أسباب مرارة الفم

كتابة:
أسباب مرارة الفم

مرارة الفم

تمكنّ حاسّةُ التذوّقِ الإنسان من الشعورِ بالطّعمِ الحُلو، المالِح والحامِض ومختلفِ المذاقاتِ الأخرى كالطّعمِ المرّ، ومن الطبيعيّ الإحساسُ بالمرارةِ بعد تناولِ أو شُربِ شيءٍ مرّ، ولكنّ حدوثَ مرارةٍ داخلَ الفمِ بشكلٍ فُجائيّ ودون سببٍ واضحٍ دليلٌ على وجودِ خطبٍ ما، فالشعورَ بطعمٍ غيِر مستحَبِّ أو طعمٍ معدنيّ أو مالحٍ وربما زَنِخٍ ونَتِن واستمرارِه لفترةٍ طويلةٍ يؤكّدُ وجودَ سببٍ ما يؤدّي إلى ذلك، ولا يختفي ذلك الطعمُ إلّا بعدَ علاجِ أسبابِ مرارةِ الفم،[١] وهذه الحالةُ قد يصاحبُها أعراضٌ أخرى وذلك حسبَ طبيعةِ مسبِّبِها، كما أنّ المُصابَ يجدُ صعوبةً في الإحساسِ بطعمِ الأشياءِ الأخرى إضافةً لعدمِ التمييزِ بين مذاقاتِ الطعامِ والشرابِ المختلفة.[١]

أسباب مرارة الفم

يختلفُ نوعُ الطّعمِ السيّء أو مرارةِ الفم تِبعًا لاختلافِ المُسبِّب، ولا شكّ أنّ معظمَ الناسِ قد جرّبوا هذا الإحساسَ بين الوجباتِ وبعد تناولِ بعضِ أنواعِ الطعامِ ولكن سُرعان ما تختفي المرارةُ بعدَ غسلِ الفمِ وتنظيفه، أمّا الطعمُ السيّءُ الذي يستمرّ لفتراتٍ طويلةٍ هو ما يستدعي البحثَ عن السببِ لعلاجِه، فتلك الحالةُ تعملُ على تراجُعِ الشهيّةِ والرّغبةِ في الأكلِ ممّا قد يؤدّي إلى نقصِ بعض العناصرِ الغذائيّةِ المهمّةِ في الجسمِ وبالتالي العديدَ من المشكلاتِ الأخرى، وفيما يأتي أهمّ أسبابِ مرارةِ الفم[٢]:

متلازمة الفم الحارق

تحدثُ هذه المتلازمةُ فجأةً وتتطوّرُ وتتفاقمُ تدريجيًا، وهي متلازمةٌ مزمنةٌ تتمثّلُ بتكرارِ الشعورِ بألمٍ وحرقةٍ في اللّسان، اللّثة، الشفاهِ أو الجدارِ الداخليّ للخدود أو سقفِ الفمِ أو يمتدّ الألمُ ليشملَ جميعَ أجزاءِ الفم، والألمُ قد يكونُ شديدًا وهو فعلًا يُشبه ألمَ الاحتراقِ لأيّ سببٍ، وإضافةً لذلك قد يعاني المريضُ من الأعراضِ الآتية[٣]:

  • زيادةِ العطشِ والشعورِ بجفافِ الفم.
  • الشعورِ بخَدَرٍ وتنميلٍ في اللسان.
  • فقدانِ حاسّة التذوّق.
  • الشعورِ بطعمٍ مرّ أو معدنيّ داخلَ الفم.

