أسلوب التشبيه في معلقة طرفة بن العبد

كتابة:
أسلوب التشبيه في معلقة طرفة بن العبد



أسلوب التشبيه في معلقة طرفة بن العبد

تميَّزت قصيدة طرفة بن العبد ببيان مشاعر رجل تعرَّض لظلم كبير من ذوي قرابته، وبالتالي حملت كثيراً من المعاني والصور الفنية المعبرة، وقد بدأت كعادة شعراء زمانه بحنين الشاعر إلى محببوته، والتغني بذكر أماكن وجودها أو اللقاء بها، وقد نوَّع الشاعر، واستخدام مختلف أنواع التشبيه، وكان من ذلك:[١]


يلاحظ على المعلقة تميزها بالحس الإنساني، فيما تغلب العاطفة التي انغمست بالظلم عليها، فكان أسلوب التشبيه فيها من أقرب الأساليب وأسهلها، وجاء لتقريب هذا الشعور لنفس القارئ وقلبه، والمتأمل في جوهر القصيدة أو من وقع بمثل ما وقع به يعاين ذلك أشدَّ المعاينة، لا سيما أنَّ استخدام أسلوب التشبيه في النصوص له أثره في إظهار قوة الشاعر وفصحاته، وحجة لسانه، كما هو الحال في هذه القصيدة، ولا يخفى على المتأمل صعوبة الظروف التي مرَّ بها الشاعر فجاء التشبيه ليعبر لنا عن هذه الظروف بكل سلاسة ووضوح.


التشبيه التمثيلي

حيث ظهر في المثال الآتي:

كأنَّ حدوج المالكية غُدوة

خلايا سفين بالنواصف من دد

شبَّه طرفة هنا مراكب المحبوبة بالسفن العظام. كما يشبَّه قائد هذه المراكب بقوله:


التشبيه البليغ

يشق حباب حيزومها كما

قسم الترب المفايل باليد

حيث شبَّه قائد المركب بالملاح الذي يشق البحر، فيقف في المنتصف ويتحكم في السفينة كما يُتحكم بالتراب في ظاهر اليد.[٢]


التشبيه المفصل

وتبسم عن ألمى كأنَّ منوراً     
تخلَّل حر الرمل دعصٌ له ندى

شبَّه ابتسامة محبوبته التي تنير وجهها بزهر الأقحوان الذي يؤربو في الرمال فينيرها بجماله.


التشبيه المجمل

وجهٌ كأنَّ الشمس حلَّت ردائها 
عليه نقي اللون لم يتخدد

يشبَّه هما الشاعر وجهها بالشمس من حيث الضياء والشعاع الذي يحط به دون عيب أو خط.


التشبيه المرسل

أمونٍ كألواح الأران نصأتها

على لاحب كأنَّه نهر بُرجد
يشبَّه الناقة بعظام التابوت العظيمة القاسية.  


التشبيه الضمني

جماليَّة وجناء تردي كأنَّها

سفنَّجة تبري لأزعر أربد
حيث شبَّهها بالنعام من حيث قلة الشعر وكثرة اللحم وجمال اللون المائل إلى الحُمرة. وفي بيت آخر يشبَّه شعر ذنبها بجناح  نسرٍِ أبيضٍ فيقول: 


التشبيه الملفوف

كأنَّ جناحي مصرخيَّ تكنَّفا

حفافية شُكَّا في العسيب بمسرد
وشبَّه الشاعر فخذي الناقة  بمصرعي قصر منيف  بجامع الصلابة والقوة فيقول:  
لها فخذان أُكمل النحض فيهما  
كأنَّهما بابا منيف ممرَّد[٣]

يُلاحَظ أنَّ الشاعر قد استكمل في استخدام أسلوب التشبيه جميع أركانه من أداة، ومشبَّه به ومشبه، فهو أسلوب واضحٌ صريح.








المراجع

  1. ياسمين صلاح (14/12/2020)، "قصة قصيدة ظلم ذوي القربي "، المرسال ، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2022. بتصرّف.
  2. "معلقة طرفة بن العبد"، شبكة الشعر.
  3. ديوان العرب (20/3/2006)، "معلقة طرفة بن العبد"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
6390 مشاهدة
للأعلى للسفل
×