أسباب قطع صلة الرحم وعلاجها

كتابة:
أسباب قطع صلة الرحم وعلاجها

أسباب قطيعة الرحم

قطيعة الرحم يعني قطع التواصل مع الأقارب وعدم الإحسان إليهم، وعدم التجاوز عن سيئاتهم، وهو عكس مصطلح صلة الرحم الذي يعني عكس ذلك كله، وقطيعة الرحم ذنب عظيم، وجرم جسيم، يفصم الروابط، ويشيع العداوة والشنآن، ويحل القطيعة والهجران، ومزيلة للألفة والمودة، ومانعة من نزول الرحمة ودخول الجنة، وموجبة للتفرد والصغار والذلة.[١]

وفيما يأتي ذكر أهم أسباب قطيعة الرّحم:

  • الجهل

ويقصد بها الجهل بعواقب القطيعة، والجهل بفضائل وفوائد صلة الرحم.

  • الكبر

ويقصد بها التكبر على الأقارب بعد نيل الوظيفة ذات الدرجات الرفيعة، أو أن يتكبر المرء عن زيارة أقاربه بعد أن ينال سعةً في الرزق والمال.

  • الشح والبخل

ويتمثل في الخوف الزائد من استدانة الأقارب للمال منه إن كان ذو سعة.

  • قلة التقوى

وتتمثل في عدم خوف الرجل من عواقب القطيعة، وعدم الطمع بأجر الصلة.

  • العداوة المتوارثة

وأسبابها تكون متعلقة بالمشاكل القديمة التي تمتد لسنوات بين الأخ وأخيه مثلاً؛ مما يؤدي إلى حجب زيارة الأبناء لأعمامهم أو أقاربهم من أي درجة وصلة أخرى، ومن الأمثلة على هذه المشكلات: شراكات العمل القائمة على حسن الظن والمجاملة بدلا من الوضوح والصراحة والأسس المنهجية الثابتة اللازمة في كل مكان عمل.

أو تأخير تقسيم الميراث، وتحدث عند تشابك الأمور بين الورثة، فمنهم من يستعجل في طلب نصيبه، ومنهم من يؤجل لأي سبب، فتتأخر عملية حصر الإرث، فتحل الفرقة وتسود القطيعة.

  • النميمة المتسرية بين أفراد العائلة القائمة على التشويش، والتزييف، والكذب التي تؤدّي إلى انتشار العداوة والبغضاء بين الأقارب ويصبح كل طرف منشغل بالمشكلة عن الحل أو معاقبة صاحب النميمة.
  • التسويف بالزيارة إلى حد الانقطاع بسبب التأجيل المستمر والتكاسل عن السؤال بسبب البعد المكاني.
  • النفور الشديد الذي يشعر به الزائر لأقاربه جراء عتابهم عليه و تقريعهم له.

علاج قطيعة الرحم

إنّ من طرق علاج القطيعة بين الأرحام نسف المشكلات التي تستجلب القطيعة، ومعرفة عظيم شأن الرحم، وتحرّي أسباب الوصل، ومراعاة آداب زيارة الأقارب؛ كمعرفة حدودهم واحترام خصوصياتهم، والتجاوز عن إساءتهم، ومقابلتهم بالإحسان، وقبول أعذارهم إن أخطأوا واعتذروا، والصفح عنهم وإن لم يعتذروا.

والتواضع معهم واللين في التعامل معهم، وبذل الوسع معهم على قدر الاستطاعة، وعدم التمنّن عليهم أو مطالبتهم بالمثل، مع مراعاة أوضاعهم وظروفهم النفسية والاقتصادية والمعيشية، وعدم التقليل من شأنهم لأي سبب.

ومن أولى مشكلات القطيعة: الجهل، فلو حرصنا على إثراء الأشخاص علمياً وإكسابهم معرفة عظيمة؛ كالآثار المترتبة على الوصل، فغالباً سوف ننجح في شد انتباههم إليها، والتأثير على عواطفهم الإيمانية لدفعهم إلى وصل ما أمر الله به أن يوصل، ولن نجد أعظم من كتاب الله وسنة نبيه منهجاً نتبعه بخصوص هذا الشأن.

بم تكون صلة الرحم

إنّ صلة الرحم تمتثل في الزيارات وتفقد الأحوال وعيادة المريض، والتصدّق على الفقير منهم، واحترام الغني، ومشاركتهم أفراحهم، وتعزيتهم في أتراحهم، والدعاء لهم، وحسن المعاملة معهم وسلامة الصدر، ومساعدتهم في حل ما أشكل عليهم، وإصلاح ذات البين، واستضافتهم، وحسن استقبالهم، وغيرها من مظاهر الإحسان.

فضل صلة الرحم

ثبتت العديد من النصوص الشرعية التي تدل على فضل صلة الرحم العظيم، منها ما يأتي:

  • قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ)؛[٢]ففي هذه الآية ثناء على الواصلين.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).[٣]
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)،[٤] ومعنى كلمة ينسأ في أثره أي: يُطيل الله في عمره ببركة صلة الرحم.
  • عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلا قال: (يا رسول الله، أخبِرنِي ما يُقرِّبُنِي من الجنَّةِ ويُباعدُني من النَّارِ، قالَ: تَعبدُ اللهَ ولا تُشركُ بهِ شيئًا، وتقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤتِي الزَّكاةَ، وتصل الرَّحِمَ).[٥]

عقوبة قاطع الرحم

ثبتت العديد من النصوص الشرعية التي تدل على عقوبة قاطع الرحم، منها ما يأتي:

  • قال الله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ).[٦]
  • عن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ، قالَ ابنُ أَبِي عُمَرَ: قالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ).[٧]
  • عن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرَّحِمُ شِجْنَةٌ، فمَن وصَلَها وصَلْتُهُ، ومَن قَطَعَها قَطَعْتُهُ).[٨]

المراجع

  1. محمد بن ابراهيم الحمد، كتاب قطيعة الرحم، صفحة 3.
  2. سورة الرعد، آية:21
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:6831، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن الصحابي الجليل أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5986، صحيح.
  5. رواه البخاري، في فتح الباري في شرح صحيح البخاري، عن أبو أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:1396، صحيح.
  6. سورة محمد، آية:23
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم:2556، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5989، صحيح.
4968 مشاهدة
للأعلى للسفل
×