أسباب كثرة التبول عند الحامل

كتابة:
أسباب كثرة التبول عند الحامل


أسباب كثرة التبول عند الحامل

هل تعدّ كثرة التبوّل أثناء الحمل أمرًا طبيعيًا؟ تواجه المرأة الحامل العديد من المتاعب طوال فترة حملها، من بينها كثرة التبوّل، ولا يشكّل هذا الأمر مصدرًا للقلق، فهو استجابة طبيعية للجسم، تتعلّق بالتغيّرات التي تطرأ عليه خلال الحمل، ولكن يجب إجراء اختبارات وفحوص دورية، ومراجعة الطبيب في حال ظهرت أعراض غير طبيعية،[١] وتختلف أسباب كثرة التبوّل مع تقدّم الحمل، فتكون على الشكل الآتي:


في الثلث الأول من الحمل

ما سبب كثرة التبوّل في الأشهر الثلاثة الأولى؟ تشعر معظم النساء الحوامل بالرغبة في الذهاب إلى الحمام بشكلٍ متكرّر وأكثر من المعتاد، ويكون ذلك بعد حوالي أسبوعين من حدوث التلقيح، ولكن يمكن أن يختلف ذلك من امرأة لأخرى، فقد لا تعاني بعض الحوامل من كثرة التبوّل في الأسابيع الأولى من الحمل، إذ يعدّ ذلك طبيعيًا فلا داعي للقلق، وتتمثّل أسباب كثرة التبوّل في الثلث الأول من الحمل بما يأتي:[٢]

  • تؤدّي التغيّرات الهرمونية في بداية الحمل إلى زيادة التدفّق الدموي والسوائل في الجسم.
  • تعمل الكليتان بكفاءة عالية للتخلّص من الفضلات، ممّا يعني إنتاج المزيد من البول.
  • يبدأ الرحم بالنمو فيضغط على المثانة، فيزيد من الرغبة بتفريغها بتواتر أكبر.


تعدّ كثرة التبول أمرًا طبيعيًا وشائعًا في الثلث الأول من الحمل، ولا يستدعي القلق إلّا إذا ظهرت أعراض غير طبيعية على الحامل.


في الثلث الثاني من الحمل

هل تستمر هذه المشكلة في الثلث الثاني من الحمل أيضًا؟ مع استمرار الحمل، يرتفع الرحم المتنامي إلى تجويف البطن أو الحوض، ممّا يقلّل الضغط على المثانة، ومع تكيّف الجسم مع التغييرات الجديدة، تلاحظ الحامل بأنّها لا تضطر إلى الذهاب إلى الحمام كالسابق، ويعدّ هذا الثلث فترة استراحة قصيرة من مشكلة كثرة التبوّل، إذا ستعود وتظهر في الثلث الثالث من الحمل.[٣]


يقلّ تواتر الدخول إلى الحمام في الثلث الثاني من الحمل بسبب ارتفاع الرحم إلى تجويف البطن.


في الثلث الثالث من الحمل

ما سبب ذلك في الأشهر الأخيرة من الحمل؟ تعود الرغبة الملحّة للتبوّل بالظهور في بداية الثلث الثالث من الحمل، حيث يتوغّل الجنين في عمق الحوض، فيزداد الضغط على المثانة، وفي بعض الأحيان يتسبّب هذا الضغط الإضافي في تسرّب البول، خاصّةً عند الكحة أو العطاس أو الانحناء أو الضحك، وإذا كان ذلك يسبّب مشكلة محرجة، يمكن استخدام فوط صحيّة، ويجب الانتباه إلى ألّا يكون التسريب هو السائل الأمنيوسي، ويجب حينها الاتصال بالطبيب.[٤]


هل يتسبّب شرب المزيد من الكافيين في زيادة التبوّل؟ في الحقيقة، تزيد المشروبات التي تحتوي على الكافيين من إدرار البول، وبالتالي ستزداد الرغبة بالذهاب للحمام، وهناك أسباب أخرى تؤدّي إلى ذلك أيضًا:[٢]

  • شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل الأخرى.
  • اكتساب الكثير من الوزن، الأمر الذي يتسبّب بزيادة الضغط على المثانة.
  • بعض الأدوية، والتي من آثارها الجانبية زيادة إدرار البول.
  • وجود مشكلة صحية كامنة أو إصابة تؤثّر على الجهاز البولي أو منطقة الحوض بشكلٍ عام.


