محتويات
أسباب سقوط الحضارة السومرية
يعود سقوط الحضارة السومريّة للعديد من الأسباب، وفيما يأتي توضيحها:
احتلال سومر من الكوتيين
تعرضت الدولة السومريّة في أواخر عهدها للاحتلال من الكوتيين الذين استمر احتلاهم لها لفترة طويلة، وتعرضت خلالها مدن سومريّة كثيرة للفوضى والدمار، ولكنّ حكم الكوتيين كان ضعيفًا، فظهرت عدّة سلالات حاكمة في الدولة، وقامت كلّ سلالة تحت إمرة حاكم بطرد الكوتيين، والسيطرة على مدن ومناطق منها، وجعلها تحت حكمها، مثل: سلالة أوروم الرابعة، ولكش الثانية، وأوروك الخامسة، وأورك الثالثة.[١]
تفردت كلّ سلالة من هذه الأسر بحكم منطقة معينة من الدولة السومريّة، وفرض سيطرتها على ما حررته من مدن، وهذا أدى لاحقًا لظهور خلافات ونزاعات بين هذه السلالات، وذلك للسيطرة على مناطق جديدة من الدولة، وتوسيع نفوذها، ومحاولة كلّ حاكم التفرد بلقب ملك للسومريين.[١]
نزاع الأسر السومريّة الحاكمة
أدت هذه الخلافات بين الأسر الحاكمة إلى نشوب حروب وقتال بينهم، وخسر فيها السومريّون كثيراً من الأرواح، وأدت إلى تضرر اقتصادهم وتدمير بعض مدنهم، حيثُ كانت كلّ سلالة ترغب بالسيطرة على قنوات المياه وضمها لدولتها، ورغب بعضهم الآخر في زيادة مساحة دولته، وكلّ ذلك أدّى إلى اضطرابات داخليّة تُضعف السلطة فيها.[٢]
الضرائب المفروضة
يوجد هناك عوامل أخرى اقتصاديّة واجتماعيّة أدت تدريجيًّا لانهيار الحضارة السومريّة ونهايتها، فخلال حكم السلالات ظهرت الفروقات الطبقيّة بين الناس التي أعطت بدورها الحق للحكام والمالكين بالاستيلاء على كافة الثروات، بالإضافة إلى فرضهم الضرائب على الطبقات الاجتماعيّة الأخرى، فأنهكتهم حتى اضطروا لبيع ما لديهم من أثاث وأدوات للتمكن من دفعها.[٢]
ومن الجدير بالذكر أنّه قام بعض الأشخاص بالثورة، والمطالبة بحقوقهم، والمطالبة بإصلاحات اجتماعيّة واقتصاديّة، إلا أنّ كلّ هذه المحاولات باءت بالفشل، واستمرت الضرائب كما هي.[٢]
إهمال قطاعات الزراعة والتجارة والصناعة
أدّت النزاعات القائمة بين الحكام لصب اهتمامهم بتقوية الجيش والعسكر، والتركيز على احتلال المدن، ومحاولة زيادة نفوذهم، مما أدى إلى إهمال أمور الشعب وأوضاعهم، وإهمال قطاعات الزراعة، والصناعة، والتجارة، وإهمال جميع الشؤون الداخليّة الأخرى، مما أدى إلى ضعف هذه الدول وإلى انهيارها لاحقًا.[٢]
المراجع
- ^ أ ب د.اسامة عدنان ود.ماجدة حسو ود.حيدر عقيل (2020)، لمحات من تاريخ بلاد الرافدين (الطبعة 1)، العراق:اشوربانيبال للثقافة، صفحة 107، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث عبد اللطيف بن محمد الحميدان (2017)، سنن قيام الحضارات وسقوطها قديما وحديثا مقارنة بآراء ابن خلدون (الطبعة 1)، السعودية:العبيكان، صفحة 25-28، جزء 1. بتصرّف.