أسباب ضعف التبويض

كتابة:
أسباب ضعف التبويض

ضعف التبويض

تُعرَف عملية التبويض بأنَّها إطلاق البويضات من المبيض باتجاه قناة فالوب لحدوث الحمل بصورة طبيعيّة، ويحدث ذلك شهريًا، وعادةً ما يأتي موعد الإباضة في منتصف الشهر ابتداءً من اليوم الأول للحيض في الدورة الشهرية، فالمبيض يُنتج بويضةً سليمةً ناضجةً ويُطلقها عبر قناة فالوب للرحم.

ينتج ضعف التبويض -أو ما يُشار إليه باضطرابات التبويض- عن عدم قدرة المبيض على إنتاج البويضات كليًا، أو نتيجة اضطراب عملية التبويض دون غيابها نهائيًا، الأمر الذي يُشار إليه طبيًا بقلة الإباضة، وتعد هذه الحالة من الأسباب الرئيسة للعقم عند النساء؛ إذ تُشكِّل ما نسبته 40% من مسبِّباته عندهن، وغالبًا ما تدل الإباضة غير المنتظمة على اضطراب المستويات الهرمونية عند النساء، كما أنَّها تعني أحيانًا إنتاج بويضات غير جيدة لحدوث الحمل.[١]


أسباب ضعف التبويض

لا يوجد سبب محدد وواضح لضعف التبويض، لكن يوجد العديد من الأسباب المحتملة وراء الإصابة بمشكلات التبويض، منها ما يأتي:[٢][٣]

  • الإصابة بتكيس المبايض، وهي حالة تسبب زيادة الوزن، وزيادة إفراز الهرمونات الذكورية من المبايض.
  • السمنة المفرطة، أو النحافة الزائدة.
  • انقطاع الطَّمث في سنّ مُبكرة، بالتالي انقطاع التبويض.
  • الإصابة بداء السكري.
  • تناول بعض أنواع الأدوية، مثل: أقراص منع الحمل المُحتوية على الإستروجين أو البروجيسترون، ومضادات الاكتئاب.
  • التعرُّض للضغط النفسي والتوتر.
  • ممارسة التمارين الرياضية والمجهود البدني الشديد.
  • الاضطرابات الهرمونية؛ إذ تتحكم الهرمونات المُفرزَة من الغدة تحت المهاد وغيرها من الغدد الصماء بعمليّة التبويض والتكاثر، لذا فإنّ أي اضطراب فيها قد يؤدي إلى ضعف التبويض، ومن ذلك ما يأتي:
    • نقص في إفراز الغدة النخامية للهرمون المُنشِّط للجسم الأصفر (LH) والهرمون المنشط للحوصلة (FSH)، اللذَين يحفّزان عملية الإباضة من المبايض، وذلك قد يكون ناتجًا عن اضطراب إفراز الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH) من غدة تحت المهاد، إذ يحفِّز هذا الأخير الغدة النخامية لإفراز هرموناتها، مما يحفّز المبايض والتبويض.
    • نقص في إفراز المبايض لهرمون الإستروجين.
    • مشكلات الغدة الدرقيّة، مثل فرط نشاطها أو خمولها، مما يُحدِث اضطرابًا في مستوى الهرمونات في الجسم.
    • زيادة في إفراز الغُدَّة النُّخامية لهرمون الحليب، الذي يؤدي بدوره إلى حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية؛ بالإضافة إلى تسبُّبه بانخفاض مستوى الهرمونات المسؤولة عن التبويض.


تشخيص ضعف التبويض

يُشخّص الطبيب الإصابة بضعف التبويض بعد إجراء الفحوصات الآتية:[١]

  • الفحص البدني؛ إذ يسأل الطبيب عن أوقات الدورة الشهرية، ويتأكّد من غيابها أو عدم انتظامها، وقد يطلب من المرأة قياس درجة حرارة الجسم القاعدية يوميًا لعدة أشهر.
  • تحاليل الدَّم؛ لفحص الهرمونات والكشف عن وجود اضطرابات فيها.
  • الفحص بالموجات فوق الصوتية؛ لفحص شكل الرحم والمبيضين وحجمهما، والكشف عن وجود أكياس تدل على مشكلة تكيُّس المبايض.