يزداد ضغط الرحم المتنامي على المثانة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، فتزداد الرغبة بالذهاب إلى الحمام، خاصّةً إذا تم شرب الكثير من السوائل والكافيين.


أسباب تستدعي مراجعة الطبيب

ما الحالات التي تستدعي القلق وزيارة الطبيب؟ قد تكون كثرة التبوّل عرضًا من أعراض حالة مرضية، ولذلك يجب على الحامل الانتباه إلى أي عرض غريب يمكن أن تواجهه حتى لو كان بسيطًا، وفيما يأتي الأسباب الأكثر شيوعًا التي تستدعي زيارة الطبيب خلال الحمل:


عدوى المثانة

ما هي أسباب هذه الحالة؟ يمكن أن تكون كثرة التبول ناتجة عن عدوى المثانة أوالتهابات المسالك البولية، وتعدّ هذه العدوى شائعة نوعًا خلال الحمل، وهي حالة تستدعي القلق، فإذا تُركت دون علاج يمكن أن تشكّل خطرًا على صحة الحامل والجنين المتنامي في رحمها، وتعود أسباب عدوى المثانة إلى تغيّر تركيب البول حيث يصبح أكثر حموضةً ومحتوي على الكثير من البروتينات والسكرات، ممّا يجعله وسطًا ملائمًا لنمو الجراثيم، وتتمثّل أعراض هذه العدوى التي تستدعي زيارة الطبيب بما يأتي:[٥]

  • زيادة الحاجة الملحّة للتبول.
  • الشعور بحرقان عند التبول.
  • يصبح مظهر البول معكّرًا.
  • يكون للبول رائحة قوية.
  • وجود دم في البول.
  • ألم في أسفل الظهر والبطن والجانبين.


كيف يتم علاج عدوى المثانة؟ إذا بقيت هذه العدوى دون علاج فسوف تؤدّي إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة، وعادةً ما يقوم الطبيب بوصف المضادّات الحيوية لمدّة 3 أيام، ويجب على الحامل ألّا تتناول أي مضاد حيوي دون استشارة الطبيب، لأنّ بعضها يمكن أن يسبب تشوّهات للجنين، وإذا انتقلت عدوى المثانة إلى الكليتين، فيجب على الحامل تلقّي علاجها في المستشفى، وقد تساعد العلاجات المنزلية الآتية في علاج عدوى المثانة:[٥]

  • شرب كميات وفيرة من الماء، للمساعدة في التخلّص من البكتيريا.
  • شرب عصير التوت البري، الذي يحتوي على مركبات يمكن أن تساعد في منع التصاق البكتيريا ببطانة المسالك البولية.
  • القيام بالتبوّل عند الحاجة لذلك.
  • تناول بعض المكمّلات، كمزيجفيتامين سي والتوت البري والبروبيوتيك، الذي قد يساعد في تخفيف عدوى المسالك البولية المتكررة.


تحدث عدوى المثانة بشكلٍ شائع عند الحوامل، ويجب التوجّه إلى عيادة الطبيب إذا ظهرت إحدى الأعراض السابقة، للقيام بالإجراءات المناسبة، ويمكن لبعض العلاجات المنزلية أن تخفّف من العدوى أيضًا.


سكري الحمل

هل يمكن السيطرة عليه؟ يعدّ سكري الحمل Gestational diabetes نوعًا منأنواع مرض السكري، والذي يظهر لأول مرة لدى الحامل التي لم تكن مصابة به قبل حدوث الحمل، كما يمكن أن تعاني منه بعض النساء في أكثر منحمل، وعادةً ما يظهر في منتصف الحمل، حيث يقوم الأطباء بفحصه بين الأسبوع 24 والأسبوع 28 من الحمل، ويمكن السيطرة عليه في كثير من الأحيان، من خلال اتّباع نظام غذائي صحيّ وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولكن قد تضطر الحامل إلى استخدام الإنسولين للتحكّم به.[٦]


