محتويات
الأسس الفكرية
تقوم الأسس الفكرية التي بُنيت عليها التربية في الإسلام على جملةٍ من الأمور، توضيحها آتيًا.
نظرة الإسلام إلى الإنسان
يتميّز الإنسان بكونه أفضل مخلوقٍ على الأرض؛ فقد كرّمه الله -تعالى- ومنحه عقلًا يستطيع به التحكّم بما يحيط به من المخلوقات والكائنات التي سخّرها الله -تعالى- له وجعلها في مصلحته وخدمته، ومقابل ذلك؛ فقد أوكل الله -تعالى- له مهامَّ ومسؤولياتٍ كبيرةً، وهي: تطبيق شريعته، والالتزام بما أمره به وما نهاه عنه، وفي يوم القيامة يلقى جزاءه بما اختاره في حياته الدنيا من خيرٍ أو شرٍّ.[١]
نظرة الإسلام إلى الكون
خلق الله -تعالى- الكون، وأمر الإنسان أن يتدبّر في هذا الكون، وفيما خلقه -عزّ وجلّ- فيه من كائناتٍ، وجبالٍ، وبحارٍ، وسهولٍ، ومحيطات، وغيرها، وهذا يدفع الإنسان تثبيت إيمانه بالله تعالى وتوحيده، ويربط المسلم بخالقه، ويربّيه على الإيمان به وحده؛ لكونه الخالق المدبّر في هذا الكون.[٢]
نظرة الإسلام إلى الحياة
حيث نظر إليها على أنّها دار اختبارٍ وامتحانٍ، وأنّ الدنيا ليست هدف الإنسان وغايته الأسمى والأهم؛ لأنّها حياةٌ مؤقَّتةٌ وفانيةٌ، يستطيع فيها الإنسان أن يستمتع بملذاتها ضمن الحدود التي شرعها الله -تعالى- له ويكون الهدف منها إرضاء الله -تعالى- والصبر على المصاعب والمحن.[٣]
الأسس التعبدية
من الآثار التربويّة المترتبة على أداء العبادة ما يأتي:[٤]
- إنّ العبادة ركيزةٌ من ركائز التربية في الإسلام؛ لأنّ العبوديّة في حقيقتها خضوعٌ لله تعالى، كما أنّها تذكّر المسلم بصلته بالله تعالى، وتشعره بمعيّته ومراقبته دومًا.
- تسهم العبادات في ارتباط المسلمين ببعضهم، وتزيد من تماسكهم؛ حيث يكون هذا الارتباط متيناً ومنظَّماً، وقائمًا على أساس العاطفة الصادقة والثقة بالنفس، إنّ الأمور والأعمال التعبدية التي يفعلها المسلم مع إخوانه المسلمين تمنحه لذة الشعور بقوة الجماعة والشعور بمعاني الأخوّة والوحدة، وتساعد العبادات على كسب قوة الذات التي يستمدها من خالقه عزّ وجلّ، فمهما واجه المسلمون من عقبات تمنعه من إقامة مجتمعٍ إسلاميٍّ؛ لا بد لهم من أن يستطيعوا تخطّيها وتوحيد قلوبهم المؤمنة؛ حتى تُصبح كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).[٥]
- تغرس العبادات في المسلم قدرًا كبيرًا من الفضائل الكريمة، وتهذّب نفسه بالصفات الحميدة التي يكتسبها من التزامه بالعبادات وأدائها بحقّها، كما أنّها تنظّم أوقات المسلم وجوانب حياته المختلفة.
- تربي العبادات المسلم على المساواة والتعاون، وتربيهم على العدالة في المعاملة؛ إذ إنّهم في أدائهم للعبادات سواسيةٌ لا اختلاف بينهم.
الأسس التشريعية
ويقصد بها الشريعة الإسلاميّة؛ بما جاءت به من عقيدةٍ وعبادةٍ وتنظيمٍ لأمور المسلم العمليّة والحياتيّة،[١] وآتيًا توضيح دور الشريعة كأساسٍ من أسس التربية في الإسلام:
- تتطرق الشريعة الإسلامية إلى الجانب التربوي، ويتبين ذلك حين تعرض في آياتها الكريمة أسلوب الترغيب والترهيب أو أخذ العبرة من التاريخ والمواقف التي حصلت، ويتجلى فيها أسلوب الأمر والنهي والتحريم وغيرها من الأمور.[٦]
- تقوم الشريعة بتربية الإنسان، وتساعده على التفكير بشكلٍ منطقيٍّ، وذلك عن طريق استنباط الأحكام؛ إذ إنّ الأحكام التي ورد ذكرها في القرآن والسنة لم توضع لغايات فردية، بل وضعت للاستفادة منها في كل عصر وكل زمن، وفي كل موقف يصادفه الفرد أو الجماعة.[٧]
المراجع
- ^ أ ب عاطف السيد، التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑ عاطف السيد، التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها، صفحة 19. بتصرّف.
- ↑ عاطف السيد، التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها، صفحة 19. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، صفحة 49-51. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:2586، صحيح.
- ↑ عبد الرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، صفحة 58. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن النحلاوي، أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع، صفحة 55. بتصرّف.