أسرع علاج للمغص الكلوي

كتابة:
أسرع علاج للمغص الكلوي

ما هو المغص الكلوي؟

تختلف طبيعة وشِدَّة الأوجاع التي يشكوها الأفراد باختلاف أسباب إثارة الألم في الجسم، وسنختص بالحديث هنا عن المغص الكلوي (Renal colic) الذي يُعرف بأنَّه نوع من الألم المُرتبط بوجود حصوة في الكلى، والتي تتكوَّن عادةً نتيجة تراكم كميَّات كبيرة من مادّة كيميائيّة مُعيَّنة موجودة في البول، فتظهر في أيِّ جزء داخل القناة البوليّة، كما نلاحظ تفاوت حجم هذه الحصوات بشكلٍ كبير. فكيف يُعالَج المغص الكلوي؟ وكيف يُمكن تخفيف شِدّة الألم؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال.[١][٢]


علاج دوائي للمغص الكلوي

في بعض الحالات، تمرّ الحصى من تِلقاء نفسها، وتنتهي المُعاناة دون تدخل عِلاجي، غير أنَّ العلاج قد يكون ضروريًّا في العديد من حالات المغص الكلوي، وهنا تكمن أهمية مراجعة الطبيب المخوَّل بتشخيص المُشكلة، وتحديد الطريقة العلاجيّة الأنسب.[١]

وفي الحقيقة، ينطوي علاج المغص الكلوي على استخدام الوسائل التي تساهم في تحطيم الحصى، إلى جانب تِلك التي تساعد على تخفيف الألم الذي يعانيه الفرد.[١] وسنذكر في الآتي مجموعة من الأدوية التي قد يصِفها الطبيب للمساعدة على تحطيم الحصى، وتخفيف آلام المغص الكلوي:

 

أدوية لتخفيف الألم

يعتبر تخفيف ألم المغص الكلوي الحاد من الأولويات التي يأخذها الطبيب بعين الاعتبار عند تعامله مع المغص الكلوي، ونذكر في الآتي بعض الخيارات الدوائيّة التي ربما يصِفها الطبيب لتخفيف الألم:[٣][٤]

  • مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)، مثل الآيبوبروفين (Ibuprofen)، وكيتورولاك (Ketorolac)؛ والتي تعتبر الخيار الأوَّل لتخفيف ألم المغص الكلوي الذي يشكوه الشخص، فهي ذات فعاليَّة واضحة، وآثار جانبية قليلة.
  • المواد الأفيونية (Opioid)؛ ولكنْ، غالبًا ما يتجنّب الطبيب إعطاء دواء البيثيدين (Pethidine)  ويسمى أيضًا الميبيريدين (Meperidine)  الذي يعدّ أحد الأدوية الأفيونيَّة، ويُعزى ذلك إلى ارتفاع فرصة مُعاناة الشخص من الغثيان والتقيؤ.


وعند تناول هذه المسكنات، يوجد احتماليَّة لظهور بعض الآثار الجانبيّة، فمثلًا، قد يُصاحب تناول الآيبوبروفين المُعاناة من مشكلات في الكلى، أو في المعدة، بينما تتسبَّب الأدوية الأفيونية في زيادة احتمالية الإصابة بالإمساك، أو الدوخة، أو النعاس، أو الحكة، أو التعود على الدواء، أو غير ذلك، وهذا يعني ضرورة الأخذ بتعليمات الطبيب حول الجرعة المحدَّدة من الدواء، ومدّة استخدامه، وغيرها من الأمور الهامّة.[٥]



أدوية لتحطيم وتسهيل مرور الحصى

يصِف الطبيب في بعض الأحيان أنواع معيَّنة من الأدوية التي يُمكنها المساعدة على تحطيم الحصى المتكوِّنة في الكلى أو تسهيل مرروها، ونذكر من هذه الأدوية الآتي:[١][٤]


  • حاصرات ألفا أو محصرات مستقبلات الألفا (Alpha-blockers)، مثل تامسولوسين (Tamsulosin)، و دوكسازوسين (Doxazosin)، فهي الخيار الأول الذي يلجأ إليه الطبيب عادةً للمساعدة على تسهيل مرور الحصى، وتخفيف الألم أثناء مرورها، والوقاية من التدخل الجراحي والمبيت في المستشفى.
  • الوبيورينول (Allopurinol)، والذي يُستخدم في حالات الحصى المكوَّنة من بلورات حمض اليوريك، أو حصوات الكالسيوم، وفي حالة استخدام هذا الدواء غالبًا ما يستمر الطبيب بطلب فحوصات لتحديد مستويات إنزيمات الكبد.
  • مدرات البول، مثل مدرات بول الثيازيد (Thiazide)، والتي يصِفها الطبيب عادةً بسبب تكرار ظهور حصوات الكالسيوم، وقد أظهرت فعاليتها في مثل هذه الحالات عند استخدامها بجرعات عالية، ويجدر الذكر بأنَّ الطبيب غالبًا ما يوصي بفحص مستويات البوتاسيوم عند استخدام هذا النوع من مدرات البول.
  • سيترات البوتاسيوم (Potassium citrate) أو بيكربونات الصوديوم (Sodium bicarbonate)؛ والتي تساعد على تنظيم مستويات الرقم الهيدروجيني في البول، ومنع تكوّن الحصى.
  • أدوية للسيطرة على مستويات السيستين (Cystine)، والتي تساهم في خفض مستوياته في البول.
  • المضادات الحيوية.