هل تكون أعراض سكري الحمل واضحة؟ تختلف أعراض هذه الحالة من امرأة لأخرى، ولكن غالبًا ما يتم تشخيصها أثناء الفحص الروتيني للحمل، فلا توجد أعراض واضحة، ولكن قد تعاني بعض النساء من أعراض خفيفة، مثل زيادة الشعور بالعطش أو الرجفان، وهي أعراض غير مقلقة للحامل ولا تهدّد حياتها أو حياة طفلها، وقد تظهر الأعراض الآتية أيضًا:[٧]

  • تشوّش الرؤية.
  • الإعياء.
  • الإصابة بالعدوى بشكلٍ متكرّر، خاصّةً عدوى المثانة والمهبل والجلد.
  • الشعوربالعطش الشديد.
  • كثرة التبوّل.


يمكن أن تُصاب الحامل بسكري الحمل، ويتم تشخيصه بعد إجراء الفحوصات اللازمة وملاحظة الأعراض، لذا يجب على الحامل أن تخبر طبيبها بجميع الأعراض أو العلامات التي تواجهها.


نصائح للتأقلم مع كثرة التبول عند الحامل

ما هو تمرين كيجل وما فائدته؟ غالبًا ما تزول مشكلة كثرة التبوّل بعد حوالي 6 أسابيع من الولادة، وقد يوصي الطبيب بإجراء تمارين كيجل Kegel التي تساعد على تقوية عضلات المثانة وقاع الحوض، ممّا يساعد في التحكّم في تدفّق البول بشكلٍ أفضل، ويمكن القيام به عدّة مرات يوميًا، ولكن في حال وجود مشكلة مرضية كالتهاب المثانة على سبيل المثال، فلن يفيد هذا التمرين، ويجب زيارة المريض لعلاج المرض الموجود، ويمكن إجراء تمرين كيجل عن طريق اتّباع الخطوات الآتية:[٨]

  • شد عضلات الحوض السفلية، كما يتم عند إيقاف تدفّق البول.
  • البقاء على هذه الحالة لمدّة 10 ثوانٍ أو لأطول فترة ممكنة.
  • إرخاء أو تحرير العضلات المنقبضة.
  • تكرار الخطوات السابقة 15 مرة لإكمال مجموعة واحدة من التمرين.


كيف يمكن تقليل الاستيقاظ للتبوّل ليلًا؟ تعدّ كثرة التبول ليلًا من الأمور المزعجة جدًا، وقد يساعد شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل خلال النهار، وتقليلها خلال الساعات التي تسبق الذهاب إلى الفراش في حلّ المشكلة، ولكن يجب الانتباه إلى إبقاء الجسم رطبًا، حيث يوصي معهد الطب بأن تشرب الحامل حوالي 10 أكواب من الماء يوميًا، أو كمية كافية إلى أن يبدو البول بلون أصفر باهت،[٩]وقد تساعد النصائح الآتية في تقليل التبوّل نوعًا ما:[٨]


  • التقليل من شرب المشروبات المحتوية على الكافيين، والتي تعمل مدرّات بول طبيعية.
  • الاحتفاظ بدفتر تكتب عليه أوقات استخدام الحمام في اليوم، ومن ثم التخطيط للتبول في هذه الأوقات أو قبلها لمنع حدوث تسريب للبول.
  • الإنحناء للأمام أثناء التبوّل للمساعدة على إفراغ المثانة بالكامل.


يمكن أن تساعد تمارين كيجل وبعض التدابير المنزلية في تقليل تواتر الدخول إلى الحمام نوعًا ما، ولكن ستبقى الحامل تعاني من كثرة التبوّل بسبب ضغط الرحم على المثانة إلى ما بعد الولادة.


نصائح للتعامل مع سلس البول

ما سبب حدوثه أثناء الحمل؟ يعدّ السلس البولي من المشاكل المرتبطة بكثرة التبول والتي تواجه النساء الحوامل في فترة ما خلال حملهن، حيث يقول أنتوني أتولا، العضو المنتدب والمتحدّث باسم الجمعية الأمريكية لطب المسالك البولية: "أودّ أن أقول إنّ جميع النساء الحوامل تقريبًا يعانين من نوع من أنواع السلس البولي"، وتحدث هذه المشكلة عندما يتداخل الحمل مع طريقة التبوّل الطبيعية التي ينقبض بها مجرى البول ويسترخي.[١٠]