وتختلُف حالةُ الألمِ على مدارِ اليوم، فالألمُ قد يظهرُ ويختفي، قد يبدأُ خفيفًا عند الاستيقاظِ ويزدادُ سوءًا خلالَ اليومِ أو قد يبدأُ شديدًا ويستمرّ على وتيرةٍ واحدةٍ طوال اليوم، كما أنّ هذه المتلازمةَ قد تستمرّ لأشهرٍ وربّما لسنوات، ومن الجديرِ بالذّكر أنّ بعض الحالاتِ النادرةَ قد تُشفى لوحدِها ليذهبَ ذلك الألم، والبعضُ قد يجدُ تحسُّنًا أثناءَ تناولِ الطعامِ أو الشراب.[٣] وعند البحثِ عن الأسبابِ يكون هناك نوعان من متلازمةِ الفمِ الحارق، فالنّوعُ الأوّليّ يحدثُ نتيجةَ خللٍ في أعصابِ التذوّق الفرعيّة والمركزيّة، أمّا النوعُ الثانويّ فيحدثُ نتيجةَ حالةٍ أخرى كالتهاباتِ الفمِ الفطريّة، جفافِ الفم، نقصِ الحديد والزنك وفيتامينات B، بعضِ الأدوية، مشكلاتِ الغدّة الدرقيّةِ والسكري إضافةً لتنظيفِ الفمِ المُفرِط وبعض العاداتِ السيّئةِ كعضّ طرفِ اللسان والشدّ على الأسنان، كما أنّ الحالةَ النفسيّة كالتوتّرِ والاكتئابِ قد تُسبِّبُ ذلك أيضًا.[٣] وبالحديثِ عن العلاجِ فإنّ النوعَ الثانويّ يتمّ التخلّصُ منه عند علاجِ السببِ الرئيسيّ والذي أدّى لظهورِ أعراضِ الفم الحارق، أمّا النوعُ الأوّليّ فلا دواءَ شافٍ له حتى الآن ولا أحدَ على يقينٍ بكيفيّة علاجه، إلّا أنّ التركيزَ يكون بتخفيفِ الأعراضِ وبتجريبِ أكثرِ من طريقةٍ لتحديدِ المُناسِب للمريض، وتُستخدمُ العلاجات الآتية[٣]:

  • المضمضةُ بمحلولٍ خاصّ أو بمادّة ليدوكايين.
  • الموادّ التي تعملُ كبديلٍ للّعاب.
  • مادة الكابسَيْسين الموجودةُ في الفلفلِ الحار.
  • بعض أدويةِ الاكتئابِ ومضادّات التشنّجات ومثبّطاتِ العصب.
  • تقنيات التخلّصِ من الاكتئابِ والقلق.

الحمل

الحملُ حالةٌ تقلِبُ كيان الجسمِ وتؤثِّرُ على جميعِ أجزائِه بما في ذلك الفم لذلك فهو أحدُ أسبابِ مرارةِ الفم، فالكثيرُ من النساءِ تصابُ بتغيّرٍ في حاسّةِ التذوّقِ وتشعرُ بطعمٍ معدنيّ، حيث تعاني من ذلك 93% من النساءِ الحوامِل وعادةً ما يحدثُ ذلك خلالّ الثُلثِ الأوّلِ من الحمل، ولا يُمكِن وصفُ الشعورِ الحقيقيّ إلّا أنّ التشبيه الأقربَ هو الشعورُ بطعمٍ حامضٍ أو كريه، أو يُشبه شربَ الماءِ بكوبٍ معدنيّ، ويظهرُ الطعمُ حتى وإن لم تتناولِ الحاملُ أيّ شيء، ومن المؤكّدِ أنّ السببَ وراء ذلك هو التغيّراتُ الهرمونيّة في جسمِ الحامل، فهرمون الإستروجين يؤثِّر ويتحكّمُ بحاسّةِ التذوّقِ كما أنّ زيادةَ حساسيّةِ الأنفِ تجاه الروائِح بسببِ الهرمون قد تؤثٍّر على حاسّةِ التذوّق كذلك، والخبرُ الجيّدُ أنّ بمرورِ أسابيع الحملِ يختفي ذلك الطعمُ شيئًا فشيئًا.[٤]

جفاف الفم

والمقصودُ بذلك هو نُقصانُ كميّةِ اللعابِ داخلَ الفم وذلك يؤدّي إلى الكثيرِ من المشكلاتِ كصعوبةِ الكلامِ وتناولِ الطعامِ وحتى اضطراباتٍ في عمليّةِ الهضمِ، كما تؤثِّرُ على حياةِ الشخصِ بشكلٍ كبير، فاللعابُ مهمٌّ جدًا وهو من مقوِّمات الفم الصحيّ، حيث يعملُ كمرطِّبٍ ويحمي الفمَ من التقرّحاتِ وما قد ينتُجُ عن احتكاكِ الطعامِ بأجزاءِ الفم، كما أنّه ضروريٌّ للوقايةِ من تسوّسِ الأسنانِ ويعملُ على إعادةِ المعادنِ المهمّةِ لها، يقي من الالتهاباتِ البكتيريّةِ والفطريّة، وهو جزءٌ مهمٌّ لهضمِ الطعام، ووجودُه مهمّ جدًا لحاسّة التذوقِ حيث يعملُ كمذيبٍ للموادّ المُنبِّهةِ للتذوّق وبالتالي القدرةُ على الإحساسِ بالنكهاتِ المختلفة، وهناك العديدُ من أسبابِ جفافِ الفم منها[٥]:

  • فتحُ الفمِ أثناء النوم.
  • الكثيرُ من العلاجاتِ والأدوية.
  • التدخينُ ومضْغُ التبغ.
  • أمراضُ المناعةِ الذاتيّة كالروماتيزم، الإيدز والذئبة الحمامية الجهازية.
  • العلاجاتُ الإشعاعيُة للسرطانِ واستئصالُ الغددِ اللعابية.
  • الجفافُ والأمراضُ التي تُسبِّبُه كالزهايمر.
  • التغيّراتُ الهرمونيّة والحملُ والرضاعةُ الطبيعية.
  • ضيقُ التنفّسِ بسبب نوباتِ الخوفِ والقلقِ إضافةً للنوباتِ القلبية.
  • إغلاقُ قناةِ اللعابِ بسببِ حصواتٍ أو التهابات.
  • تلفُ العصبِ الرئيسيّ في الفمِ نتيجةً لضربةٍ قوية.

كلّ ما سبق يؤدّي إلى جفافِ الفم ممّا يُسبِّبُ العديدَ من المشكلاتِ من أهمّها تغيُّر الإحساسِ بالطعمِ وأحيانًا فقدانُ القدرةِ على التذوّق.[٥]

الأدوية والمكملات

تحدثُ مرارةُ الفِم والتغيّرُ في حاسّة التذوّقِ بسببِ العديدِ من الأدويةِ والمكمِّلات الغذائيّة، حيث يتسبَّبُ أكثرُ من 400 نوعٍ من الأدويةِ في جفافِ الفمِ وقلّةِ إنتاجِ اللعابِ ممّا يؤثِّرُ على التذوّقِ إضافةً لبعضِ الأدوية التي تُسبِّبُ ظهورَ طعمٍ معدنيّ داخلَ الفم كأثَرٍ جانبيّ لاستخدامِه، ويُمكن تلخيصُ الأدويةِ كالآتي[٦]:

  • أدويةُ مرضِ الزهايمر.
  • دواءُ سكوبولامين المضادّ لدوارِ البحر.
  • الأدويةُ المضادّةُ للإسهالِ والغثيان.
  • دواءُ أيروتريتينوين المستخدمُ لعلاجِ حبّ الشباب.
  • الأدويةُ المضادّةُ للتشنّجاتِ والتقلّصات.
  • أدويةُ العلاجِ الكيماوي كالميثوتريكسات.
  • الأدويةُ المضادّةُ للحساسيّة ومضادّات الهيستامين.
  • المضادّاتُ الحيويّةُ مثل أمبيسيلين، ليفوفلوكساسين، تيتراسايكلين ولينكومايسين.
  • الأدويةُ المضادّة للذّهان مثل الليثيوم.
  • أدويةُ الأزمةِ وبخاخاتُ الرئتين.
  • مضادّاتُ الفطريّات مثل ميترونيدازول، أمفوتيراسين B وجريزوفلفين.
  • أدويةُ تخفيضِ ضغط الدم كمثبّطات ACE وحاصِرات قنواتِ الكالسيوم.
  • بعضُ الأدويةِ المميّعةُ للدم.
  • دواءُ كلوفيبرات المُخفِّض للكوليسترول.
  • الأدويةُ الستيرويديّة كديكساميثازون وهيدروكورتيزون.
  • جليبيزايد وهو دواءٌ لخَفْضِ سكرِ الدم.
  • أدويةُ علاجِ ارتفاعِ ضغطِ العين.
  • بعضُ الأدويةِ المدرّةُ للبول.
  • أدويةُ علاجِ مرضِ النقرس مثل الكولشيسين.
  • الأدويةُ المُرخِيةُ للعضلات.
  • أدويةُ علاجِ مرض الباركينسون.
  • الذهبُ المستخدمُ لعلاجِ الروماتيزم والتهابِ المفاصل.
  • أدويةُ الغدّةِ الدرقية.
  • الأدويةُ المستخدمةُ لمنعِ رفضِ العُضو بعد عمليّةِ زراعةِ الأعضاء.
  • لاصقاتِ النيكوتين المستخدمةُ للإقلاعِ عن التدخين.
  • أدويةُ علاجِ مرضِ السلّ الرئويّ.