علاج طبي للمغص الكلوي

يلجأ الطبيب أحيانًا لبعض الإجراءات الطبية للمساعدة على التخلص من الحصى الكلوية كبيرة الحجم، وتخفيف المغص الكلوي المُصاحب لها، ويعتمد في ذلك على تشخيص الحالة التي يشكوها المُصاب. ومن هذه الإجراءات:[٢]


  • تفتيت الحصى بالأمواج الصادمة من خارج الجسم (Extracorporeal shock wave lithotripsy) أو اختصارًا (ESWL): من طُرُق العلاج الطِّبي غير الاجتياحي، وفيها تُوجَّه أمواج صوتيَّة صغيرة نحو الكلى، للمساعدة على تحطيم الحصوات إلى قطع صغيرة يسهل مرورها وطرحها مع البول.
  • وضع الدعامة (Stent placement): وهو من الإجراءات التي يقوم فيها الطبيب بوضع أنبوب رفيع في الحالب، للمساعدة على تخفيف الانسداد ومرور الحصى.
  • تنظير الحالب (Ureteroscopy) لاستخراج الحصوات: يستعين الطبيب بأنبوب رفيع مزوّد بكاميرا وإضاءة، لإدخاله عبر القناة البولية، للتمكّن من تحديد موقع الحصوة وإزالتها.
  • تفتيت الحصيات الكلوية عبر الجلد (Percutaneous nephrolithotomy): يقوم الطبيب بعمل شق صغير في ظهر الشخص للوصول إلى الكلية، وإزالة الحصى باستخدام منظار مزوّد بإضاءة وأدوات جراحيَّة صغيرة، وعادةً ما تُجرى هذه العملية تحت تأثير التخدير العام.
  • الجراحة المفتوحة: يلجأ إليها الطبيب في بعض الحالات، ولكن يؤجِّل الطبيب عادةً إجراء هذه الجراحة بعد محاولة تطبيق الطرق الأخرى لإخراج الحصى.



نصائح لتخفيف شدة المغص الكلوي

ثمّة مجموعة من النصائح التي يُمكن الأخذ بها لتخفيف شِدَّة المغص الكلوي إلى جانب العلاج الذي قد يحدِّده الطبيب في بعض الحالات، ومن هذه النصائح:[٦]


  • الحرص على تناول كميات متنوِّعة من الأطعمة الصحيّة، كالخضروات، والفواكه، وخبز الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان منخفضة الدسم، واللحوم الصافية، والأسماك، وفي هذه الجانب يتوجَّب على الفرد استشارة الطبيب حول كمية الملح، والكالسيوم، والبروتين التي يجب تناولها يوميًّا، وحاجته للإكثار من تناول أنواع معينة من الأطعمة.
  • الحرص على اتباع تعليمات الطبيب حول كمية السوائل التي يجب تناولها، لتخفيف الألم، والتخلص من الحصى وطرحها خارج القناة البولية، فمن المُحتمل أنْ يوصي الطبيب بشرب 3 لتر من السوائل، خاصةً الماء، والحدّ من تناول الشاي، والقهوة، والصودا.
  • تجنّب مُمارسة الأنشطة في الطقس الحار، فبذلك، قد يُعاني الفرد من الجفاف وقِلة البول.
  • تصفية البول في كلّ مرة يتم فيها التبول، وكون ذلك بواسطة مصفاة ذات ثقوب صغيرة، فتجميع الحصى، وتقديمه لمزوّد الرعاية الصحية، يساعده على فحصها والتعامل مع المشكلة بصورة أفضل.
  • استخدام الكمادات الدافئة، لوضعها على منطقة الألم، فهي قد تساهم في ارتخاء العضلات المشدودة في بعض حالات المغص الكلوي.[٢]



طرق تشخيص المغص الكلوي

بعد زيارة الطبيب لتشخيص سبب الآلام التي تشكوها، فإنَّه عادةً ما يتبع في ذلك مجموعه من الخطوات لتشخيص المغص الكلوي، منها:[٦]

  • إجراء فحص البول وفحص الدم: فبذلك يُمكنه الكشف عن وجود عدوى، أو التأكد من سلامة وظائف الكلى.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، أو التصوير بأشعة إكس، أو التصوير بالأمواج فوق الصوتيّة؛ والتي قد تُظهِر وجود الحصى أو غيرها في الكلى، وربما يُعطَى الشخص سائل يحتوي على مادّة متباينة، تساعد على إعطاء صورة أكثر وضوحًا عند التصوير.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Renal Colic", healthgrades, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Jon Johnson, "What is renal colic? Symptoms and relief", medicalnewstoday, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  3. Stephanie Watson, "Renal Colic", healthline, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Kidney Stones: Treatment and Prevention", aafp, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  5. "What Are the Side Effects of Pain Medication?", webmd, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Renal Colic", drugs, Retrieved 12/1/2021. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×