتبط سرطان الرحم بحالات تم تشخيصها بنقص في نشاط الغدة الدرقية، ويُشار إلى أنّ قصور الغدة الدرقية يؤثر في إنتاج بعض الهرمونات المرتبطة بوظيفة الرحم بشكل مباشر أو غير مباشر، ويسبب هذا التغيير في مستوى الهرمونات خللًا قد يقود للإصابة بسرطان الرحم، خاصةً مع وجود عوامل الخطورة الأخرى، وما زالت الدراسات السريرية قائمة للبحث أكثر في هذه العلاقة.[٧]

الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض 

تعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من زيادة نسبة هرموني الإستروجين والأندروجين، وانخفاض مستوى هرمون البروجستيرون، وهذا بدوره يزيد فرصة الإصابة بسرطان الرحم.[٨]

ولفهم علاقة ذلك بالأمر لا بدّ من معرفة أن هرمون البروجسترون مسؤول عن استمرار دورة الحيض التي يتخلّص فيها الجسم من بطانة الرحم النامية، ولأنّ المصابات بتكيس المبايض ينخفض لديهن مستوى هرمون البرجسترون فقد لا يحدث لديهن الحيض، وبذلك تزداد سماكة بطانة الرحم وقد يتغير شكل خلاياها، مما يزيد احتمالية تضخم بطانة الرحم وتحوّلها إلى سرطان إذا تُركت دون علاج.[٨]

الإصابة بالمتلازمة الأيضية 

تعد المتلازمة الأيضية من الأسباب التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرحم؛ حيث تعتمد على عوامل عدة مثل:[٩]

  • تراكم الدهون حول منطقة البطن.
  • ارتفاع السكر في الدم.
  • ارتفاع في ضغط الدم.
  • ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية.
  • انخفاض مستويات البروتينات الدهنية عالية الكثافة في الدم.

وغالبًا ما تتزامن الإصابة بالمتلازمة الأيضية بالإصابة بسرطان بطانة الرحم، وتسمى بالمتلازمة الثلاثية لسرطان بطانة الرحم.[٩]

الإصابة بمرض السكري 

عادة ما تكون الحالات المصابة بسرطان الرحم تعاني من مرض السكري من النوع الثاني؛ وقد فُسر ذلك بأنّ السمنة، والتي تعتبر من أهم عوامل الإصابة بمرض السكري، قد تسبّب اختلالات هرمونية في الجسم تزيد من خطورة إصابة المرأة بسرطان الرحم.[١٠]

الإصابة بفرط تنسج بطانة الرحم 

يعد فرط تنسج بطانة الرحم من أمراض الجهاز التناسلي الأنثوي التي تسبّب نزفًا حادًا أو غير طبيعيّ؛ بسبب زيادة سماكة بطانة الرحم الذي يحدث أثناء أو بعد غياب دورة الحيض، وإنّ زيادة سماكة بطانة الرحم في هذه الحالة لا تعد سرطانًا، ولكنها من الحالات التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم.[١١]

الإصابة مسبقًا بسرطان المبيض أو الثدي 

إنّ الإصابة بسرطان الثدي أو المبيض قد يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الرحم؛ لأنّ عوامل الخطر المؤدية للإصابة هي ذاتها في الحالتين.[٦]

هل يمكن للمرأة أنّ تقي نفسها من الإصابة بسرطان الرحم؟

لا يُمكن منع الإصابة بسرطان الرحم، ولكن يُمكن التقليل من خطر الإصابة به من خلال اتباع الإجراءات الآتية:[٤]

  • الفحص الدوري

وعلاج مشاكل الألم والنزف غير الطبيعية التي تلاحظها المرأة.

  • الحفاظ على الوزن صحيًا ومثاليًا

وذلك باتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة بشكل منتظم.

  • التحكم بمرض السكري

وذلك بالسيطرة على مستويات السكر في الدم.

  • تناول حبوب منع الحمل

والتي تنظم مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، وبذلك تُقلل حبوب منع الحمل الإصابة بفرط النمو في بطانة الرحم، والذي يُعدّ سببًا في الإصابة بسرطان بطانة الرحم.

  • استخدام موانع الحمل الهرمونية (IUD)

التي تُفرز هرمون البروجستيرون، وهو ما قد يمنع الإصابة بالسرطان.

ملخص المقال

إن السبب الرئيس والدقيق وراء الإصابة بسرطان الرحم غير معروف للآن، ولكن تم تحديد بعض عوامل الخطر التي يسهم وجودها في رفع فرصة الإصابة، ولا يُعني وجودها بالضرورة أنّ الشخص سيُصاب بسرطان الرحم، ويُشار إلى وجود بعض الإجراءات الوقائية التي قد يسهم اتباعها في تقليل احتمالية الإصابة به.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Uterine Cancer", my.clevelandclinic., Retrieved 23/11/2021. Edited.
  2. "Uterine Cancer: Risk Factors and Prevention", www.cancer.net, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  3. "Pregnancy history and risk of endometrial cancer", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Risk factors for uterine cancer", www.cancercenter.com, Retrieved 24/11/2021. Edited.
  5. "Race disparities between black and white women in the incidence, treatment, and prognosis of endometrial cancer", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Endometrial Cancer Risk Factors", www.cancer.org, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  7. "Relationship between Hypothyroidism and Endometrial Cancer", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "PCOS and Endometrial Cancer Risk", www.everydayhealth.com, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "The Role of Metabolic Syndrome in Endometrial Cancer: A Review", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  10. "The effect of diabetes on the risk of endometrial Cancer: an updated a systematic review and meta-analysis", bmccancer.biomedcentral.com/, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  11. "Endometrial Hyperplasia", /my.clevelandclinic.org, Retrieved 15/12/2021. Edited.
5715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×