كما أنّ هناك بعضُ الفيتاميناتِ والمعادنِ التي تعدُّ من أسبابِ مرارةِ الفم والإحساسِ بالطعمِ المعدنيّ كفيتاميناتِ الحمل، الفيتاميناتِ التي تحتوي على الزنك، الكروميوم والنحاسِ إضافةً للحديدِ ومكمّلاتِ الكالسيوم.[٧]

الارتجاع المعدي المريئي

هو ارتجاعُ أو خروجُ العصاراتِ الحمضيّةِ من المعدةِ ودخولِها إلى المريء، وذلك بسببِ ارتخاءِ عضلاتِ صمّامِ المريء السفليّةِ والتي تفصلُ بينه وبين المعدةِ وتحميه من ضررِ الأحماضِ، وكنتيجةٍ لملامسةِ الحمضِ لبِطانةِ المريء فإنّ ذلك يُسبٍّبُ تهيُّجًا والتهابًا في المريء يظهرُ على شكلِ ألمٍ شديدٍ وحَرَقةٍ خلفَ عَظْمةِ الصدرِ بالتحديد، ويحدثُ ذلك نتيجةً للعديدِ من الأسبابِ فتظهرُ الأعراضُ الآتية[٨]:

  • الشعورُ بالغثيان.
  • تقرّحاتٌ في الحلق.
  • صعوباتٌ في البلع.
  • السعالُ والشعورُ بالحاجةِ إلى مسحِ وتنظيفِ الحلقِ باستمرار.
  • ارتدادُ الأحماضِ إلى الفم.
  • الشعورُ بحموضةٍ ومرارةٍ في الفمِ بشكلٍ متكرِّر.
  • بحّةٍ في الصوتِ خاصةً في الصباح.

ويُمكِن تجنّبُ ذلك باتّباعِ إرشاداتِ الطبيب المنزليّة كتناولِ وجباتٍ صغيرةٍ من الطعام وتجنّبِ أنواعِ الطعام المُهيِّجة للحَرَقة إضافةً للحفاظِ على الوزنِ الطبيعيّ وتجنّبِ زيادتِه، ومن المُمكنِ استخدامُ بعض الأدويةِ التي تمنعُ ارتدادَ الحمض.[٢]

العدوى

هناك العديدُ من الأمراضِ والالتهاباتِ التي تصيبُ الإنسانَ والتي تؤثِّرُ على حاسّةِ التذوّق، فبعضُها يؤدّي إلى فقدانِ الإحساسِ بالطعم والبعضُ الآخرُ يسبِّبُ ظهورَ الطعمِ المرّ أو المعدنيّ داخلَ الفم، ومن أكثرِ الالتهاباتِ التي تسبِّبُ مرارةَ الفم مايأتي[٩]:

  • التهابات الجهاز التنفسي: تؤدّي التهاباتُ المجاري التنفسيّةِ خصوصًا الالتهاباتُ الفيروسيّة إلى تغيّرٍ في قدرةِ اللسانِ على التذوّق، فالتهابُ اللوزتين، التهابُ الجيوبِ الأنفية، نزلاتُ الرشحِ والبردِ إضافةً لالتهاباتِ الأذُنُ الوسطى والمتكررة تؤثِّرُ على حاسّة التذوّقِ كما أنّ حاسّة الشمّ تتأثّرُ أيضّا، ويعاني المريضُ من الاحتقان، آلامٍ في الأذُن والتهابِ الحلق، ومن المهمّ معرفةُ أنّ الطعمَ السيّء يبدأُ بالاختفاءِ خلال أسبوعٍ أو أسبوعين وهو الوقتُ الذي يحتاجُه الجسمُ للتعافي من الفيروس.[٢]
  • مرض القلاع: من أسبابِ مرارةِ الفمِ وهو التهابٌ يصيبُ الفم بسببِ فطريّات الكانديدا، وهو يصيبُ الأطفالَ والكبار، كما يصيبُ مرضى السكري والأشخاصَ الذين يستخدمون بعض أنواعِ المضادّات الحيوية، ويُسبِّب هذا الالتهابُ الاحمرارَ والألم، الشعورَ بطعمٍ سيّءٍ داخلَ الفم، فقدان حاسّة التذوّق، صعوبةً في تناولِ الطعام وبلعِه إضافةً للتقرّحاتِ البيضاءِ ونزيفِ الدم منها.[٩]
  • التهاب الكبدB: وهو من حالاتِ التهابِ الكبدِ الخطيرةِ والتي يُسبِّبها فيروس، ويتوجّبُ مراجعةُ الطبيبُ فورًا عند الإحساسِ بشيءٍ من الأعراضِ أو التأكّدِ من التعرّضِ للفيروس المسبِّب لالتهابِ الكبد، حيث أنّ مرارةَ الفم من أولى علاماتِ وأعراضِ الإصابةِ بفيروسB، كما تؤدّي الإصابةُ إلى فقدانِ الشهيّة، غثيانٍ وتقيؤ إضافةً للإسهالِ كما يعاني المريضُ من رائحةِ فمٍ كريهةٍ وارتفاعِ درجةِ الحرارة.[٢]