علاج ضعف التبويض

يُنفّذ الطبيب علاج المرأة المصابة بضعف التبويض من خلال اتباع مجموعة من العلاجات، التي تتضمّن ما يأتي:


العلاجات الدوائية

توجد عدة خيارات دوائية لعلاج المصابة بضعف التبويض، لكن يجدر التنويه إلى أنّ العديد من أدوية الخصوبة لدى النساء تزيد من فرص إنجاب التوائم، مما يزيد خطر تعرُّض الحامل للمشكلات أثناء الحمل، مثل: الولادة المبكرة، ومشكلات النمو، ويُذكر من هذه الأدوية ما يأتي:[٤]

  • الكلوميد: يساعد دواء كلوميفين على حدوث الإباضة من خلال تأثيره على الغدة النخامية، وغالبًا ما يُستخدم للنساء اللواتي يُعانين من تكيس المبايض وغيره من اضطرابات التبويض.
  • الميتفورمين: يوصف هذا العلاج للنساء في حال الإصابة بتكيس المبايض، ومقاومة الأنسولين، إذ يُخفّض مستوى الهرمونات الذَّكرية المُرتفع، الأمر الذي يساعد على حدوث عملية الإباضة، وقد يُوصف هذا الدواء بالتزامن مع دواء الكلوميفين أو غيره من الأدوية.
  • مُوَجِّهَةُ الغُدَدِ التَّنَاسُلِيَّةِ الإِياسِيَّةُ البَشَرِيَّة (hMG): يُحقَن هذا الهرمون لتحفيز عملية الإباضة، ويُستخدَم غالبًا لمعالجة النساء اللواتي ينقطع التبويض لديهن بسبب مشكلات في الغدة النخامية، ويؤخَذ هذا الدواء عن طريق الحقن، ويحفز المبايض مباشرةً للإباضة.
  • الهرمون المنشط للحويصلة (FSH): قد يصف الطبيب أدوية خصوبة تحتوي على الهرمون المُنشط للحوصلة FSH؛ لتحفيز المبايض للإباضة، وغالبًا ما تُعطى هذه الهرمونات عن طريق الحَقن.
  • نظائر الهرمون المُحفِّز للغدد التناسلية: يوصف هذا العلاج للنساء عند عدم انتظام التبويض شهريًّا، أو للنساء اللوتي تحدث عندهم عملية الإباضة قبل نضوج البويضة، فتؤثر في الغُدة النُّخامية بهدف تغيير موعد الإباضة، وتُعطى هذه النظائر على شكل حُقَن أو بخاخ في الأنف.
  • البروموكريبتين: يوصف هذا العلاج في حال ارتفاع هرمون الحليب وما ينتج عن ذلك من اضطرابات ضعف التبويض.


العلاجات الطبيعية

يساهم استخدام بعض العلاجات الطبيعية في علاج مشكلات التبويض، ومن أهم هذه العلاجات اتباع نظام غذائي صحي، وتتضمن خيارات العلاج الطبيعي ضمن اتباع نظام التغذية الصحي تناول الأطعمة الآتية:[٥]

