أسباب نزول سورة الحجرات

كتابة:
أسباب نزول سورة الحجرات

أسباب نزول سورة الحجرات

تعد سورة الحجرات من السور المدنية، ويبلغ عدد آياتها ثماني عشرة آية، وتأتي بعد سورة الفتح في المصحف، وقد جاءت هذه السورة مهذبةً لنفوس المسلمين ومرسخةً للأخلاق وأدب التعامل مع النبي -صلى الله عليه وسلّم- ومع الناس،[١] كما أنه لم يذكر سبب نزول لمجمل الآية إنما كانت أسباب النزول تتعلق في آيات محددة من السورة وفيما يلي بيان بعض هذه الآيات وأسباب نزولها:[٢]

سبب نزول مطلع سورة الحجرات

ورد في أول ثلاث آيات من سورة الحجرات عدد من أسباب النزول هي كما يلي:

  • نزلت الآيات في أبي بكر وعمر عند خلافهما
يعود سبب هذه الآية عندما قدم ركب من بني تميم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال أبو بكر: أمّر القعقاع بن عبد، وقال عمر: بل أمّر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، وقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما.[٣]

وفي تفسير قوله -تعالى-: (لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)،[٤] أي: لا تقضوا أمرًا دون النبي-صلى الله عليه وسلم-، وفي مجمل الآية نهي عن الفعل الذي قاما به أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-.[٥]

  • نزلت الآيات في ثابت بن قيس
حيث كان في أذنهِ وقر، وكان جهوري الصوت، وكان إذا كلّم إنسانًا جهر بصوته، لعله كان يكلم النبي-صلى الله عليه وسلم- فيتأذى بصوته، وفي ذلك نزل قوله -تعالى-: (لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ)،[٦][٧]وقد أقر ثابت بن قيس أنه كان يرفع صوته حيث قال وأنا من أهل النار، فكر ذلك  للنبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: (هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ).[٨]

سبب نزول (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)

نزلت هذه الآية في الأعراب باللذين قدموا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فوجدوه في بيته وحجرات نسائه، فلم يصبروا حتى يخرج إليهم، ونادوه يا محمد أخرج، فذمهم الله بعدم العقل، حيث أنهم لم يعقلوا الأب عن الله مع رسوله الكريم.[٩]

سبب نزول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا...)

قيل إنها نزلت في الوليد بن عقبة عندما بعثة النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى بني المصطلق، وقد كان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية؛ فعاد إلى النبي وأخبره بأنهم ارتدوا على الإسلام؛ فبعث خالد بن الوليد -رضي الله عنه- من يتأكد من صحة الخبر، فوجد أنهم ما زالوا متمسكين في دين الله، وعلى عكس ما ذكر عقبه، فنزلت الآية الكريمة حينها.[١٠]

سبب نزول (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا…)

تعددت الأقوال في سبب نزول هذه الآية ومنها:[١١]

  • أنها نزلت في رجلين من الأنصار كان بينهما خصومة.
  • أنها نزلت في قبيلتي الأوس والخزرج.
  • أنها نزلت في قتال حصل بين جماعة الأنصار وجماعة تابعة لعبدالله بن أبيّ.

سبب نزول (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ..)

تعددت الأقوال في سبب نزول هذه الآية ، وسيتم بيان ذلك فيما يلي:[١٢]

  • أنها نزلت في أبي هند عندما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بني بياضة أن يزجوا أبا هند امرأة منهم، واستنكروا قيامهم بتزويجه منهم وهو من مواليهم.
  • أنها نزلت في بلال بن رباح عندما صعد يؤذن، إذ قاموا أشراف مكة بالاستهزاء به.
  • أنها نزلت في الرجل الذي لم يَتفسَّح له في المجلس وهو ثابت بن قيس بن شماس.

سبب نزول (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ...)

تعددت الأقوال في سبب نزول هذه الآية ، وسيتم بيان ذلك فيما يلي:[١٣]

  • قيل إنها نزلت في الأعراب اللذين تخلفوا عن الخروج يوم الحديبية، وهم أعراب مزينة، وجهينة، وأسلم، وأشجع، وغفار، وقيل أنهم أعراب بني أسد بن خزيمة.
  • وقيل إنها نزلت في الأعراب؛ لأنهم أرادوا أن يتسموا باسم الهجرة.

المراجع

  1. جلال الدين السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت:دار الفكر، صفحة 546، جزء 7. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1087، جزء 2. بتصرّف.
  3. علي الواحدي (1411)، أسباب النزول، بيروت:دار الكتب العلمية ، صفحة 401. بتصرّف.
  4. سورة الحجرات، آية:1
  5. أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري، مكة المكرمة:دار التربية والتراث، صفحة 277، جزء 22. بتصرّف.
  6. علي الواحدي (1992)، تفسير المنتصر الكتاني (الطبعة 2)، الدمام:دار الإصلاح، صفحة 385-386. بتصرّف.
  7. سورة الحجرات، آية:2
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:119، صحيح.
  9. خالد المزيني (2016)، المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة (الطبعة 1)، الدمام:دار ابن الجوزي، صفحة 915، جزء 2. بتصرّف.
  10. علي الواحدي (1411)، أسباب النزول(ت زغلول) (الطبعة 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 407. بتصرّف.
  11. شمس الدين القرطبي (1964)، تفسير القرطبي، القاهرة:دار الكتب المصرية، صفحة 315-318، جزء 16. بتصرّف.
  12. شمس الدين القرطبي (1964)، تفسير القرطبي (الطبعة 2)، القاهرة :دار الكتب المصرية، صفحة 341-342، جزء 16. بتصرّف.
  13. مجموعة من المؤلفين (2017)، موسوعة التفسير المأثور (الطبعة 1)، بيروت:دار ابن حزم، صفحة 435-436، جزء 20. بتصرّف.
4714 مشاهدة
للأعلى للسفل
×