مشاكل الأسنان

عند الاهتمامِ بصحةِ الفمِ والحرصِ على تنظيفِ الأسنانِ بالشّكلِ الصحيحِ واستخدامِ المعجونِ المناسبِ إضافةً لخَيْطِ الأسنان، وبالمواظبةِ على زيارةِ طبيبِ الأسنانِ للكَشْفِ الدوريّ على سلامةِ الفمِ والأسنان، كما أنّ إضافةَ غسول الفمِ المضادّ للبكتيريا من الخطواتِ المهمّةِ لحمايةِ الفم والأسنانِ من الأمراضِ المختلفة، فبإهمالِ تنظيفِ الفمِ تبدأُ مشاكلُ الفمِ والأسنان بالظهورِ وأهمّها التهابُ اللثة وهي من الأسبابِ الرئيسيّةِ لظهورِ الطعمِ السيّءِ في الفم، وبالإضافةِ لأمراضِ اللثة فإنّ التهاباتِ الفم، ظهورِ ضِرْسِ العقلِ والخُرّاجات تُسبِّبُ الطعمَ الكريهَ داخلَ الفم، كما تُسبِّبُ رائحةَ الفمِ الكريهة، حساسيّةَ الأسنانِ، تورُّم واحمرارِ ونزيفِ اللثةِ ومع الوقتِ تبدأُ الأسنانُ بفقدانِ ثباتِها وربّما تسقط.[٢]

سن الأمل

تمرّ المرأةُ بالعديِد من التغيّراتِ خلالَ مراحلِ حياتِها، وعند بلوغِها عُمر الخمسين وهو ما يُعرف بسنّ الأمَل تبدأُ مجموعةٌ من التغيّرات العاطفيّةِ والفيزيائيّةِ بالظهورِ على شكلِ مجموعةٍ من الأعراضِ ومن أهمّها متلازمةُ الفمِ الحارِقِ والتي تمّ الحديثُ عنها بالتفصيلِ سابقًا على اعتبارِها من أهمِّ أسبابِ مرارةِ الفم، وهي الشعورُ بحرقةٍ وألمٍ في الفمِ أو أحدِ أجزائِه وينتجُ عنه جفافُ الفمِ والإحساسُ بالطعمِ المرّ، ومن الأعراضِ الأخرى لسنّ الأملِ ما يأتي[١٠]:

  • الهبّاتُ الساخنة.
  • جفافُ الفمِ ومشاكلُ الأسنان.
  • ظهورُ رائحةٍ للجسم.
  • التعبُ العام في الجسم.
  • جفافُ الجلد.
  • كثرةُ تساقطِ الشعرِ ليُصبحَ خفيفًا.
  • تغيّراتٌ واضطراباتٌ في المزاج.
  • عدمُ انتظامِ الدورةِ الشهريةِ وانقطاعِها خلال بعضِ الأشهر.
  • فقدانُ القدرةِ على التركيز.
  • كثرةُ التعرُّقِ أثناءَ الليل.
  • نوباتٌ من القشعريرة.
  • الأرقُ واضطراباتٌ في النوم.
  • حكّةٌ وجفافٌ في المهبل.
  • انخفاضُ معدّلِ الأيضِ ممّا يؤدّي إلى زيادةِ الوزن.