  • الأطعمة العضوية: هي الأطعمة التي تُرَشّ بمبيدات طبيعية وليست كيميائية، إذ تؤثر المبيدات على هرمون الإستروجين والهرمونات الأخرى.
  • الأطعمة الغنية بحمض الفوليك: يساعد حمض الفوليك على بناء خلايا جديدة في الجسم، ويمنع إصابة الأجنّة بالعيوب الخَلقيّة، كما يُوصَف حمض الفوليك للنساء قبل الحمل؛ لضمان الحفاظ على صحة الجنين عند الحمل، وإضافةً إلى توفر مكملات حمض الفوليك فإنّ الجسم يحصَل عليه من تناول بعض الأطعمة، مثل: الخضروات الورقية، والفواكه الحمضية، والفاصولياء، وجنين القمح.
  • الأسماك: يساهم تناول الأسماك في تزويد الجسم بالأحماض الدُّهنية أوميغا 3 التي تُقلل الالتهابات، بالإضافة إلى الاعتقاد بدورها في تعزيز عَمَليتَي الإخصاب وزرع البويضة في الرَّحم، وتنظيم الإباضة، وإنتاج بويضات سليمة، ومن الضروري تجنُّب تناول الأسماك الغنية بعنصر الزئبق.
  • الأطعمة الغنية بفيتامين هـ: يُعدّ فيتامين (هـ) ضروريًا لإنتاج العديد من الهرمونات في الجسم، كما يدعم أداء وظائف الغُدد وإفراز هرموناتها.
  • الخضروات الصليبية: تتضمن هذه الخضروات البروكلي، والملفوف، وبراعم بروكسل، وتحتوي على مادة إندول -3 كاربينول، التي تساعد الكبد على أداء عملية أيض الإستروجين، ويُنصح بتناول هذه الخضروات بطهيها على البخار فقط.
  • الأطعمة الغنية بفيتامين ج: يُحفّز فيتامين (ج) حدوث الإباضة، كما يزيد الحيوانات المنوية لدى الرجال، ويساعد الجسم على امتصاص الحديد، الذي يُعدّ عُنصرًا غذائيًا مهمًا للنساء الحوامل، ويُحصَل على فيتامين ج من تناول ثمار الحمضيات، مثل: الجريب فروت، والكيوي، والجوافة، أو الخضروات، مثل الفلفل الأحمر.


الوقاية من ضعف التبويض

بعيدًا عن المشكلات العضوية التي قد تسبب ضعف التبويض توجد طرق وقائية تحمي المرأة من هذه المشكلة، منها ما يأتي:[٥]

  • تجنُّب الأطعمة التي تُضعِف الخصوبة، مثل: الدهون الضارة التي تزيد من الالتهابات، والحبوب التي تزيد من إنتاج الكورتيزول والإستروجين، والسكر المكرر، والكحول، والكافيين.
  • الحد من التوتر، مما يحافظ على التوازن الهرموني، بالتالي الحفاظ على مستويات خصوبة طبيعية.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم، مما يُقلّل من مستويات التوتر، ويدعم الخصوبة.
  • ممارسة التمارين الرياضية باعتدال، وتجنُّب الإفرط في ممارستها.


مخاطر مرتبطة بضعف التبويض

قد تكون الإصابة بضعف التبويض مصحوبةً بانخفاض مستويات هرمونات معينة، مما يؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات الصّحية، منها:[٦]

  • القلق والاكتئاب، يؤدي ضعف التبويض إلى تغيير الهرمونات التي تتحكّم بالمزاج.
  • متلازمة جفاف العين، إذ تصابُ المرأة بعدم الرّاحة في العين، وعدم وضوح الرؤية.
  • مرض القلب، يؤثّر انخفاض مستويات هرمون الإستروجين على العضلات المبطنة للشّرايين، ويزيد من تراكم الكوليسترول في الأوعية الدموية، ممّا يسبّب تصلّب الشرايين.
  • الإصابة بالعقم.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • هشاشة العظام، إذ يساعد هرمون الإستروجين على إبقاء العظام قويّةً.
  • الهبات الساخنة.
  • التّعرق الليلي.
  • مشكلات في التّركيز أو الذاكرة.
  • جفاف المهبل، الذي يؤدّي إلى الشعور بعدم الراحة عند الجماع.


المراجع

  1. ^ أ ب Rachel Gurevich (25-6-2019), "Anovulation and Ovulatory Dysfunction"، www.verywellfamily.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  2. "Problems With Ovulation", www.msdmanuals.com, Retrieved 26-9-2018. Edited.
  3. "Female infertility", www.mayoclinic.org, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  4. "Infertility", www.womenshealth.gov, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Natural Infertility Treatment and Home Remedies", draxe.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  6. "Primary Ovarian Insufficiency", www.medlineplus.gov, Retrieved 30-12-2018. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×