ما أهم النصائح لتخفيف هذه المشكلة؟ فعندما يكون هناك ضغط إضافي كما يحدث عند العطاس أو الضحك، فإنّ عضلات المثانة لا تستطيع الاحتفاظ بالبول، وتعاني المرأة التي تحمل أول مرة من هذه المشكلة في الثلث الأخير من الحمل، أما التي حملت من قبل فقد تبدأ بتسريب البول في وقت مبكر من الحمل، وفيما يأتي بعض النصائح التي تساعد في تخفيف مشكلة سلس البول أثناء الحمل:[٢]

  • على الحامل التأكّد من أنّه بول، وإذا كانت لديها شكّ بأنّهماء الرأس أو السائل الأمنيوسي فيجب الاتصال بالطبيب على الفور.
  • تجنّب الأطعمة والمشروبات التي تهيّج المثانة، كتلك التي تحتوي على الكربونات والحمضيات والأطعمة الغنية بالتوابل.


  • إفراغ المثانة كل ساعتين تقريبًا، فسيتسرّب البول منها إذا كانت ممتلئة.
  • إجراء تمرين كيجل الذي تمّ شرح خطواته سابقًا، فهو يفيد في السلس البولي أيضًا.


  • وضعية تقاطع الساقين، خاصّةً قبل السعال أو العطاس أو الضحك، ممّا يضغط على عضلات الحوض ويمنع تسريب البول.
  • ارتداء الفوط الصحية، بهدف اكتشاف التسريبات غير المتوقّعة، كما يمكن ارتداء الملابس الداخلية المصمّمة للسلس البولي، ولكن يجب التأكّد من تغييرها من فترة لأخرى والحفاظ على نظافة منطقة المهبل لمنع حدوث عدوى ما.


تُصاب معظم النساء الحوامل بالسلس البولي إلى جانب كثرة التبوّل، وذلك بسبب التغيّرات التي تطرأ على أجسامهن، بالإضافة إلى زيادة ضغط الرحم على المثانة، فيتم تسريب البول عند الضحك أو السعال أو الانحناء، وهي مشكلة شائعة ولا تستدعي القلق.


ماذا إن كان التبول قليل، ما السبب؟

على عكس كثرة التبوّل، قد تعاني بعض النساء الحوامل من كون البول قليلًا لدرجة ملحوظة، وقد يكون ذلك طبيعيًا ولا يستدعي القلق، ولكن إذا كانت الحامل تشرب كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى، فيجب عليها استشارة الطبيب لمعرفة إن كان هناك مشكلة صحية ما، وتكمن أسباب قلّة التبوّل فيما يأتي:[٢]


  • قد تكون الحامل لا تشرب كمية كافية من السوائل طوال اليوم، ويجب الانتباه حينها من خطر الإصابةبالجفاف، كما قد يؤدّي ذلك إلى حدوث التهاب ما.
  • قد تكون الحامل تحبس البول، وقد يسبب ذلك التهابات في المسالك البولية.


تعدّ قلّة التبوّل مشكلة أيضًا في بعض الأحيان، وقد يكون ذلك بسبب عادات خاطئة تقوم بها الحامل أثناء حملها، ويجب التوقّف عن القيام بها خوفًا من حدوث مشكلة ما، ويجب الانتباه إلى جميع الأعراض غير الطبيعية التي قد تواجهها الحامل إلى جانب كثرة التبوّل، واستشارة الطبيب إذا لزم الأمر.

المراجع

  1. "Urinary Problems During Pregnancy", uofmhealth, Retrieved 27/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Frequent Urination in Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 27/3/2021. Edited.
  3. "Is frequent urination normal during the second trimester of pregnancy?", webmd, Retrieved 27/3/2021. Edited.
  4. "Pregnancy week by week ", mayoclinic, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "UTI in pregnancy: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  6. "Gestational Diabetes", cdc, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  7. "Gestational diabetes", medlineplus, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Prenatal Care: Urinary Frequency and Thirst", healthline, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  9. "Frequent urination during pregnancy", babycenter, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  10. "How to Manage Pregnancy Incontinence", everydayhealth, Retrieved 28/3/2021. Edited.
4711 مشاهدة
للأعلى للسفل
×