ويختلفُ وقتُ ظهورِ هذه الأعراضِ من سيّدةٍ لأخرى، فقد تظهرُ في أواخرِ ثلاثينيّاتِ من العُمرِ أو في عمرِ الأربعين كذلك، ويتمّ التشخيصُ بالوصولِ إلى سنّ الأملِ بعد انقطاعِ الدورةِ الشهريّةِ لمدّة 12 شهرًا، ومن الضروريّ الحرصُ على مراجعةِ الطبيبِ في هذه الفترةِ نظرًا لانخفاضِ مستوياتِ هرمونِ الإستروجين وما قد يُسبِّبه من مشكلاتٍ صحيّةٍ كأمراضِ القلبِ والشرايين، هشاشةِ العظام، خللٍ في الوظائفِ الجنسيّةِ إضافةً لسَلَس البول.[١٠] وتعتمد معظم السيدات على العلاج بالهرمونات البديلة، إضافةً لتعديل الكثير من أساليب الحياة القيام بتمارين الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل، استخدام الإبر الصينية، الإقلاع عن التدخين وتحسين النوم إضافةً لاستخدام مصادر الإستروجين النباتية مثل الصويا.[١٠]

القلق والتوتر

معاناةُ الشخصِ من القلقِ والتوتّرِ بشكلٍ كبيرٍ تعملُ على استجابةِ الجسمِ لهذه التغيّراتِ النفسيّةِ ممّا يؤثّر على حاسّةِ التذوّقِ ويغيّرها، فالشعورُ بالقلِق يُسبِّبُ جفافَ الفمِ واستمرارُ هذا الجفافِ يعملُ على الإصابةِ بمرارةِ الفم.[١] كما يُعدّ القلقُ والتوتّر من العواملِ المُسبِّبةِ للإصابةِ بمتلازمةِ الفمِ الحارِق، كما أنّ الحالةَ النفسيّةَ السيّئة تزيدُ من خطرِ الإصابةِ بحرقةِ الفمِ والإحساسِ بالطعْمِ المُرّ والسيّء، لذلك يجبُ السعيُ دومًا لتخطّي أيّ قلقٍ أو توتّرٍ والتخلّصِ منهما، فالمريضُ بحاجةٍ إلى تحسينِ نمطِ حياتِه وأن يُصبحَ أكثرَ إيجابيّة، ومن الممكنِ تجريبُ الطرق الآتية[٣]:

  • التحدّثُ وطلبُ استشارةِ اختصاصيّ نفسيّ لتقديمِ المساعدةِ في كيفيّةِ التعايُشِ مع الوضْعِ الصحيّ.
  • المواظبةُ على تمارينِ الاسترخاءِ كرياضةِ اليوغا.
  • تعبئةُ وقتِ الفراغِ بالنشاطاتِ المُحبَّبةِ والتي تُدخِل السعادةَ على النّفسِ كمُمارسةِ الهواياتِ خاصةً عند بدايةِ الشعورِ بالقلق.
  • المحافظةُ على العلاقاتِ الإجتماعيّةِ والاستمرارُ بالبقاءِ في محيطِ العائلةِ والأشخاصِ الدّاعمين.
  • مشاركةُ مجموعةُ أشخاصٍ يعانون من المشكلةِ ذاتها لتبادلِ التجاربِ ورفْعِ المعنويّات.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Why do I have a bitter taste in my mouth?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24-01-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Why Do I Have a Bad Taste in My Mouth?", www.healthline.com, Retrieved 26-01-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Burning mouth syndrome", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-01-2020. Edited.
  4. "Metallic Taste During Pregnancy (Dysgeusia)", www.whattoexpect.com, Retrieved 26-01-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Dry Mouth (Xerostomia)", www.medicinenet.com, Retrieved 26-01-2020. Edited.
  6. "Oral Side Effects of Medications", www.webmd.com, Retrieved 26-01-2020. Edited.
  7. "What Causes a Metallic Taste in Your Mouth?", www.webmd.com, Retrieved 26-01-2020. Edited.
  8. "What is GERD or Gastroesophageal reflux disease", www.health.harvard.edu, Retrieved 26-01-2020. Edited.
  9. ^ أ ب "Can a cavity cause a bad taste in the mouth?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-01-2020. Edited.
  10. ^ أ ب ت "Menopause Symptoms That May Surprise You", www.everydayhealth.com, Retrieved 26-01-2020. Edited.
3694 مشاهدة
للأعلى للسفل
×